السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
معالم عدن التاريخية... إرث معطل
الساعة 18:46 (الرأي برس - عربي )

تضم مدينة عدن عدداً كبيراً من المعالم التاريخية والأثرية القديمة، والتي تعكس في أشكالها ومواقعها أبعاد التاريخ الحضاري للمدينة، التي احتضنت منذ قرون الكنائس والمعابد المسيحية واليهودية والهندوسية، كشواهد لتنوع يصارع حالياً من أجل البقاء. واليوم تعيش المدينة أزمة في التعامل مع آثارها ومعالمها التاريخية، بعد أن تعرضت للضربات العسكرية العشوائية، في الحرب الأخيرة، على الرغم من أنها لم تكن مواقع عسكرية، الأمر الذي يهدد بكارثة ثقافية.


الفوضى والجهل 
عدن مدينة البحر والجبل، أضاعت فوضى البناء والعمارة الحديثة خصوصيتها، وتسبّب الجهل بتاريخها، وانعدام الضوابط والنظم المنظمة للتعامل مع معالمها، واللهث السريع وراء تنفيذ أعمال الترميم والصيانة لمواقعها، بامتداد يد العبث إلى تلك المعالم، في ظل عدم وجود خطة مسبقة لترميمها، تعتمد على دراسة تاريخية ترتبط بماضي المدينة وتتصل بالحاجات التنموية الراهنة. 


صهاريج عدن
وادي الطويلة من أشهر معالم عدن، يضم صهاريج عدن الأثرية التي بنيت في الصخور الصلدة، لتتلقف الماء الذي يهبط من الجبل. إنها مثال رائع لفن العمارة في العهد الذي بنيت فيه، وحالة فريدة يصعب تكرارها بهذا الحجم والإتساع. الصهاريج التي بنيت بالحجارة والجص باتت مهددة بالبناء العشوائي عليها، دون حساب للكارثة التي ستسببها التصرفات غير المسؤولة، فضلاً عن عدم وجود سياحة داخلية أو خارجية، منذ أكثر من عام، للوضع الذي تعيشه البلاد حالياً.


قلعة صيرة تضافرت كل عوامل العبث والتشويه في عدن لتحيلها إلى إرث معطل
ولا يختلف الأمر بالنسبة لقلعة صيرة، التي ما زالت حتى اليوم مغلقة في وجه الزوار. بالرغم من صمودها إلى الآن، إلا أنها تعاني إهمالاً حكومياً، ينذر بكارثة قد تطمس هذا الصرح؛ فالتمدد العمراني وعملية نحت الجبل ومن جميع الجهات، بغية تشييد مبان سكنية وبدون تخطيط، أدّت إلى إلحاق أضرار كبيرة بالقلعة، لتصبح على شفا انهيار وشيك.


المتحف الحربي
وطالت الآثار التدميرية للحرب المتحف الحربي في مدينة عدن، والذي يوثق التاريخ العسكري للمدينة، فتعرضت أجزاء من مبناه للدمار، كما تم نهب محتوياته من الآثار القيمة، والقطع الأثرية والأسلحة القديمة، ورغم مرور أكثر من عام على أحداث الحرب الأخيرة، ما يزال هذا الصرح التاريخي في خانة المهملات.


"محمية تاريخية"
تقول د. أسمهان العلس، رئيسة جمعية عدن للحفاظ على التراث، إن "مدينة عدن تتمتع بموروث تاريخي أصيل يعود عمره إلى آلاف السنين، ويتمتع هذا الموروث بتنوع متفرد يعكس الخصوصية الجغرافية لهذه المدينة والتنوع العرقي والمذهبي البديع لها والنشاط التجاري، والموروث الخدمي، الإداري والسياسي للإدارة البريطانية، التي حكمت عدن لفترة لا تقل عن 128 سنة".


وتطالب أستاذة التاريخ في جامعة عدن، في تصريح ، بـ"رسم توجّهات وبرامج، تعزز من القيمة التاريخية والموروث الطبيعي لعدن، وتمكّن من التوظيف السليم لهذا الموروث، وذلك بإعلان عدن محمية تاريخية".


المسؤولية التاريخية
هكذا إذاً، تضافرت كل عوامل العبث والتشويه في عدن لتحيلها إلى إرث معطل. واقع يضع الجميع أمام المسؤولية التاريخية، التي تستدعي الإسراع في تفعيل النظم والقوانين الضابطة لأعمال الهدم والبناء للمواقع القديمة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً