السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
نحن حالياً أقرب لتطبيق النموذج اللبناني في الحكم
اعتبر الحوار بين الفرقاء السياسيين لعباً على الوقت .. د.عبدالملك عيسى أستاذ علم الاجتماع السياسي : إعلان عدن عاصمة ،قرار دعائي للضغط على الحوثيين
الساعة 20:59 (الرأي برس - الوحدة )


    اعتبر الدكتور عبدالملك عيسى استاذ علم الاجتماع السياسي في حوار معه ما يجري من حوار بين فرقاء العمل السياسي لعباً على الوقت ومراهنة على أي مستجدات أو تطورات خارجية يعتقد كل طرف أن الأمور ستكون في صالحه .

مستبعدا وجود أية نية للتوصل إلى اتفاق سياسي حقيقي إلا إذا استطاع الفرقاء عزل العوامل الخارجية عن الوضع السياسي الداخلي. .
وقال عيسى إن إعلان عدن عاصمة سياسية مؤقتاً أمر دعائي أكثر منه جديا وورقة ضغط سياسي ضد جماعة أنصار الله غير فعالة كما اعتبر وضع اليمن تحت البند السابع اجراء عبثيا لا يقدم ولا يؤخر في المعادلة السياسية والصراعية القائمة. منوها في هذا السياق بأن اليمن الآن أقرب لتطبيق النموذج اللبناني في الحكم اذ سيتم تقاسم النفوذ ما بين المكونات المختلفة على أسس مناطقية أو سياسية وليس طائفية وكذلك تقاسم النفوذ لبعض دول الإقليم بحيث لا يصبح اليمن ملحقاً لأي طرف إقليمي.

الى اين تسير الاوضاع السياسية والاقتصادية في اليمن؟

 حالياً هناك غموض كبير في صيرورة الأوضاع السياسية والاقتصادية في اليمن لكن من خلال الحقائق الثابتة يمكن القول بأنها تتجه نحو التحسن والاستقرار على المدى المتوسط وأقصد هنا من 3 إلى 5 سنوات وخاصة أنه تم تجريب كل الخيارات الممكنة من الاستفراد بالسلطة إلى الصراع العسكري ولم يتبق أمام الأطراف سوى اللجوء إلى تقاسم النفوذ بحسب الاحجام والشراكة في إدارة البلد.

بالنسبة للوضع الاقتصادي هو سيئ وسوؤه ليس بالأمر الجديد فمنذ حرب الخليج الأولى 1991 والاقتصاد اليمني يعاني من عدم الاستقرار والضعف في الهيكلية العامة إذ يعتمد على تصدير النفط دون أي بدائل أخرى حالياً يعاني من ضغط سياسي شديد ولكن لا أتوقع انهيار اقتصادي وشيك أو على المدى المتوسط.

كيف تقيم جلسات الحوار الجارية بين فرقاء العمل السياسي؟

 ما يجري من حوار بين فرقاء العمل السياسي هو عبارة عن لعب على الوقت ومراهنة على أي مستجدات أو تطورات خارجية كل طرف يحتسب أنها ستكون من صالحه فلا وجود لأي نية للتوصل إلى اتفاق سياسي حقيقي الا اذا استطاع الفرقاء عزل العوامل الخارجية عن الوضع السياسي الداخلي وفي هذا الامر صعوبة شديدة فدول الإقليم تفهم الوضع في اليمن بشكل خاطئ وتحاول دفع الأمور نحو الصراع لحفظ مناطق نفوذ معينة وهذا أمر خاطئ وفهم خاطئ لما يجري.

ألا ترى أن المتحاورين في «الموفنبيك» يبحثون عن محاصصة جديدة للمناصب؟

 قد يكون البحث عن المحاصصة أمراً تفصيلياً في الحوار القائم في «الموفنبيك» لأن باعتقادي أن وجود النية للوصول إلى اتفاق سيسهل الكثير من المسائل وبالتحديد المحاصصة فكل لديه القابلية للخوض فيها الصعوبة لا زالت باعتقادي سياسية بالدرجة الأولى.

إعلان عدن عاصمة سياسية مؤقتاً لليمن هل يعد حلاً للازمة الراهنة؟

 باعتقادي هو إعلان دعائي أكثر منه جدياً واستخدام للضغط السياسي ضد جماعة أنصار الله ولا أعتقد أنها ورقة فعالة فكيف بها ستكون حلاً.

برأيك..لماذا القوى السياسية لا تتعاطى مع مبدأ الحوار في ما بينهم دون تدخل الخارج ؟

 في ظل صراع إقليمي ودولي محتدم في كل دول الشرق الأوسط من ليبيا وتونس ومصر وسوريا ولبنان والعراق وحتى أوكرانيا من الصعوبة بمكان عزل اليمن عن هذا الواقع فالجغرافيا السياسية لليمن تحتم عليه أن يكون حجر ارتكاز لهكذا صراع للضغط على ملفات أخرى وتبادل نفوذ ما بين المتصارعين فتركيا وإيران وأميركا وروسيا وحلفاؤهم كل منهم يسعى لحسم معاركه ضد المحور المقابل وتحديد أكبر مناطق نفوذ قبل الوصول لاتفاق نووي بين إيران والدول الكبرى.

كيف تنظر إلى المطالبة الاقليمية والدولية بتفعيل البند السابع على اليمن؟

 في وضع معقد وعدم وجود قوة لمجلس الأمن على الأرض اليمنية وصعوبة حصار اليمن اقتصادياً فوضع اليمن على البند السابع لا يفيد في شيء وهو عبارة عن حبر على ورق لا يقدم ولا يؤخر في المعادلة السياسية والصراعية القائمة.

ماذا يعني لك انتقال الرئيس هادي ومسؤولين إلى محافظة عدن وكذا بعض السفارات العربية والأجنبية للممارسة أعمالها فيها ؟

 باعتقادي أنه أدى إلى جملة أمور منها: أنه جعل من هادي طرفاً في الصراع القائم بعد أن كانت صفحته طويت، وأثبتت الضعف السياسي لحركة أنصار الله وعدم تقديرها الصحيح للأمور ، أعادت التحالف بين المؤتمر الشعبي العام وحركة أنصار الله بعد أن اهتزت وكانت هناك بوادر صراع اعلامي بينهما والأهم من ذلك أنه نقل الانقسام السياسي والعسكري إلى الجنوب وعدن تحديدا ما بين لجان هادي الشعبية ولجان خصومه السياسيين منذ 86 والذين لن يقبلوا بحكم أبين من جديد .

هناك من يرى أن أيام الوحدة اليمنية باتت معدودة خاصة وأن «انصار الله» ما يزالون مسيطرين على العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة..ما قولك في ذلك.؟

 لا أعتقد أن هناك ارتباطاً بين بقاء الوحدة اليمنية وسيطرة أنصار الله على العاصمة صنعاء فعوامل بقاء الوحدة اليمنية سياسية واجتماعية واقتصادية وعسكرية من الصعوبة تجاوزها حالياً لا من قبل الشمال ولا من قبل الجنوب لذلك لا خوف عليها مطلقاً.

في ظل التحشيد القبلي المسلح في محافظة مارب وكذا المحافظات الجنوبية ..هل تتوقع نشوب حروب عسكرية بين جماعة الحوثي والقبائل المناهضة لها؟

 وارد جداً نشوب حرب في محافظة مارب إذا استمر التحشيد الإعلامي والعسكري والمناطقي وفي ظل استمرار انسداد الأفق السياسي ولا أتوقع حرباً بين المحافظات الجنوبية وأنصار الله .

من وجهة نظرك.. ما هو السيناريو السياسي الذي يطبخ لليمن الآن ومستقبلا؟

 نحن حالياً أقرب لتطبيق النموذج اللبناني في الحكم وباعتقادي أنه سيتم تقاسم النفوذ ما بين المكونات المختلفة على أسس مناطقية أو سياسية وليس طائفية وكذلك تقاسم النفوذ لبعض دول الإقليم بحيث لا يصبح اليمن ملحقاً لأي طرف إقليمي.

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
1
2015/08/06
سيدي
تصحيح الصورة
الصورة صورة دكتور موريتاني وليس يمني الرجاء التاكد من المصدر
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص