الخميس 21 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الجمعة 15 نوفمبر 2024
خواطر لا تمثلني - هند دمّاج
الساعة 09:10 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

ذبول
فقدتُ شغفي في الحياة، وها أنا أشعرُ إنني وردة منسية في احدى رفوف مكتبةٍ قديمة تم هجرانها ونسيانها وبدأ الزمان بتغليفها بثوب بالٍ قديم يدعى "الذبول". 

انتظار الوهم 
لطالما اعتقدتُ أن لكل انسانٍ توأم روح، يكون معك في كل أوقاتك، يشعر بحزنك وفرحك، تجده كلما احتجت إليه، ويكملُ كل منكمَ الآخر؛ لكنني لم أجد توأم روحي هذا، لذا أظن أن الأمر مجرد كلام قيل في زمن ما وأثّر على الناس وتداولته الأجيال، أو انه كلامٌ قاله أحدهم وفهمهُ الناس بطريقةٍ خاطئة أو صاغه شخصٌ بمفهومه الخاص إلى أن وصل بنا الحال إلى انتظار هذا الشخص بفارغ الصبر. 

اتحاد النفس 
أفكر في مقولة "لاتحاد قوة" وأجدني أفكر كم هو رائع ومهم أن يطمأن الإنسان نفسه بأن الغد سيكون جميلاً رغم كل ما مر به من الصعاب، ذلك أن المقولة عندي لا تعني الاتحاد مع الآخرين وحسب كما هو متعارف عليه بل تعني أولاً الاتحاد مع النفس؛ أن يكون المرء متحداً فكرياً وعاطفياً، وأن يحب نفسه ويهتم لأمره وأن يُعلم نفسه كيف يكون قوياً. نعم إن الاتحاد قوة. 

الشجرة الحارس
تلك الشجرة الكبيرة التي تغطي نصف منزلي بظلال اغصانها مرتدية زيها الأخضر البهيج تشعرني دائماً بالحنين والطمأنينة، بشعور السلام يكتسح قلبي لينشر بداخله هدوءً يعيد ترتيب دواخلي؛ ففي الصيف تحمي اغصانُها المنزلَ من أشعه الشمس القوية وكأنها تحتضنه مواسيةً له. في الربيع منظرها لوحده، وهي ممتلئة بالزهور، يجعلني أشعر بالسلام و أن العالم بخير كما يقولون. أما في الخريف فأوراقها تنتشر حول المنزل بأكمله وتحيطه به من جميع الجهات كما لو كانت تطوقه بذراعيها وتحميه من خطر ما. واخيراً يأتي الشتاء، فتكتسي الشجرة ثوباً أبيضاً، و تتراقص أغصانها مع الرياح الباردة، كأنها عروسٌ في زفافها. إن مجرد التفكير في الأمر على هذا النحو يجعلني احب هذه الشجرة أكثر مما قبل، فهي بمثابة الحارس الأمين، ليس فقط للمنزل بل لي أيضاً .

المال يصنع السعادة
" المال لا يصنع السعادة"، جميعنا قد سمع هذه المقولة في حياته ولو لمرة واحدة، لكنني لا أتفق معها لأسباب كثيرة، فبالمال يمكن توفير المأوى والطعام واللباس وحتى تكوين عائلة سعيدة، وكل هذه الأشياء إن توفرت قلَّ مستوى التعب واليأس والأحزان، وسيكون المرءُ حينها سعيداً حتى لو كانت هذه السعادة مصدرها المال فقط. إن المال نعمة يجب أن نشكر الله عليها، ولا أظن أنه ينبغي على المرء أن يتجاهل هذه النعمة أو يقلل من شأنها. قد يقول بعضكم، أو ربما أغلبكم، أن المال ليس كل شيء، وهذا صحيح، فأنا لم أقل أن المال هو كل شيء في الحياة لكنه دون شك أحد أسباب السعادة والهناء، وهو ما لا ينبغي تجاهله أو التقليل من قيمته شأنه شأن بقية مسببات السعادة. 


مشاعر الأشياء 
هل فكرت من قبل بأن للأشياء والجمادات التي حولك مشاعر وأحاسيس؟ بالنسبة لي يراودني هذا الشعور دائماً، فهي تشعر بحالها وتشعر بنا أيضاً. تحزن إذا ما تم اهمالها أو نسيانها، وتأسى إذا لم تُلمس أو تُستخدم، أو إذا ما تم استبدالها بأشياء أخرى، كما أنها تفرح عند النظر إليها أو تنظيفها أو إذا ما منحت قليلاً من الاهتمام. هذا الأمر يصيبني بشعور غامض ممزوج بالحزن عليها، وهو الحزن الذي يدفعني للقيام بأشياء من أجلها، كأن أقوم مثلاً بإجلاس الدب المحشو المرمي بإهمال أسفل الغرفة خوفاً على مشاعره أو تعبه. يسبب لي هذا الشعور تجاه الأشياء اعباءً اضافية تقول أمي أنه لا داعي لها، كما يرهقني التفكير في مساعدتها كثيراً إلى الدرجة التي قد يصيبني فيها بالجنون... هذا إذا لم أكن قد أصبت به بالفعل. 

ما تقوله النافذة لي
نافذة غرفتي، بما تطل عليه من منظر، هي ملجئي الوحيد. هي عالية جداً مما يجعل رؤية الشارع أسفل عمارتنا العالية صعباً للغاية، فالناس ليسوا سوى نقاط سوداء في الأسفل تتحرك بعشوائية. هذا في الصباح، أما في الليل فالعالم يتغير تماماً، كما لو تم استبداله بعالم آخر، حيث يتم إضاءة كل المصابيح فتبدو المدينة بحراً من نور يتلألأ بألوان مختلفة. هذا هو السبب في كونها ملجئي، فإذا ما حزنت ذهبت أشكو همي لها، وإذا ما فرحت اذهب لها وأبوح لها بالسبب، وفي كل مرة يكون المنظر الذي تريني إياه حينها هو ردها عليَّ، وعلى الرغم أنه لا يتغير كثيراً إلا أنه يبهرني كما لو أني اسمعه لأول مرة. 

شمعة الثقة
الشمعة رغم انها مضيئة إلا أنها تتآكل ببطء، تصغر وتصغر إلى أن تختفي وتنطفئ، كحال ثقة الإنسان بنفسه تماماً. فقد يكون ذات يومٍ مضيئ، وفي ليلة وضحاها ينطفئ تماماً. 

نسيان
كيف لها أن تنسى والنسيان عدوها؟ كيف لها أن تعيش بشكل طبيعي بينما جزء منها في مكان بعيد؟ في مكان لا سيستطيع أحدٌ الوصول إليه إلا إن رحل وترك العالم والنسيان خلفه .

كل ما في الأمر 
الطيور تحلق والاسماك تسبح. الناس تمشي والبعض ينجح. تلميذُ في الصف وآخر في الخارج يمرح. وأنا هنا عالقةٌ بين أربعةِ جدران أضُيع وقتي في التفكير في هذه الأشياء كي لا أدرس... هذا كل ما في الأمر. 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص