- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
خمسة وعشرون عاماً قضاها الشيخ عمر جواس على سرير غسيل الكلى، متنقلاً بين القاهرة وصنعاء والمكلا وسيئون. وبالرغم من مرور ربع قرن على معاناته، إلا أنه لا يرغب في إجراء عملية زراعة لكلية جديدة، حتى وإن كان المتبرع بها من أقاربه، فلم يعد جسمه المنهك يتحمل عمليات الغسيل المستمر، ناهيك عن عمليات أخرى، لذا يمضي في فلسفته الخاصة قائلاً "لقد منحني الله فرصة العيش بالغسيل لمدة 25 عاماً بالكلية الصناعية، فكم من العمر ستمنحني عملية زراعة كلية جديدة إذا نجحت؟!".
معاناة
أكثر من 250 مريضاً بالفشل الكلوي يترددون على مركزين في وادي حضرموت، خاصَّين بعمليات الغسيل التي تتم بواقع مرتين في الأسبوع لكل مريض، بكلفة 70 دولاراً للعملية الواحدة، يتكفل بها مجموعة من المغتربين الميسورين عبر "مؤسسة صلة للتنمية"، التي تعنى بشؤون هذه الشريحة من المرضى منذ العام 2003م.
قصة المرأة المجهولة
لم يكن الدكتور محمد بامدحج، المغترب في السعودية، يعلم أن جهوده في إقناع بعض رجال الأعمال ستتكلل بالنجاح ذات يوم، بعدما أصابه اليأس من توفير دعم مالي كاف لإنشاء مركز متخصص بالكلية الصناعية في وادي حضرموت، نظراً للكلفة المالية الباهظة لمثل هذه المشاريع والمتابعة المضنية لإنجازها. لكن مساعيه الجادة في هذا المجال دفعت بأحد أصدقائه لأخذ إحدى المقالات الصحافية المرتبطة بفكرة المشروع إلى البيت لقراءته، فكان أن وقع المقال بيد والدة صديقه التي أبدت رغبتها في تكفل جميع النفقات الخاصة بإنجاز أول مركز للكلية الصناعية في مديرية القطن بوادي حضرموت، شريطة عدم ذكر اسمها كمتبرعة، ضاربة مثالاً متميزاً لمعنى "الإحسان"، وإنفاق الأيادي البيضاء بمبدأ إنكار الذات.
مركز القطن
ونزولاً عند رغبة تلك المرأة المجهولة، تم إنشاء المركز في مديرية القطن مطلع العام 2003م، بسعة 22 جهاز استصفاء دموي، بتمويل من " مؤسسة صلة للتنمية"، من أجل التخفيف من معاناة المرضى المصابين بالفشل الكلوي في وادي حضرموت، والذين لم يكن يتجاوز عددهم، حينئذ، 20 حالة فقط.
مركز اليسر
ونظراً لتزايد أعداد المرضى في وادي حضرموت، تم إنشاء مركز "اليسر للكلية الصناعية" نهاية العام 2014م، وتجهيزه بأحدث أجهزة الغسيل المتطورة، التي يبلغ عددها 20 جهازاً، بكلفة 25 ألف دولار للجهاز الواحد، بتمويل وإشراف "مؤسسة صلة" الداعمة لهذه المبادرات الخيرية. وعلاوة على التخفيف من معاناة المرضى في النطاق الجغرافي الخاص بهذه المراكز التخصصية، فقد قامت أيضاً بدور مهم تجاه المرضى النازحين من المحافظات اليمنية الأخرى إلى حضرموت جراء ظروف الحرب التي اندلعت في مارس العام 2015م، حيث أنجزت هذه المراكز مجتمعة أكثر من 138,985 جلسة غسيل كلوي لحوالي 1,092 حالة مرضية من محافظات عدن، أبين، لحج، الضالع، يافع، شبوة. وفي ظل عجز الحكومة اليمنية عن توفير أدنى المسلتزمات الطبية واللوجستية لمثل هذه المراكز الطبية، يتكفل المغتربون بتدبير تكاليف جلسات الغسيل التي تتراوح ما بين 30 - 35 دولاراً للجلسة الواحدة.
زراعة الكلى
وفي تصريح، أكد المشرف العام لـ"مؤسسة صلة للتنمية" أن "المؤسسة بصدد وضع اللمسات الأخيرة على مشروع زراعة الكلى لـ40 مصاباً بالفشل الكلوي بحضرموت"، لافتاً إلى أنه "سيتم ترحيل مجموعة منهم لإجراء عمليات زراعة الكلى بمستشفيات الأردن وتركيا، إضافة إلى تكفل المؤسسة بتوفير العلاج لزارعي الكلى في حضرموت، والذي يبلغ عددهم أكثر من 70 زارعاً يحصلون على العلاج المجاني شهرياً".
طموحات مستقبلية
من جانبه، يشير الدكتور هاني خالد العمودي، مدير عام مكتب الصحة في وادي حضرموت، في تصريح له، إلى وجود "ثلاثة أمراض تشكل مثلث الموت في وادي حضرموت، تتمثل في أمراض الكلى والفشل الكلوي، وأمراض السرطان، وأمراض القلب، التي تشكل نسبة كبيرة من الأمراض المنتشرة بالمنطقة". ويعتبر العمودي أن "تجربة إنشاء المراكز المتخصصة بغسيل الكلى بالوادي تجربة نموذجية رائدة، أنجزت منذ سنوات بمبادرات وتبرعات عدد من فاعلي الخير عبر مؤسسة صلة للتنمية، وخففت كثيراً من معاناة المرضى، كما خففت الكثير من الأعباء والمهام المناطة بعملنا بمكتب الصحة، ونأمل مستقبلاً أن تكلل الجهود بالنجاح لإنشاء مركز حديث متخصص في معالجة أمراض الكلى".
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر