الجمعة 22 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ضجيج حول تحالف صنعاء: مشاكل «الخبره» أم أكثر؟
الساعة 20:17 (الرأي برس - متابعات)

كشفت مصادر، لـ«العربي»، عن تباين وجهات نظر الطرفين بشأن الحل السياسي للأزمة في اليمن

معارك محتدمة في وسائل التواصل الإجتماعي بين ناشطي «أنصار الله» من جهة وناشطي حزب «المؤتمر» من جهة ثانية، أفرزت قناعات لدى خصومهم بأن جولة صراع ستشهدها العاصمة صنعاء بين الطرفين، من شأنها التمهيد للإجهاز عليهم وتحقيق ما عجزت عنه جبهات القتال خلال عامين من الحرب.


تعززت شكوك ناشطي «أنصار الله» من خيانة محتملة من قبل قيادة حزب «المؤتمر» لتحالفهم، عقب حديث الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، يوم الثلاثاء، خلال اجتماع لقيادات من حزبه، عن أن «تحالف المؤتمر مع أنصار الله (هو) ضد العدوان في جبهات الحدود»، وقوله إنه مستعد «للحوار مع السعودية في ظهران الجنوب أو خميس مشيط».


ناشطون من «أنصار الله» اعتبروا هذا الحديث غزلاً بين صالح والرياض، خصوصاً أنه تزامن مع تقرير نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، «واس»، يوم أمس الأول، عن ترتيبات يقوم بها صالح للسيطرة على العاصمة صنعاء. وقبل ذلك بأيام، قال ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في مقابلة مع تلفزيون «أم بي سي»، إن «صالح لو كان خارج صنعاء لكان موقفه مختلفاً». فهل تحالف «أنصار الله» و«المؤتمر» قد وصل إلى مفترق الطريق بناءً على هذه المعطيات أم أن الحقيقة غير ذلك؟


مرجعية الشراكة
القيادي في «أنصار الله»، أحمد أمين المساوى، قال، لـ«العربي»، إنه «لا يوجد خلاف بين أنصار الله وحزب المؤتمر، وما تشهده وسائل التواصل الإجتماعي من جدل لا يمت للحقيقة بصلة»، مضيفاً أن «هناك تشاوراً وتنسيقاً تاماً على مستوى القيادة بين الطرفين، وإن حدثت خلافات بين القيادات الوسطية واستعصى حلها فإنها ترفع إلى القيادة العليا المتوافقة على ثوابت لا يمكن التفريط بها».
من جهته، رأى عضو اللجنة العامة لحزب «المؤتمر»، جليدان محمود جليدان، في حديث إلى «العربي»، أن «من الطبيعي أن تحدث تبايانات وسوء تفاهم بين الطرفين. ونحن في المؤتمر حريصون على تماسك التحالف مع أنصار الله، والذين نثق في أنهم يقدرون خطورة المرحلة ويدركون أن الجميع مستهدف». وشدد جليدان على «ضرورة التزام أنصار الله بأسس وقواعد وضوابط الشراكة».


تحت الطاولة
الخلافات بين الطرفين التي تتحاشى القيادات الخوض فيها، أفصح عنها قيادي في حزب «المؤتمر»، اشترط عدم الكشف عن اسمه. وقال القيادي المذكور، لـ«العربي»، إن «أنصار الله يماطلون في تولي المؤتمر رئاسة المجلس السياسي، رغم انتهاء مدة التمديد لصالح الصماد ثلاثة أشهر بالتوافق انتهت قبل أيام، وهذا إخلال بالشراكة بين الطرفين»، مضيفاً أن «هناك جناحاً في أنصار الله متشدد ومتهور ويمارس التضليل على السيد عبد الملك الحوثي ولا تهمه الشراكة مع المؤتمر، وإنما الإجهاز على المؤسسات والموارد العامة، وهذا الجناح يقوده محمد علي الحوثي وعبد الكريم الحوثي».


وأشار المصدر إلى أن «اللجنة الثورية لا تزال تمارس مهامها والمجلس السياسي لا حول له ولا قوة ويرفض توجيهات وزير المالية صالح شعبان وينفذ توجيهات محمد علي الحوثي»، مدعياً أن «كل الإيرادات التي تورد إلى البنك المركزي في صنعاء تسخر لصالح المجهود الحربي، وتصرف بتوجيهات من محمد علي الحوثي»، وأن «مرتبات عمال النظافة في صنعاء تم صرفها من صندوق شركة الإتصالات، يمن موبايل، وليس من البنك المركزي، بعد أسابيع من تكدس أكوام القمامة وتفشي وباء الكوليرا». وختم القيادي في حزب «المؤتمر» بـ«(أننا) نعول على السيد عبد الملك الحوثي والعقلاء في أنصار الله كيوسف المداني ويوسف الفيشي في وضع حد لهذا الجنون من قبل اللجنة الثورية، ما لم فإن انسحاب المؤتمر من المجلس السياسي وحكومة

الإنقاذ خيار وارد، ولن يتحالف المؤتمر مع العدوان ولكن سنفسح المجال كاملاً للجنة الثورية».
في المقابل، إتهم القيادي في «أنصار الله»، علي المروني، قيادة حزب «المؤتمر» بأنها «تسعى إلى إثارة المشاكل لزعزعة الجبهة الداخلية، ولا يهمها المجلس السياسي، فالسلطة الحقيقية لديها هي مجلسا النواب والشورى حيث الأغلبية المريحة». وقال المروني إن «صالح يقول لا يريد المال، لكن خازن بيت المال حافظ معياد يستثمر أمواله في عشرات البنوك العربية والعالمية».


تصورات الحل
وإلى جانب الخلافات في الشأن الداخلي بين الطرفين، كشفت مصادر، لـ«العربي»، عن تباين وجهات نظر الطرفين بشأن الحل السياسي للأزمة في اليمن، في ظل مشاورات غير معلنة تجري حالياً في برلين وموسكو. وبحسب المصادر، فإن «أنصار الله ترفض الإنسحاب من الحدود مع السعودية مسافة 30 كم، مع تقديم ضمانات بعدم مهاجمتها مستقبلاً وتولي فريق من الأمم المتحدة الإشراف على ميناء الحديدة، في حين توافق على فيدرالية من إقليمين وهو ما يرفضه حزب المؤتمر الذي يؤكد تمسكه بالوحدة وحكم محلي واسع الصلاحيات للمحافظات». وأضافت المصادر أن «قيادة المؤتمر ترى في إلغاء قرار مجلس الأمن 2216 ضمن أولويات التفاوض في الشأن السياسي، فيما تتمسك أنصار الله بوقف شامل للحرب والتفاوض مع السعودية والشرعية بدون شروط مسبقة».


تحالفات هشة
وكما يرقب «التحالف» ما يعتمل بين «أنصار الله» و«المؤتمر»، وينتظر صراعاً بين الطرفين في صنعاء يغير موازين القوى لصالحه ويضع نهاية للحرب التي طال أمدها وعجز عن حسمها أو الخروج منها ولو بنصر أقرب للهزيمة، فإن تحالف صنعاء هو الآخر يترقب الوضع في عدن، ويرى في الصراع بين «الشرعية» ومن ورائها «الإصلاح» وبين الحراك الجنوبي خلاصاً من حرب أنهكته على مدى عامين، وشرخاً قد يدفع السعودية إلى التضحية بهادي وحكومته.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص