السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أمين عام التيار السلفي: اليمن سُلمت بدون أي مقاومة.. والحوثيون ينفذون مخططا فارسيا (حوار)
جمال بن غندل امين عام التيار السلفي
الساعة 21:53

 كشف جمال بن غندل، الأمين العام لائتلاف التيار السلفي باليمن، عن الأسباب الحقيقية وراء سقوط العاصمة اليمنية صنعاء في أيدي الحوثيين، مؤكدًا أن اليمن سُلّمت إلى الحوثي دون أي مقاومة.

 

وأكد “غندل”، في حوار أجرته معه شبكة الإعلام العربية “محيط”، أن الحوثيين استغلوا الحقد في نفوس أزلام النظام السابق على الثوار في الوصول إلى مآربهم.

 

نص الحوار:

 ما هي حقيقة ما حدث في اليمن في الآونة الأخيرة؟

لا يخفى على أحد ما وصل إليه اليمن من حالة مزرية، وذلك بعد انهيار الدولة المفاجئ الذي أعقب تسليم العاصمة صنعاء إلى عصابة التمرد الحوثية، وقد آلم هذا الحدث العظيم كل مسلم.

 وما هو سبب هذا السقوط المفاجئ للعاصمة في أيدي الحوثيين؟

الجميع يعلم أن سقوط العاصمة صنعاء في أيديهم أو تسليمها لهم إن صح التعبير- فهي سلمت بخيانة داخلية- يدل على المكر والكيد الذي عمل بهما الحوثيون طيلة الـ30 عامًا الماضية، وهي تعد لهذه اللحظة، بينما القوى السنية تتناحر فيما بينها، فاستفاد الحوثي، من هذا التناحر ولعب على كافة الأوتار حتى وصل إلى مآربه، فكثير من الكتاب والنخب لا يتخيلون وجود أزمة حقيقية، وقالوا إنه صراع بين النظام السابق والقوى الثورية، أي إنها الثورة والثورة المضادة، لكن الأحداث أسفرت عن وجه شيعي كالح، وتدخل إيراني سافر بعد أن صرح مسئولون في النظام الإيراني بأنه بسقوط صنعاء، حصلت إيران على عاصمة عربية رابعة بين أيديهم.

 وهل كان هذا معدٌّ من البداية؟

كان المخطط بين الحوثي والنظام القديم، أن يأخذ الحوثي ما في نفسه من جماعة الإخوان المسلمين والفرقة الأولى، وجامعة الإيمان، والدخول إلى مقراتهم وإخراجهم من المؤسسة العسكرية والأمنية، ثم تسلم الدولة لتعود إلى النظام السابق، إلا أن الحوثي انفرد بالساحة وحده،

فهو المسؤول عن تشكيل الحكومة، والملف الأمني، ويقود الحرب في أكثر من مكان بدعوى محاربة الإرهاب، كي يستفيد من المحيط الدولي والإقليمي، في حين أنه يقاتل في البيضاء وإب وحاشد رجال القبائل.

خلال أسابيع قليلة سقطت اليمن، فهل كانت هذه خطة قديمة للحوثيين؟

بلا شك، فعندما نعود لتاريخ الحركة الحوثية، فإننا نتحدث عن حركة ليست وليدة الساعة، فعمرها يزيد عن 30 سنة، وبدأت نشاطها في بداية الثمانينات، بعد ظهور ما يسمى بالثورة الخمينية، فتأسست حركة باسم “الشباب المؤمن” في عام 1982، بزعامة بدر الدين الحوثي، مع مجموعة من رفاقه على درب السوء.

ثم ظلت حركة شبابية أشبه بالحركة الكشفية الطلابية، تشتغل في صفوف طلاب المدارس والمعاهد العلمية، ولما قامت الوحدة اليمنية 1990، شكلت الحركة نقلة جديدة من طور النشاط الطلابي إلى النشاط السياسي، وأسست حزب “الحق” ثم حزب اتحاد القوى الشعبية، وكلا الحزبين كانا مظلة لهذه الحركة يمارس من خلالها النشاط السياسي حتى أن بدر الدين مؤسس الحركة صار نائب برلماني.

وهكذا ظلت الحركة تعمل تحت إطار الحزبين إلى أن مرت اليمن بظروف أهمها أحداث 1994، حينما أراد الجنوب الانفصال عن الشمال، ودخلت اليمن في اقتتال بين الحزب الاشتراكي عن الجنوب، والمؤتمر الشعبي العام ومن معه عن الشمال، في تلك الفترة وقف الحوثيون مع الحزب الاشتراكي وقاتلوا في صفوفهم، فكسبوا أنصارا جددا في حركتهم.

وظلت الحركة تعمل في إطار سياسي إلى عام 2004، بعد أن تشكلت لها ميليشيات مسلحة لتخوض الحركة حروبًا ستة كان آخرها قبيل ظهور الربيع العربي.

 هل الحركة تنظيم ديني أم سياسي؟

الحركة تنظيم ديني عقدي، في البداية كانوا يدعون أنهم زيدية، يسعون لأحياء فرقتهم، بعد تمدد السنة خاصة في منطقة صعدة بعد تأسيس دار الحديث بدماج، فحاولوا تجميع اليمنيين حول راية إحياء المذهب الزيدي، لكن مع ارتباطاتهم بإيران بدأ يتسرب لها عقائد الإثنى عشرية، فهم ليسوا إثنى عشرية خلص، وليسوا زيدية، وإنما فرقة جديدة تجمع بين الجارودية والزيدية والإثنى عشرية.

 ما مدى حقيقة اتصال الحوثيين بإيران؟

الحركة منذ نشأتها مرتبطة ارتباطا مباشرا بإيران، فهي تتبنى القضايا الإيرانية، والدعم السخي الذي تتلقاه الحركة وظهر في أنشطتها الطلابية والشبابية في صفوف المدارس والمعاهد العلمية في محافظة صعدة في تلك الفترة، ثم توسعت في العديد من المحافظات بعد الوحدة فكان واضحًا انتماءها لإيران.

أيضًا ندلل على ذلك بعد عام 1994، حيث شارك الحوثيون في قتال المؤتمر الشعبي العام، وبعد انتهاء الحرب لجأ بدر الدين الحوثي، وولده حسين إلى إيران، وكانت لهم زيارات سابقة قبل ذلك.

من المستفيد مما يحدث؟

الأصل أن إيران صاحبة مشروع عملاق، فبعد الثورة الخمينية أقر مجلس تشخيص النظام، وهو أعلى الهيئات الدينية في إيران، خطة خمسينية لتشييع العالم في 50 سنة، وكان من أهم هذه الدول اليمن، وبدأوا بتنفيذ مخططاتهم بوضع سبل للدخول إلى اليمن عن طريق بعث معلمين عراقيين، يحملون العقيدة الإثنى عشرية، لا سيما بعد حرب الخليج الثانية عام 1990، فانتشروا في القرى النائية، وبدأوا ينشرون المذهب الإثنى عشري، وبدأ التزاوج بين الزيدية والإثنى عشرية في تلك المرحلة.

 من الذي يمكن أن يدافع عن اليمن في تلك المرحلة؟

الذين أخذوا على عاتقهم محاربة الحوثي، هم القبائل التي لا تزال على سنيتها ولم تبع وطنها ودينها، وهي من تحملت عبء هذه المقاومة، إلا أن جميع القوى السياسية سلمت للحوثي ووقعت له على اتفاقية السلم والشراكة، وسُلّم له جزء من الملف الأمني، رغم أن اتفاق السلم والشراكة ينص على خلاف ذلك، وهو الآن يماطل من أجل القضاء على خصومه.

 الحوثي رفع شعارات “الموت لأمريكا.. اللعنة على اليهود”، فهل هو صادق في ذلك؟

هذه شعارات رنانة كاذبة، فانظر إلى الواقع، من يقاتلون ولماذا أمريكا طوال هذه الفترة التي قتل فيها الحوثي باعتراف من المتحدث الرسمي له 60 ألفًا، من قوات الدولة، لم تصنفه أمريكا ولا الاتحاد الأوروبي على أنه جماعة إرهابية، فلاشك أنه هناك رضى عالمي عنه.

أيضًا حينما اجتاح عمران، قبل شهرين قدمت بريطانيا قرارًا لمجلس الأمن يقضي بتصنيف الحوثي على أنها حركة إرهابية ومجرمي حرب، وقفت أمريكا واعترضت على هذا القرار، فهي تدرك تمامًا أن الحوثي لا يمثل خطرًا لها، وهناك خطوط ارتباط خفية يعمل الحوثي وفقها، بل أن بعض الحوثيين صرحوا أنهم لم يتسلموا صنعاء إلا بالتنسيق مع كافة القنصليات وتطمينهم وهذا ما حدث بالفعل، لم يخرج أي دبلوماسيين من أي سفارة، اللهم إلا سفارة المملكة العربية السعودية، وهذا يدل على أنه يعمل تحت المظلة الأمريكية.

 وأضرب مثالا لذلك ما حدث بالبيضاء، عندما ضربت طائرة أمريكية بدون طيار رجال القبائل، وادعى الحوثي أنهم من القاعدة.

 ما هي خطوط الارتباط بين أمريكا والحوثي؟

خطوط الارتباط بين الحوثي وأمريكا هي نفسها بين أمريكا وإيران، فأمريكا تعتبر إيران فزاعة تبتز بها دول الخليج والمنطقة، لعقد صفقات تسليح وغير ذلك، ونفس المشهد مصغر في اليمن، فمن مصلحة أمريكا وجود الحوثي لابتزاز القوى السنية والقضاء عليها داخل اليمن، فالحوثيون يعملون على توفير مناخ آمن للمستعمر الأمريكي، فأعلنوا أنهم يقاتلون “الدواعش” وكأن اليمن كلها قاعدة، وصارت لهجتهم هي استجداء الغرب وتقديم الدعم.

ولك أن تتخيل أنه في إحدى خطب الحوثي المستفزة، طالب الدولة بتقديم العون له، مع أن هذا دور الدولة وليس مهمة العصابات والمليشيات الطائفية.

 هل ترى أن القبائل تستطيع مواجهة الحوثي؟

ردة فعل القبائل يمكن أن نسميها هبّة، فهي غير مرتبة أو منظمة وغير مخطط لها، ولذلك كان الحوثي يكسب جولات في “كتاف، وعمران، وحاشد، والجوف”، وهُزم في أماكن أخرى، إلا أن القبائل لا تجد من يدعمها، أو من يوفر لها مظلة إقليمية، فهو يتلقى دعم استراتيجي وعسكري من إيران وحزب الله والحرس الثوري، وهذا يوضح الفارق بين الجانب السني والشيعي، فلا يوجد تكافؤ في العتاد والقوة أو المظلة السياسية التي يقاتل فيها كل طرف.

 كيف يمكن مقاومة الحوثي ومشروعه الصفوي في اليمن؟

نحن نتحدث عن سقوط دولة، ومن ثم نحن بحاجة إلى استعادة الدولة بكل مقوماتها، فالحوثي يعمل منذ 30 سنة، متغلغلاً في أجهزة الدولة، فالأمر ليس كما يتخيله البعض، أنت تواجه مشروعا إيرانيا صفويا ضخم، فلا بد من التخطيط سياسيا وإعلاميا واقتصاديا وعسكريا، الحوثي الآن يمتلك عشرات القنوات الشيعية الفضائية التي تسانده، لا يوجد الآن حدث بسيط إلا وقناة العالم تبثه، بالإضافة إلى وجود قنوات محلية تسانده كالمسيرة والساحات وغيرها تعمل لصالحه.

وأريد أن أؤكد أن الحوثي “مشروع دولة”، وليس حركة عشوائية، فقد وصلوا في وقت قياسي إلى العاصمة ثم الحديدية وإب، وهم يقاتلون الآن في أكثر من جبهة وفي جيوب عمران والجوف وغيرها.

وأقول إن كنا نريد أن نواجه المشروع الحوثي في المنطقة، فلا بد من تشكيل جبهة سنية داخلية، وتوحيد الصف السني الداخلي فقد استفاد الحوثي من الخلافات السنية ولعب عليها، وأنا أتحدث عن السنة بكافة توجهاتهم السياسية المختلفة.

وماذا عن مواجهة الحوثيين على المستوى الخارجي؟

لا بد من تشكيل جبهة خارجية عريضة لتوفير الغطاء والدعم، فالشعب اليمني شعب فقير، استغلت إيران فقره، وحاجته، فبدأت بشراء الذمم والقادة العسكريين والوجهاء ورجال القبائل، ووصل الأمر إلى شراء بعض الوزراء وعلى رأسهم وزير الدفاع، الذي عمل لهم “عيني عينك” كما يقال “لا يستحي ولا يخجل” فلا يوجد أي يمني شريف يشك أن هذا الرجل عمل على تفتيت البلد لتسليمها إلى إيران.

 إن كانت هناك كلمة أخيرة، لمن توجهها؟

أقول لرجال القبائل: أصمدوا وقفوا ولا يزحزحكم الحوثيون عن الحق، واعلموا أن هذه الكُربة في طياتها الخير، فاثبتوا وسيأتي الله بالفرج من عنده، فإن الليل لآخره نهار، وإن الظلمة بعدها نور، وأن الله لن يضيع أجركم “فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة”، فاغسلوا أيديكم من البشر.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص