الخميس 21 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أسواق القات لم تتأثر بالأزمة
الساعة 21:55 (الرأي برس _ المشاهد)

يحرص النازح في محافظة مأرب (شرق صنعاء) حسن أبو محمد، يومياً على شراء القات، رغم الظروف الاقتصادية التي يمر بها كنازح، لكنه يقول إنه غير قادر على الاستغناء عن القات، في مدينة لا يوجد فيها متنزهات لقضاء وقت العصر من كل يوم.


أبو محمد ينفق 2000 ريال يمني يومياً، على القات، بمعدل 60 ألف ريال بالشهر، 728 ألف ريال سنوياً، وهو ما يفعله غيره من متعاطي القات يومياً في مأرب وبقية المحافظات اليمنية.
ويقول سلطان الجوفي، أحد تجار المواد الغذائية في مدينة مأرب: لو تنفق هذه الأموال على المواد الغذائية لإطعام الأسر، لما احتاج الناس لمساعدات الآخرين.
أسواق القات هي الوحيدة التي لم تتأثر بهبوط سعر الريال اليمني مقابل الدولار، ولم تشهد كساداً كما هو حال بقية أسواق السلع الأساسية، نتيجة ضعف القدرة الشرائية.
من العاشرة صباحاً، يتجمع اليمنيون بأسواق القات، قبل أن يصل الباعة إليها، ومع الظهيرة تبدأ ذروة البحث عن القات الذي يجلبه تجاره من محافظات صنعاء وتعز والبيضاء، إلى مدينة مأرب، وفق ما رصده “المشاهد”.
وتعد مأرب واحدة من 7 محافظات هي حضرموت وشبوة والمهرة وعدن وأبين والحديدة، التي لا يزرع فيها القات مطلقاً، ويعتمد سكانها على جلبه من 14 محافظة يمنية أخرى.
وبدلاً من الاستغناء عن القات في ظل الوضع الاقتصادي المتردي، إلا أن الملاحظ هو الإقبال الشديد على شرائه وبأثمان باهظة، وانتشار تعاطيه بشكل كبير في محافظة لا يزرع فيها القات.
هذا الإقبال الشديد الذي يتضح من خلال الازدحام الشديد في الأسواق، دفعنا في موقع “المشاهد” للسؤال عن سر الإقبال بهذا الشكل على القات، لنقرأ الأسباب، وما المبررات التي تدفع متعاطيه لبذل آلاف الريالات بشكل يومي.
ويرى يحيى السقير، إعلامي وناشط، أن من أسباب الإقبال على تعاطي القات، هو التفكير الجمعي، كون تعاطي القات ظاهرة جماعية، يتأثر الشخص به منذ الصغر، ويصير مدمناً على تعاطيه مهما كانت الظروف.
ويقول: لا يمكن أن تمنع يمنياً من القات، أصبح من لوازم الشخصية اليمنية. مضيفاً لـ”المشاهد”: “الطالب والعامل والموظف يرى أنه يساعد على إنجاز العمل، أو هكذا تصورنا”.
الجندي في الجيش الحكومي رياض علي، يتعاطى القات يومياً مع زملائه خلف متاريس الجبهات، كي يسهروا الليل، حتى لا يتسلل مسلحو الحوثي إلى متاريسهم، والطرف الثاني يفعل الأمر نفسه، كما يقول لـ”المشاهد”.
وعلى الرغم من حاجة ملايين اليمنيين للغذاء، فإن البعض لا يكترث لهذه المشكلة التي تحدق بالأطفال في الكثير من المناطق، إذ ينفق المسؤولون الحكوميون ملايين الريالات لشراء القات يومياً، إذ يصل متوسط ما ينفقه المسؤول الواحد على القات يومياً إلى 10 آلاف ريال، وهو ما يفعله مسؤولو سلطة الأمر الواقع في صنعاء.
ويؤكد باعة قات أنهم استفادوا مالياً، نتيجة بيع القات في سنوات الحرب، أضعاف ما كان عليه حالهم قبلها.
ويقول نادر صلاح (اسم مستعار) إنه لا يبيع القات لأي شخص، لأن لديه زبائن، أغلبهم من المسؤولين، ممن يدفعون مبالغ كبيرة على رزمة القات يومياً.
ويضيف لـ”المشاهد”: “لا أخفيك أني استطعت شراء منزل وسيارة، مما ربحته من بيع القات خلال سنوات الحرب”.
وفي كل مرة، تطلق المنظمات الإنسانية تحذيراتها من شبح المجاعة الذي يتهدد اليمن، تزداد أسواق القات ازدحاماً، رغم أن الكثيرين مجمعون على عدم فائدة تعاطيه.
ويقول راجح الأرحبي، الذي لم يتعاطَ القات منذ طفولته، إن القات يستنزف المال، المخصص لحاجات الأسر الضرورية، من الطعام والدواء.
في المقابل، يجني مزارعو القات ملايين الريالات سنوياً، ولولا القات، لصاروا ضمن الأسر التي يفتك الجوع بها في اليمن.
مزارع القات هاشم الهمداني، وجد في أسواق مأرب فرصة أكبر لتسويق قاته إليها، في ظل الازدحام الشديد الذي تشهده المدينة، منذ بدء الحرب قبل 4 سنوات، كما يقول.
ويضيف: “المزارعون وتجار القات، يربحون الكثير من المال في أسواق مأرب، لأنها محافظة لا يزرع القات فيها، كما أنها مكتظة بالنازحين، وهذا مربح لنا كثيراً”.
ونزح إلى مأرب أكثر من مليون مواطن يمني خلال سنوات الحرب التي تشهدها اليمن منذ سبتمبر 2014.
ويؤكد سكان محليون في مدينة مأرب، أنها شهدت عمراناً كبيراً خلال الفترة الماضية، وزارد سعر العقار فيها 600%، علماً أن المدينة كانت شبه مقفرة حتى نهاية العام 2014، مشيرين إلى أن هذا الازدحام الذي تشهده المدينة أسهم بشكل كبير في اتساع أسواق القات، وزيادة أسعاره، مقارنة ببقية المحافظات.
ويقطع تجار القات مسافة كبيرة في السفر من المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، لكي يصلوا بالقات إلى مدينة مأرب، نتيجة إغلاق الطرق المؤدية إلى المدينة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص