السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
صدور رواية « حذاء فيلليني » للكاتب المصري وحيد الطويلة
الساعة 09:19 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


 

 

ضمن « منشورات المتوسط » بميلانو ( إيطاليا ) ، صدرت الرواية الجديدة للكاتب المصري وحيد الطويلة ، تحت عنوان : « حذاء فيلليني » . يقع العمل في 184 صفحة من القطع المتوسط ، ويتوزع على أربعة عشر مشهدا « تتقاطع وتتعامد عناوينهم مع عناوين سيرة المخرج الإيطالي فيلليني .

إما بشكل رمزي أو اعتباطي ، وأي تشابه بين افتراءات السارد وبين حياة فيلليني واختلاقاته ، هو محض استعارة فقط ! » كما ورد في الإشارة الختامية التي تذيل الرواية . فبعد رواية « باب الليل» ، التي طبعت عدة مرات وحصدت نجاحا نقديا واسعا باعتبارها من أكثر المتون السردية العربية التي كتب عنها في السنوات العشر الأخيرة ، يطل علينا وحيد الطويلة من زاوية أخرى بعيدة عن « المقهى»، التي اعتاد أن ينسج من داخلها عوالمه ومتخيله ، لنلفي أنفسنا أمام تركيبة فسيفسائية جهنمية من الأنواع الحكائية ، التي تمزج في بوثقتها بين الفن السابع و سيرة صناع سينما المؤلف و تقنيات المونتاج و سيرة التخييل الذاتي و التحليل النفسي و التحقيق السيكولوجي و الباروديا السوداء و نصوص الأسر و التحليل الثقافي لظاهرة القمع السياسي .

كل هذا بلغة صقيلة ذات طاقات إيحائية شاهقة ، و ضمن بناء معماري دقيق و متشابك ينفلت من أسر شتى التأويلات والمفاهيم ، ويخلط في توليفة فنية رفيعة بين الواقع والحلم والهذيان والافتراض والمونولوج الباطني . يهدي وحيد الطويلة روايته إلى « من صرخوا ولم يسمعهم أحد .

إلى من لم يستطيعوا أن يصرخوا ». وعلى ظهر الغلاف الرابع للرواية نقرأ الشهادة التالية للكاتب المغربي أنيس الرافعي : « فيلليني السينمائي هو سيد الاختلاقات بامتياز . وفيلليني الرواية هو الاختلاقات بلا سيد .

و وحيد الطويلة يبزغ من قلب المأساة والسخرية والعشق المهشم و امتهان الإنسان للإنسان ، كي يمحو الهوة بينهما حتى تغدو نسيجة الاختلاقات واقعا استعاريا ورمزيا بخيوط متشابكة ، وكلما سحبت خيطا وجدت يدا أخرى لامرئية تسحب بمعيتك خيطا آخر ، فتتشكل ضفيرة مركبة من المشاهد والسيرة .

طبعا ، كل هذا محض خداع مقصود ، لأن ثمة ساردا جبارا برتبة فنان للمونتاج يعيد بناء هذه التوازيات والتعامدات والتقاطعات مثل ساحر ، ويخرج في كل مرة من القبعة أو الحذاء أو بئر الذاكرة الجمعية المقموعة هرا ثقيل الظل أو جسدا مقهورا على السرير أو مارشيلو ماستورياني شخصيا .

الجميع هنا داخل هذه الرواية مهرجون و طغاة . جلادون وضحايا . دموع وابتسامات . قديسون وعهرة . الجميع هنا وجوه مضحكة أو أقنعة مبكية لمدرسة الواقعية الجديدة . ستوب . استراحة . أكشن ، ثم اشرع في النسيان مباشرة بعد القراءة . فعلى الأرجح هذا ما كان يجب أن يحدث . هذا ما لم يكن عليه أن يحدث قط . ستوب . استراحة . أكشن ، ثم يخرج لك من جهة اللامتوقع فيلليني ثالث يركب الفيل ويصرخ بملء حنجرته نيابة عن كل الذين لم يمتلكوا موهبة الصراخ أو صودرت منه بضربة مخلب في الحبال الصوتية . عمل روائي مدهش وفاتن حد الوجع ».

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً