السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
القاعدة" و"المقاومة"... من يخترق من؟
الساعة 16:17 (الرأي برس - عربي )

لا يكاد يمر أسبوع دون أن تنال الطائرات الأمريكية من دون طيار من فرع تنظيم "القاعدة" في اليمن. الشهر الماضي وصلت صواريخ تلك الطائرات إلى القيادي الشرعي البارز، صالح عبد المغني "أبو همام"، في مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء، وسط البلاد. ويعتبر أبو همام، القادم من خلفية فكرية سلفية، من القادة البارزين في صفوف التنظيم، خصوصاً بعد تصفية الطيران لمعظم قادته الكبار خلال العامين الماضيين. وتشير المعلومات إلى أن عبد المغني قتل عقب خروجه من أحد المساجد في المديرية.


بعد مقتل أبو همام بأسبوع، قتلت الطائرات الأمريكية اثنين من أعضاء التنظيم، في المحافظة ذاتها، والتي تعتبر من أهم معاقل التنظيم، خصوصاً بعد خروجه من أبين وحضرموت. قبل ذلك بأسابيع كان الطيران الأمريكي قد قتل القيادي البارز في التنظيم، محمد بن محمد عائض الحرازي، في محافظة البيضاء، مع نجله الطفل صفوان وشقيقه فؤاد، ولا علاقة لنجله وشقيقه بالتنظيم. قتل القيادي عائض بعد أقل من أربعة أشهر على خروجه من سجن الأمن السياسي في العاصمة اليمنية، ضمن صفقة تبادل أسرى بين التنظيم وبين سلطة صنعاء. والقيادي عائض قادم أيضاً من خلفية فكرية سلفية، حيث تلقى تعليمه الشرعي في مركز دماج بمحافظة صعدة شمالي اليمن، على يد رجل الدين السلفي الشهير، مقبل بن هادي الوادعي، قبل أن ينضم إلى تنظيم "القاعدة" ويصبح من قادته المهمين.


"حصاد الجواسيس 5"
عقب مقتل القيادي الشرعي "أبو همام"، صدر عن مؤسسة "الملاحم" الإعلامية التابعة للتنظيم، تسجيل مرئي بعنوان "حصاد الجواسيس"، وهو التسجيل الخامس ضمن سلسلة تحمل هذا الاسم، عرض اعترافات لمخبرين عملوا لصالح الطائرات الأمريكية من دون طيار. من المؤكد أن الإصدار أعدَّ قبل مقتل القيادي الشرعي بزمن، لكن التنظيم اختار توقيت نشره بعناية، ليؤكد أن أموره الأمنية تحت السيطرة وعلى ما يُرام.


حتى اللحظة، ومن خلال المتابعة لسلسلة إصدارات تنظيم "القاعدة" الخاصة بالجواسيس، لم يتمكن التنظيم من إلقاء القبض على جاسوس قبل أن ينفذ المهام الموكلة إليه. كما إن إلقاء القبض على جواسيس ساعدوا في الوصول إلى عدد من قادته وأعضائه، لم يساعده، في الغالب، على اكتشاف جواسيس آخرين مزروعين داخل صفوفه.


لماذا؟
ومن خلال ما تقدم لا يبدو أن الطيران الأمريكي من دون طيار يعاني في الوصول إلى أعضاء وقيادات فرع تنظيم "القاعدة" في اليمن، على النقيض من باقي أفرع التنظيم حول العالم، بل ومن التنظيم الأم في باكستان وأفغانستان.


ويعود ذلك، بحسب مصادر خاصة، إلى انخراط عدد من مسلحي وقادة التنظيم في القتال ضد جماعة "أنصار الله" والرئيس السابق علي عبد الله صالح، إلى جانب "المقاومة الشعبية" في أكثر من محافظة يمنية، حيث يسهِّل وجودهم ضمن "المقاومة" من عملية تعقبهم وتصفيتهم.


وكان القيادي الميداني السابق للتنظيم، جلال بلعيدي المرقشي "أبو حمزة الزنجباري"، قد تحدث عن مشاركتهم في أكثر من 11 جبهة قتال ضد "أنصار الله" وصالح. قبل ذلك ظل التنظيم ينشر أخباراً يومية عن إنجازاته في جبهة صرواح غربي محافظة مأرب، قبل أن يتوقف عن نشرها في وقت لاحق، بطلب من مسؤولين عن الجبهة، حتى لا يؤثر وجوده على قضية "المقاومة"، بحسب ما أكد مصدر خاص لـ"العربي".


وتجدر الإشارة هنا إلى أن معظم جبهات ما عرف بـ"المقاومة الشعبية" في مختلف محافظات الجمهورية، تابعة لـ"حزب التجمع اليمني للإصلاح"، الذي حرص منذ العام 2011م على تقديم نفسه للغرب كحليف يمكن الاعتماد عليه في مجال الحرب على الإرهاب.


غير أن تنظيم "القاعدة"، ورغم خسارته لعدد من مقاتليه وقادته، نتيجة لمشاركته في جبهات القتال ضد سلطة صنعاء، استفاد في جوانب أخرى، حيث تمكن من استقطاب مسلحين من "المقاومة" إلى صفوفه، بالإضافة إلى حصوله على الدعم، وإلى اكتسابه مهارات قتالية، وهو ما يمكن أن يُعد اختراقاً معاكساً.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً