- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
قال لي زير الخارجية اليمني الدكتور رياض ياسين إن العالم لم يسكت عندما اقتربت «داعش» من العاصمة العراقية ولكنه سكت عن إحتلال الحوثيين لصنعاء، وأن المجتمع الدولي لا يضغط على «الإنقلابيين»، وكشف عن مشروع مقدم لدول مجلس التعاون العربي لإعادة بناء اليمن بعد الحرب.
وذكر أن دولتي الشطرين اليمنيين سابقاً كانتا سيئتين، وأن دولة الوحدة كانت أسوأ منهما، وأنه يجب البحث حالياً عن إطار سياسي جديد يتلافى عيوب المراحل السابقة، مؤكداً أن شكلاً من أشكال الفيدرالية أو الكونفيدرالية يمكن أن يكون مناسباً بعد ان تقف الحرب، وتتم عملية إعادة الإعمار، مؤكداً ان الحديث عن « تشطير اليمن في الوقت الحالي يعني التأسيس لدورات قادمة من العنف سنورثها للأجيال القادمة»، منوهاً أن الأولوية حالياً لإسقاط الانقلاب.
وشنّ ياسين هجوماً على عدة شخصيات يمنية موالية للشرعية قال إنها لا تزال «تعمل في المنطقة الرمادية»، على مبدأ «جمهوري بالنهار ملكي بالليل»، في إشارة إلى ازدواجية الولاء للشرعية من جهة وللرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين من جهة أخرى.
وأضاف أن قيادات جنوبية ـ لم يسمها ـ تحالفت مع صالح والحوثيين نكاية في الرئيس هادي، حسب تعبيره.
ونفى ياسين أن يكون الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد تواطأ مع الحوثيين لتسليمهم عمران وصنعاء، مؤكداً أنه «قتل ثلاثة من أحفاده، فكيف يمكن أن نتصور أن يتواطأ هادي مع من قتلوا أحفاده ومقربيه».
وكشف ياسين أن المملكة العربية السعودية طلبت من الرئيس السابق، اثناء لقاء ابنه مع قيادات سعودية قبيل الحرب، عدم دخول قوات صالح إلى عدن، وهو الأمر الذي تجاهله صالح.
وذكر ياسين أن الحوثيين جاؤوا للرئيس هادي بقائمة من 160 اسماً يريدون منه «أن يصدر بها قرارات لتعيينهم في وظائف عليا في الدولة، ورفض هادي، وقدم استقالته التي اربكتهم بشكل كبير».
نص الحوار:
ـ بداية دعني أسألك عن كيف هي الأوضاع في اليمن بعد سيطرة المقاومة والقوات الموالية للرئيس هادي على عدن؟
٭ الأوضاع بعد السيطرة على عدن تغيرت بشكل دراماتيكي، سياسياً وميدانياً، وإنسانياً. ميدانياً الانقلابيون فقدوا السيطرة على مدينة من يسيطر عليها يسيطر على متنفس اليمن ومنفذه، ولعلك تابعت انهياراتهم بعد السيطرة على عدن في كل من لحج وأبين وتعز ومأرب والضالع، ولعلك كذلك تابعت انبعاث الأمل لدى المقاومة في المدن الأخرى وحتى في صنعاء، وأما سياسياً فإن تحرير عدن نقطة تحول حيث ستعود الحكومة إلى عدن، لاستكمال مراحل التحرير. وقد لمسنا تغيراً في الموقف الدولي بعد تحرير عدن، حيث بدأت الأطراف الدولية تلمس نتائج الجهد العسكري، وتستعيد الثقة في قدرات الحكومة على إعادة السيطرة على البلاد.
ـ هناك حديث عن خلافات في المعسكر الموالي للشرعية في الرياض أو في الداخل. ما أسباب هذه الخلافات التي يتحدث عنها خصومكم؟
٭ أريد أن أشير إلى أن القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس عبدربه منصور هادي كانت تتعامل مع الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد بصبر وتحمل، وكانت الأطراف المختلفة تفهم هذا الصبر على أنه نوع من الضعف وعدم القدرة. وعندما دخل الحوثيون صنعاء، ووضعوا الرئيس والحكومة تحت الإقامة الجبرية، وعندما خرج الرئيس من صنعاء، وذهب إلى عدن، وعندما ذهب نجل صالح إلى الرياض وطلبت منه الرياض ألا يدخلوا عدن، وأن عدن خط أحمر، حفاظا على ما تبقى من العملية السياسية، وعلى حياة الرئيس، وعندما رفض صالح الطلب السعودي، وضرب الحوثيون القصر الرئاسي في عدن بالطائرات، لم يعد هناك مجال للصبر والتحمل، وكان لا بد من وضوح المواقف بعد انهيار العملية السياسية بسبب عنجهية وسوء تصرف الحوثيين.
ولكن، ومع كل ذلك، لا تزال هناك شخصيات تقدم نفسها على أساس أنها لا تزال تؤمن بالحل التوافقي مع الحوثيين الذين تصر هذه الشخصيات على تسميتهم «الإخوة أنصار الله»، متناسية الدماء والقتل والتدمير، وضرب المدن وإجهاض العملية السياسية، والتحرش بالجيران، وفتح اليمن للإيرانيين، ومحاولات تحويل البلاد إلى مركز قلق أمني للدول العربية، بربطه بالإيرانيين. هذه الشخصيات لا تزال حتى الللحظة تتواصل مع معسكر الاقلابيين، وتريد الحوار معهم.
ـ ولكن الحل في اليمن يجب أن يكون سياسياً مبنياً على الحوار، لا عسكرياً كما ترى الأطراف الدولية والإقليمية…
٭ نحن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن الحل السياسي مطلوب، ولكن ليس على طريقة بعض الأطراف التي تريد التحاور مع الحوثيين من منطلف مداولات القوى السياسية في «فندق موفنبيك»، بعد احتلال العاصمة صنعاء، والعودة إلى الوراء ومقترحات «المجلس الرئاسي»، الذي سعى من خلال طرحه الحوثيون وصالح إلى التحكم بالعملية السياسية من وراء الستار.
نحن تجاوزنا حوار الإملاءات في موفنبيك، حيث كان الحوثيون يملون رؤيتهم على المتحاورين، ويطلبون منهم التحاور على تنفيذها.
وما عدا من لا يزال ينظر للحوثيين على أساس أنهم فصيل سياسي سلمي، فإن معظم القوى السياسية ملتفة حول الشرعية ونابذة للانقلاب، وإن وجدت بعض التباينات فإنها صحية وطبيعية ودليل شفافية.
ـ هناك الكثير من الشخصيات المدنية والعسكرية أعلنت ولاءها للشرعية في اليمن، ولكن الملحوظ أنها لم تتحرك ميدانياً لدعم الشرعية سواء على المسار العسكري أو السياسي. ما الذي يجري من وجهة نظرك؟
٭ أولاً معظم الذين أعلنوا تأييدهم للشرعية يعملون بشكل جيد، لكن لا تزال بعض الأطراف اليمنية تعمل على الطريقة القديمة «جمهوري بالنهار ملكي بالليل»، أي أنهم اعلنوا الولاء للشرعية في الظاهر، ولكنهم ما يزالون مرتبطين بعلي عبدالله صالح والحوثيين، ومن هذه الأطراف شخصيات حضرت مؤتمر الرياض وأعلنت الولاء للشرعية، دون أن تقوم بأدوارها المطلوبة، سواء على المستوى السياسي أو الميداني، نظراً لارتباطها بمصالح سياسية واقتصادية وربما لروابط حزبية واجتماعية مع صالح والحوثيين.
نحن نقول إن الولاء للشرعية ليس مجرد إعلان يعلنه صاحبه ليتفادى استهدافه من قبل طائرات التحالف، أو ليحافظ على مكتسبات سياسية أو مادية، الولاء للشرعية يعني الاستعداد للتضحية، والخروج من المنطقة الرمادية التي وضع البعض نفسه فيها فيما يخص الموقف من الانقلاب الحوثي في البلاد.
ـ هناك من يصور الرئيس عبدربه منصور هادي على أساس أنه كان متواطئاً مع الحوثيين، وكان سبباً في تسليمهم صنعاء وعمران. ما هي حقيقة ما يقال في هذا الشأن؟
٭ في فترة من الفترات شعر الرئيس هادي أنه خذل من قبل كافة الأطراف السياسية في البلاد، في وقت كان لا يملك أدوات إدارة الدولة من جيش وأمن واقتصاد، تلك الأدوات كان صالح هو المتحكم فيها، كما هو معلوم للجميع، وكما قال هادي إن صالح سلمه «قطعة قماش»، هو علم الجمهورية، لكن الجمهورية كانت لا تزال تحت سيطرة صالح ومقربيه. وقد كان الرئيس انطلاقاً من حرصه على المضي بالعملية السياسية يحاول نزع فتيل التوترات هنا وهناك، وكانت محاولاته تلك تفسر على أنها نوع من التواطؤ أو الضعف. والحقيقة أن الرئيس لم تكن في يده الأدوات والوسائل التي يستطيع بها أن يواجه كل تلك التحديات التي انتهت باحتلال العاصمة ووضع الرئيس والحكومة تحت الإقامة الجبرية.
ويوم أن هاجم الحوثيون منزل الرئيس هادي حاولت حراساته مواجهتهم، ودافع مقربوه عن المنزل، وقتل ثلاثة من أحفاده، فكيف يمكن أن نتصور أن يتواطأ هادي مع من قتلوا أحفاده ومقربيه، لم يكن هناك تواطؤ، ولكن كانت هناك محاولات للحد من الانهيارات التي كان صالح والحوثيون يتسببون فيها.
ـ ولكن هناك من يصر على ضعف الأداء السياسي للرئيس هادي، كيف تعلق؟
٭ الذي عاش في الداخل، يدرك حجم المؤامرة على النظام السياسي الجديد في اليمن، ويدرك حجم التحديات التي كان هادي يواجهها، في ظل المعطيات التي ذكرت لك. ومع ذلك فإن هادي على الرغم من المشاكل الأمنية التي كانت صنعاء بموجبها مقسمة إلى مربعات أمنية، قام بمهامه خلال الفترة الانتقالية الحرجة، وقضى على التوترات الأمينة، وأنجز الحوار الوطني ونتائجه الذي صيغت في مسودة الدستور، ولم يكن متبقاياً إلا الاستفتاء عليه، ومن ثم الانتخابات، لكن المؤامرة التي نسجها صالح والحوثيون قضت على كل شيء، وأوصلتنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، حيث لم يعد لدينا خيار إلا مواجهتهم، وتحرير البلاد من قبضتهم. وأنا أذكر أنه بعد احتلال المليشيات الحوثية صنعاء جاء الحوثيون بقائمة من 160 اسماً يريدون من هادي أن يصدر بها قرارات لتعيينهم في وظائف عليا في الدولة، ورفض هادي، وقدم استقالته التي اربكتهم بشكل كبير.
ـ يبدو أن مدينة عدن ستصبح مقراً للحكومة خلال الفترة القادمة بعد سيطرة المقاومة والجيش الموالي للرئيس هادي عليها. لكن السؤال هو متى ستكون العودة إلى عدن؟
٭ خلال الأيام الماضية عاد إلى عدن العديد من الوزراء، وعدد آخر في طريقه للعودة لممارسة العمل من هناك. واليوم توجد في عدن لجان لتقصي حجم الدمار، وترتيب الأوضاع الأمنية، ووضع أقسام الشرطة، والقيام بعمليت التمشيط والبحث عن خلايا نائمة قد تكون للحوثيين في عدن، وستعمل اللجان على إصلاح البنية التحتية من مياه وكهرباء وصحة واتصالات وموانيء ومطارات، ومتى تم الفراغ من ذلك ستكون الحكومة بكامل قوتها قد عادت إلى عدن لمباشرة مهامها من هناك، ولاستكمال عملية تحرير البلاد من قبضة المليشيات.
ـ هذا يعني أنكم لن تنتظروا حتى تنسحب المليشيات من العاصمة للعودة إلى اليمن؟
٭ بالطبع لا، سنعود إلى عدن لاستكمال مهمة التحرير، ولن ننتظر حتى تتم عملية تحرير العاصمة، لكن في تصوري أن تأمين عدن ومحيطها مهم لعودة الشخصيات الكبيرة في الدولة، والعمل جار على تحرير لحج والضالع وتعز وأبين كخطة ثانية، وتلك المحافظات تشكل حزام عدن الأمني، وأعتقد أنه مع حالة الانهيارات المتوالية في معسكر الانقلابيين، فإن تحرير هذه المحافظات قريب جداً.
ـ لكن ألا يخشى أن ينتج عن ذلك وضع تسيطرون فيه على أجزاء من البلاد، ويسيطر الحوثيون فيه على أجزاء أخرى؟
٭ لا. عملية إعادة الأمل لن تتوقف حتى يتم تحرير البلاد كلها من قبضة المليشيات، وليس هناك خيار آخر، وكما صرح مسؤولون في التحالف، وكما نرى نحن في الحكومة، فإننا إما أن ننتصر أو ننتصر. ثم إن عودتنا إلى جزء من الوطن يعني العمل من الداخل على تحرير الأجزاء الأخرى، وهذا وضع غير شاذ، وهناك بلدان توجد فيها الحكومة على أجزاء وحركات التمرد على أجزاء أخرى، دون أن يعني ذلك أن الحكومات انهارت، أو أن البلد يتجزأ. ثم إنه حتى أيام فترة حكم علي عبدالله صالح كانت القاعدة تستولي على مناطق، وكان الحوثيون يستولون على مناطق. والذي أقصده أن استيلاء المتمردين على جزء من الوطن لا يمنع عودة الرئيس والحكومة إلى الأجزاء المحررة للعمل على تحرير البقية.
ـ هناك من يطرح مسألة تقسيم البلاد، واستعادة الدولة الجنوبية السابقة، كحل للمشكل الأمني والسياسي في اليمن. ما هي رؤيتكم لهذه المسألة؟
٭ نحن في المقام الأول نريد استعادة الدولة اليمنية شمالاً وجنوباً من أيدي الانقلابيين والمليشيات. أما الحديث عن استعادة دولة الجنوب، فنستعيدها من من؟ اليوم لا توجد دولة في اليمن كلها، ونحن نريد استعادة هذه الدولة، كما قلت لك، شمالاً وجنوباً.
الأولوية لإسقاط الانقلاب، وإعادة الشرعية، وإعادة بناء الدولة على كل اليمن، وإعادة الأمل والإعمار في البلاد، ويجب شغل اليمنيين خلال المرحلة المقبلة في بناء بلدهم، لإبعادهم عن شبح الحروب.
أما الحديث عن تشطير اليمن في الوقت الحالي، ومع وجود كل هذه الاحتقانات والعقليات الثأرية، وفي ظل عدم التوازن بين السكان والثروات، فإن ذلك يعني التأسيس لدورات قادمة من العنف سنورثها للأجيال القادمة.
ونحن الآن كما قلت لك لدينا أولويات، وأعتقد أننا بحاجة إلى عشر سنوات على الأقل للحديث عن الخيارات الأخرى، إما بالحفاظ على وحدة البلد في إطار فيدرالي أو كونفيدرالي، أو التوافق على عودة الدولتين لشعب واحد، كما كان يطرح وزير الخارجية الأسبق عبدالله الأصنج، رحمه الله.
أنا أعتقد أن خيارات الفيدرالية مناسبة، بعد أن حصل ما حصل في البلاد، حيث أصبحت القبضة المركزية للمتنفذين ومراكز القوى التقليدية مرتخية، وبالتالي، والفرصة مناسبة لأن يحكم كل أبناء إقليم إقليمهم، مع وجود شكل من أشكال الحكم المركزي غير المتسلط.
والخلاصة هنا أن الدولة الجنوبية السابقة لم تكن نموذجية، والدولة الشمالية السابقة لم تكن نموذجية، ودولة الوحدة للأسف كانت أسوأ من الدولتي الشطريتين، ولذا نحن اليوم في حاجة إلى نظام سياسي جديد يتجاوز الدولتين الشطريتين، كما يتجاوز دولة الوحدة بشكلها الحالي الذي جعل الكثير من الجنوبيين ينفرون منها، هذا النظام السياسي الجديد يجب أن ينبني على المعطيات الوطنية والإقليمية والدولية الجديدة فيما يتعلق بالشأن اليمني.
ـ أعلن التحالف عن هدنة إنسانية جديدة في رسالة من الرئيس هادي إلى الملك سلمان، ولكنها جاءت من طرف واحد. لماذا؟
٭ الأصل في الهدنة أن تكون من طرفين، لكن المشكلة في اليمن أن الطرف الآخرعبارة عن مجاميع مليشاوية لا تقدر معاناة الناس من الوضع الإنساني المتردي، بل تريد استغلال هذا الوضع من أجل تحقيق مكاسب سياسية على حساب معاناة اليمنيين، ولذا لا يلتزمون بالهدنة الإنسانية، كما حصل خلال المرتين السابقتين اللتين أعلن فيهما عن هدنة إنسانية اخترقها الانقلابيون بإعادة تموضعهم، ونقل مقاتلين وأسلحة، ونهب مواد الإغاثة، وبيعها في السوق السوداء، وضرب المدنيين. ومع ذلك، ومحاولة منا لرفع المعاناة، وإيصال المواد الإنسانية إلى المدنيين من أبناء شعبنا في اليمن، أعلنا عن هذه الهدنة من طرف واحد. وهذه الهدنة بالطبع مطلوب لاستمرارها توقف الحوثيين عن استهداف المدن، وعدم اعتراض مواد الإغاثة، واستمرار الحظر الجوي وعمليات التفتيش للسفن والطائرات الذاهبة إلى اليمن. وعلى الرغم من أملنا في أن تنجح هذه الهدنة إلى أنني أشك في مدى التزام الحوثيين بها.
ـ هل هناك ضغوط على الحكومة لفرض الهدنة؟
٭ المجتمع الدولي يقول لنا إنه لا يمكن إرسال المعونات الإغاثية إلى البلاد إلا بوجود هدنة تضمن سلامة القائمين على توزيع المعونات وضمان وصولها، والدول الكبرى تتحدث إلينا على اعتبار أننا الحكومة والسلطة المسؤولة، فيما الآخرون مليشيات يصعب الضغط عليها في هذا الخصوص.
ـ برأيك لماذا تعتمد بعض الأطراف الدولية سياسة ناعمة مع الحوثيين؟
٭ كما ذكرت لك هناك من يرى أن الضغط على الجانب الحكومي أجدى، وهناك من يرى أن وسائل الضغط على المليشيات غير متوفرة أو غير مجدية. ولكن بالمقابل هناك من يسعى لأن تكون اليمن ساحة صراع مفتوح من أجل إقلاق الأمن القومي العربي، وخاصة أمن الخليج والملكة العربية السعودية. العجيب أن العالم لم يسكت عندما اقتربت «داعش» من العاصمة العراقية بغداد، وجيش تحالفاً دولياً للحرب عليها، ولا يريد أن ترى دمشق تسقط في يدها، لكن عندما سقطت صنعاء في يد مليشيات إرهابية أجرمت بشكل أكثر من داعش في اليمن، فإن أحداً لم يتحرك.
وبعد أن تشكل التحالف العربي، لم يرق للبعض أن يرى الدول العربية والسعودية خاصة تقود تحالفاً في شأن عربي، ولا تريد بعض الأطراف لهذا التحالف أن ينجح، مع أن الحوثيين تجاوزوا كل الخطوط الحمر، وارتكبوا جرائم إرهابية جسيمة في اليمن.
وفي الوقت الذي يُحظر فيه التعامل مع داعش، فإن البعض يجيز لنفسه التعامل مع الحوثيين وإعطاءهم الغطاء السياسي اللازم، وتسويقهم على أنهم جماعة سياسية مسالمة.
وللأسف فإنه حتى بعض الأطراف اليمنية التي تعارض سياسات الرئيس هادي، تجيز لنفسها التعامل مع الحوثيين. مع أن العالم يمنع في الجهمة المقابلة تعامل معارضي الحكومة العراقية والحكومة السورية من التعامل مع داعش. للأسف هناك أطراف دولية ومحلية لأنها تختلف مع سياسات هادي أو سياسات المملكة، فإنها مستعدة أن تعمل تتحالف مع الشيطان ضد هادي أو التحالف العربي.
ـ هناك قادة يمنيون جنوبيون لا يزالون يلتقون مع الحوثيين، وينسقون المواقف معهم، وصرح البعض منهم بأن الحوثيين في عدن يقاتلون الدواعش والإرهابيين. ما هو تعليقكم؟
٭ للأسف الشديد فإن بعض الشخصيات الجنوبية تحاول لخلافاتها مع الرئيس هادي أن تنسق المواقف ضد هادي مع صالح والحوثيين، كما أنها ذهبت إلى حد التبرير لجرائم الحوثيين في عدن وتعز. وهذه الشخصيات القيادية فقدت كل رصيدها في الساحة الجنوبية أن دفعها خلافها مع هادي إلى التحالف مع الحوثيين، وإيران. وقد حاولت هذه الشخصيات خلط الأوراق في الجنوب وعدن لإرباك المشهد السياسي، وتصويره على أساس أنه صراع مع تنظيمات إرهابية، وكأن المدنيين في عدن وتعز مجاميع إرهابية جاء الحوثيون لقتالهم.
ـ يردد الحوثيون وصالح أنكم أدوات للسعودية والخليج، وأنكم استدعيتم التدخل الأجنبي، فيما هم المدافعون عن السيادة الوطنية في وجه ما يسمونه العداون السعودي. كيف ترد؟
٭ لا أعتقد أن مثل هذا الكلام يستحق الرد. لكن هذا الكلام يدل على أن من يقوله منقطع تماما عن الواقع. عندما سيطرت طالبان على العاصمة الأفغانية كابل لمدة عشر سنوات، تشكل تحالف دولي ضدها، وهناك اليوم تحالف دولي ضد داعش يؤيده هؤلاء الذين يأخذون علينا الذهاب إلى الرياض. ثم إن صالح في الحرب السادسة بينه وبين الحوثيين، استدعى الدعم السعودي ضدهم، وتدخلت السعودية عسكرياً في اليمن. فلماذا يحل تدخل الحيران في 2009، ويحرم في 2015. ثم إن المبادرة الخليجية تعد كذلك تدخلاً إقليمياً، فلماذا قبلوا بها، وهي تدخل في شأن داخلي.
نحن لجأنا إلى خيار الضرورة لتحرير بلدنا من قبضة المليشيات ومراكز الفساد بعد أن وصلنا إلى طريق مسدود مع هذه القوى المليشاوية الفاسدة.
ـ لكنكم ستعودون إلى البلاد على دمار هائل في البنية التحتية، وكوارث تسببتم بها في البلاد…
٭ نحن لم نتسبب بالدمار، نحن ظلمنا وأخرجنا من وطننا، ومورست علينا عملية انقلاب واضح، غير شرعي، ومع ذلك سنعود لنبني بلادنا، وهناك ثلاث مراحل لإعادة الشرعية إلى البلاد، وهي عاصفة الحزم، ثم إعادة الأمل، ثم إعادة البناء. وبعد نهاية العمليات العسكرية، هناك «مشروع مارشال» لإعادة بناء اليمن، وقد تم تقديم مشروع «الملك سلمان لإعادة بناء اليمن»، سيبدأ العمل بها فور انتهاء العمليات العسكرية. ودول التحالف العربي والسعودية خاصة تدرك أنه ما لم يتم إعادة البناء بعد هذه الحرب، فإن اليمن سيظل مشكلة أمنية مقلقة للإقليم، ولذا جاءت فكرة مشروع الملك سلمان لإعادة البناء في اليمن.
شكراً معالي الوزير، أتمنى أن يكون اللقاء القادم في صنعاء…
شكراً لـ«القدس العربي»، قريباً إن شاء الله…
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر