السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية سعيد الجمحي:هناك مؤامرة تسهل تساقط المحافظات
الساعة 18:11 (الرأي برس-أخبار اليوم)


يؤكد الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية/ سعيد عبيد الجمحي, أنه في ظل غياب كامل للدولة لا يمكن لعاقل أن يتصور أن تسقط دولة بمحافظاتها بدأ بالعاصمة, بهذا الشكل المريع.. وقال- في حديث عبر الهاتف لـ" أخبار اليوم"- إن هناك- وبشكل واضح- من يسهل هذا السقوط ومن هو جزء من هذا.. نص الحوار:

 

حاوره/ وليد عبد الواسع- محيي الدين الأصبحي

* تساقط المحافظات الواحدة تلو الأخرى وخروجها عن سيطرة الدولة إلى يد جماعة مسلحة, ماذا يعني ذلك؟

 

هذا الأمر- بشكل بسيط- لا يحتاج الآن إلى قراءة عميقة ولا يحتاج محللين ينظرون إلى خفايا الأمور.. واضح أن هناك تساقطاً للدولة.. كنا في السابق نتحدث عن هشاشة والهشاشة تعني أن العظم موجود إلا أن فيه من الضعف والخلل.

لكن الآن نتحدث عن غياب كامل للدولة لأنه لا يمكن لعاقل أن يتصور أن تسقط دولة بمحافظاتها بدءاً بالعاصمة سقوط بهذا الشكل المريع إلا أن هناك- وبشكل واضح- من يسهل هذا السقوط ومن هو جزء من هذا السقوط الآن بات رجل الشارع يتحدث عن مؤامرة بل كلمة مؤامرة وردت حتى في خطاب الرئيس نفسه.

والأمر الذي يستدعي تعقيد الأمر أو تعقيد الوضع أكبر إن كان اليمنيون أوالمواطن اليمني يريد أن يكتشف ما الذي يحصل فإذا بالخطابات الرسمية تلخص ما يحصل بكلمة "مؤامرة" فبات الحديث الآن عن مؤامرة ومهمة المحلل.. والمتابعون أن يعرفوا أطراف هذه المؤامرة .

*وهل هي مؤامرة؟ من يقودها؟

- أنا أظن أن من هم جزء من المؤامرة أصبحوا يتحدثون عن أن هناك مؤامرة, أنا شخصياً لا أعني مثلا الرئيس أو مؤسسة الرئاسة أنها جزء من المؤامرة.. أنا شخصيا لا أعتقد أن تكون أو يكون الرئيس هادي جزء من هذه المؤامرة, لكن عدم اتخاذ ما يلزم أو أن يكون هناك ردود فعل دولة يعني أن الجميع ينتظر أن تكون هناك ردود فعل دولة ليس قمعاً لهذا الطرف ولكن بالطريقة التي نعرف أن  الدولة تعالج فيها الأمور.

مؤشر الخوف بدأ يرتفع وأيضا عندما نقرأ حديث الحوثيين وأنصار الله حتى تصريحاتهم وتطميناتهم للشارع اليمني ليست كافية لأنها لا ترتبط بمواعيد أو توقيت زمني محدد, لكنها ترتبط بقضايا ربما الدولة لا تستطيع أن توفرها.

يعني أنا أسمع من خطابات أعضاء  المكتب السياسي للحوثيين بأنه سيتم الانسحاب ويطمئنوا بأن المسلحين سوف ينسحبون من صنعاء وأن هذا سيتم حالما تكون للدولة قدرة على التواجد وأن تحمي المواطن اليمني وأن يكون هناك استقرار أو بهذا المعنى, لكن هذا أمر لو تحقق لما استطاع الحوثي نفسه أن يكون في العاصمة.

* تسليم معسكرات وسقوط مؤسسات حكومية بيد جماعة مسلحة.. كيف تقرأ ذلك؟

- والله نحن نحاول أن نكون أكثر... وأنا شخصيا لا أريد حتى على الجماعات الإرهابية بما فيهم القاعدة... لا أحاول أن ألبسها عملا لم تفعله لكن يبدو لي أن  المشهد واضح ولا يحتاج إلى تفسير في أقل تقدير أن هناك لا أقول تباطؤ من البطء.
ولكن أقول هناك تواطؤ واضح وتسليم المعسكرات وتسليم قيادات لألوية بحالها والانهيار السريع لا شك أنه لا يمكن تفسيره إلا بوجود من سهلّه ومن يسّر هذ الأمر وكل حديث الشارع الآن عن أن هناك أوامر تأتي لهذه الجهات الرسمية لتسليم هذه المؤسسات العسكرية.

*الحالة الراهنة في ظل هذا الحديث ماذا تحمل؟

- الحالة صراحة يشوبها كثير لا أقول من الغموض ولكن يشوبها الكثير من الذعر.. نحن  نتحدث الآن على حالة يتحدث فيها المتابع وهو يحمل الكثير من التخوفات من أن يشخص الحالة, لا يستطيع تحمل نتائج هذا التشخيص, بمعنى كالطبيب النفساني يشخص المرض ولكن لا يجيد التعامل معه ويكون يستطيع يتحدث عنه أن هذا المرض يحصل في وقت كذا وأعراضه كذا وكذا،  لكن العلاج ربما لم يتم اكتشافه حتى الآن..

هذه في حالة مقاربة, الواقع أن الجميع الآن يشعر بالذهول.. أنا شخصيا أعتقد -على أحسن تقدير- أن الإخوة أنصار الله أرادوا فرض الأمن وأرادوا مساعدة الدولة وأرادوا  بهذه اللجان الشعبية مثلا جزء من الدولة فرضا أنه في هذا الأمر نفسه كثير من الثغرات وغير مقبول لأن من الممكن تقول القاعدة بذلك أو أي مجموعة مسلحة.. نحن نستطيع أن نفرض الأمن ونفرض الاستقرار بحجة الإرهاب وغير ذلك ويفرضوا مساعدة الدولة والدولة أساسا لم تطلب مساعدتهم لكن على أحسن تقدير أن يكون الإخوة أنصار لله, جزءاً من الدولة.

* في حال استمر الوضع على هذا النحو ما لذي سيترتب عنه؟

- حتى لو استمر هذا الشكل لا شك أنه سوف يترك  آثاره على أنصار الله أنفسهم وحالة الذهول التي ستصيب الشارع اليمني ستنعكس على جماعة أنصار الله لأن الناس لا يمكن أن تكون متقبلة سقوط دولة على ما كان فيها مقابل جماعة مسلحة ليست حزبا سياسياً حتى الآن حتى يطمئنوا وليست جزءاً..
يعني هي تشارك في العملية السياسية.. أول مرة نسمع أنه تحت اسم مكون فقط أو جماعة.. إنما الذي نعرف الذي يشارك في العملية السياسية إما أحزاب وإما مكونات سياسية أيضا كالحراك مثلا وأحزاب المشترك المعروفة.

* سبع محافظات بيد الحوثي وربما غدا ستصبح تسع ومحافظات أخرى تحت سطوة القاعدة فيما تبقى من محافظات أخرى يتصرف بها الحراك الجنوبي المسلح  وجماعات أخرى أما الدولة فلا يتعدى نطاق حكمها أو سيادتها نطاق شارع الستين.. كيف تقرأ الأوضاع الراهنة في ظل غياب الدولة وحضور جماعات مسلحة تتصدر المشهد؟

- أعتقد أن الدولة فقط راعية للأوضاع، ليست الدولة دولة بمؤسساتها، الآن هي عملياً بيد الحوثي حدثت الآن ونحن نتجاوز العشرات من النقاط، نمشي من المحافظات ونرى نقاط التفتيش التابعة للحوثيين تملأ البلد بطولها وعرضها، والنقاط العسكرية اليتيمة يكاد يكون عددها لا يتجاوز حتى الربع، واضح أن الذي يدير البلد هو جماعة أنصار الله في أجزاء كبيرة منها.

*وما المشكلة برأيك؟

- المشكلة أن السقوط ربما واضح انه سريع، لكن على جماعة انصار الله أن يحسبوا للوقت القادم حساب وان لا يكونوا اولاً فيما فعلوه يعطوا مبرراً بتعميم ثقافة القوة، حتى القاعدة وربما بعض التكتلات القبلية تقتنع الآن أنه في اليمن أصبح تعميما لنظرية القوة وأن القوة الخيار الوحيد في تحقيق الأهداف.
وهذه مشكلة باتت الآن تصبح ثقافة لدى اليمنيين وهمّ يرون الدولة بأكملها تسقط أو سقطت بأيدي جماعة مسلحة لا يمكن مقارنة قوته مع قوة الدولة، إضافة إلى موضوع الآثار والتداعيات وردة الفعل لدى تنظيم القاعدة الآن كما يلاحظ الجميع واضح الآن أنه بدأ يجدد نشاطه بقوة، وأوجد أنصار الله له مبررا إضافيا عندما يتابع البيانات التي يصدرها التنظيم عندما كان يستهدف الجيش في السابق، والآن يستهدف الجيش أيضا, لكن في وقت سابق كان يقول إن هذه العملية لاستهداف الجيش اليمني العميل.

الآن العنوان في البيانات الجيش اليمني المتحوث، فبالتالي القاعدة أوجدت لنفسها الآن مبررا ربما ينطوي على كثير من المتحمسين باللغة الطائفية وأنه تم سيطرة الحوثيين بمذهبهم المحدد، وبالتالي نحن أنصار السنة ونحن أهل السنة وهؤلاء شيعة.

ولهذا نخاف أن ينتقل البلد في الأخير  في ظل غياب دولة  ويصبح اليمن عراقاً آخر وهذا ما نحسب حسابه، وربما يحتاج الأخوة في أنصار الله أن يحسبوا له الحساب المناسب ربما أكثر من مشكلة مواجهة الدولة ويجب أن يكون أنصار الله جزءا من الدولة وهذا سيعزز مكانتهم واحترامهم.
وايضاً لدى الدولة يجب أن تفسر على ما فيها من ضعف, لكن لديهم مخزون أمني ومعلوماتي ومعاملات مع تنظيم القاعدة يستطيع أن يستفيد منه أنصار الله، إما أن يباشروا بعداوة طرف شديد البأس وهم ليس لديهم خلفية في مواجهته سوف يؤدي إلى تداعيات أمنية كبيرة في البلد.
أتمنى من بعض الأخوة أنصار الله أن يحولوا أقوالهم إلى أفعال, فكثير من التطمينات التي نسمعها ولكن الآن تصبح الآفعال هي المطلوبة ويحصل تطمين في الشارع، الآن نتحدث عن دولة ليست هشة إنما نتحدث عن دولة غائبة ودولة فيها جزء من مشهد سقوطها.

*وأين هي الدولة مما يحدث؟
 

- نتحدث للأسف وقلوبنا تعتصر ألماً على الدولة وما فيها، ولكن الفرد في كل العالم لا يعيش إلا في ظل دولة ومدنية الحياة لا يمكن أن تحدث إلا في ظل دولة، وأعتقد أن الدولة لا تنهي فقط نقاطها الأمنية والسيطرة على المعسكرات.
لكن فيما بعد ذلك هل يستطيع "الحوثيون" أن يكونوا جزءا من الدولة، إن استطاعوا فعلاً أن يكونوا جزء من الدولة ولا ننسى  التحديات الكبيرة، تحديات أمنية وقضايا في الجنوب فيبدو أن مشاكل الدولة ومصائبها سوف يتحملونها هم، وبالتالي هل حسبوا لهذا الأمر حسابه.

* الوضع الحالي وما يشوبه من أحداث عنف وفوضى ما الذي يحمله من مؤشرات وما تداعيات هذا الوضع؟

 

- نحن الآن  نعيش في ظل لا دولة أو في أحسن تقدير نقول نعيش في بقايا دولة وبالتالي تصور أنت كيف يكون حياة الأفراد وكيف ستكون الفوضى في ظل عدم وجود الدولة وكيف يحقق الفرد ما يريد في ظل عدم وجود الدولة أيضاً.
هذا يذكرني  بالفساد الذي رفع راياته الحوثيون، انصار الله رفعوا رايتهم انهم جاءوا ضد الفساد، أيضا هذه مهمة شاقة يبدو أنه حتى الآن بعدم وجود دولة بسبب انهيارها سيتعمق الفساد، إلا أن الفساد يتواجد ويعلو ويزداد حالما تكون الدولة ضعيفة.

فالآن مشهد عدم الاستقرار أكثر مما هو سابقاً لأن لغة القوة موجودة, فكثير من الأفراد الآن ربما يستأسدوا أيضاً وانتعشت بعض القوى التي تقتاد على عدم الاستقرار، الخوف في الأخير أن نصل إلى مجتمع طائفي يكون اليمنيون فيه مقسمين على خلفية طائفية وعقائدية وبالتالي سيكون العنوان هو القتل وهو الموت في كل ارجاء اليمن.
 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص