الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
صدور رواية « حذاء فيلليني » للكاتب المصري وحيد الطويلة
الساعة 09:19 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


 

 

ضمن « منشورات المتوسط » بميلانو ( إيطاليا ) ، صدرت الرواية الجديدة للكاتب المصري وحيد الطويلة ، تحت عنوان : « حذاء فيلليني » . يقع العمل في 184 صفحة من القطع المتوسط ، ويتوزع على أربعة عشر مشهدا « تتقاطع وتتعامد عناوينهم مع عناوين سيرة المخرج الإيطالي فيلليني .

إما بشكل رمزي أو اعتباطي ، وأي تشابه بين افتراءات السارد وبين حياة فيلليني واختلاقاته ، هو محض استعارة فقط ! » كما ورد في الإشارة الختامية التي تذيل الرواية . فبعد رواية « باب الليل» ، التي طبعت عدة مرات وحصدت نجاحا نقديا واسعا باعتبارها من أكثر المتون السردية العربية التي كتب عنها في السنوات العشر الأخيرة ، يطل علينا وحيد الطويلة من زاوية أخرى بعيدة عن « المقهى»، التي اعتاد أن ينسج من داخلها عوالمه ومتخيله ، لنلفي أنفسنا أمام تركيبة فسيفسائية جهنمية من الأنواع الحكائية ، التي تمزج في بوثقتها بين الفن السابع و سيرة صناع سينما المؤلف و تقنيات المونتاج و سيرة التخييل الذاتي و التحليل النفسي و التحقيق السيكولوجي و الباروديا السوداء و نصوص الأسر و التحليل الثقافي لظاهرة القمع السياسي .

كل هذا بلغة صقيلة ذات طاقات إيحائية شاهقة ، و ضمن بناء معماري دقيق و متشابك ينفلت من أسر شتى التأويلات والمفاهيم ، ويخلط في توليفة فنية رفيعة بين الواقع والحلم والهذيان والافتراض والمونولوج الباطني . يهدي وحيد الطويلة روايته إلى « من صرخوا ولم يسمعهم أحد .

إلى من لم يستطيعوا أن يصرخوا ». وعلى ظهر الغلاف الرابع للرواية نقرأ الشهادة التالية للكاتب المغربي أنيس الرافعي : « فيلليني السينمائي هو سيد الاختلاقات بامتياز . وفيلليني الرواية هو الاختلاقات بلا سيد .

و وحيد الطويلة يبزغ من قلب المأساة والسخرية والعشق المهشم و امتهان الإنسان للإنسان ، كي يمحو الهوة بينهما حتى تغدو نسيجة الاختلاقات واقعا استعاريا ورمزيا بخيوط متشابكة ، وكلما سحبت خيطا وجدت يدا أخرى لامرئية تسحب بمعيتك خيطا آخر ، فتتشكل ضفيرة مركبة من المشاهد والسيرة .

طبعا ، كل هذا محض خداع مقصود ، لأن ثمة ساردا جبارا برتبة فنان للمونتاج يعيد بناء هذه التوازيات والتعامدات والتقاطعات مثل ساحر ، ويخرج في كل مرة من القبعة أو الحذاء أو بئر الذاكرة الجمعية المقموعة هرا ثقيل الظل أو جسدا مقهورا على السرير أو مارشيلو ماستورياني شخصيا .

الجميع هنا داخل هذه الرواية مهرجون و طغاة . جلادون وضحايا . دموع وابتسامات . قديسون وعهرة . الجميع هنا وجوه مضحكة أو أقنعة مبكية لمدرسة الواقعية الجديدة . ستوب . استراحة . أكشن ، ثم اشرع في النسيان مباشرة بعد القراءة . فعلى الأرجح هذا ما كان يجب أن يحدث . هذا ما لم يكن عليه أن يحدث قط . ستوب . استراحة . أكشن ، ثم يخرج لك من جهة اللامتوقع فيلليني ثالث يركب الفيل ويصرخ بملء حنجرته نيابة عن كل الذين لم يمتلكوا موهبة الصراخ أو صودرت منه بضربة مخلب في الحبال الصوتية . عمل روائي مدهش وفاتن حد الوجع ».

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص