الخميس 21 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الجمعة 15 نوفمبر 2024
الطيب بشير: اليمن تحول إلى محرقة للقوات السودانية
الساعة 20:19 (الرأي برس - عربي )

موقف النظام السوداني تجاه الحرب على اليمن كان متوقعاً كنظام رسمي يخضع للوصاية الخليجية ولكنه لا يعكس موقف الشعب السوداني الذي تربطه بالشعب اليمني روابط الدم والنسب


اتهم الشيخ الطيب بشير، رئيس «رابطة أبناء السودان لمناهضة الحرب على اليمن» بصنعاء، الرئيس السوداني عمر البشير بالزج بالآلاف من الجنود السودانيين إلى محرقة في اليمن، معتبراً أن مشاركة وحدات من الجيش السوداني لا تعبر عن الشعب السوداني. وكشف في مقابلة لـ«العربي» كيف شارك نظام البشير في التخطيط للحرب على اليمن. 


كيف ترون موقف الحكومة السودانية تجاه الأزمة اليمنية؟ 
موقف النظام السوداني تجاه الحرب على اليمن كان متوقعاً كنظام رسمي يخضع للوصاية الخليجية، ولكن موقف النظام لا يعكس أو يعبر عن موقف الشعب السوداني الذي تربطه بالشعب اليمني روابط الدم والنسب، والعلاقات بين الشعبين متينة، والسودانيين عبروا عن موقفهم الرافض للاعتداء على شعب عربي مسلم.


لماذا عبَّرتم عن رفضكم للحرب على اليمن؟ 
موقفنا الرافض لهذه الحرب أقل واجب نقوم به كتضامن مع الشعب اليمني، ومنذ الوهلة الأولى لهذه الحرب عبَّرنا عن موقفنا كرابطة أبناء السودان في اليمن، من الحرب بالرفض، وكذلك كان لنا موقف من مشاركة الخرطوم في الحرب. عقدنا بتاريخ 6/4/2015، مؤتمراً صحافياً أعلنا فيه موقفنا، وأكدنا ذلك في بيان آخر في تاريخ 22/10/2015، عندما أقدم نظام البشير على إرسال أول كتيبة للمشاركة إلى جانب التحالف، واعتبرنا ذلك القرار خيانة صريحة، وحمَّلنا نظام الخرطوم المسؤولية، والشعب السوداني داخل الوطن وخارجه يقف مع موقفنا الرافض لمشاركة السودان في الحرب على اليمن. 


بإعتباركم جالية سودانية في اليمن، هل تواصلت معكم حكومة الخرطوم قبل أو أثناء الحرب؟ 
حكومة الخرطوم طلبت إجلاء الجالية السودانية من اليمن تحت مبرر مخاوف أمنية قبل العدوان بأيام، وهو ما يؤكد أن نظام البشير كان مشاركاً في التخطيط لهذه الحرب الظالمة، وإلحاح نظام البشير على إجلاء جميع السودانيين حينذاك، كان محل شك من قبلنا، فرفضنا الخروج من اليمن .


كم يبلغ عدد من أجلتهم الخرطوم من المواطنين السودانيين؟ 
لم تقم الحكومة السودانية بإجلاء مواطنيها بل تم الإجلاء عبر السعودية، وبتمويل سعودي، وبلغ عدد الذي غادروا قرابة الـ4 آلاف سوداني. 


وكم عدد المتبقين من أبناء الجالية السودانية؟ 
الذين لا يزالون في اليمن لا يتجاوز عددهم الـ 400 شخص، والبعض منهم قتل في الحرب، أكان في صنعاء أو في صعدة أو في مناطق أخرى بغارات «التحالف العربي».


هل هناك قوى سياسية في الداخل السوداني ترفض مشاركة السودان في هذه الحرب؟ 
نعم هناك رفض شعبي متصاعد، وهناك رفض حزبي، فمواقف «حزب الأمة» و«الحزب الشيوعي السوداني» وقوى المعارضة، ترفض رفضاً مطلقاً، مشاركة قوات سودانية في الاعتداء على الشعب اليمني.


لكن هناك من يقول بأن مصالح السودان الاقتصادية مع الرياض أحد أبرز دوافع المشاركة؟ 
لا يوجد أي مصالح للشعوب بقتل شعوب آخرى، ولذلك هناك مصالح للبشير وليس للسودان. البشير ونظامه معاديان للشعب السوداني، ويتخذ قرارات مخالفة لاتجاهات الشعب، ولقد كان موقفنا الرافض لمشاركة تلك القوات صائباً منذ البداية، فاليوم القوات التي تقاتل إلى جانب التحالف تتعرض لمجازر يومية، جثث ضباط وجنود السودان مرمية في صحاري جبهات ميدي والمخا، ويتعامل التحالف معهم بدونية. وكل ذلك سببه الرئيس البشير الذي زج بالآلاف من السودانيين في محرقة اليمن، مقابل حفنة من المال السعودي.


هل أخلفت الرياض وعدها للبشير بدعم نظامه مالياً؟ 
البشير دخل لعبة لا يحمل أوراقاً سياسية ولا أساسية فيها، والسعودية وعدته بحمايته من العقوبات الدولية والجنائية المفروضة عليه شخصياً، ولذلك فإن البشير يدفع بالآلاف من الجنود السودانين إلى محرقة الموت في اليمن مقابل سلامته فقط، باعتباره متهم بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية ومطلوب لمحكمة الجنايات الدولية.


مؤخراً إتجه البشير نحو روسيا، هل يعد ذلك مؤشراً على تدهور العلاقات بين الرياض والخرطوم؟
حتى إذا حدث خلاف بين الرياض والخرطوم لن يستطيع نظام البشير الخروج من دائرة الوصاية الخليجية، فإن خرج من وصاية الرياض لن يستطيع الخروج عن وصاية الدوحة. نظام البشير نظام إخواني بامتياز، ومحكوم بأجندة إقليمية ودولية ومشارك فيها، وتسعى تلك الأجندة لتفتيت المنطقة العربية وتنفيذ مشروع «الشرق الأوسط الكبير»، الذي سينقل إسرائيل من الاحتلال إلى الهيمنة على المنطقة.


هل بات اليمن ساحة تصفية لقوات سودانية تابعة لمراكز قوى على خلاف مع البشير؟
المشاركون في العدوان على اليمن لا يعتبرون من الجيش السوداني الوطني، فنظام البشير عمل على تفكيك الجيش السوداني الوطني واستبدله بجيش النظام، وهناك خلافات داخل مراكز قوى داخل نظام البشير، ولذلك الجنود والضباط الذين يشاركون في الاعتداء على اليمن ينحدرون إلى دارفور وإلى مناطق جنوب شرق السودان، وهم ضحايا صراع أجنحة داخل النظام. 


كم بلغ عدد قتلى الجيش السوداني في اليمن، كيف تقيمون تعامل «التحالف» معه؟ 
«التحالف العربي» يسترخص أبناء السودان المشاركين في العدوان على اليمن، وعدد قتلى القوات التي دفع بها البشير مقابل حمايته من محكمة الجنايات الدولية لا يقل عن 1500 قتيل وجريح. 
وما يحدث للجيش السوداني في معارك ميدي والساحل الغربي أمر طبيعي لقوات زج بها في معارك لا ناقة لها ولا جمل، بل تم بيع المشاركين فيها بالمال لآل سعود، ولذلك تعرضت قوات سودانية للإبادة الجماعية بغارات شنها طيران «التحالف» في المخا وميدي .


وكذلك تعرضت قوات سودانية للقتل بنيران صديقة وقصفت مواقعها في أكثر من جبهة بالمدفعية. 
باعتباركم رئيس «رابطة ابناء السودان في اليمن»، ما دوركم في وقف تلك المؤامرة التي يتعرض لها أبناء السودان؟ 
الشعب السوداني قادر على زيادة الضغط على نظام البشير لوقف إرسال المزيد من القوات والإنسحاب من اليمن، فالإنسحاب أصبح اليوم مسألة كرامة للجيش السوداني الذي يقدم كقربان لآل سعود. سوف نستمر مع أهلنا في السودان بمواصلة الضغوط على النظام لإيقاف هذا الاسترخاص لدماء أبناء السودان.


رسالتكم لأسر وأهالي القوات المشاركة في حرب اليمن؟ 
رسالتي إلى أباء وأمهات الجنود والضباط المشاركين في الاعتداء على الشعب اليمني، من العار أن نلتزم الصمت وأن نقبل أن يباع أبناءنا من قبل نظام البشير بحفنة من المال، فأبناء السودان ليسوا مرتزقة كما يقدمهم البشير ونظامه، لذلك دعوتي لكل سوداني حر وكريم أن يوقف استرخاص دماء أبناء السودان من قبل البشير والسعودية في حرب اليمن. 


رسالتكم إلى الحكومة السودانية؟ 
لن نغفر لنظام البشير مشاركته في الاعتداء على شعب كريم ومسالم، كالشعب اليمني، وسوف نحاكمه على الدماء السودانية واليمنية التي سفكت في هذه الحرب، ولن يكون هناك أي تسوية بيننا كمعارضين لنظام البشير وبين النظام على الدماء.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص