- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، في سبتمبر 2014، اتجهوا صوب وسائل الإعلام، لترهيب الصحفيين، من خلال اقتياد بعضم إلى المعتقلات، الأمر الذي دفع الكثيرين منهم إلى ترك أعمالهم، والبقاء في منازلهم، ومنهم الصحفي محمد عبدالملك الصلوي، الذي لم يجد خياراً سوى البقاء في منزله، بدون عمل، ما جعله يقرر مغادرة صنعاء والاتجاه إلى عدن (جنوب اليمن)، دون أن يدور بخلده أن ذلك سيقوده إلى أحد معتقلات الحوثيين المنتشرة في أماكن سيطرتهم.
تجاوز الصلوي الكثير من النقاط الأمنية التابعة للحوثيين، وهو في طريقه إلى محافظة عدن، في منتصف أكتوبر 2016، ولدى وصوله مديرية القبيطة التابعة لمحافظة لحج (جنوب اليمن)، أوقف أفراد نقطة تابعة للحوثيين، سيارة الدفع الرباعي، التي كان يستقلها مع ثلاثة آخرين، وأشار أحد أفراد الأمن بيده إليه، طالباً منه هويته، وبمجرد النظر في بطاقة الهوية، أنزلهم جميعاً من السيارة، وأعادوهم إلى إدارة أمن الراهدة التابعة لمحافظة تعز.
وهناك أفرجوا عن الركاب الثلاثة، وأبقوا الصلوي في زنزانة إدارة الأمن، وفي منتصف الليل صعدوا به إلى سطح مبنى الإدارة، أقعدوه أرضاً وهم يشهرون أسلحتهم في وجهه، مع استمرارهم في التحقيق معه، وفق روايته لـ”المشاهد” ذكريات الاعتقال المؤلمة التي عاشها في زنزانة الحوثيين.
يقول: “لم تكن أسئلة تحقيق، كانوا يريدون إلباسي تهمة القتال في جبهة الصلو، لمجرد أن لقبي يرجع لتلك المنطقة، ولما فشلوا وعرفوا أني صحفي، عادوا ليتهموني بالعمل لصالح قناة (يمن شباب) الخاصة”.
نُقل الصلوي على متن سيارة برادو جنوباً باتجاه منطقة الشريجة، التابعة لمحافظة تعز، وهي إحدى جبهات القتال مع القوات الموالية للحكومة الشرعية، وسلموه لأفراد نقطة عسكرية تابعة للحوثيين. وهناك وضعوه في غرفة ضيقة بخمسة معتقلين، بلا فراش ولا حمام ولا ماء، وبها فئران وثعبان.. “أمضينا يومين بدون ماء حتى شارفتُ على الهلاك، ترجينا أحدهم وأعطيته نقوداً، وفعلاً اشترى الماء وأنقذنا”.
اليوم الثالث، جاء مسلحون، واقتادوا الصلوي، معصوب العينين، موثق اليدين، والسلاح على رأسه وظهره، إلى وادٍ به أشجار وشوك، حتى وصل إلى مكان ما ليس بالقريب، حيث وجد قادتهم، الذين باشروا تهديده للاعتراف بذات التهمة “العمل لصالح يمن شباب”، ومع إصراره أنه يعمل لصالح وكالة “سبأ” فقط، “أقسم المحقق أن يدخلني مكاناً لا أعرف فيه الشمس”.
أعيد محمد إلى غرفته، لينقل بعد يومين برفقة مسلحين، إلى مدينة الصالح، شرق تعز، والتي تعتبر مركز قيادة الحوثيين في تعز، وفيها معتقل رئيسي، سيئ الصيت.
أنزل الصحفي في زنزانة أرضية مظلمة، قذرة، خالية من الفرش، تكتظ بعشرات المعتقلين، بينهم نحو 80 مختلاً عقلياً، بعضهم بحالة جنون مفرطة، إذ فيهم العاري، ومن يتبول على نفسه، بل كان هناك من يشرب بوله.
“مر علي اليوم الأول كسنة. لأربعة أيام لم أستطع النوم، بسبب المجانين والكتن والقمل، لم نستطع النوم. شارفنا على الجنان” كما يقول، مضيفاً: “كان علي أن أتحمل وأتأقلم، ماذا أفعل؟ لا حيلة لنا”.
قرابة شهر قضاها في معتقل الصالح شرق مدينة تعز، قبل أن ينقل إلى معتقل الأسرى بمدينة ذمار، حيث بدا الوضع أشد قسوة. ترك محمد ورفاقه لخمسة أيام، في غرفة كبيرة، بدون أي غطاء أو فراش، في مدينة تتصدر مدن اليمن في معدلات الصقيع في ذلك الوقت من السنة.. “كدنا نموت من البرد”، حسب تعبيره.
في اليوم السادس، أدخل محمد زنزانة أخرى، عبارة عن صالة طعام كبيرة، كانت تزدحم بأكثر من 120 معتقلاً، بعضهم مصابون وجراحهم متعفنة، لعدم المجارحة والنظافة.
كحال المعتقلات السابقة التي مرّ بها الصحفي، لم يكن حظه ليرمي به في زنزانة تخلو من مجانين بحالة مزرية، لكن عزاءه كان في كثرة العقال هذه المرة.
وبعد مضي 10 أشهر من اعتقال الصلوي، أبلغه الحوثيون أنه أسير حرب، وأن عليه مقايضة حريته مقابل أسير حوثي لدى المقاومة، كما حدث مع زميله تيسير السامعي. لم يكن مجدياً لهم محاولة إقناع المشرفين الحوثيين أنهم صحفيون، وليسوا أسرى حرب.
ومُكّن الصلوي من التواصل مع أسرته، ومع عدد من زملائه ونقابة الصحفيين وقيادة وكالة “سبأ”، وشرح لهم وضعه وظروف اعتقاله، وشروط حريته.
الآن، عرف أهله فقط أنه اعتقل، بعد انقطاع اتصالهم به، لكن قضيته ظلت قيد التكتم خشية الإضرار به.
وأصدرت نقابة الصحفيين حينها بياناً، وبذل كثير من أصدقائه جهوداً للإفراج عنه. كما بذلت منظمة مواطنة، والمحامية سماح سبيع، بدرجة أساسية، جهوداً كبيرة، إضافة لاهتمام ومتابعة الصحفي محمد عايش، والقيادي الحوثي سلطان السامعي.
أفرج عن الصلوي بعدما نجح أولئك في إقناع رئيس الوكالة المعين من الحوثيين، ضيف الله الشامي، بضرورة التدخل.
واتصل الشامي بمسؤول الأسرى في ذمار، وطلب منه أن ينقل الصلوي فوراً إلى مكتبه بصنعاء، لينال حريته بعدها.
وفي تعز، حيث يقيم الصلوي، بعدما انتقل إليها، أبلغ “المشاهد” أنه منقطع عن العمل حالياً، في “استراحة محارب”، يأمل أن يستأنف نشاطه الصحفي عما قريب، بعدما يتهيأ لذلك نفسياً، ويجد الفرصة المناسبة للعمل.
الصلوي وبعض من الصحفيين تم الإفراج عنهم، لكن المشكلة أن جماعة الحوثي لم تتوقف للحظة واحدة عن اعتقال مزيد من الصحفيين، إلى جانب الذين يقبعون في معتقلاتها منذ العام 2015، دون تهم صادقة، غير أنهم صحفيون وكفى، إذ لا تقل تهمة “الصحافة” خطورة عند الحوثيين عن تهمة “القتال” في الجبهات التابعة للحكومة الشرعية، بل هي أخطر، وفق تصريحات زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، في أحد خطاباته المتلفزة.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر