الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
اليمن ما بعد الحوثي.. شبح المواجهة
الساعة 18:04 (الرأي برس ـ تقرير)

تقرير أميركي حديث يشير إلى أن الأزمة الأخيرة في اليمن تثير شبح مواجهة الولايات المتحدة لمخاطر متزايدة في بلد عربي آخر دون وجود شركاء أقوياء في بيئة حافلة بأعمال العنف..

التقرير الذي أعده روبرت وورث نشرته صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان "انقسام اليمن المحتمل يفرض تهديداً على الولايات المتحدة", قال فيه إن المسئولين الأمريكيين كانوا يشيرون حتى أشهر مضت إلى الانتقال السياسي في اليمن من عهد الاستبداد إلى رئيس منتخب بوصفه نموذجاً للحكومات العربية التي تمر بمرحلة ما بعد الثورة.

وتابع التقرير "ولكن المعارك اليومية التي تدور بين الفصائل المتنازعة في العاصمة اليمنية حولت الرئيس إلى رئيس صوري محاصر داخل مقر إقامته.

وتقف البلاد على ما يبدو كحافة الانقسام بصورة من شأنها تعزيز نفوذ كل من إيران وفرع تنظيم القاعدة في اليمن, الذي أعلن مسئوليته عن أول هجوم إرهابي تشهده باريس هذا الشهر.

ويشير التقرير إلى أن الأزمة الأخيرة في اليمن تثير شبح مواجهة الولايات المتحدة لمخاطر متزايدة في بلد عربي آخر دون وجود شركاء أقوياء في بيئة حافلة بأعمال العنف الطائفي. ورغم أن المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون الآن على الدولة يخوضون حرباً ضد تنظيم القاعدة, فإنهم متحالفون أيضاً مع إيران والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

متنفس إرهابي

ويوضح التقرير أن تزايد نفوذ الحوثيين قد يفتح الباب أمام صراعات داخلية حادة من شأنها أن تمنح متنفساً لتنظيم القاعدة, الذي شن العديد من الضربات ضد الولايات المتحدة. ويعد الرئيس اليمني المنتخب, عبد ربه منصور هادي, حليفاً أمريكياً هاماً ولكنه لا يتمتع تقريباً بأي تأييد داخلي.

وينقل التقرير عن أبريل ألي, وهي محللة في مجموعة "كرايسيس" الدولية, قولها إن "الدولة اليمنية كانت دوماً ضعيفة, ولكن الآن هناك خطر حقيقي بانهيار الاقتصاد وحدوث هذا النوع من الانقسام الذي قد يجعل في النهاية من المستحيل السيطرة على اليمن".

كما أسفرت هجمات الحوثيين عن تعميق الانقسامات الطائفية والمحلية في ذلك البلد الفقير الذي كان طويلاً ملاذاً للجهاديين.

تفاقم الأزمة

ويقول المحللون إن الأزمة ستظل تتفاقم رغم انتهاء الجولة الأخيرة من القتال يوم الأربعاء برضوخ هادي للمطالب السياسية للحوثيين.

ويشير التقرير إلى أن الاتفاق المعلن يوم الأربعاء يعالج عدداً من تظلمات الحوثيين, مثل عدم تمثيلهم في الهيئات الحكومية وشكاوى حول تشريعات واردة في مسودة الدستور.

ووافق الحوثيون في المقابل على سحب مقاتليهم من القصر الرئاسي وأجزاء أخرى من صنعاء وإطلاق سراح أحد مساعدي هادي الذي اختطفه مسلحون يوم السبت الماضي, ولكن لا شك في أن الحوثيين، الذين هددوا مراراً باستخدام القوة لكسب تنازلات سياسية على مدى الأشهر الماضية، ما يزالون يسيطرون على اليمن.

ويشير التقرير إلى أن إهانة الحوثيين للرئيس هادي دفعت المتمردين الجنوبيين إلى إغلاق الميناء الرئيسي للبلاد في عدن وإغلاق الحدود بين الشمال والجنوب في وقت سابق من هذا الأسبوع, مما يثير شبح الانفصال الفعلي.

كما أوقف رجال القبائل المسلحة صادرات النفط في ثلاث محافظات جنوبية. وصارت الحكومة اليمنية مفلسة تقريباً وغير قادرة على دفع رواتب موظفيها.

تهاوي

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية ذكرت أنّ برنامج مكافحة “الإرهاب” الأميركي في اليمن، بدأ يتهاوى منذ استيلاء المتمردين من جماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، على العاصمة اليمنية صنعاء، في الحادي والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي.

وأوضحت الصحيفة، أنّ “استيلاء المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران على عاصمة الحكومة المدعومة من واشنطن، جعل من الصعب على أميركا مواصلة العمليات المباشرة وغير المباشرة، التي كانت تنفذها ضد القاعدة في اليمن بالتنسيق الكامل مع النظام هناك”.

إخفاق

وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد استشهد في 28 مايو/أيار الماضي، بالبرنامج الأميركي لمكافحة “الإرهاب” في اليمن، معتبراً إيّاه نموذجاً ناجحاً يحتذى به للشراكة، التي تعفي القوات الأميركية من التورط في مواجهات ميدانية مع “إرهابيين” خطرين.

وقال أوباما، في خطاب ألقاه أمام دفعة من خريجي أكاديمية “وست بوينت” الأميركية العسكرية، إنّ “إدارته وضعت خطة لشبكة من الشراكات تمتد من جنوب آسيا إلى منطقة الساحل”.

وطلب أوباما من الكونغرس توفير 5 مليارات دولار سنوياً، لدعم وتدريب وبناء قدرات الشركاء في الخطوط الأمامية، بما في ذلك تدريب قوات الأمن في اليمن، التي كان أوباما يعول عليها كثيراً في حرب بالوكالة على “الإرهاب”؛ ولكن انشغال القوات اليمنية في عمليات هجومية ضد تنظيم “القاعدة” ترك الساحة خالية للمتمردين “الحوثيين” في الهيمنة على مركز الحكم والسيطرة في اليمن، وهو ما تسبب في إحباط الخطط الأميركية برمتها.

تناقض

ويناقض هذا الرأي، الذي وقعته “واشنطن بوست”، باسم هيئة تحريرها، مع ما يطرحه بعض المحللين اليمنيين، من أن الحركة “الحوثية” بحكم أيدولوجيتها المناوئة لأيدولوجية “القاعدة” ستكون هي الأقدر على محاربتها بالنيابة عن الولايات المتحدة.

لكن رأي الصحيفة الأميركية- بحسب تقرير لصحيفة العربي الجديد- يكاد يتطابق مع آراء أخرى في اليمن، لا تزال مستمرة في التحذير من تعاظم قوة “القاعدة” هناك، واستقطابها لتعاطف ودعم السكان المحليين في المناطق “السنية”، كرد فعل طبيعي للتمدد “الحوثي” في محافظات البلاد.

كما يحذر آخرون من “صوملة” اليمن، (أي جعله نموذجاً شبيهاً بالصومال)، أو تقسيمه نتيجة الطابع الطائفي، الذي بدأ يسود المواجهات الميدانية بين الحوثيين  و ”أنصار الشريعة”.

ويستشهد أصحاب هذا الرأي بالصدامات الدائرة حالياً في منطقة رداع، بمحافظة البيضاء، والتوتر السائد في محافظة مأرب؛ كدليل على أن الصدام الطائفي لا مجال للانتصار فيه لأي طرف.

أخبار اليوم

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص