- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
قال الشيخ الدكتور/ محمد المهدي عضو هيئة علماء اليمن في حوار خاص مع "أخبار اليوم": إن ما تشهده اليمن من القتال والتشرذم والتمزق والمكايدات الحزبية يعني أننا في وضع مخيف وغير مبشر..
مؤكداً بأن ما يحدث اليوم في البلد يتحمله في المقدمة المسؤولون الرئيس عبدربه منصور هادي.. مشيراً إلى أن دور هيئة علماء اليمن لم تعد لها شأن سواء على مستوى الاحزاب أو والدولة أو والمجتمع، ولا يجب أن تسأل عن دورها حتى إعادة هيبتها..
وأضاف المهدي بأن اللجوء إلى إيران أو أمريكا أمر سيدفع البلد إلى الهاوية كما هو موجود في سوريا والعراق بسبب تدخل أمريكا وإيران.. داعياً الأحزاب السياسية إلى التوحد والرجوع إلى الله، وعلى الدولة أن تعدل وفقاً لشريعة الله..
* فضيلة الشيخ ما هي قراءتكم للواقع اليمني وما المخرج في رأيك؟
- بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد أقول: قراءتي للواقع اليمني كغيري ممن يعرفون تاريخ هذا البلد وتاريخ الأمة, إننا في حال محزن ومخيف, وتاريخ الأمة يحدثنا بأننا أمة الترابط والتلاحم والتراحم والتماسك, وأنها كما قال الله عن نبيه وأصحاب نبيه:
(محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا...)، وأيضاً قول الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا لله لعلكم تفلحون)..
لكن ما نشاهده اليوم من القتال والتشرذم والتمزق والمكايدات الحزبية, ينبئنا أننا في وضع ليس بالمبشر, فالوضع وافد وغريب علينا, أما المستقبل فالعلم لله ونحن إنما نأخذ الاستنتاجات من خلال القرائن التي يحكم بها عند غياب الأدلة, فنقول بأن الأمة إذا لملمت جراحها وأصلحت ما بينها وبين ربها وزالت الشحناء من بين أصحابها ولم تضع أمر قيادتها بيد أعدائها, وعادت إلى الصواب سيجعل الله بعد العسر يسراً وبعد الشدة فرجاً.
* من يتحمل مسؤولية ما وصلنا إليه اليوم من تردٍ في سائر مجالات الدولة والحياة وأهمها الأمن والاقتصاد وتوقف عجلة التنمية؟
- أولاً: الأمة كلها مشتركة في تحمل هذه المسؤولية, فنحن ننطلق من منطلق شرعي ولسنا ماديين لا نؤمن إلا بالمادة, فنحن نربط الأمور بالله تعالى, فنقول: يتحمل المسؤولية عامة الناس بسبب تقصيرهم في جنب الله تعالى وبسبب الذنوب والمعاصي والله سبحانه وتعالى يقول وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير),
فنحن السبب فلابد من عودة إلى الله تعالى صادقة.. ثانياً: ما وجد بيننا من مناكفات ومكايدات فلا تكاد تجد مجموعة تحب لغيرها ما تحب لنفسها, بل تريد أن تلغيها وأن تبتلعها, ثالثاً: جعلنا من أعدائنا من الغرب قدوة وحكماً وسلمناهم مقاليد أمورنا فيما أخطئوا وأصابوا, ونحن لا ننكر أن عندهم أشياء صحيحة لكننا لما سلمناهم أمورنا وأخذنا منهم كل ما أفرزوه بعجره وبجره وصغيرة وكبيرة، تدخلوا حتى في جزئيتنا وصنفونا كما شاءوا وقسمونا إلى متشددين ومتطرفين ومعتدلين وإرهابيين وداعشيين ووسطيين إلى غير ذلك من التقسيمات والمسميات, فعندما تعود الأمة إلى ربها وتدبر شؤونها وتجتمع كلمتها وتأخذ بزمام قيادتها ولا تسلم نفسها لأعدائها, بإذن الله يكون الفرج
. رابعاً: ممن يتحملون المسؤولية في اليمن أيضاً على وجه الخصوص من أقدموا على ما يسمى بالثورة دون أن يفكروا في العواقب, ودون أن يضعوا العلاج والحلول والبدائل النافعة وعدم التفكير في ما ستؤول إليه الأمور, هل سننتقل من سيء إلى أحسن أم من سيء إلى أسوأ ومن فساد إلى أفسد, فهذه مسألة غفلوا عنها، وقد كنا نظن أن عندهم مشروعاً جاهزاً بديلاً عن السابق, لكننا اكتشفنا أن المسألة لم تكن واضحة عندهم فهم يتحملون جزءاً من هذه المسؤولية مهما تهربوا ومهما غالطوا.. خامساً: الحكام الموجودون والمشاركون في الحكم يتحملون القسط الأكبر من الضعف الذي وصلنا إليه.
* زرتم دولة قطر في الأيام القريبة الماضية البعض يتساءل لماذا؟ وما الفرق بين زيارتكم وزيارة بعض السياسيين؟
- أما لماذا فأنا زرت قطر مع أهلي, لأن معنا أحد أولادنا هناك, فهي زيارة عائلية, صحيح أننا عندما وصلنا إلى هناك سمع بي بعض الإخوة, فنسقوا لي بعض الأنشطة من دروس ومحاضرات وخطب, ومنها الخطبة التي كانت في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب، والذي هو الجامع الرسمي للدولة, ولم يكن دخولي من هنا بغرض سياسي أو لمزاولة بعض الأنشطة,
والفرق بيني وبين غيري من السياسيين, هو أنهم إما أن يذهبوا بدعوات رسمية, أو أنهم يفرون من خصومهم في مشكلات تخصمهم, أو لمصالح معينة, أما أنا فقد كانت زيارتي بغرض الالتقاء ببعض أولادي هناك وقد مكثت ثلاثة أسابيع فقط .
* السلفيون المنضوون في إطار جماعة الحكمة كان لهم موقفان من الثورة الشبابية بين مؤيد ومعارض وكنت فضيلة الشيخ منهم.. برأيك لماذا فشلت ثورة 11فبراير، وما موقفكم من الحوثي وتوسعاته وأعماله التي طالت بعض المرافق السلفية فضلاً عن غيرها؟
- جمعية الحكمة والموجودة في الكثير من محافظات اليمن, لها وجود شبابي كبير في الجامعات والمدارس الحكومية والأهلية, وهي بفضل من الله ثم بفضل وجود دعاة وعلماء أصحاب وسطية واعتدال جعلوا من الوسطية منهجاً لهم يسيرون عليه, فهي في توسع لا بأس به, أما ما يسمى بالثورة فقد كان السواد الأعظم من الدعاة فيها يستندون إلى الأدلة الشرعية التي تنهى عن الخروج على ولي الأمر, من ناحية ومن ناحية أخرى كانوا ينظرون في المصالح والمفاسد وكانوا يخشون بأن المفاسد ستكون أكثر, فكانوا يخافون أن ينتقلوا من فساد وظلم لا ننكرهما إلى ما هو أسوأ, وهذا هو الذي حصل..
وهناك مجموعة يعدون بأصابع اليد الواحدة ربما كان لهم نظرة تفاؤل بأن الذين قاموا بالثورة لهم مشروع يتحول في خدمة هذه الأمة ودينها هكذا كانوا يظنون و يتوقعون, ولم يكن عندهم علم بأن الذين قاموا لم يكن عندهم دراسة رصينة للواقع والمستقبل, وحتى لو كان عندهم تصور فليس عندهم قدرة على ما أرادوا فكنا لهذين السببين غير مشاركين.. السبب الذي ينهى الخروج على ولي الأمر, لأن الأمور انزلقت في الأخير إلى حمل السلاح من الطرفين وقد كانت في البداية مظاهرات سلمية دون الخروج بالسلاح,
ثم بعد ذلك حصل فيها مواجهة بالسلاح, والأمر الثاني التفكير بالعواقب وقد حصل ما كنا نخشاه, ونحن نؤكد دائماً بأننا لا نشمت بأحد ولا نفرح بالمصيبة لأي أحد من المسلمين,
وها نحن الآن نعيش وضعاً حرجاً نتيجة لما قاموا به من الخروج لكننا لن نشمت بهم, ونسأل الله المخرج لنا ولهم وللمسلمين أجمعين.. بعض هؤلاء الذين اندفعوا فيما بعد عرفوا بأنهم استعجلوا والبعض لا زال مصراً على عدم الاعتراف بما قد حصل ويحصل كل يوم, ويجادلون بدون حق وأما سبب فشل ما يسمى بالثورة فواضح، وهو أن القضية لم تكن من أصلها قضية شرعية, فكلا الطرفين سيبذل قصارى جهده للقضاء على الآخر, بما يجوز وبما لا يجوز،
فكما أن الذين ثاروا وخرجوا استعانوا بكل من هبّ ودبّ واستخدموا فيها كل الوسائل مشروعة كانت أو غير مشروعة, فالطرف الآخر واجه هذا المشروع فأفشله أيضاً، وعدم وجود تقدم خطة مدروسة واضحة المعالم والنتائج، هو الذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه, فأصبحنا نُضرَبُ بالطيران من قبل الأعداء, ويقتل بعضنا بعضاً وشغل الناس بهذه الفتن عن المصالح الكبرى لهذه الأمة كلها, فكان على الذين قرروا قبل أن يضطروا إلى أن يخرجوا بالسلاح أن يفكروا طويلاً في العواقب, فقد يفشلون في ما خططوا له, ثم بعد ذلك يدفع الناس الثمن باهضاً، وها نحن وصلنا إلى ما وصلنا إليه والوضع كل يوم يزداد سوءاً..
* كيف تنظرون إلى تعامل الحوثي مع خصومه السياسيين؟
- الحوثيون اليوم خصومهم هم من كانوا متعاونين معهم في السابق في الجانب السياسي, فعندما قامت الدولة بحروب ضد الحوثي، كان الخصوم السياسيون اليوم للحوثي هم من كانوا يقفون معه, وهكذا في ما يسمى بالثورة عندما قامت, دخل فيها الحوثيون ورحبوا بهم, وقد كانوا يصنفون الحوثي مظلوماً والنظام ظالماً فهي تحالفات مشتركة لمصالح تنتهي بانتها المصلحة,
فلم يكونوا متحالفين عقدياً جميعاً وإنما كل واحد منهم يستفيد من الآخر, ثم إن للحوثي أعداء حقيقيين يعرفهم فكان عليهم أن يعرفوا أن مجرد التحالف ضد فلان لن يخرجهم من دائرة عدم رضاهم عنهم, ولهذا ليس غريباً أن يختلف اليوم المشترك مع الحوثي, لأني أعلم أن الذي كان يجمعهم هو العداء لعلي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي والنظام السابق وأن بينهم خصومات وهذا وضح لدينا جميعاً..
أما موقفي أنا فأنا أجيز الخلاف إذا كان الخلاف في دائرة المباح والجائز, وأعترف لغيري بالقدر الذي عنده من الحق, وأنتقده بالقدر الذي لا أراه مصيباً فيه, وبالتالي مجرد الخلاف بين الحوثي وبين مجموعة أو فريق وارد, لكن لست مع من إذا اختلف مع غيره استباح دمه وهدم منزله أو شرده فإني ضد هذا الخلاف, سواءً كان هذا من الحوثي أو من غيره, كما لسنا مع الذي إذا اختلف مع غيره مذهبياً أو سياسياً أرغمه بالقوة على ترك مذهبه أو قناعته السياسية, وإنما الحوار هو الحل لكل خلاف عقدياً كان أو سياسياً أو مذهبياً أو غيره, وإذا أرغم فريقٌ فريقاً بالرضوخ بالقوة فلن يقدر على إدخال القناعة إلى قلبه بصلاح منهجه, وإنما الحوار هو الذي ينفع الله به كما قال تعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسن).
* برأيكم فضيلتكم ما الذي جعل تعز تستعصي حتى الآن؟ وهل سيتمكن الحوثي من بسط نفوذه في الجنوب؟
- بالنسبة للجنوب هذا أمر يترك لا يستطيع أحد أن يجزم فيه والمستقبل بيد الله..
بالنسبة لتعز هو لعدم وجود اتفاق بين عامة الناس على تسليم البلد للمجموعات المسلحة بغض النظر أياً كانت, وهذا هو السبب. أن الناس اتفقوا على هذا, لأن الحوثيين عندما دخلوا كثيراً من المحافظات لا نستطيع أن نقول إن الدولة كانت مواجهة لهم, بل كانت مسلمة لهم..
بالنسبة لتعز هناك اتفاق بين المسؤولين ووجهاء البلد بأن لا يتم إدخالهم إليها فتظل بعيدة عن المجموعات المسلحة, سواءً كانت القاعدة أو غيرهم, وتبقى الدولة هي المسؤولة, وهذا ناتج عن اتفاق.
أما الدولة في عموم المحافظات فقد فتحت المجال أمام الحوثي, وصحيح أن الحوثيين موجودون في تعز, لكن لن يتفق الجميع على تسليمها لهم كغيرها من المحافظات وقد يتغير الوضع..
* ما علاقتكم بقائد اللجان الشعبية عبد الواحد المروعي، وما صحة القول بأنه سلفي من جماعة الحكمة وتحديداً من أصحابك، وما صحة القول بأنكم استضفتم الحوثيين لديكم؟
- بالنسبة للأخ عبد الواحد المروعي كانت بداية نشأته في حزب الإصلاح, ثم ذهب إلى خارج اليمن ثم عاد وقد غيّر قناعته, أما أنا فتجمعني به علاقة من قبل ولا زال في حزب الإصلاح, كنا نلتقي ونتحاور بحكم كونه من منطقة عينان من مديرية السبرة, إحدى مديريات محافظة إب, فتوجهه ومذهبه ليس اثني عشرياً أو زيدياً, والذي أعرف عنه أنه رجل من الشوافع, وبالتالي فقد كنا نجلس معه من سابق من قبل أن يأتي الحوثيون إلى صنعاء, وقد كان مشاركاً في حملة الإغاثة أيام الحصار على دماج,
وقد كنا جميعاً مستنكرين هذا الفعل, وقد كان هو من ضمن اللجان التي تذهب وتعود ما بين الاخوة في دماج وما بين الاخوة الحوثيين لفك الحصار عن طريق الهيئة الشعبية, أعرفه أنه نشأ مع الاخوان ثم غيّر قناعته بالنسبة له من حزب الإصلاح؛ أما أنه في الحكمة فإن كانوا يقصدون بأنه يجلس معنا ونجلس معه فهذا صحيح, بل هو وغيره ممن هم محسوبون على الحوثي الآن من نلتقي ونجلس معه من قبل وهو من أهل إب, وأما الضيافة فلو صحت فليس فيها شيء, لكن سبق الايضاح أنه تم اللقاء بإخوة كنا نعرفهم من قبل ونعرف توجههم ونلتقي بهم في مجلس واحد, حتى ولو كان هناك ضيافة للحوثيين وقصدنا أن نتحاور ونأخذ ونعطي فليس في ذلك شيء, لكن الذين علقوا وبالغوا هم أكثر الناس حواراً مع الحوثي وأكثرهم لقاءً به, أما نشأة الأخ عبد الواحد المروعي فقد كانت مع الإصلاح لا مع السلفية ومن حقه أن يكون ذا عقيدة سلفية بدون إذن أحد من الناس..
* قتل الطالبات في رداع جريمة بشعة بكل المقاييس وأطراف النزاع برداع الكل يتبرأ منها، وإن كانت المؤشرات تقول إن الحوثي وراءها.. لماذا وصل سفك الدماء إلى هذه الدرجة وعلى من تقع المسؤولية؟
- المسؤولية في الحقيقة هي على عاتق الدولة, يجب على الدولة أن تكون هي التي تحافظ على دين وأعراض ودماء وأموال الناس, والكل متفق على بشاعة هذه الجريمة, لكن نقول الله العالم من وراء هذه الجريمة ولا نستطيع تحديد الجهة نحن, أو أن نحمل جهةً، ولكن أياً كان فاعلها فهو مجرم.
* ما هو مستقبل الأحزاب السلفية، خصوصاً وغير السلفية عموماً برأي فضيلتكم, في ظل حكم الحوثي؟
- الأحزاب هذه إن خضعت وانقادت للحوثي فستعيش بهذا الحدود, وإن لم تقبل ما أظنها ستؤدي الغرض الذي أسست من أجله, وبالتالي عليهم أن يفكروا كيف يتعاملون مع هذا الواقع وكل الأحزاب كذلك وليس هذا خاصاً بحزب السلم والتنمية وحزب الرشاد المحسوبين على الدعوة السلفية.
* البعض يقول بأن موقف علماء اليمن من الأحداث التي دارت وتدور في اليمن موقف سلبي ما رأيكم في ذلك؟
- إذا عادت للعلماء مكانتهم فمن حق أي سائل أن يسأل عن دورهم, أما علماء اليمن اليوم فنحن نعلم جميعاً أن العلماء ليس لهم القدر والوزن عند الجهات المسؤولة وعند الأحزاب, فلو تساءلنا هل الحكومات لا تتحرك في اليمن إلا وقد جمعت العلماء حتى تستشيرهم؟ هل الأحزاب السياسية، وأذكر إخواننا في الاصلاح الحزب الاسلامي، الذي أسس على أهداف تطبيق الشريعة بل إن تأسيس الجماعة في مصر على أساس أن تعيد الخلافة وتطبق الشريعة فلو سألناهم هل ينطلق السياسيون
وقد استشاروا العلماء؟! وكذلك قِسْ عليهم بقية الأحزاب أم أن العلماء مسيرون أو صامتون..
ولا ننسى أنه لم يعد للعلماء كلمة لا عند الدولة ولا عند الأحزاب ولا عند عامة الناس. كما لا ننسى أيضاً التقسيم الحاصل للعلماء, فعندنا جمعية علماء اليمن, ورابطة علماء اليمن، والتي فيها عدد من الزيدية والصوفية, وهناك هيئة علماء اليمن، والتي فيها عدد من الاصلاحيين والسلفيين, ولا زالت هناك بقية من التوجهات في جمعية علماء اليمن..
فكما أنه لا وزن للعلماء عند أهل السنة في العالم إلا من رحم الله, فالوزن عند الشيعة للعلماء, وعند الاثني عشرية تحديداً إلى حد الغلو الذي لا يجوز كالتبرك بالثياب والتراب وبقايا الأكل وأماكن الجلوس وما إلى ذلك, وبالتالي فإن عندنا جفاء في حق العلماء, وبالتالي فأنا أقول إنه لن يكون هنالك دور للعلماء, لأنه ليس لهم كلمة مسموعة عند الناس ولا من يعود إليهم عند النوازل.
* لماذا فشل حوار الاصلاح مع الحوثي ونجح حوار بعض السلفيين كالشيخ محمد الإمام، ومن جهة أخرى لماذا خلاف الاصلاح مع الحوثي مع أنهم شركاء في الثورة؟
- بالنسبة للخلاف وهم شركاء فقد يتفق الخصوم على قضية معينة ثم يختلفون في بقيتها, فحتى الناحية العقدية والتوجه المذهبي واضح، فالإصلاح، وإن كانوا يظهرون للناس بأنهم ليسوا معبرين عن التوجه السني أو أنهم ليسوا سلفيين مهما كان, لن يكون هذا مقبولاً منهم, لأنهم عندما كانت التربية والتعليم في قبضتهم, والمعاهد العلمية, فقد كانوا حينها يدرسون المناهج السنية، وبالتالي فالحوثي له موقف منهم, أما بالنسبة للإمام وغيره من السلفيين, فالخلاف مع الاصلاح اليوم يشمل جانبين: خلافاً عقدياً مذهبياً وآخر سياسياً وهو الحاصل الآن, أما المنهجي والعقدي فلهما وقت آخر.
فالحوثيون لم يظهروا الخلاف المذهبي حتى الآن, فنادراً ما تأتي فلتات وسيطرة على بعض المساجد, لكن نسأل الله أن يكون توجههم توجهاً معتدلاً, لأن الذي يرغم الناس على مذهبه وقناعته وعقيدته بالقوة, فقد يسكت الناس لكن لن يستطيع أن يقنعهم إلا بالحجة, ولهذا نرجو أن يكون سيرهم سيراً معتدلاً, وفي هذه المسألة نقول محمد الريميي المشهور بالإمام خلافه وغيره من السلفيين لهم موضوع آخر, في حين أن الخلاف الآن في جانب آخر.
* نقد لاذع من شباب الاصلاح من القيادات في الطبقة الوسطى والدنيا يوجه لك أنت فضيلة الشيخ لماذا أنت بالذات من بين مشايخ السلفيين؟ وهل فكرة ميثاق شرف بينكم وبين الاصلاح على بالكم وكيف تتعاملون مع هذا النقد؟
- أما بالنسبة لميثاق الشرف فقد كنا في إب على وشك توقيع ميثاق شرف بين الجميع, بما فيهم المؤتمر والاصلاح والحوثيون,
وقد كان ممثلهم موجود معانا في حضور هذا الاجتماع, وقد كان يصاغ بطريقة تنهي الصراع في المستقبل, في الأخير وقع عليه السياسيون من الأحزاب بما فيها الأحزاب السلفية. ما عدا طرفاً واحداً وهو المعني لم يوقع, أما بالنسبة للنقد اللاذع لي خصوصاً من شباب الإصلاح من بين السلفيين عموماً,
فهم يتكلون في الحكمة والاحسان وغيرهما, لكن هناك شخصيات يتم التركيز عليها بغرض الإحراق, وهم في واقع الامر بهذه الطريقة مخطئون, لأنهم لو تدبروا الماضي وكيف كانت هيمنتهم وسيطرتهم في الدولة والشعب وقلوب الناس باسم الإسلام, وكيف قاموا بتشويه غيرهم من الجمعيات والشخصيات, فلو كان هذا الكلام ينفع بغرض الاحراق , لبقوا وحدهم وذاب الأخرون, لكن هذا الكلام لا يؤثر بإذن الله, ولم يضر الانسان إلا عمله إن كان فاسداً, وإن كان صالحاً فينفعه الله بعمله,
أما أنا بالنسبة لي فلا أعطي هذا كبير اهتمام, اللهم إذا اطلعت على بعض التعليقات يمكن خلال فترة طويلة أكتب ما أعبر به عن قناعتي, ولكني لا أدخل في الجزئيات مع أفرادهم ولا أستغرب ما يطرح في بعض الحوارات, أن يكون بعض تلاميذهم الذين ربوا على الطاعة العمياء, بأنهم وحدهم على الحق لا أستغرب أن يقع هذا الكلام حتى على من هو أفضل مني في حال ما إذ اختلف مع حزبهم هذا شيء لا أستغربه أبداً , بل لا أستغرب أن يقال فيَّ أكبر من الكلام من أن الراقصة فلانة من النساء أكثر وطنية من خطبي أو قولهم صمت دهراً ونطق كفراً, وهذا أقل مما كنت أتوقع, وبالتالي فأنا لا أعطي هذا اهتماماً كبيراً أبداً, ومن رباهم على هذه الأشياء سيجني الثمرة السيئة ولو بعد حين , فالذي كفرني وأنا مسلم سوف يكفرهم يوما ما, والذي فضل علي راقصة مسلمة سوف يفضل عليهم عاهرات كافرات يوماً من الأيام ومن غرس شوكاَ لن يجني عنباً.
* الرئيس هادي قاد البلد إلى الهاوية كيف تنظرون إلى هذا الأمر وها هو الآن يشرب من نفس الكأس الذي سقى منه خصومه وشركاءه الذين غدر بهم؟
- تحمل المسؤولية أمر عظيم, والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول كلكم راع وكلم مسؤول عن رعيته... الحديث. فكان عليه أن يحكم في رعيته بالعدل والحق والتساوي بينهم كما أنزل الله, لكن كلٌ يأخذ جزاءه بسبب تصرفاته, فما يحصل اليوم لليمن يتحمله المسؤولون الكبار في الدولة , والرئيس على رأسهم. نسأل الله أن يلطف ببلادنا وأن يرحم أهلها.
* هرولة هادي إلى إيران إلى أين تجر اليمن؟
- الهرولة إلى إيران أو إلى أمريكا لا تجر البلد إلا إلى الصراع الداخلي بين الناس, لأن إيران لها مشروعها, وأمريكا لها أيضاً مشاريعها, ومنها أنها تضرب الأمة بعضها ببعض, فالالتجاء إلى هنا أو هناك ليس من صالح هذه الأمة والوضع في الشام والعراق شاهد على صور تدخل ايران وأمريكا.
* هناك ثلاث رسائل متاحة لكم لمن تحبون توجيهها؟
- الأولى لعامة الناس: بقول الله تعال وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.
الثانية للأحزاب السياسية: أن يوحدوا كلمتهم ويجمعوا صفهم في ظل شريعة الله, فكلنا مسلمون أحزاباً وجماعات وأفراداً. والثالثة للمسؤولين في هذا البلد وفي غيره: أن يحكموا بالعدل وبالقسط وهذا موجود في شريعة الله, وأن لا يذهبوا إلى القوانين المخالفة للإسلام من هنا وهناك, فإن سعادة هذه الأمة بتمسكها بدينها , وأن فوزها وفلاحها ونجاحها مرتبط بذلك.
ورسالة مشتركة للجميع بالحفاظ على دستور البلاد من كل دخيل يخالف دين الأمة.
* كلمة أخيرة في ختام هذا الحوار ؟
- أدعو نفسي وكل المتابعين وجميع المؤمنين إلى التوبة النصوح إلى الله عز وجل من الذنوب الظاهرة والباطنة, وأن نحب لإخواننا ما نحبه لأنفسنا, وأن نبحث عن هداية البشر الذين ليسوا من أصحاب هذا الدين, وأن نبتعد عن إزهاق الأرواح إلا في الحالات الضرورية التي أباحها الله تعالى, وجاءت في الكتاب والسنة فقط. والضرورة تقدر بقدرها.. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
.
المصدر/أخبار اليوم
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر