السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
تفاصيل أخرى هامة جدا
سفير اليمن في جيبوتي يكشف عن معاناة اللاجئين اليمنيين وضروف إقامتهم واعدادهم الكبيرة
الساعة 23:30 (الرأي برس ـ خاص ـ حاوره / عماد زيد)

تحدث السفير اليمن لدى جيبوتي عن عدد اللاجئين اليمنيين في جيبوتي والذين تجاوزوا الثلاثة وثلاثين ألف نازح، وكيف أن البعض منهم غادروا إلى دول أخرى.

وقال في حوار مطول أجراه معه الزميل/ عماد زيد: تسكين الآجئين كان على نفقة اليمنية للطيران كونها الشركة الناقلة ولحد الآن لم تقم بتسليمها.. كان دورنا حينها كسفارة هو أننا تدخلنا لدى الفنادق بقبول تسكينهم على أساس أننا سنقوم بمراجعة الجهات المختصة لصرف المستحقات.

وأضاف: عملت زيارة رئيس الوزراء الأخ خالد بحاح على طمأنت اللاجئين بأنها مرحلة وستعدّي وبان الأمور ستعود إلى نصابها، وتم معالجة قضايا كثيرة أهمها معالجة النازحين في ميناء العاصمة حيث استطاع تذليل الصعوبات للنازحين بعد أن سمحت الحكومة الجيبوتية بسرعة إخراجهم.. 

 •    الرئيس عبد ربه منصور هادي في تواصل مستمر مع السفارة للاطمئنان والمتابعة على أوضاع النازحين.
    •    زيارة وزير الخارجية رياض يس ورئيس الوزراء خالد بحاح.. كان لها أثر كبير في تذليل الصعوبات.
    •    الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر.. وجه السلطات الجيبوتية بالتعاون مع اليمنيين كأبناء البلد وأكثر من ذلك.
    •    السفارة الأمريكية في جيبوتي كثفت جهودها لتسهيل معاملات اليمنيين لديها.
    •    وصول مهندس من مصلحة الهجرة والجوازات سيعالج موضوع أسر عالقة.
    •    النازحون اليمنيون عانوا كثيراً  في الأشهر الأولى.

نص الحوار كاملاً:
   
    •    هل هناك إحصائية دقيقة نقف من خلالها على حجم النزوح إلى دولة جيبوتي جراء الوضع الذي تشهده اليمن؟
الإحصائية تتجاوز ثلاثة وثلاثين ألف نازح.. لكنها إحصائية غير ثابتة.. على اعتبار أن هناك أشخاص أتوا إلى جيبوتي وغادروها إلى بلدان أخرى كالجزائر الأردن ماليزيا كينيا - الأخيرة من الدول الأفريقية- أيضاً الناس الذين لديهم إقامات في دول أخرى كدول الخليج ودول أوروبا وأمريكا هؤلاء جميعاً أتوا إلى جيبوتي وانطلقوا منها.
  

 •    متى كان أول تحرك لكم في استقبال النازحين؟
كان ذلك في أول ليلة من الأزمة الحاصلة في البلد.. حيث كانت طائرة متجهة من القاهرة إلى صنعاء فتلقوا بلاغ وهم فوق أجواء مطار صنعاء بضرورة العودة إلى أي دولة لأن الأجواء مغلقة فوصلوا مؤخراً إلى جيبوتي وكان العدد حوالي 180 راكب منهم المرضى.. حينها كان علينا أن نتحرك سريعاً رغم الوضع الصعب فيما يتعلق بإمكانيات السفارة.. وفي ظرف كهذا نحتاج سيارات نحتاج باصات، ولم نكن مهيأين لظرف كهذا.. لذا لجأنا إلى الجالية للشيخ محمد قائد أبو ياسر، لكثير من الناس أيضاً لجأنا للبنوك بغية الحصول على أدوات نقل من سيارات وباصات وتم نقلهم حينها إلى الفنادق وقد كانت الحالة المادية للبعض صعبة نتيجة بقائهم عالقين فترة طويلة ولم يكونوا يتوقعوا أنهم سيتأخرون بتلك البلدان التي استهلكت ميزانيتهم المخصصة للعلاج.  
  

 •    نفقة التسكين والاهتمام بالمرضى كيف واجهتم ذلك.. مع العلم أن وضعكم صعب أيضاً؟
التسكين كان على نفقة اليمنية للطيران كونها الشركة الناقلة ولحد الآن لم تقم بتسليمها.. كان دورنا حينها كسفارة هو أننا تدخلنا لدى الفنادق بقبول تسكينهم على أساس أننا سنقوم بمراجعة الجهات المختصة لصرف المستحقات.  
بما يعني أن دورنا حينها كان ضامن.. وما أجبرنا على قول السابق هو أننا وقفنا على دعوى قضائية قُدِمت إلى القضاء الجيبوتي.. المدعي فيها الفنادق والمدعى عليه طيران اليمنية.. ونحن بدورنا تواصلنا مع الجهات المختصة مع وزارة الخارجية وعملنا على تجميد الدعوى مؤقتاً نظراً للوضع الذي تمر به الدولة..  أما فيما يتعلق بالأسر التي لديها حالات مرضية قمنا بالتواصل مع مستشفى الرحمة.. اتفقنا معهم بإجراء التغييرات للمرضى وصرف العلاجات على حساب المستشفى نفسه.. وما ساعدنا في ذلك هو العلاقة الطيبة التي تجمعنا مع مدير مستشفى الرحمة الدكتور/ محمد الشرقاوي..
 أيضاً العلاقة الطيبة مع مدير مجمع الرحمة الدكتور/ عبد الغني القرشي وهو مصري.. لكن يبدو من أسمه كما لو كان من محافظة تعز.. واللافت في الأمر أنه درس في اليمن لذا لم ينسى معروفه لليمن.
 

   •    ثاني تحرك لكم في استقبال النازحين متى كان؟
بعد موضوع العالقين.. كان وصل الزعائم المحملة بالأجانب المتواجدين في اليمن وتم ترحيلهم وهم من جميع الجنسيات.
بعدها الذين نزحوا وهم يمنيين ولم نكن مستعدين لاستقبال كل ذلك العدد نتيجة إمكانياتنا الضئيلة.. لكننا قمنا بالواجب.  
  

 •    أثناء زيارة وزير الخارجية رياض يس و رئيس الوزراء خالد بحاح إلى جيبوتي هل كان لها أثر؟
كان لزيارة الأخ رياض يس وزير الخارجية وقع وأثر كبير.. حيث تم فيها مناقشة قضايا النازحين وتذليل الصعوبات.. إلى جانب تعلقها بالمساعدات الإغاثية المرسلة إلى اليمن عبر جيبوتي.
وقد عملت أيضاً زيارة رئيس الوزراء الأخ خالد بحاح على طمأنت اللاجئين بأنها مرحلة وستعدّي وبان الأمور ستعود إلى نصابها.
وتم معالجة قضايا كثيرة أهمها معالجة النازحين في ميناء العاصمة حيث استطاع تذليل الصعوبات للنازحين بعد أن سمحت الحكومة الجيبوتية بسرعة إخراجهم.. حيث كان يتم احتجازهم هناك لفترات طويلة.. إلى جانب نقل الشكر والعرفان من قبل الرئيس عبد ربه منصور هادي للرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر وللحكومة وللشعب الجيبوتي على ما قدموه ويقدموه لإخوانهم اليمنيين في ظل الظرف الصعب الذي تمر به البلد.. كون ما قدمته الحكومة الجيبوتية موقف تأريخي لا ينسى.. وتحملت أعباء كان يفترض من قبل الأطراف المعنية تقديم الدعم الكاف لهذه الحكومة.
وعملت الزيارة أيضاً على مناقشة وضع النازحين ونقلها إلى دول التحالف.. أيضاً الزيارة استطاعت أن تساعدنا بحل الكثير من المشاكل منها موضوع التأشيرات.. فقد عملت الزيارة على تخفيف شروط الراغبين بالسفر إلى مصر وماليزيا وأدت إلى موافقة بعض البلدان على فتح المجال كالأردن والسودان.
    •    تتعدد أسباب النزوح لكن الآثار المادية والنفسية التي تخلفها آلة الحرب هي السبب الرئيس من وجهة نظري وراء النزوح.. كونها محفز كاف لإنقاذ النفس وما يرافق ذلك من عدم القدرة على مواجهة الصعوبات المادية نتيجة تضرر المصالح في الخارطة الجغرافية للاقتتال..

من وجهة نظرك هل ثمة أسباب أخرى وراء حالات النزوح؟
إلى جانب ما ذكرت وهي النتائج الطبيعية لآثار الحروب أو الاقتتال فضلاً عن كونها السبب الرئيس للنزوح.. هناك حالات قليلة ومحدودة اضطرهم الوضع إلى أمل البحث عن متنفس في دول أخرى تزامن ذلك مع خطاب دعائي تمثل بأن هناك دول أوربية تعطي النازح باليوم الواحد ثلاث مائة دولار وتعطيهم فرصة الإقامة فيها.. ولا شك أن ذلك دفع البعض إلى النزوح ليفاجأ بالواقع الحقيقي بأن المنظمات تقدم لهم مساعدات فقط.. تتمثل بمواد غذائية وأدوات طبخ.. ليقفوا على حقيقة أن تلك الآمال الدعائية لا أساس لها.
    •    منطقة أُبخ تبعد عن العاصمة جيبوتي حوالي 260 كم.. وهي المنطقة التي شيّدت بها مخيمات للنازحين اليمنيين تحت إشراف الولايات المتحدة ورعاية مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية..قيل أن هذه المنطقة منطقة صحراوية مليئة بأخطار الحيوانات والزواحف السامة كالثعابين.
هل سُجلت حالات وفاة لدى النازحين.. وهل كان هناك إجراءات وقائية أو احترازية لما فيه سلامة النازح؟
هناك زواحف لكن لم تسجل حالة إصابة.. لكن كان هناك خوف داخل المخيم من تسلل ثعابين إلى داخله.. غير أن الظروف المناخية التي واجهتهم تمثلت برياح الخمسين وهي رياح قوية تستمر لخمسين يوم وقد نجم عنها اقتلاع المخيمات.. وذلك أضطر الكثير إلى البحث عن سكن آخر.. فكانوا يستأجرون منازل من خمس ألف فرنك بالشهر لكن هذه البيوت لا تتوافر فيها لا كهرباء ولا مياه..
  

 •    متى كان ذلك؟
  كانت بشهر سبعة وثمانية.. وقد لجأ الكثير ممن تضرروا في منطقة أُبخ نتيجة اقتلاع المخيم بالذهاب إلى العاصمة جيبوتي.
  

 •    في هذه الجزئية ماذا قدمتم كسفارة لهؤلاء.. وهل تدارستم حينها مع الجهات المعنية موضوع نقل المخيم إلى منطقة أخرى يتوافر معها المناخ الملائم إلى جانب خلوها من الزواحف؟
 في هذه المرحلة عملت السفارة إلى ترتيب رحلات لعودت من أراد العودة إلى اليمن استجابة لرغبتهم وقد كانت الرحلات عبر الجو وعبر البحر..
أما موضوع نقل المخيم فقد تم رفع هذه القضية من قبل السفارة للجهات الجيبوتية والمنظمات الدولية.. وقد أُقترِحَ حينها منطقة (هلهل) وهي منطقة يتواجد فيها مخيم آخر للصوماليين اللاجئين.. وقد كان انتقالنا إلى هذه المنطقة برفقة وزير الداخلية الجيبوتي/ حسن عمر.. والدكتورة سميرة خميس وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل ومسئولة الإغاثة اليمنية في جيبوتي.. وأثناء تواجدنا في المنطقة المعنية أجرينا مقارنة بينها وأُبخ.. وكان الرأي بقائهم في أُبخ.. كون منطقة (هلهل) تبعد حوالي 60 كيلوا عن العاصمة جيبوتي والطريق إلى هذه المنطقة وعرة.. وهو الأمر الذي يصعب معه نقل المرضى أن تطلب الأمر إسعافهم فضلاً عن كونها منطقة نائية يصعب معها انتقال رجال الأعمال وتقديمهم المساعدة.. إلى جانب حرصنا أن لا تحدث أي عملية احتكاكات بين المخيمين الجيبوتي واليمني أن حدثت عملية نقل المخيم اليمني.. لكن الميزة الوحيدة لمنطقة هلهل اعتدال الجو فيها.
    •    درجة حرارة الجسم الطبيعي 36.8 درجة مئوية.. وقد عاش النازحون في هذه المخيمات تحت ظروف درجة حرارة معدلها 40 درجة مئوية.. والمعروف طبياً أنه إذا ما ارتفعت درجة حرارة الجسم إلى 42 درجة مئوية فإن أنسجة الجسم والمخ تبدأ بالتلف المستديم وذلك الارتفاع يؤدي في الغالب إلى الموت.. بعد أن يصاب المريض بحالة من الحمى التي تؤدي إلى انفعال في الوظائف الحيوية في الجسم.. 
السؤال وفقاً لهذه المعلومة الطبية كان ينقص النازحين درجتين مئويتين حتى تحدث حالة التهتك في أنسجة الجسم والأعصاب ويصلون إلى الموت لا قدر الله وهي النتيجة التي هربوا منها ونالوا بموجبها تسمية نازح.

 أمام هذه الظروف القاسية التي عانوها ما هو الدور الذي قمتم به في مخاطبة الجهات المعنية بضرورة توفير خدمة تكييف المخيمات وتوفير الخدمات الطبية ومراكز التأهيل النفسي نتيجة الظروف الصعبة التي قاسى منها النازح؟ 
نحن تواصلنا مع منظمة اللاجئين UNHCR)) هنا في جيبوتي.. كما تواصلنا مع المنظمات الدولية المعنية منظمة حقوق الإنسان، منظمة اليونسيف.. وكان هناك جهود معتبرة لـ قطر الخيرية، مركز الملك سلمان، دولة الكويت، الأتراك.. قدموا مساعدات وخاصة الصيدلية والدكاترة عدد (2 ) والإنارة، والحمامات وكان هناك اعتمادات لمبالغ تفوق مائة مليون دولار التي قُدِمت لمنظمات دولية متكفلة بعلاج النازحين ورعايتهم صحياً وإسعافهم من المخيمات إلى العاصمة أن تطلب الأمر.. لكننا بالأمانة لا ننسى أن وضع النازحين في بداية الأمر كان صعب جداً حتى أن مسئولة البنك الدولي بكت عند زيارتها للمخيم قبل حوالي شهرين.. فيما يتعلق بالتكييف لا زلنا أمام وعود من مركز الملك سلمان والأتراك والقطريين.. لكن في الوقت الراهن الأمور مركزة على توفير خيم إضافية.
    •    لا ننسى كيمنيين بأن جمهورية جيبوتي ممثلة بالرئيس إسماعيل عمر جليه.. احتضنت اليمنيين في ظرف تأريخي صعب لا زال الوطن تحت وطأته..
وهو الوضع الذي جعل أسر يمنية كثيرة تفر إلى هذا البلد وإلى تلك المخيمات.
السؤال.. يُقال أن هناك حالة تذمر في أوساط النازحين بالمخيمات نتيجة المعاملة السيئة التي يلاقونها من قبل المشرفين على المخيم..

هل وقفتم على حالات شكاوي أثناء زيارتكم للمخيمات.. وكيف تعاملتم معها إن وجدت؟
نحن زرنا المخيمات حوالي عشر مرات وحوالي سبع من تلك الزيارات كانت برفقة وزير الداخلية الجيبوتي.. وكنا نتناقش معهم ومع المنظمات الدولية خاصة منظمة اللاجئين.. وأثناء التقاءنا كانوا يشكوا من الأكل بأنه ليس متوفر.
وأثناء تلك الزيارات لم نتلقى شكاوي باستثناء التغذية وإن وجدت شكوى فهي ثانوية.. وما أود أن أؤكد عليه بان السلطات الجيبوتية متعاملة معنا بشكل كبير فضلاً عن أن هناك معلومة أود الإشارة إليها.. بان الجيبوتيين واليمنيين يعيشون بسلام  في أُبخ ولم تسجل حالات عراك في قسم.. الناس متعايشين ومندمجين خصوصاً وأن هذه المنطقة أقرب منطقة لليمن بحيث تبعد حوالي 27 كيلوا متر فقط من جزيرة ميون إلى منطقة السوابع في اُبخ.. ربما المسافة بين تعز وإب جغرافياً أبعد من المسافة بين أُبخ واليمن.. أيضاً لا ننسى الوضع النفسي للنازحين كونهم آتين من حرب ولم يعتادوا أمر النزوح فبالتالي ستكون نفسيتهم متعبة وسيكون لها انعكاسات سلبية في تفسير أبسط الأشياء في التعامل معهم على أنها مسيئة أو جارحة خصوصاً عندما يدركوا أن هناك مشرفون على التغذية وأن هناك قيد على حركة الانتقال من المخيم إلى العاصمة أوعلى أشياء أخرى.. عندها سيشعرون كما لو كانوا في سجن ونفس اليمني عزيزة لا تقبل مجرد الإحساس بذلك.. عندها قد يبدوا الامتعاض. 
 

   •    ماذا عن التغذية؟
تولت منظمة الأغذية التابعة للأمم المتحدة مسئولية تقديم الأغذية ابتداءً.. وكانت تقدم أدوات الطباخة لكل أسرة واحتياجاتها من رز ودقيق ومادة الكيروسين (القاز) وقد توقف دورها بعد ثلاثة أشهر من بدء تأسيس المخيم نتيجة ما آلت إليه أوضاع المخيم بعد أن قلعته رياح الخمسين كون الخيم التابعة للأمم المتحدة لم تستطع الصمود أمام الريح القوية.
بعدها كان الدور لمجمع الرحمة الطبي التابع لقطر والكويت.. والمجمع تحت إدارة الدكتور عبد الغني القرشي.. وقد كان المجمع يقدم الوجبات الحارة التي تقدم يومياً ولمدة ثلاثة أشهر.. بعدها عادت الأمور لإشراف منظمة الأغذية التابعة للأمم المتحدة.
أما في ما يتعلق بتغذية المرضى فقد كان للسيدة الأولى في جيبوتي/ خضراء حيد.. دور كبير في متابعة أحوال المرضى أول بأول.. حتى أنها تكفلت بأن تكون التغذية على نفقتها الخاصة.
  

 •    سعادة السفير.. ما أن تبادر إلى مسامع أحدهم بأن المخيم تحت إشراف الأمم المتحدة وبرعاية مركز الملك السعودي .. حتى تتشكل لديه قناعة بأن الظروف الحياتية للنازح بما يحتاجه.. تتسم بكونها ظروف طبيعية يستقيم معها الأمن النفسي..
لكن الواقع يشهد أصوات لبعض النازحين تقول غير ذلك..
السؤال.. هل هناك حالات سطو على المساعدات المقدمة من قبل جهة ما.. بحيث لا تصل المساعدات كاملة؟

علينا أن نعرف بأن المنظمات الدولية تعطي النازحين بحسب معايير معينة.. أحياناً لا توفر حليب الأطفال وحفاظاتهم.. هي تقدم مساعدات التغذية فقط.. لكن أحنا اليمنيين وأقصد بهذه اللفظة في سياق حديثي التجار اليمنيين ومنظمات يمنية استطاعت تقديم المساعدات للنازحين.. وحصلوا على مساعدات ضخمة خاصة في رمضان.. وكانت تلك المساعدات من جمعيات يمنية وتجار يمنيين لديهم مشاريع في جيبوتي. 
  

 •    يعني لا توجد حالات سطو من قبل جهة ولا أقصد بسؤالي من حيث التوزيع فالعمل الإنساني أو الإغاثي لا يشترط انحصاره على فئة بعينها في ظل الاحتياج له ؟
أحنا هنا لا نستطيع أن نفرق بين المواطن اليمني والجيبوتي.. فالمساعدات كانت تأتي بكميات كبيرة فكانت توزع للمنطقة بأكملها لا يستثنى نازح أو غيره.. وهو عمل إنساني.. وأنا أشرفت على توزيع عشر ناقلات في 28 رمضان وكانت محملة بمواد غذائية وتمور وملابس.. وكنا نصرف دون تفرقة بين جيبوتي ويمني.
    •    سيدي أثناء قدومي إلى جيبوتي على مركب استقليناه من ميناء المخأ.. عرّج بنا الربان على منطقة أُبخ وهو المكان الذي يتم في مرساته التأكد من هوية الشخص بمطابقتها مع جوازه.. ما لفت انتباهي هو إنزال بعض المسافرين من قبل ضابط وأثنين من معاونيه.. مع العلم أن بعض المسافرين لديه تذكرة إلى بلد آخر.. التصرف السابق قد يجعل منهم محتجزين ليومين أو أكثر حتى يأت مركب آخر من المخأ فيتم إطلاق بعض المحتجزين وإنزال البعض من المركب القادم وهكذا..

كيف يتم مواجهة مثل هكذا حالة قد نصفها بالتعسفية؟
فيما يتعلق بهذه النقطة تلقينا شكاوي عبر الهاتف.. وقبل أن أتكلم عن هذا الأمر أود الإشارة إلى أن ما تتكلم عنه بسؤالك يمثل المرحلة الثانية من مراحل النزوح.. حيث أن المرحلة الأولى كانت تصل إلى جيبوتي مباشرة دون تعريج على أُبخ واستمر هذا العمل أربعة أشهر.. بعدها حدثت مشاكل معينه تمثلت ببقاء نازحين داخل مخيم الميناء وقيام أشخاص آخرين بإيهام النازحين بأنهم سيعملون على أخراجهم مقابل مبالغ مالية وقد تم ضبط هؤلاء الأشخاص..
بالنسبة للمرحلة الثانية فقد كانت المراكب تتجه إلى أُبخ لتتم في هذا الميناء عملية الفرز.. فالأشخاص النازحين يتم التحفظ عليهم في هذه المنطقة وإبقائهم في مخيمات النزوح.. أما من لديهم معاملات مكتملة إلى دول أخرى أو طلاب فكان يتم إيصالهم إلى العاصمة جيبوتي.  
ولا ننكر أن هناك أفراد في جيبوتي أو غيرها من البلدان بما فيها بلدنا الحبيب.. بحيث يأتيك عسكري يريد أن يستفيد يقول هات فلوس وأنا أخارجك وقد تصادف أن هناك سماسرة بعدد أصابع اليد يتولون هذه المهمة ومنهم يمنيين يجي يقل لك جيب فلوس وأنا أخليهم يخارجوك.. صحيح أنه يتم إنزال ناس تكون معاملتهم قريبة.. أنا بدوري لم أسكت حول هذا الموضوع بعد أن تلقيت شكاوي عبر الهاتف.. حيث قمت بمقابلة الأخ وزير الداخلية (حسن عمر) وطرحت عليه هذا الموضوع وقابلت ( عبد القادر كامل) رئيس الوزراء.. وجميعهم وعدنا حينها بمعالجة الموضوع كونه يسيء لجيبوتي ويسيء لنا أيضاً.. ولم نتلقى بعدها إتصالات.
    

•    السؤال الأخير فيما يتعلق بالمخيمات.. هل ثمة عالقون في هذه المنطقة يريدون العودة إلى اليمن.. لكن رغبتهم في العودة يقابلها مماطلة من قبل السلطات المشرفة في الحصول على جوازاتهم.. نتيجة إجراءات مشددة على المخيمات بما فيها صعوبة الانتقال إلى العاصمة جيبوتي والحصول على تأشيرة مغادرة منها؟
ما حدث هو أن الأشخاص الذين قدموا إلى أُبخ سجلوا ضمن اللاجئين.. والمعروف أن المنظمات الدولية تقول لا يمكن إعادتهم بطريقة نظامية إلا في حالة أن تكون البلاد آمنة ومستقرة.. فاليمن يقولون لم تستقر بعد فكيف يتم إرجاعهم.. 
الأمم المتحدة رفضت.. حكومة جيبوتي هي الأخرى رفضت بحيث يقولون أن هذا الأمر متعلق بمنظمات دولية وحقوق إنسان.. لكن الغالبية بنسبة كبيرة خرجوا من المخيم بطرق مختلفة وأتوا إلى السفارة ونحن بدورنا عملنا على إعطائهم تصاريح خروج.. وتم نقلهم إلى اليمن.
  

 •    موضوع العالقين بعد أن تم منع الطيران الهبوط بمطار صنعاء والذين كان عددهم 180 شخص وكذلك العالقون في الدول الأخرى غير مصر كالهند والأردن كيف تمت عملية إرجاعهم إلى اليمن؟
جميع العالقين ربما كانوا بحدود 800 شخص.. استطعنا التواصل مع الجهات المعنية في صنعاء.. وكان هناك طيران الهند يريد أن يأخذ رعاياه من اليمن فتم الاتفاق مع السفير الهندي لدى اليمن والذي كان متواجد في جيبوتي لغرض نقل رعاياهم من اليمن عبر جيبوتي.. على أن الرحلات تأخذ عالقين يمنيين من جيبوتي إلى صنعاء.. وأخذ الهنود من صنعاء إلى جيبوتي.. فقاموا بنقل رحلتين إلى صنعاء بها يمنيين، بعدها تراجعوا عن الاتفاق السابق.. إلا أن تعاون السلطات المعنية في اليمن.. بعدم السماح للطيران الهندي بالهبوط ما لم يحمل يمنيين عالقين وقد تم إرجاع طائرة هندية من الأجواء اليمنية كونها لم تحمل يمنيين بعدها تم استئناف الاتفاق وتم إجلاء عالقين ونازحين عبر الطيران الهندي.. وبهذه الطريقة تمت عودتهم.
حالياً نتلقى اتصالات تطلب منا مساعدتهم للعودة إلى اليمن.. نحن بدورنا قمنا باتصالات واتفاق مع الأخت حسناء مديرة الجوازات في ميناء العاصمة.. بأن تنسق مع كل (زعيمه) وهي المراكب أو السفن الصغيرة التي تشتغل في البحر بين اليمن وجيبوتي اتفقنا بأن تحمل كل رحلة _ متجهة إلى اليمن _ على متنها أسرتين إلى ثلاث أسر مجاناً.. وقد استطعنا أن نخفف من معاناتهم بقدر استطاعتنا.
وخلال هذه المرحلة وعدنا من قبل الأخ (عادل با مدهف) من أبناء محافظة حضرموت بأن يخصص رحلة تنقل أكبر عدد من جيبوتي إلى عدن.. وأعتقد أن تحسن الوضع نسبياً ببعض المحافظات الجنوبية جعلت الكثير يعودون ولم يتبق سوى أعداد قليلة.. في انتظار رحلات جوية كانت أم بحرية ونحن نسعى لتلبية ذلك.
لكننا حالياً مع حدوث مواجهات في باب المندب وذباب والمخأ جعل العدد مرشح للزيادة كون هذه المناطق أصبحت مشتعلة والبعض من قاطنيها يشتغل في مهنة الصيد.. لذا فأن تلك المواجهات جعلتهم ينتقلون إلى جيبوتي وقد وصلت إلى الآن حوالي ثلاث مائة أسرة خلال الأسبوعين الماضيين والعدد مرشح للزيادة..
وقد تواصلنا مع مركز الملك سلمان فوعدونا بأنهم سيرسلون وفد وفعلاً أرسلوا بحيث وصل الوفد إلى أُبخ يوم الخميس ربما بتاريخ 7-10-2015م  .. وهم حالياً بصدد إنشاء ثلاث مائة خيمة جديدة.. وإن شاء الله خلال أسبوع يتم تسكين النازحين الذين وصلوا.. لكن الخشية أن تصل أعداد أخرى.. ونحن بهذه المناسبة نناشد الدولة بأن تساعد السفارة مالياً للقيام بواجباتها.. كما نناشد مركز الملك سلمان على توفير خيم أخرى بصورة عاجلة.. رغم أنهم وقعوا حالياً على بناء ثلاثمائة وحدة سكنية. 
    

•    عدد المقيميين في أُبخ؟
عدد المقيمين في أُبخ وصل في البداية إلى 2200 المتواجدين في المخيم وفي حدود 1350 كانوا يسكنون في البيوت مع الأسر الجيبوتية مجاناً ليبقى العدد الأكبر في العاصمة جيبوتي حوالي 7000 ألف.. وعند انتهاء المواجهات في المحافظات الجنوبية انخفض العدد إلى 600 شخص غالبيتهم من منطقة باب المندب ثم عاود العدد ارتفاعه الآن إلى 1700 شخص قبل ثلاثة أسابيع.. قبلها كنا قد  تمكنا من ترحيل أكثر من 12 رحلة طيران.. وكان النقل يتم إلى صنعاء بعد ذلك إلى عدن.. البعض تم نقلهم عن طريق البحر.. وكان لرجل الأعمال أبو ياسر دور بعد أن أستأجر قارب قبل عيد الأضحى وتم نقل 80 شخص إلى عدن.. وتلتها بعد ذلك رحلات الزعايم.      
    •    خروجاً من منطقة أُبخ والوقوف على العاصمة جيبوتي في حوارنا..
سنبدأ سؤالنا سعادة السفير حول السفارة اليمنية في جيبوتي وأعمالكم فيها.. ذكرتم في تصريح سابق لإحدى وسائل الإعلام عن استكمال مركز الإصدار الآلي وكآفة الأجهزة الفنية فيه والتي بلغت ثمانين ألف دولار..

أين وصلتم في ذلك.. وهل شرعتم في استصدار جوازات سفر؟
هذا الموضوع يكاد أنه يكون منتهي.. الأجهزة موجودة.. وقد قُدِمت تبرع من قبل الشيخ أبو ياسر..  كان ينقصنا ثلاثة أجهزة وهي جهاز التغليف الحراري وجهاز قارئ البصمة والكاميرا.. وقد تم شراءها على نفقة (بنك كاك) اشتراهم مدير البنك  (أحمد الذيب) وهو يمني من أرحب.. وبهذا نكون استكملنا.. موضوع التركيب وقد تم تكليف الأخ المهندس (مجدي الماوري) من قبل رئيس مصلحة الهجرة والجوازات اليمنية العميد محمد الرملي.. مما يعني أن الكل وافق لم يتبق لدينا من مشكلة سوى وصول المهندس وتركيب الأجهزة وإصدار الجوازات.. وبهذه المناسبة نناشد الأخ رئيس مصلحة الجوازات والأخوة الوكلاء بسرعة إرسال المهندس لاعتبارات إنسانية وهو أن هناك أكثر من ستين عائلة عالقة هنا بسبب أن أحد الأفراد منها لا يمتلك جواز.. مما أدى إلى عرقلة الأسرة كاملة.. أنا أرى أن هذا الموضوع يجب التعامل معه على أسرع وجه.
 لأسباب عدة أهمها هو أن هذا المهندس عندما يأت يكون لديه جوازات تجريبية وما توفر من جوازات لحل مسألة الأسر العالقة والمحتاج أحد أفرادها إلى جواز. أيضاً بوجود المهندس يتم التأكد من أن هذا النظام متصل بمصلحة الهجرة والجوازات في صنعاء.. لذا حالما يتم إرسال المهندس تعتبر المشكلة تم حلها وسيقدم المركز خدمات ليس لجيبوتي فقط وإنما لدول القرن الأفريقي التي ليس لديها مراكز إصدار. 
  

 •    نستطيع القول بأنكم تواصلتم مع مدير المصلحة لحل هذه المشكلة؟
 نعم تواصلنا مع الأخ (محمد الرملي) لكن تواجده الحالي في المملكة..
  

 •    كيف تصنعون سيدي مع العلم أن مصلحة الجوازات والهجرة في صنعاء تم قصفها من قبل الطيران؟
ما زالت مراكز الإصدارات في الجمهورية في تواصل مع مصلحة الهجرة والجوازات.
    

•    في حوار لكم مع موقع خليج عدن أكدتم ضعف الإمكانيات رغم الدور الكبير الذي تقوم به السفارة.. إلى جانب أن اليمنيين هنا ينتظرون من السفارة اليمنية في جيبوتي مجهود أكبر على اعتبار جيبوتي المنفذ الوحيد..
هل تم التواصل مع الحكومة فيما يتعلق بقلة الإمكانيات؟

نحن في تواصل دائم مع فخامة رئيس الجمهورية/ عبد ربه منصور هادي.. الذي يبدي حرصه الدائم على متابعة أوضاع النازحين واحتياجاتهم.. وهو مطلع على ما تقدمه السفارة وما تحتاج إليه من إمكانيات.
  

 •    فيما يتعلق بعملكم كسفارة هل واجهتم موقف صعب ويستحق أن يذكر؟
المواقف الصعبة كثيرة.. لكن هناك قضية لوتا.. الأخ إبراهيم لوتا وهو رجل أعمال إماراتي قدم موقف إنساني بأخذه 400 شخص وسكنهم لأشهر في مبانٍ خاصة به.. بعدها تم إبلاغهم بضرورة ترك المباني.. بعد أن خرجوا من تلك المباني كان وضع السفارة محرج جداً وصعب.. عوائل يمنية لا نعلم أين نذهب بهم.
على كلٍ خاطبنا الجهات المعنية خاطبنا الطيران اليمني.. وللأسف لم يكن هناك تعاون في الآونة الأخيرة وقد عهدنا منهم سابقاً تلبية طلباتنا.. وكان أملنا منهم التواصل مع مركز الملك سلمان بعدم إيقاف الرحلات وبإرجاع الراغبين بالعودة إلى أرض الوطن.. خصوصاً بعد أن وعد مدير مركز الملك سلمان في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة اليمن قبل حوالي شهرين بأنه سيتم نقل كافة النازحين اليمنيين على نفقة المركز.. ولا ننسى أنهم قبل التوقيف كانوا قد وفروا عدد 12 رحلة مجانية.   
بعدها أمام هذا الظرف الصعب كعادتنا توجهنا إلى رجال الأعمال منهم محمد العمودي والذي كان يأتي بوجبات إلى الميناء استمر أكثر من ثلاثة أشهر.. أيضاً أبو محمد قائد أبو ياسر من أبناء وهو من أبناء حزم العدين.. أيضاً تجار جيبوتيين قدموا مساعدات وقوافل غذائية وملابس إلى منطقة أُبخ.. المهم أننا عملنا حملة موازية مع الحدث وكان هناك تجاوب من التجار.
  

 •    أنتم سيدي تستعينون بالتجار تتواصلون مع جهات مع ذلك تحققت أشياء وبقيت أشياء.. مع احترامنا لجهودكم وتقديرنا لإمكانياتكم المتواضعة.. إلا أننا مضطرون لطرح سؤال.. ماذا قدمتم أنتم كسفارة؟
إلى جانب جهدنا وتواصلنا وذهابنا وإيابنا والذي حققنا معه الكثير.. قمنا بفتح السفارة لعدد أربعين شخص مرافقين للمرضى إلى جانب متضررين كانوا يحتاجون سرعة سفرهم للعلاج.. لدينا أيضاً شقتين تبع السفارة سكنا فيها العوائل التي تصل لغرض المغادرة إلى دول أخرى ولا تمتلك حجوزات فندقية نتيجةً لأزمة السكن الموجودة على اعتبار أن الفنادق ممتلئة.
أيضاً عالجنا مواضيع تذاكر.. الخ
هناك موضوع آخر أود توضيحه هو أن الأخوة اليمنيين الذين يصلون ميناء جيبوتي يطالبون من السفارة أن تكفلهم للخروج إلى العاصمة.. إلا أن السلطات الجيبوتية تطلب أن يكون الكفيل مواطن جيبوتي.. وهذا جعل الآخرين ينظرون إلى أن السفارة مقصرة في هذا الجانب وهذا خارج سلطتنا.. رغم أن السفارة في بداية الأمر كانت تقوم بإخراج النازحين بالمئات.. قبل أن يُتخذ هذا الأجراء.  
  

 •    هناك قليلون يشتكون تأخرهم في الميناء ولا يتم السماح لهم بالخروج.. ما الذي يعنيه ذلك وماذا قدمتم؟
فيما يتعلق بهذا الموضوع قابلت مدير الشرطة (عبد الله عبدي) وشرحت له ظروف الناس أنهم منزعجون منا كسفارة بسبب أنكم لا تسمحون لهم الخروج من الميناء.. فقال: سأكون معك صريح.. نحن نعمل فرز للناس الذين عندهم إمكانيات مالية أو تذاكر أو معاملات.. بحيث أن الذين لديهم إمكانيات نسمح لهم بالخروج.. والذين ليس لديهم إمكانيات نقول لهم: أجلسوا نأكل أحنا وأنتم ما عندنا نأكل سوى ونشرب سوى".
وأردف بالقول لي إذا أردتم كسفارة يمنية نخرجهم إلى جيبوتي لا مانع لدينا.. لكن المشكلة وين يروحوا.. هل بإمكانكم كسفارة أن توفروا لهم مساكن وتغذية ونحن بدورنا سنعمل على إخراجهم جميعاً.. مضيفاً (عبد الله عبدي) أنا أخوال عيالي يمنيين.. أيش أقول لعيالي هؤلاء أخوالكم بالشوارع.. الأفضل بقائهم في المخيم.. وهناك ممن يحتجزوا لا ينظرون إلى هذا البعد.
  

 •    لكن عملية الفرز قد تكون غير دقيقة.. على سبيل التوضيح هناك اشتراطات معينة.. بان الشخص الذي يصل ويريد الخروج يشترطون عليه ورقة حجز فندقي أو عقد إيجار شقه أو تذاكر سفر وبعض الفترات كانوا يشترطون ضمين والبعض من الواصلين لا يستطيعون توفيرها لحظة طلبها مما يضطرهم لتأخيرهم؟ 
ربما يكون هناك حالات محدودة.. قد لا تكتمل لديها الاشتراطات الثلاثة.. وهذا بدوره يعمل على تأخيرهم حتى يتم توفير الشرط الناقص.. لكن السفارة بدورها تجري تواصلاتها مع الأخ محافظ أُبخ.. والذي بدوره يوجه بالسماح لهم بالسفر.. لكن مسألة الفرز قد ترافقها بعض الأخطاء وقد أشرنا إلى ذلك سابقاً.

    •    سعادة السفير.. الحكومة الجيبوتية علاقاتها معكم كسفارة وسفير كيف يمكن تقييمها ؟ 
علاقة ممتازة جداً.. وهناك تجاوب وتعاون كبير من كافة السلطات الجيبوتية المعنية.. خصوصاً بعد توجيه فخامة الرئيس/ إسماعيل عمر جليه .. لكافة السلطات بالتعاون مع اليمنيين كأبناء البلد وأكثر.
  

 •    موضوع الطلبة اليمنيين النازحين ماذا قدمت السفارة لهم؟
تم التنسيق مع الحكومة الجيبوتية بحيث أن أصدر الأخ الرئيس/ إسماعيل عمر.. توجيه بقبول الطلاب اليمنيين في المدارس الجيبوتية الناطقة بالعربية وبناءً على ذلك التوجيه تم اختبارهم.
أما ما يخص طلاب الشهادتين الأساسية والثانوية فقد تم التواصل مع وزارة التربية والتعليم في اليمن.. بحيث أرسلنا لهم كشوفات الطلاب النازحين وبناء عليه وافقوا على فتح مركز اختباري في جيبوتي، على أن تتحمل السفارة التذاكر وبدل السفر والإقامة للجنة.
فكان أن قمنا كسفارة بمسؤولية تسكينهم بعد أن تكفل أحدهم بنفقة التذاكر لتبقى مسألة بدل السفر والتي تم معالجتها بفرض رسوم معينة على الطالب.. وبهذا تم معالجة موضوع الطلاب.. ولا ننسى هنا أن اللجنة قدمت جهد كبير تشكر عليه.. خصوصاً بعد أن علقت بإحدى المطارات العربية لمدة ثلاثة أيام. 
 
    •    هل كان هناك سؤال كان ينبغي أن نسألك سعادة السفير.. لكننا نجهل ماهيته؟
السؤال الذي كان ودي أجيب عليه ضمن هذه المقابلة..ما هو دور المواطن الجيبوتي تجاه النازح اليمني؟
أعتقد أن كل مواطن في جيبوتي سواء كان أصله يمني أو صومالي أو عفري.. استقبلوا اليمنيين وقدموا لهم تسهيلات وهناك من استقبل نازحين يمنيين وتقاسم معهم الأكل والشرب.. فعلى سبيل المثال في بداية النزوح شهر ثلاثة والأغلب في شهر أربعة كانوا يأتوا إلى الميناء جيبوتيين يأخذوا أسر يمنية لتسكينهم معهم حتى أن بعضهم كانوا يأخذوا من ثلاث إلى أربع أسر.. وكان أغلبية النازحين حينها من المحافظات الجنوبية.. والبعض منهم ممن إمكانياتهم المادية متوفرة كانوا يستأجرون شقق.
  

 •    ما قاموا به سيدي يستحق الشكر والعرفان وحرصاً منا على نقل الصورة الحقيقية بجميع ألوانها أمام القارئ الكريم حول طبيعة المجتمع بما فيه من إيجابيات وسلبيات.. سنضطر هنا أن نركز على حالات معينة تتمثل بأن هناك البعض من اليمنيين في جيبوتي تعرضوا مثلاً لحوادث بسيطة من قبل بعض الأفراد الجيبوتيين بحيث يسعى ثلاثة أفراد مثلاً إذا ما رأوا مواطن يمني في بعض المناطق في جيبوتي إلى التعدي عليه بغية محاولة سلبهم ما بحوزتهم من نقود وكذلك الهواتف وقد حصل ذلك في حي بلبله وحي هودن؟
هذه حوادث عرضية محدودة من قبل أشخاص لا يخلوا منهم أي مجتمع في أي دولة.. وعلى أبنائي وأخواني اليمنيين أن يجتنبوا الخروج ليلاً منفردين في مناطق نائية.. وأعتقد أن هذا بحاجة إلى احتراز من قبلهم.. وهؤلاء الأشخاص لا يعبرون عن أخواننا في جيبوتي.. فإخواننا في جيبوتي قدموا نموذج راقي في تعاملهم مع أخوانهم اليمنيين.. وإن وجدت مثل هذه الحوادث المحدودة في مناطق معينه مثل منطقة بلبله فهي تحدث أيضاً للجيبوتيين أنفسهم.. وموضوع مثل هذا هو مرتبط بتصرفات أفراد معينين والتحكم بسلوكيات مثل هكذا أفراد أمر صعب.. ومثل هذه المناطق تكون الشرطة غير متواجدة بكثافة.  
   
    •    نريد أن نتكلم عن دوركم وحصر الإجابة عنه في هذا السؤال.. حتى لا نغمط حقكم فيما تقومون به وإن كان ما تقومون به في نطاق الواجب.. لأننا في حوارنا كنا نسألكم عن جزئيات معينة ونسألكم عن دوركم في مواجهة تلك الجزئيات.. لكننا نريد أن نسألكم عن دوركم ككل؟
إلى جانب الوقوف على العراقيل والصعوبات التي تواجهونها؟
دورنا هو متشعب ومتعدد.. وكي يتم الوقوف على دورنا ينبغي معرفة إمكانياتنا ابتداءً.. طاقم السفارة ثلاثة أشخاص.. وتخيل جهد ثلاثة أشخاص في بلد هو المنفذ الوحيد لليمنيين من نازحين ورجالات دولة يسافرون إلى بلدان أخرى وطلاب ومرضى وعالقون.. لذا كنا نبذل جهد كبير ليل نهار.. لأننا مضطرين أحياناً لاستقبال 300 إلى 600 شخص يومياً.. كنا نستعين بأفراد يمنيين كعمل طوعي.. ونحن نتولى عملية التعريف بهم.. بما يعني أننا استعنا بأفراد لمعاونتنا.. وقد ذكرنا سابقاً بأن الأخ محمد العمودي وكثير من التجار أيضاً كالأخ عبد الرحمن طه والأخ إبراهيم الدبعي والأخ نبيل واصل والأخ أمين توفيق عبد الرحيم والأخ فهيم علي حيدر والأخ عبد الرحمن حيدر وهناك آخرين.. ونحن نذكرهم هنا من باب الإنصاف وجميعهم كانوا يقدمون الوجبات الغذائية والفرش إلى الميناء.  
أما فيما يتعلق بموضوع المرضى فأننا نستقبلهم هنا ومن ثم ترحيلهم إلى دول أخرى.. وبعض ممن تلقوا العلاج في الخارج كان البعض منهم على نفقة تجار يمنيين من أصل جيبوتي. 
  أيضاً معك النازحين العاديين الذين يذهبون إلى المخيمات.. معك أشخاص يتم إعطائهم تذاكر سفر.. معك موضوع الطلاب.. أيضاً موضوع العالقين.. أيضاً رجالات الدولة الذين أتوا على جيبوتي ومن ثم توجهوا إلى دول أخرى.
في المرحلة الراهنة واجهتنا مشكلتين الأولى: موضوع الطلاب في حدود أكثر من خمسين طالب السفارات تمتنع عن إعطائهم تأشيرات لأسباب متعددة، أما لكون الشهادة غير مختومة على الرغم أن السفارة تقوم بختمها أو بسبب أن العام الدراسي انتهى بحيث يكون أغلق..
نواجه مشكلتين هي مشكلة كوبا ومشكلة روسيا.. وبجهود معينه روسيا قبلت البعض غير أن كوبا إلى اللحظة لا زلنا نسعى للحصول على موافقتها كون هناك حالتين لا زالت عالقة.
وأود هنا التوضيح لأبنائنا الطلاب أن النظام في دولة جيبوتي يشترط على أي شخص قادم إلى جيبوتي وهو ليس لاجئ أن يتوفر لديه تذكرة سفر إلى الدولة التي يرغب السفر إليها.. أيضاً أن يكون لديه موافقة من الدولة الواصل إليها تفيد بقبوله.
الشيء الثالث أن يكون لديه حجز فندقي بجيبوتي ما لم فسيتم إبقائهم بالهنجر الموجود في الميناء حتى يتم التواصل مع السفارات المعنية.. وهذه المعلومة حرصاً عليهم. 
  

 •    سعادة السفير.. السفارات الأخرى التي كان لأفراد يمنيين معاملات فيها.. كيف تقيم تعاملاتها.. أيضاً لفت انتباهي أثناء وصولي إلى ميناء العاصمة الجيبوتية.. التعامل الراقي من قبل السفارة الأمريكية مع رعاياهم اليمنيين؟
فيما يخص الدول الغربية وروسيا كانت تقوم السفارات باستقبال من لديهم جوازات وتسهيل معاملاتهم.. إلا أن هناك مشكلة في بعض أفراد الأسرة الذين يحملون جوازات يمنية.. وفيما يخص المرحلة الأولى من النزوح كان للسفارة الأمريكية في جيبوتي دور متميز على الأخريات بحيث أنها كانت تقوم بأخذ رعاياها بالإضافة إلى أفراد أسرهم الذين لا يحملون جوازات أمريكية.. وقد كثفوا جهودهم لتسهيل المعاملات في وقت قصير جداً.. 
وكان هناك حالات محدودة لم يتم إنجاز معاملاتهم نتيجة نقص بأوراق معينه.. لكنها لا تقاس أمام الأعداد الكبيرة والهائلة الذين تم تسهيل معاملاتهم ومنحهم التأشيرات بأقل فترة قصيرة.
وهنا نشكر الدور الذي قامت به السفارة الأمريكية بما يجسد التعاون المشترك بين البلدين وتقدير الوضع الاستثنائي الذي تمر به بلادنا.

    •    السؤال الأخير.. هل من عمل قمتم به كسفارة ضمن أنشطة وفعاليات السفارة وتشعرون بالفخر أو الرضى للقيام به؟
كما تعرفون أن اليمنيين قدموا إلى جيبوتي كرجال أعمال.. واستطاعوا أن يندمجوا بالمجتمع مع أخوانهم من ( عفر وصومال) ليصبحوا بعدها من مكونات الدولة الجيبوتية وليسوا كجالية أو مغتربين.. لذا نجدهم اليوم مشاركين في الحكم وفي المجلس النيابي وفي كافة المجالات والقطاعات الحكومية والخاصة.. وكنت أطمع أن توثق مسيرة الاندماج والتعاون والوقوف على الدور الفاعل الذي لعبه اليمنيون في جيبوتي والشخصيات التي ساهمت في تحقيق ذلك.. وفي هذا الإطار تم اختيار عدد من الأخوة المثقفين والسياسيين وممن كان لهم دور كبير في نهضة جيبوتي ( عرب – عفر – صومال) وهناك من يعي بأن لفظ عرب يطلق على اليمنيين هنا.. 
وقد كانت الندوة التي شارك فيها الأخوة السياسيون والمثقفون والتي أقامتها السفارة.. بغية توثيق الأدوار المذكورة آنفاً.. وقد نشرت في وسائل الإعلام الرسمية في البلدين.. وقد ترجمت أوراق الندوة   باللغة العربية والفرنسية والصومالية والعفرية.. وقد نشر جزء مما طرح في الندوة في صحيفة الجمهورية بتاريخ 13/5/2014م وقد كانت لرئيس الوزراء الجيبوتي الأسبق/ عبد الله محمد كامل.. وهذه الإشارة لمن يريد الإطلاع.. إلا أن العمل كإصدار لم يكتمل وهنا نوجه الدعوة لمن لديه رغبة أو إضافة التواصل معنا بغية توثيق ذلك في الكتاب الذي نعمل على استيفاءه بغية إصداره باللغات الأربع المشار إليها آنفاً.
  

 •    كلمة أخيرة سعادة السفير؟
الشكر لكم لوقوفكم على وضع أخوانكم النازحين.. متمنيين لوطنا الحبيب الخروج من هذه الأزمة الخانقة.. داعياً العقلاء في بلادنا أن يكبروا على جراحاتهم ويؤثروا المصلحة الوطنية العليا.. فجميعنا أبناء بلد واحد.. ولكي ينطبق علينا حديث رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم " الإيمان يمان والحكمة يمانية"  
انتهت المقابلة
ونحن بدونا نشكرك سعادة السفير اليمني حمود العديني.. على هذا الحوار المثمر والذي وقفنا من خلاله على قضايا عديدة آملين المزيد من الجهود لإخواننا النازحين.. كما نأمل أيضاً من حكومة الأخ خالد بحاح تلبية احتياجات السفارة بما يمكنها من القيام بواجباتها.
        
أجريت المقابلة في تاريخ 11/10/2015م

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص