السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أمين عام الناصري يحمل الرئيس هادي مسئولية الأحداث.. ويدعو الحوثيين إلى إثبات مصداقيتهم (حوار)
العتواني
الساعة 19:05 (الرأي برس - متابعات)

قال الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري/ عبدالله نعمان محمد, إن ما شهدته العاصمة اليمنية صنعاء مؤخرا من انتهاك لرمزية السيادة الوطنية يشير إلى سيناريوهات سلبية بالنسبة لليمن، وخلقت حالة من القلق والرعب. 



وعبّر عن مخاوفه من ردة فعل عكسية لدى الأطراف المتضررة، مؤكدا على أهمية التزام القوى السياسة بتقديم مشاريع تحتوي العنف الذي شهدته العاصمة مؤخرا وتسوية الآثار والتداعيات التي ترتبت عليه، والشروع بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. 

وقال نعمان- في حوار خاص مع قناة الميادين بثته مساء الأحد- إن اتفاق السلم والشراكة الوطنية لم يأت بالجديد وإنه لو تم الشروع بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني عقب انتهاء المؤتمر لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه. 

وتوقع الأمين العام للتنظيم الناصري أن يستمر التمديد للمرحلة الانتقالية لأشهر أخرى نظراً للبطء الشديد في تنفيذ استحقاقات المرحلة ومن بينها صياغة الدستور. 

وانتقد طريقة إدارة الرئيس هادي للبلاد وقال إنه يعتمد الكثير من الآليات والأدوات الموروثة عن النظام السابق وإن الرئيس هادي حتى هذه اللحظة لم يتقرب من القوى المدنية، من صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير التي خرجت الجماهير تنشده في فبراير 2011، ولا زال محكوما بعوامل القوى التقليدية العسكرية والقبلية, لكنه عاد ليقول إن هادي لا زال رجل المرحلة رغم ما عليه من ملاحظات. 

واتهم نعمان القوى التقليدية بإعاقة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وذلك عبر افتعال الأزمات والحروب وقال إن هذه القوى لها مصالح وبيدها السلاح ولها ارتباطات إقليمية. 

وقال الأمين العام للتنظيم الناصري إن امتناع التنظيم عن التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية لم يكن عدميا وإنما كان مرتبطا بتحفظ الحوثيين على الملحق الأمني والعسكري وعندما وقعوا على هذا الملحق عاد التنظيم ليوقع على الاتفاق, التزاماً منه بما وعد به.. ولأهمية الحوار نعيد نشره.. 

* دعنا نبدأ أستاذ عبد الله من اللحظة الراهنة، إلى أين يتجه البلد برأيكم؟ 

- المشهد الحالي في هذا الظرف، يشير إلى سيناريو ليس إيجابياً بالنسبة لليمن، بعد لحظات من العنف والتوتر واجتياح العاصمة، بما تمثله من رمزية وانتهاك بعض المؤسسات السيادية، والاستيلاء على عدد غير قليل من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، حتى انتهاك لحرمات بعض المساكن، يخلق حالة من القلق والرعب الموجود، نخشى أن تؤدي هذه الممارسات إلى ردود فعل لدى الطرف الآخر، لكن إلى أي مدى ستصل ردة الفعل؟، الأمر يتوقف في تحديد ردة الفعل على حنكة وقدرة القوى السياسية، ومدى قدرتها على تقديم مشاريع تحتوي كل هذا العنف الذي حصل في العاصمة خلال الفترة السابقة، ومحاولة تسوية الآثار والتداعيات التي ترتبت عليه، والتوافق على مشروع وطني يخرج اليمن من هذه الأزمات، ويبدأ يحث الخطى سريعاً نحو تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. 

*ماذا عن الاتفاق الأخير الذي وقع عليه من قبل جميع الأطراف؟ 

- المشروع بحد ذاته إيجابي، وهو يرتكز على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، لكن اللحظة التي وقع فيها المشروع وتداعياتها، نخشى أن يكون لها تأثير سلبي على هذا الاتفاق، أعتقد أن هذا الاتفاق تأخر، الجوهري فيه هو تشكيل حكومة الشراكة الوطنية، وهذا أمر ليس جديدا، هو أحد الضمانات التي نصت عليها وثيقة ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ولو كان تم التنفيذ لما تضمنته وثيقة الضمانات في الفترة التي تلت مؤتمر الحوار مباشرةً، ربما كنا جنبنا اليمن الكثير. 

*من السبب في هذا التأخير، هناك اتهامات توجه للمبعوث الأممي جمال بن عمر، يعني رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح قال بأن السبب هو جمال بن عمر وأراد أن يوصل الأمور إلى حالة الصدام والعنف والدخول في حرب طاحنة؟ 

- مع كل التقدير لهذا الرأي، أعتقد أن جمال بن عمر لم يكن له يد أو علاقة في تعطيل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، المخرجات اتفق عليها اليمنيون وانتهى المؤتمر بنجاح. 

*من السبب إذاً، من الطرف المعرقل أو الشخص المعرقل الذي تسبب في تأجيل وتأخير كل هذا، وأيضاً التمديد لفترة رئاسية أخرى للرئيس هادي؟ 

- لا.. هذا موضوع ثاني، تمديد الفترة الرئاسية للرئيس هادي أمر توافق عليه اليمنيون، لكن هذا التمديد كان يفترض ألا يكون بلا سقف، والا يكون عبثياً لمجرد التمديد، لكن كان تمديد لإنجاز ما تبقى من مهام المرحلة الانتقالية ولهذا كانت وثيقة ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، حددت سقفا زمنيا- تقريباً سنة- لإنجاز بعض المهام المتعلقة بالمرحلة الانتقالية، وفي مقدمتها استكمال صياغة الدستور والاستفتاء عليه، وبعد كذا طبعاً انتخاب رئيس جمهورية. 

*هل ستنتهي هذه المهام خلال هذه المدة الزمنية؟ 

- دعني أقول لك- بكل وضوح- الزمن المتبقي من الآن، لا يمكن أن يساعد على إنجاز المهام المتعلقة بإنجاز المرحلة الانتقالية، والاستفتاء على الدستور، لأن الدستور حتى الآن.. لجنة صياغة الدستور- رغم أنها التزمت بإنجاز الدستور "المسودة الأولى" إلى أغسطس- هناك طبعاً بطء شديد جداً في عمل لجنة... 

* ماذا يعني هذا الأمر؟ 

- هذا يعني أن المرحلة الانتقالية ستمتد لأشهر.. 

* لأشهر أم لأعوام؟ 

- نحن نتمنى أن يكون لأشهر. 

* هل ستقفون مع الرئيس هادي في تمديد هذه الفترة، هل ما زلتم تشعرون أنكم معه وإلى جواره؟ 

- نحن الحقيقة لا زلنا نرى أن الرئيس هادي هو رجل المرحلة رغم ما لنا من ملاحظات ومآخذ على أدائه. 


*ما هي هذه الملاحظات؟ 

- الرئيس هادي طبعاً مع الأسف الشديد، لا زال يدير البلد بالتوازنات، لا زال كثير من الآليات والأدوات التي يعتمدها في طريقة إدارة الدولة، هي آليات وأدوات موروثة من النظام السابق، لا زال هناك كثير من المحيطين بالرئيس ومن الأقارب والمقربين تحوم حولهم شبهات الفساد، بمعنى أو بآخر، حتى هذه اللحظة لم يتقرب الرئيس من القوى المدنية، من صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير التي خرجت الجماهير تنشده في فبراير 2011، لا زال محكوما بعوامل القوى التقليدية التي هي القوى العسكرية والقبلية. 


*هل أفهم من كلامك أنك تتهم هادي أنه سبب في وصول البلد إلى هذه اللحظة، إلى هذا الوضع الراهن؟ 

- هو ليس اتهاماً، لكن الحقيقة أداؤه في إدارة الدولة وتردده عامل مهم جداً من العوامل التي أوصلت البلد إلى ما وصلت إليه، أياً كانت الأسباب والظروف والمبررات التي قد يقولها الأخ الرئيس في طريقة إدارته وأدائه لكن بدون شك هو الرجل الأول والمسئول الأول عن القرار، طريقة أدائه إما أن تنقل البلد نقلة نوعية، وتستكمل عملية التغيير والانتقال السلمي للسلطة، إما أن تتعثر. 



*أعود إلى السبب، لم تقل، لم تفصح لي عن السبب أو عن من تسبب في تأجيل الاتفاق، أو التوافق، أو البدء أو الشروع في تنفيذ مخارج الحوار؟ 

- بدون –طبعاً- تسميات مباشر، أقول إن القوى التقليدية التي شكلت مركز عصب السلطة في الفترة السابقة، والتي ليست لها مصلحة في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والانتقال من الحكم العصبوي، إلى الدولة المدنية التي ينشدها اليمنيون، هي التي أعاقت تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار، قبل انتهاء المؤتمر الحوار، اندلعت الحروب في دماج، وبعد كذا من دماج إلى حوث وخمر ثم إلى عمران، ومعروف هذه القوى التي تقاتلت هي في الحقيقة قوى ليست لها مصلحة في الدولة المدنية، وهي قوى لها مصالح، وبيدها السلاح، ولها امتدادات إقليمية. 



*هناك مشكلة أيضا في مسألة فرز هذه القوى، من هي القوى التقليدية اليوم، كيف يمكن أن نعرف القوى التقليدية، يعني نوصف القوى التقليدية بأسمائها؟ 

- دعني أقول لك، القبيلة هي إحدى هذه القوى، أو مراكز النفوذ القبلي، وأقول لك أيضاً مراكز النفوذ العسكري التي استفادت من الفساد خلال الفترة السابقة، وراكمت ثروات، وطبعاً تكدس لديها كميات كبيرة جداً من السلاح، وصارت بما تملكه من إمكانيات مادية، ومن سلاح، توظف هذه القوة التي اكتسبتها لخدمة مصالحها، هي موجودة في معظم التيارات الموجودة. 



*بما فيها التنظيم الناصري؟ 

- التنظيم الناصري تيار مدني ليس له أي علاقة أو امتداد قبلي، نعم أبناء القبائل موجوديون كأعضاء في التنظيم، إخوة عسكريون موجودون داخل التنظيم، لكن هؤلاء الناس ليسوا مراكز نفوذ تقليدية، ولم يقفوا ولن يقفوا في أي يوم من الأيام ضد الدولة المدنية، بل هم من دعاة الدولة المدنية، هم أول من رافع راية الدولة المدنية، وحاملي مشروع التغيير الاجتماعي في المجتمع منذ حكم الشهيد إبراهيم الحمدي. 


*دعني أعود إلى الاتفاق الأخير، اتفاق السلم والشراكة، أنتم رفضتم في البداية التوقيع على هذا الاتفاق، ومن ثم عدتم للتوقيع على جميع أوراقه، تفصيلياً، بحضور جميع الأطراف، لماذا الرفض ومن ثم التراجع والتوقيع لاحقاً؟ ما الذي حدث، ما الذي استجد؟ 

- نحن.. الحقيقة لم نتراجع، نحن رفضنا لم يكن عدمياً، كان رفضاً مسبباً، رأينا أن اتفاق السلم والشراكة مع ملحق الحالة الأمنية والعسكرية، كلاهما كل لا يتجزأ، عندما تحفظ أنصار الله على التوقيع على الملحق الخاص بالحالة الأمنية والعسكرية رفضنا التوقيع، عندما عاد أنصار الله ووقعوا على الملحق الخاص بالحالة الأمنية والعسكرية، التزاماً منا بما وعدنا به جماهير شعبنا عدنا ووقعنا على الاتفاق وعلى الملحق، الآن هم أمام محك عملي, الكرة في ملعبهم، والوقت لن ينتظرهم طويلاً، إما أن يثبتوا المصداقية وينهوا كل المظاهر المسلحة خاصة في العاصمة صنعاء. 



*ألا يكفي التوقيع على اتفاق السلم والشراكة، وأيضاً الملحق الأمني، لإثبات حسن النوايا من قبلهم؟ 

- على الإطلاق، نحن بالذات مع مراكز القوى والنفوذ، دائماً ما نعتاد التوقيعات على مثل هذه الأوراق، ثم يرمى بها في سلة المهملات. 


*أنتم تتخوفون من الانقلاب على هذا الاتفاق من قبل أنصار الله فقط، أم هناك أطراف يمكن أن تنقلب على هذا الاتفاق؟ 

- أعتقد الطرف القوي الذي يمكن أن ينقلب على هذا الاتفاق هم أنصار الله، دعنا نتكلم بقدر من الوضوح والصراحة، الأطراف الأخرى هي الآن في حالة، يعني إذا ما كنت تقصد الإصلاح أو غيرهم، فهم في حالة صدمة الآن، وأنا أعتقد أن الحالة التي حصلت وفرت للإصلاح ظرفا ملائما، أن يتخلص من تركة ثقيلة وعبء ثقيل كان محسوبا عليه، اللي هي القوى القبلية والمتطرفين. 



*للإصلاح، وأيضاً للقوى المدنية الأخرى، بما فيها التنظيم الناصري؟ 

- نحن بالنسبة لنا، لسنا مثقلين بأوزار القوى التقليدية، وليس لدينا السلاح، ولا لدينا مراكز قوى، نحن سلاحنا الكلمة والقلم. 



*أستاذ عبد الله هل ستتغير خارطة التحالفات في الأيام المقبلة، في السنوات المقبلة، في ظل هذه التغيرات في ظل صعود قوة جديدة، قوى سياسية وعسكرية مثل أنصار الله، وأيضا خفوت وهج الإصلاح الذي كان مسيطراً ومهيمناً على المشهد، بقواه العسكرية والقبلية؟ 

- مؤكد لا توجد تحالفات ثابتة أصلاً في كل العمل السياسي، التحالفات تتغير بحسب برامج المرحلة، المراحل الزمنية، أنا أعتقد أن عندنا لا زالت حتى الآن مثلاً اللقاء المشترك لا زال يمثل حاملا.. ممكن يستمر ويتوسع خلال الفترة.. 



*ويمكن يتفكك؟ 

- ويمكن يتفكك! 

*أعود للأحداث الأخيرة، ما تفسيركم لتفكك الدولة بالشكل الذي حدث، وماذا يقصد الرئيس هادي بحديثه عن وجود مؤامرة اشتركت فيها قوى داخلية وخارجية؟ 

- طبعاً أنا لا أدري ماذا يقصد الرئيس هادي، لكن عملية انهيار وتهاوي مؤسسات الدولة أمر ليس مستغربا بالذات في الجانب العسكري والأمني، نحن نعلم أنه منذ أن تولى الرئيس علي عبد الله صالح- الرئيس السابق السلطة في اليمن- قام بعملية تجريف واسعة لكل القوى الوطنية في المؤسستين العسكرية والأمنية، وأعاد بناء القوات المسلحة والأمن على أسس تضمن الولاء له ولعائلته، ولأن الرئيس هادي عجز عن إحداث تغيير فعلي نحو إعادة بناء القوات المسلحة على أسس وطنية ظلت هذه القوى التقليدية، سواءً ما بقى منها داخل الجيش أو ما صار خارجه، حتى بعد عملية الدمج، محتفظاً بولائه للرئيس السابق، وإضافة إلى علاقاته بالقوى القبلية التي كانت موجودة، كل هذه من ضمن العوامل التي سهّلت وساعدت لسقوط العاصمة. 

*أنتم تعتقدون إذن أن للرئيس السابق يد فيما حدث للعاصمة؟ 

- هذا كلام أكيد يعني، أقولك بدليل، أليس صالح هو الذي خاض ستة حروب ضد الحوثيين، ما فيش ولا حد يعني.. 

*صالح ونظام صالح؟ 

- ما كانش في حاجة اسمها نظام، في صالح وعصابته يعني، خلينا نتكلم بشكل واضح، ما كانش في نظام ولا دولة يعني، في عصابة، في حكم عصبوية، استغرب أنا طبعاً أن الإخوة في أنصار الله أو الحوثيين عادوا يطلبون الثأر من علي محسن وحميد الأحمر – طبعاً لا أتشفى بهم ولا أدافع عنهم – لكن لماذا الثأر على هذين الطرفين، بينما ثأرهم الحقيقي على الذي خاض عليهم ستة حروب، لم نر أي بوادر له. 

*ألن يأتي الدور عليه في قادم الأيام؟ 

- عندما يأتي سيكون لكل حادث حديث، لكن الآن هذا يثبت أنهم في حالة حلف، أقولك كلام ثاني، كثير من قيادات المؤتمر الشعبي العام، شاركت في مخيمات الحوثيين وبعضهم أعضاء في مجلس النواب، كثير من شيوخ القبائل المحسوبين على المؤتمر الشعبي، شاركوا حتى في عملية القتال والاجتياح.

*لكن لا يمكن.. عدّ هذا الأمر إدانة لصالح شخصياً؟ 

- الذين يعرفون تركيبة المجتمع اليمني وطبيعة الرئيس السابق وطريقة إدارته للدولة وللصراعات السياسية خلال فترة حكمه وفيما بعد، يدركون طبعاً أن صالح والحوثي حلفاء. 

*هناك اتهامات أخرى وجهت للرئيس هادي وما زالت حتى هذه اللحظة، منها اتهامه بالخيانة والتواطؤ والسعي لتقسيم البلد؟ 

- أنا الحاجة التي أستطيع أن أؤكدها فيما يخص الرئيس هادي أنه وحدوي حتى العظم. 



*هل هناك رجل وحدوي يسعى ويقف إلى جانب تقسيم بلده إلى أقاليم؟ 

- الحقيقة مالوش علاقة.. عبد ربه منصور هادي.. يعني هذه إحدى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.. نعم نحن مثلاً ما كناش مع موضوع الأقاليم، كنا مع الدولة البسيطة، لكن في النهاية إرادة الناس توافقت على هذه المسألة، ولم يكن أمام هادي سوى مباركة ما توافقت عليه مكونات مخرجات الحوار الوطني، هادي ربما ما يحسب عليه هو الإصرار على الستة الأقاليم. 



*كيف تنظر أنت كأمين عام للتنظيم الناصري، لأنصار الله كحركة جديدة، هل هناك مخاوف إزاء هذه الحركة، وهل هناك أيضاً إمكانية للشراكة معها مستقبلاً؟ 

- ليست هناك مخاوف، إمكانية الشراكة قائمة، مؤكد، ولكن الشراكة في المراحل القادمة بين أي قوى بالذات نحن في التنظيم، ننظر لها على أساس شراكة برامجية، من يأتي معنا ويتفق معنا في إطار برامج التحول والتغيير والانتقال، فنحن معه، على قاعدة برامجية، أنا اعتقد أن أنصار الله هم قوى واعدة، لكن عليهم أن يخرجوا من شرنقة السلاح، عليهم أن يتخلصوا من المليشيات المسلحة ومن دوامة العنف، عليهم أن يخرجوا من الحصار المذهبي المفروض عليهم، عليهم أن يتحولوا إلى حزب سياسي، إذا أرادوا أن يكونوا شركاء حقيقيين في عملية تحول وبناء الدولة.

 

*أليست هناك تخوفات من هيمنتهم وسيطرتهم مستقبلاً على المشهد السياسي، على الحكومة، على السلطة في ظل قوتهم الصاعدة الآن؟ 

- إذا ما تحولوا إلى حزب سياسي وأتوا إلى السلطة عبر صناديق الانتخاب، فأهلاً بهم وسهلاً ومرحباً.

 

*كيف تفسرون حديث أنصار الله، عن عدم مشاركتهم وتمسكهم بعدم المشاركة في الحكومة المقبلة؟ 

- الحقيقة أنا لا أستطيع أن أفهم تصريحات أنصار الله حول عدم مشاركتهم في الحكومة المقبلة، في الوقت الذي يتمسكون فيه بالمشاركة في القرار السياسي وهي الحكومة تعتبر مؤسسة من أهم المؤسسات التي يصاغ فيها القرار السياسي، هو طبعاً يقول لك أنا الوزراء الذين سيكونون من حصتي ليس شرطاً أن يكونوا منتمين لأنصار الله، وإنما ممكن يكونوا من تيارات قريبة لأنصار الله، أنا عندي لا يختلف الأمر بين أن يشاركوا بأفراد ينتمون إلى تيارهم، أو أن يشاركوا بأفراد من المقربين من تيارهم، هم في النهاية محسوبون على أنصار الله، أداؤهم إيجاباً أو سلباً حيكون محسوباً على أنصار الله. 


*أستاذ هل يمكن قراءة ما حدث مؤخراً في سياقه المحلي اليمني، أم في السياق الإقليمي والدولي، خصوصاً مع ما يقال عن وجود مؤامرة أو مباركة قوى إقليمية ودولية لإضعاف الإخوان المسلمين عسكرياً في اليمن؟ 

- طبعاً.. اليمن لا تعيش بمعزل عن التطورات التي تجري في المحيط الإقليمي والدولي، بالتأكيد ما جرى في اليمن له علاقة بالمحيط الإقليمي والمحيط الدولي، يعني لك مثلاً أن تأخذ قبل التوقيع على التسوية لقاء وزيري خارجية السعودية وإيران، وحتى القنوات الإعلامية تداولت في أول خبر لها أنهم ناقشوا الشأن اليمني، لكن عندما أعيد الخبر..



* لم يتم التطرق..؟ 

- نعم 


* هل هناك دور واضح لإيران في الأحداث الأخيرة؟ 

- والله هو سؤال مُحير، لكن أعتقد في كثير من الصحف الإيرانية، تكلمت بشكل مباشر، وفي يقال أنه نشر في بعض وسائل الإعلام أقوال لبعض الساسة الإيرانيين، لكني أنا لا أستطيع أن أحكم حكماً جازماً، أن إيران لها دور مباشر في الأحداث، إنما في النهاية إيران دولة وليست جمعية خيرية، لها مصالح في اليمن، أعتقد أن إيران عليها أن تقرأ مصالحها في اليمن بشكل أكثر دقة، يعني عليها ألا تأخذ الطابع المذهبي كأساس لعلاقتها باليمن، أو لحماية مصالحها في اليمن، يمكن أن توسع دائرة علاقاتها في اليمن، لأنها لو أخذت البعد المذهبي فقط، فستظل محصورة في مكان معين، ونطاق معين.. 


*هل تتخوفون من دخول اليمن حرباً أهلية أو طائفية؟ 

- نعم، هناك مؤشرات كثيرة جداً تدعو للقلق من انزلاق اليمن إلى هذا المنحدر الخطير. 



*هناك من يرى بأن التنظيم الناصري تلاشى جماهيرياً أو انكمش في السنوات الأخيرة، كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟ 

- الأمر له علاقة طبعاً بالإمكانيات، نحن تنظيم ظلت كل القوى- بما فيها قوى النظام السابق التي حاولنا أن نقود حركة لتغييرها- تحاصر التنظيم وتضيق عليه، تقصيه من كل المواقع وطبعاً كثير حتى من كوادر التنظيم المنتسبة للتنظيم، ظلت لفترة من الفترات غير قادرة على إعلان انتسابها أو ولائها للتنظيم خشية من أن تجد محاربة في لقمة العيش في الوظيفة في المستقر في العمل في كل شيء.. 



*لكن هناك من يقول إن التنظيم تنكر للشعارات التي رفعها في مراحل سابقة وما زال يرفعها حتى هذه اللحظة: الاشتراكية، أيضا الوحدة، وما على ذلك؟ 

- هذا حكم جزافي، يعني يمكن الناس يقولون إن التنظيم تنكر لشعاراته إذا توصل للسلطة وذهب لممارسة سياسات بعيدة عن شعارات وأهداف التنظيم، التنظيم لا زال ينادي بالعدالة الاجتماعية، لا زال ينادي بموضوع الحرية بمعناها الواسع "حرية الوطن وحرية المواطن"، لا زلنا نتحدث عن الوحدة العربية بشكل قوي، من مظاهر مناداتنا بالحرية، أن كل قواعدنا وجماهيرنا هي الجماهير التي جاهدت وناضلت ولا زالت تنادي بحقوق الإنسان، ومن أجل الحريات العامة، قدمنا قوافل من الإخوة اعتقلوا من 92 بعد الوحدة، وعلى فترات متعاقبة كانوا هم الوقود دائماً في المعتقلات للدفاع عن قضايا... 



*سؤالي الأخير: كيف تبدو ملامح المستقبل في ظل ما يُعاش الآن؟ 

- نحن متفائلون، رغم كل ما يحدث في اليمن، نحن متفائلون، لأننا ندرك أن هناك شباباً في اليمن لديهم القدرة، لديهم الوعي، لديهم المعرفة، لديهم الاستعداد لتقديم التضحيات، ولا يمكن أن تذهب هدراً دماء الشهداء اليمنيين التي سقطت منذ بداية الثورة الشبابية السلمية، نحن متفائلون. 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص