الجمعة 20 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
د.الذيفاني: ما يحدث في اليمن صورة مصغرة لما حدث للعراق
الساعة 20:25 (الرأي برس-متابعات)


دعا أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور/ عبد الله الذيفاني القوى السياسية وكذا المكونات الثورية والشباب الذين ضحوا في السنين الماضية أن يأخذوا زمام المبادرة ومثلهم الأكاديميين والسياسيين وأنصار السلم أن يخرجوا بصوت مرتفع يقولون لهذه الهمجية وهذه البربرية: كفى نحن لا نريد مليشيات مسلحة لأي طرف لا نريد دماً يسفك لأي طرف نريد بلداً آمناً ونريد دماً مصوناً ونريد مواطناً كامل المواطنة لا انتقاص في مواطنته لأي سبب من الأسباب.. جاء ذلك في حوار قصير معه مع صحيفة "أخبار اليوم".. نص الحوار:

 

* اليوم اليمن تتجه إلى طريقين؛ إما ثورة عارمة تصحيحية وإما طريق آخر وهو الحرب الأهلية المدمرة كيف تقرأ هذه الخيارات؟.

 

- إلى الآن لم أرَ لم ألمس لم أسمع لم أشاهد لم لم ولم .. أن هناك طريقاً نحو التغيير الذي ننشده نحو الدولة المدنية التي حلمنا بها نحو دولة النظام والقانون نحو دولة المؤسسات ما أشاهده هو حروب هناك

وهناك ما أشاهد هو مليشيات مسلحة تنتشر في كثير من المدن والمحافظات ما نشاهده هو إقبال على السلاح من قبل اطراف كثيرة, ما نشاهده أن المجتمع ربما يُحضّر لمعارك لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى, ما نشاهده اليوم يحتاج إلى وقفة حقيقة من القوى التي تدعي أنها تنتصر للتغيير وتعمل من اجل الوصول إلى الدولة المدنية, لا بد من موقف حازم وحاسم يوقف هذا المد الذي سيفجر اليمن وسيجعلها ساحة قتال لا يستفيد ولن يستفيد منها إلا أعداء اليمن بكل المقاييس .
 

*ألا توجد أي مؤشرات لتجاوز الوضع والخروج باليمن من أزماته الطاحنة ؟

 

- أي تغيير حقيقي والتمدد الحوثي على سبيل المثال والميليشيات التي تقتحم الوزارات وتفرض رقابة ثورية باسم من؟. "لا ادري والله!". وتدخل الوزارات وتوجه توجيهات تمنع الوزارات من ممارسة مهام معينة وتفرض نفسها حارسة أمنية على حق باسم الشعب لا أدري من هو الشعب الذي يصوت ويعني مفروض أنها تسمي نفسها لجان حوثية وأنها تعمل باسم الحوثي وهذه مسألة ستكون لها تفسيراتها, لكن أن تكون قضية أن تصبح الأمور منفلتة وهيبة الدولة كل يوم تضيع والجيش كل يوم يتوارى والأمن صوته يخفت.
 

 

*أين هي المؤشرات للدولة المدنية الحديثة, أين هي المؤشرات التي تقول لنا انه فعلا أن البلد تسير نحو بناء الدولة بكل المعاني والإبعاد التي عرفناها ودرسناها وانتظرناها طويلا وخرج الناس جميعا  الثورة الشبابية الشعبية السلمية في 2011م من اجل التعبير عنها وقدموا ازكى ما ليدهم من دماء وأرواح وتضحيات مختلفة؟.

 

-اعتقد بان على القوى السياسي أن تتخذ زمام المبادرة وان تتخذ موقفاً سلباً لمنع التجاوزات والعودة إلى تنفيذ مخرجات الحوار والسير في بناء الدولة المدنية الحديثة وتنفيذ اتفاقية السلم والشراكة التي هي الآن حبر على ورق وهذا الحبر لن يكون لها قيمة مالم يبعث فيه الحياة من قبل الأطراف الموقعة عليه لا بد من سحب الأسلحة من المليشيات لابد من تحرير البلد من السلاح والعودة إلى القلم العودة إلى الفكر العودة إلى العقل العودة إلى إنتاج المعرفة إلى إنتاج الدولة التي بدونها لن نستطيع أن ننتقل إلى مستقبل أفضل ومستقبل آمن ومزدهر ومستقر .

 

* أمام هذا الوضع السياسي وتصدعه والانهيارات الاقتصادية والاختلالات الأمنية وأمام ووصول السياسيين إلى وضع لم يستطيعوا تقديم حلول يرى الناس بأن اليمن تمر أمام خيارين؛ إما ثورة عارمة أو حرب مدمرة, هل يعني أننا بحاجة إلى ثورة وهل البلد قادر على تحمل هذه الثورة؟

 

- الثورة التي نريد ليست ثورة البندقية ولكن ثورة الفكر أن تكون ثورة مستمرة سلمية تخرج إلى الشوارع إلى هذه الدولة ترفض المليشيات تنبذ العنف تنبذ السلاح تدعو إلى الأمن والاستقرار ترفض حل الجيش لأنه ما يحدث الآن كأنه صورة مصغرة لما حدث للعراق.

حل الجيش والقوات المسلحة والأمن واستبداله بقوة مليشيات هذه مسألة لابد أن يرفضها المجتمع بدعوى انتمائه إلى حضارة اليمن, اليمن دولة لها في التاريخ ولها في مراحلة التاريخ إسهامات عظيمة في الجانب المدني والثقافي ينبغي أن تكون الثورة في هذا الاتجاه ثورة مستمرة من اجل البلد ليس من اجل البندقية؛ ثورة بصدور عارية ثورة سليمة ترفض هذا العنف المبتذل الذي اصبح يسفك بدم بارد وأصحبت الأرواح تزهق بدم بارد.

يعني لم يعد هناك قيمة للإنسان لا لدمه ولا لماله ولا لأمنه ولا لاستقراره يعتقد بان هذه الثورة التي نريد لكي لا نصل إلى حرب أهلية. الحرب الأهلية لن تبقي ولن تذر الحرب الأهلية معناها أننا ندخل في انفاق لا يمكن أن نخرج منها بيسر ولا بسهولة ولا بمسافات زمنية قريبة كما يعتقد البعض الدخول سهل لكن الخروج صعب جداً.

 

* ألا يوجد سيناريو للخروج بالبلد من هذا الوضع؟

 

- نقول العمل السلمي واحتشاد أنصار الدولة المدنية أنصار المجتمع المدني هم الذي سيفرضون الحل

وهم الذي سيكون على أيديهم بوابة الخروج من هذا التيه الذي نعيشه. على القوى السياسية التي فيها حياء أن تكون مبادرة وعلى المكونات الثورية أن تأخذ أيضاً زمام المبادرة على الشباب الذي ضحوا في السنين الماضية أن يأخذوا زمام المبادرة على كل الأكاديميين والسياسيين وأنصار السلم أن يخرجوا بصوت مرتفع يقولوا لهذه الهمجية وهذه البربرية كفى نحن لا نريد مليشيات مسلحة لأي طرف لا نريد دماً يسفك لا طرف نريد بلداً أمناً ونريد دماً مصوناً ونريد مواطناً كامل المواطنة لا انتقاص في مواطنته لأي سبب من الأسباب.
 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً