أكد القيادي الميداني البارز في المقاومة الشعبية اليمنية بمحافظة تعز، الشيخ شوقي سعيد المخلافي ان الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز حققت انتصارات كبيرة في مختلف جبهات القتال وتمكنت من تحرير 90% من المحافظة من المتمردين بمساندة مباشرة من تحالف دعم الشرعية في اليمن، مبشرا بانها ستشهد مفاجأة كبيرة خلال الأيام القليلة القادمة.

وقال المخلافي ـ وهو شقيق قائد المقاومة في تعز الشيخ حمود سعيد المخلافي ـ في حوار خاص مع «الأنباء» إن دول الخليج سطرت بدماء جنودها الذي استشهدوا في اليمن لحمة الدم العربي.

وأشار الى ان هناك تنسيقا كبيرا وتفاهما بين كافة جبهات المقاومة لتحقيق الانتصار كهدف يؤمن به كل فرد من أفراد المقاومة، مبينا انه تم خلال الاشهر الماضي تلافي أوجه القصور وتعزيز عملية التنسيق الميداني بشكل أكثر تنظيما واحترافية، وتوحيد الجهود بما يتواءم مع الخطط المرسومة ورفع مستوى الاداء في تنفيذ المهمات بكفاءة ودقة عالية، وهو ما أدى الى التقدم في مختلف الجبهات على الرغم من الامكانيات والمعدات الشحيحة.

ولفت المخلافي إلى وجود آلية موحدة وخطط عملية تم وضعها من قبل المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية وكذلك المجلس العسكري وبمشاركة جميع القيادات الميدانية، بهدف التنسيق بين قيادات الجبهات المختلفة في المحافظة، وبموجب هذه الآلية يتم قياس وتقويم مستوى النجاحات والاخفاقات.

وحول تأخر حسم المعارك في «تعز» في وقت مبكر، أوضح المخلافي بالقول:«جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وهناك عدة عوامل تسببت في تأخير الحسم، فالمقاومة تواجه جيش دولة بكافة ترسانته العسكرية وخبراته القتالية، كما ان الامر لم يقتصر على مواجهة الألوية والمعسكرات داخل تعز فقط، بل كلما أشرفت المقاومة على حسم المواجهات لصالحها، جاءت تعزيزات للمتمردين وحلفائهم من معسكرات في: الحديدة وأب وذمار وصنعاء».

وتابع «وفي المقابل هناك إمكانات عادية لدى المقاومة ماعدا بعض الدبابات والمدرعات التي يتم اغتنامها من مواقع المواجهات التي يفر منها الحوثيون، إضافة الى أننا في قيادة المقاومة الشعبية لا نعمل بمفردنا ولكن ضمن توجه مرتبط بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وعليه فإن ترتيب الاولويات يختلف بحسب المرحلة التي تنعكس بدورها على مدى أهمية القرارات والاجراءات على الارض»، منوها الى انه على الرغم من ذلك، فقد نجحت المقاومة ـ وبإسناد جوي من طائرات التحالف ـ في تحقيق انتصارات كبيرة في الآونة الاخيرة، وتمكنت من تطهير معظم المناطق من سيطرة المليشيا الاجرامية.

وعن دعم التحالف العربي للمقاومة في تعز، قال المخلافي (كان للتحالف العربي دور كبير في دعم المقاومة وأسهم من خلال الغارات الجوية للطيران في الدفع نحو السيطرة على مناطق متعددة كانت تخضع لسيطرة المليشيات، واستطاعت الغارات أن تدمر كمية كبيرة من الدبابات والمدرعات ومخازن الاسلحة وتدمير العديد من مدافع الهاون والكاتيوشا التابعة للميليشيات وأسهمت بشكل مباشر في تخفيف وطأة القصف العشوائي على الاحياء السكنية وارتكاب مزيد من المجازر في صفوف المدنيين، مقدما شكر المقاومة في تعز لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وكافة قيادات دول الخليج والدول العربية المشاركة في التحالف العربي، ودعاهم لمزيد من الدعم والوقوف بجانب إخوانهم في محافظة تعز حتى تحقيق النصر المؤزر والذي بات قاب قوسين أو أدنى بعون الله تعالى.

وأكد المخلافي أن غارات التحالف أصبحت أكثر دقة في انتقاء وإصابة الاهداف وأسهمت بشكل كبير في تكبيد المليشيات وقوات علي صالح خسائر فادحة، متوقعا أن تستمر على هذه الوتيرة بحيث تصل الى تحقيق الاهداف والغايات المتمثلة بفك الحصار الأليم واستكمال دحر المتمردين من المناطق المتبقية في الحوبان والمدخل الغربي لتعز.

وأشار إلى ان الميليشيات الحوثية وقوات صالح تكبدت منذ إعلان بداية الحرب في تعز الآلاف من الافراد الذين سقطوا في مختلف الجبهات، بالإضافة الى أسر أكثر من (600) مسلح منهم.

وحول المفاوضات التي يقوم بها المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ، قال المخلافي «في الحقيقة كما هو معروف عن ميليشيا الحوثي، فإنهم يثبتون في كل مرة أنهم لا يوفون بعهد ولا يلتزمون باتفاق ويتعاملون مع اي اتفاق بأسلوب المراوغة ويتعاملون مع الحوار السياسي بوصفه تكتيكا للاستمرار في الخداع وارتكاب المجازر والتصرفات الاجرامية.. فتعهداتهم لا قيمة لها وهم حاليا يوهمون المبعوث الأممي بانهم مع العملية السياسية كمخرج بعد أن ضاق الخناق عليهم وهم لا عهد لهم ولا ميثاق، مشددا على أن المقاومة الشعبية في تعز تدرك تماما ان الواقع سيفرض نفسه وأنها ستستمر في دحر الميليشيا الحوثية من جميع المناطق، لأن الحل السلمي بالنسبة لهم مجرد مناورة لإطالة الوقت» وبالتالي فإننا نؤكد ان المقاومة ماضية في خيار تطهير تعز من الانقلابيين بشكل كامل ولن تقف في طريقها هذه المفاوضات الزائفة، فتاريخ الحوثيون والمخلوع صالح مليء بالاتفاقات والحوارات المخادعة والتي تذهب في الاخير أدراج الرياح.