السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
لأول مرة "جباري" يفتح النار على الحكومة ويكشف خفايا وأسرار المقاومة في مواجهة الحوثيين
الساعة 00:35 (الرأي برس ـ الخبر ـ غازي الحارثي)

قال الأمين العام لحزب العدالة والبناء اليمني ونائب رئيس وفد الحكومة الشرعية إلى مشاورات جنيف، البرلماني عبد العزيز جباري: إنه «من مصلحة اليمن ودول الخليج، تحقيق المصلحة المتبادلة بين اليمن ودول الخليج، ويجب استيعاب اليمن في مشاريع كثيرة ومنها استيعاب الجيش اليمني في جيش خليجي موحد ضد إيران»..

واتهم جباري الحكومة بالتقصير سياسيا وإداريا وعسكريا في مواجهة المتمرديين الحوثيين، كما تطرق إلى خطط المقاومة الشعبية لمواجهة قوات صالح والحوثي.
نص الحوار:

* بدايةً من التسلسل الأخير في الأحداث.. في جنيف لماذا لم تتوصلوا لأي اتفاق سواءً على مستوى القرار الأممي 2216 أو على مستوى إقرار هدنة إنسانية خصوصًا وأن الوضع الإنساني أصبح مأساويًا داخل اليمن، وكثير من المحافظات أصبحت تصنف كمنكوبة بالإضافة لتكبد الحوثيين خسائر هائلة جدًا؟
– الحقيقة كما تعرف يا أستاذ غازي أن المحادثات في جنيف لم تحقق المرجو منها لعدة اعتبارات الاعتبار الأول: أن الأطراف التي وصلت إلى جنيف تريد أن تسجل نقاطا ولا تريد حلا للمشكلة، وعندما لم تكن لدى الأطراف قناعة تامة بالوصول إلى اتفاق بدأت المماحكات السياسية.. ما حصل أننا التقينا في جنيف بالأمين العام للأمم المتحدة، لكن الطرف الآخر لم يكن مستعدا، وكانت لديه رؤية أخرى غير ما تم الاتفاق عليه مع الأمم المتحدة.. كما لم يصلوا إلى جنيف بالوقت المحدد ولم يلتزموا بعدد التمثيل الرسمي المحدد.. ونحن كنا متفقين مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على أن الحلول لا بد أن تكون لها مرجعيات أساسية وهي قرارات مجلس الأمن وخصوصًا القرار 2216 ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، بينما الطرف الآخر يعترف بها صوريًا فقط، لكن على أرض الواقع يريد أن يتملص من هذه المرجعيات. أيضا هناك اختلافات فيما بينهم ولم يتفقوا على عدد التمثيل الرسمي وكل طرف يريد أن يهيمن على الوفد الرسمي، وحتى لم يصلوا إلى مبنى الأمم المتحدة. وكل هذه الحيثيات أدت إلى النتيجة التي وصلنا إليها.

* قلت في بداية كلامك إن كل الأطراف وصلت إلى جنيف وهي غير مقتنعة بالتوصل إلى اتفاق.. على هذا الأساس ما هي إذأ النقاط التي أراد تسجيلها الوفد الحكومي؟
– نحن أتينا ولدينا الرغبة الكاملة بالوصول إلى تفاهمات حول الآلية المفترضة لتنفيذ القرار 2216 وأيضا ليس لدينا مانع في أن تكون هناك هدنة إنسانية ووصول للمساعدات لأننا ندرك المعاناة التي يعانيها شعبنا اليمني نتيجةً للحرب والحصار وأسلوب الحوثيين في إدارة الدولة والشأن العام وكذلك طريقتهم في التصرف بالمعونات الإنسانية.. هناك شكاوى من الداخل وكثير من التقارير تقول إنهم يعبثون بالمساعدات الإنسانية ويوزعونها على أنصارهم ومؤيديهم ويعبثون أيضا بالمشتقات النفطية، وهذه التصرفات أوجدت حالة من الفوضى في البلد كما أن الحاجة الإنسانية تستدعي أن تكون هناك هدنة إنسانية لوصول المساعدات والمواد الغذائية والأدوية. في جنيف نحن راضون عن أدائنا ونعتقد بأننا قدمنا ما يمكن أن نقدمه من أجل التوصل إلى اتفاق، والطرف الآخر هو من يتحمل مسؤولية الفشل.

* نفهم أنك تريد القول إنكم وصلتم إلى جنيف غير مقتنعين أو فاقدين الأمل بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الانقلابيين؟
– نعم وصلنا إلى جنيف رغم قناعتنا المبنية على تجارب مريرة معهم، ونعتقد أنه حتى لو تم الاتفاق معهم فهم يتلكئون ولا ينفذون هذا الاتفاق بدليل ما تم معهم في الاتفاقات السابقة حيث اتفقوا مع كل المكونات السياسية في اتفاق السلم والشراكة الوطنية، كما تعرف وبعد توقيع الاتفاق نقضوه مباشرةً، وأيضا حوارنا معهم في الموفنبيك لعدة شهور، نعرف أسلوبهم ومدى عدم التزامهم، وعندنا قناعة راسخة أنهم لا يريدون أن ينفذوا إلا المشروع الذي يريدونه ومع هذا ذهبنا إلى جنيف وعندنا ولو بصيص من الأمل، وتأكد لنا منذ وصولنا إلى جنيف ومن خلال تصرفاتهم أنهم ما زالوا غير حريصين على مستقبل البلد ولا يشعرون بمعاناة المدنيين في اليمن فبالتالي هم يريدون أن يحققوا مكاسب سياسية على حساب أبناء الشعب اليمني.

* المشروع الذي يريده الحوثيون، هل هو مشروع خاص بهم أم هو مشروع أتى بإيعاز إقليمي؟ مشروع إيراني مثلاً؟
– مشروع الحوثيين لو كان مشروعا وطنيا جامعا لكنا في مقدمة الصفوف معهم لكننا نعرف حق المعرفة أن هذا المشروع لا يمثل إلا شريحة معينة من الناس، وهذا المشروع مرتبط بدولة إيران.. حتى المشروع الإيراني لو كان في صالح اليمن ولا يؤثر على استقرار اليمن كنا تفهمنا هذا المشروع، لكن نعرف أن المشروع الإيراني لديه هدف وهو المصلحة الإيرانية فوق كل اعتبار وليس مصلحة اليمن وبالتالي فأي مجموعة تقوم بالترويج لهذا المشروع أو العمل على أن يكون هذا المشروع موجودا في اليمن سيعرض المصلحة الوطنية العليا للبلد للمخاطر مراعيًا مصالح إيران، وكما تعرف اليمن تتعرض الآن إلى مشكلات نتيجة الترويج لهذا المشروع.

* ما موقف الأحزاب والقوى السياسية التي حضرت لجنيف، مثل حزب الإصلاح والحزب الناصري والاشتراكي والحراك الجنوبي وكيف كان تمثيلها؟
– بالنسبة لحزب الإصلاح وجزء كبير من الحراك الجنوبي والناصريين والعدالة والبناء وجزء من المؤتمر الشعبي العام وكل الأحزاب السياسية المؤيدة للشرعية والممثلة في مؤتمر الرياض هناك اتفاق وانسجام بينهم وبين الحكومة والرئاسة على أن يكون هناك تمثيل بوفد واحد وهو ما تم بالفعل بوفد حكومي مشترك ويمثل حتى مجلس النواب والمجتمع القبلي، ومع أن عدده كان قليلا إلا أنه في تركيبته تم اختياره بعناية ومؤيد من كل القوى والأطياف السياسية الموجودة بالرياض، فيما الجانب الآخر لو تلاحظ وصل منهم 25 شخصا.. كل جهة تريد أن تمثل وكل جهة تريد أن يكون لها حضور قوي وهذا يعطينا مؤشرا على أنه لا توجد جهة موحدة وهدف موحد.

* قبل مؤتمر جنيف، أصدرت المقاومة الشعبية بيانا تطالب فيه الحكومة بعدم المشاركة في مشاورات جنيف باعتبارها مضيعة للوقت.. كيف تنظرون الآن إلى ما تقدمه المقاومة الشعبية على الأرض، وهل تتبنون تحركاتهم وتقدمهم في مفاوضاتكم ومحادثاتكم السياسية؟
– مقاومة الناس للمشروع الحوثي حق طبيعي ومشروع للناس وعندما يطالبون بعدم الرضوخ لهذا المشروع ويطالبون بأن يكسر هذا المشروع بالقوة فهو شيء طبيعي.. ممارسات الحوثي هي التي أوصلتهم إلى هذه القناعة، لكن نحن كسياسيين لا بد أن نتعامل مع الوضع بتفكير آخر ولا بد أن نتعامل مع المجتمع الدولي وألا نعطي الفرصة للطرف الآخر على أنه الحريص وأنه المستعد للوصول إلى اتفاقات، بينما الحقيقة أننا الطرف الحريص على مصالح الشعب اليمني، وعلى إنهاء الحرب وعلى وقف العملية العسكرية وعلى أن يعود السلام والأمن والاستقرار إلى اليمن.

* بالتأكيد أن كل اليمنيين يطمحون إلى تحسين وتطوير الجانب العسكري الحكومي على الأرض.. كيف تنظرون لذلك وما الحلول برأيكم؟
– حتى الآن الجميع ليسوا راضين عن الأداء في مقاومة المشروع الحوثي، وفي حال لم يحدث تغيير وتطور على الأرض، سيبقى الوضع على ما هو عليه، والمسألة بيد الحكومة والرئاسة ويجب أن يعملا بشكل استثنائي لأن الظرف استثنائي، لكي يعملا على تقليص النفوذ الحوثي في المحافظات ومن أجل عودة الحكومة إلى اليمن.. وإذا لم تكن موجودا بشكل جيد على الأرض لن تستطيع الحصول على اتفاق سياسي جيد.
 

* وصلني هذا السؤال حقيقةً من داخل اليمن.. يتحدثون عن مفاجآت بتغيير موازين القوى على الأرض خلال أيام.. ما صحة ذلك ولصالح من سيكون التغيير؟
– ليس لدي أنباء.. لكن أنا حسب تقييمي وتحليلي أن الميليشيات الحوثية تسيطر على عواصم المحافظات فقط ولا تسيطر على كثير من المناطق اليمنية وهم عبارة عن أفراد فقط وهناك رفض شعبي كبير لمشروعهم وقبول بالمقاومة ولو كان هناك عمل جاد يمكن أن ينهاروا بشكل سريع وخلال أيام.. هم في النهاية ميليشيات مسلحة بشكل بدائي وأكثرهم شباب غير مدرب.

* دعنا ندخل أيضا بشكل مباشر.. من خلال تحليلك وتقييمك هل تتوقع عملا بريا قادما لقوات تحالف «إعادة الأمل»؟
– أنا لا أستطيع أن أتحدث عن هذا الجانب لأنه من اختصاص العسكريين، لكن بالجانب السياسي أنا أستطيع أن أقيمه بأن المشروع الحوثي هذا نهايته الزوال لأنه لا يملك قبولا على أرض الواقع وكل يوم يزداد الناس الرافضون لهذا المشروع لأنه ليس في مصلحة اليمن ولا مصلحة دول الإقليم.. وفي النهاية السؤال، ما التكلفة التي سيدفعها أبناء الشعب اليمني مقابل هذا المشروع!؟

* بشأن المبادرة الأخيرة التي قدمتها الحكومة اليمنية للمبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ.. ما حظوظ تطبيقها برأيك؟ وبصراحة هل ما زلتم تثقون بالمؤسسة الدولية حتى بعد فشلها في إلزام الحوثيين بتنفيذ القرار 2216؟
– الحقيقة أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن هو ممثل للدول العظمى، والدول العظمى لديها مصالح كما أن كل دولة تعمل طبقًا لمصلحتها.. ونحن كيمنيين نعمل لمصلحتنا بالاعتبار الأول.
مصلحتنا نحن كيمنيين تقول إن لدينا دولة فيها نظام وقانون ومساواة بين الناس جميعًا ونعيش مثل بقية سكان المنطقة على الأقل.. هذه الدولة المبتغاة اتفقنا عليها في مؤتمر الحوار وحددنا ملامحها وشكل الدولة وعلاقة المجالس المحلية بالسلطة المركزية وعلاقة الأقاليم.. لكن بعد ذلك أتى المشروع الحوثي الذي لم نكن نتوقعه وعمل على كبح جماحنا دون الوصول إلى هذه الدولة.. وإذا أردنا أن نصل إلى هذه الدولة يجب أن ينتهي المشروع الحوثي وهو المشروع الانقلابي، والطائفي والذي لا يمثل مصالح كل اليمنيين، وهناك فرصة حقيقية في المستقبل أن نبني هذه الدولة المنشودة وننفذ مخرجات الحوار الوطني بمساعدة الأصدقاء والأشقاء والجيران.

* المحاولات الحالية الآن للمبعوث الدولي تدور حول إقرار هدنة إنسانية في اليمن.. هل تتوقعون نجاح هذه المحاولات؟ وفي حال إقرارها هل يمكن أن تكون أساس مشروع لوقف إطلاق النار بشكل نهائي؟
– السؤال هو: هل لدى الطرف الآخر وهو الطرف الانقلابي القناعة الكاملة بأنه يجب وقف نزيف الدم.. إذا وصلوا لقناعة بأن هذا المشروع لا يمكن أن يكتب له النجاح، وأنه يجب وقف الاقتتال والحفاظ على ما تبقى من مؤسسات وإمكانيات الدولة فأنا أعتقد في هذه الحالة أنه يمكن أن تكون هناك هدنة إنسانية، وأن تكون تمهيدًا لوقف إطلاق النار وانسحاب الحوثيين من المحافظات وتسليم السلاح للدولة وعودة المؤسسات الشرعية لتعمل بشكل طبيعي.

* دعنا نأخذ منحى آخر بالحوار.. دخول «داعش» على الخط وتفجيرها الأخير بصنعاء كيف تنظر إليه؟ هل تعتقد أنه يأتي بتوجيه خارجي؟ أم أنه فقط محاولة لخلط الأوراق؟
– حسب تقديري وتقييمي هناك لعب بالأوراق من أطراف داخلية محلية وقد تكون أيضا من أطراف خارجية.. وما أوصلنا للوضع الذي نحن فيه الآن باليمن إلا اللعب بأوراق الميليشيات المسلحة «داعش» و«القاعدة» والحوثيين، ومن أجل تحقيق مكاسب.
كثير من هذه الجماعات مخترق وتقوم بهذا الدور للإيحاء للعالم بأنهم إذا لم يكونوا موجودين بالمشهد السياسي فستكون اليمن مثلها مثل سوريا والعراق.. هناك وجود لـ«القاعدة» مما لا شك فيه، لكن هناك قاعدة تتبع جهات وهناك تحريك لـ«القاعدة» من خلال بعض مراكز القوى، من أحيى الحوثيين هو اللعب بهذه الأوراق، ومن قوّى مشروعهم هي هذه الجهات، ومن حاول أن يبتز العالم من خلال «القاعدة» هي هذه الجهات، ومن يقوم الآن بهذا الدور في تقديري هي هذه الجهات.. لا أدري كيف يسمحون لأنفسهم أن يلعبوا هذا الدور وبهذه الأوراق التي ستكون نتائجها كارثية على الشعب اليمني.

* نتحول الآن للحديث عن الأزمة الإنسانية في اليمن.. واضح أن الأزمة الإنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم.. الحوثيون كما قلت أنت في سؤال سابق أنهم يعطلون الحملات الإغاثية ويسلبونها.. كيف تنظرون لهذا الوضع؟
– هناك مشروع مقدم من جانب الأمم المتحدة بخصوص هدنة إنسانية لمدة زمنية معينة يتم من خلالها تقديم المساعدات الغذائية والدوائية لأبناء الشعب اليمني لأنهم في أمس الحاجة، والحقيقة أن هناك استجابة من الجانب الحكومي ورغبة من الأحزاب السياسية المؤيدة للشرعية لأننا ندرك معاناة أبناء الشعب اليمني.. لكن يجب ألا تكون هذه الهدنة متنفسا للانقلابيين لأن يعودوا لممارسة نشاطاتهم وإعادة تموضعهم وتمركزهم ونقل الأسلحة من أجل مزيد من قتل أبناء الشعب اليمني في المستقبل.. يجب أن تكون هذه الهدنة من مصلحة الشعب اليمني وليست من مصلحة الحوثيين.
 

* بصراحة أستاذ عبد العزيز.. هل تشكلت لديكم رؤية الآن للحل النهائي للأزمة؟ وهل هذه الرؤية مبنية على وحدة الدولة؟ أم مبنية على الانفصال؟ أم مبنية على مبدأ الأقاليم الست؟
– تمزيق اليمن فيه خطورة على اليمن وخطورة على الإقليم، وسيكون هناك بادرة خطيرة لتشظي كثير من دول المنطقة.. إذا تمزق اليمن سيدخل كل جزء منه في وضع معقد وستكون هناك شهية مفتوحة للتمزق أكثر ولدينا تجارب كثيرة في العالم.. وتمزيق اليمن ليس في صالح العالم العربي ولا الإسلامي ولا دول المنطقة وليس في صالحنا كيمنيين بالمقام الأول.. خيار العودة للمربع الأول وأن تعود الأمور لما كانت عليه أعتقد أنه خيار غير عملي.. الشيء الجيد والإيجابي أن الجميع اتفق في مؤتمر الحوار على تغيير شكل الدولة من الدولة البسيطة إلى الدولة المركبة وأن تكون هناك أقاليم متعددة في اليمن. وفي تقديري أن الحل المنطقي لكل أبناء اليمن أن تكون هناك دولة اتحادية من ست أقاليم بدستور موحد.. وهذا هو الحل الأقل كلفة والذي من الممكن أن يتم، وغيره من الحلول سيدخل اليمن في مشكلات لا حصر لها ستنعكس على الإقليم.. نحن ندرك أن إيران تريد أن يتشظى اليمن إلى دويلات شيعية موالية لها تسيطر على مضيق باب المندب وتشكل خطورة على دول الجوار.. ونحن من مصلحتنا كيمنيين أن يكون اليمن موحدا، ويعود إليه الأمن والاستقرار، وتعود التنمية، ويكون جزءا من الهوية العربية والمحيط.. هل سينتصر المشروع الإيراني أم سينتصر أبناء الشعب اليمني ومن معهم من دول الجوار، أم أن لدينا القدرة على بناء مشروع عروبي يواجه المشروع الإيراني في المنطقة عمومًا وفي اليمن على وجه الخصوص.

* بوصفكم أحد أعضاء الوفد الحكومي إلى جنيف ودبلوماسي محسوب على الحكومة.. ما خطة الحكومة الشرعية بشأن العودة إلى اليمن وإدارة الأمور؟
– أؤكد لك مرة أخرى أن عودة الحكومة إلى اليمن شيء أساسي، ولا بد أن تعود الحكومة إلى المناطق التي لا تسيطر عليها الميليشيات الحوثية وتدير أمورها من هناك تمهيدًا لعودتها إلى العاصمة صنعاء.. في تقديري أن الأداء الحكومة يجب أن يتغير ويكون استثنائيا لأن الوضع استثنائي، ولا بد من استيعاب الجيش اليمني لأن الجيش اليمني الآن يقاتل مع الحوثيين مضطرا ونحن نعرف أن الجيش اليمني قاتل الحوثيين لستة حروب وقتل من الجيش عشرات الآلاف وهناك عدد كبير من الجيش اليمني معاقون ومصابون الآن بسبب هذه الحروب.. الحركة الحوثية أهانت الجيش اليمني وكسرته من خلال الحروب المتعددة ومن خلال طريقة الأداء خلال هذه الحروب، ولم تكن حروبا بالمعنى الدقيق حيث كان الجيش اليمني باستطاعته أن ينتصر في وقت زمني قصير، لكن نتيجة لممارسات السلطة آنذاك أصبح الجيش اليمني لعبة، ووصل إلى درجة الانهزام أمام هذه المجموعات، والجيش اليمني جيش كبير ووطني ومدرب وقادر على أن يغير المعادلة، ولكن للأسف الشديد، ليس هناك جهة تستوعب هذا الجيش.. يجب أن يكون هناك جهة موثوق بها تعمل من أجل مصلحة اليمن تستوعب هذا الجيش الوطني الذي لا يريد أن يقاتل في صف الحوثي ولا في صف المشروع الميليشاوي.

* هل تعني أن الحكومة الشرعية قصرت في هذا الجانب مثلاً؟
– يجب على الحكومة أن يكون لهم وجود على الأرض ويجب أن يكون هناك جهة موثوق بها تستوعب الجيش اليمني وأنا ألاحظ أن هناك تقدما في هذا الاتجاه في الفترة الأخيرة، لكن يجب أن يكون التحرك بشكل سريع ونحن في فترة يجب أن يكون فيها الأداء استثنائي.

* تقصد أن الأداء الحكومي حتى الآن بطيء مقارنةً بالظرف؟
– نعم صحيح الأداء لا يرتقي إلى المستوى المطلوب.
 

* سياسيًا وعسكريًا؟
– سياسيًا وإداريا وعسكريًا.

* هناك أمر مهم ومفصلي ويطرح ضمن الحلول طويلة الأمد للأزمة اليمنية.. انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي.. هناك مسؤولون يمنيون طالبوا بالانضمام لمجلس التعاون، وهناك أنباء تحدثت أيضا عن البدء في العمل على مشروع الانضمام الفعلي لمجلس التعاون، ما رأيك وكيف تنظر لمستقبل هذه الفكرة؟
– أثبتت الأحداث أن اليمن جزء مهم وأن ترك شؤونه وعدم التعامل معها بإيجابية ليس من مصلحة اليمن وليس في صالح دول الخليج.. يجب أن تفكر دول الخليج والسعودية على وجه التحديد في هذا الأمر.. التعامل مع اليمن يجب أن يتغير عن التعامل السابق.. يمكننا أن نقيم علاقات طيبة وإيجابية.. يجب ألا يترك اليمن يصارع التدخل الخارجي لوحده، يجب أن يكون التدخل السعودي في اليمن تدخلا إيجابيا لمصلحة اليمن ولمصلحة السعودية.. هناك أموال كبيرة تنفق في الحرب وفي الاستعداد للحرب أيضا.. لماذا لا ننفقها في التوجه للسلام؟ لماذا لا نتيح لليمن أن يتعايش مع دول المنطقة؟ هناك طرق كثيرة ليست بالمال فحسب.. اليمن يعاني وهو الآن معزول.. اليمن في منطقة جغرافية واستراتيجية مهمة ولديه ثروة بشرية هائلة أكثر من 25 مليون إنسان، يجب أن يتحول اليمن من عامل يهدد دول المنطقة ويهدد السعودية ودول الخليج إلى عامل إيجابي، ويجب أن تستثمر هذه الثروة البشرية لصالح المنطقة ولصالح الخليج.. لو تم تشكيل جيش خليجي موحد ضد التدخل الفارسي والأطماع الفارسية التي تميل الكفة لصالحها في المنطقة وتم استيعاب مجموعة كبيرة جدًا من الجيش اليمني، سنحقق المصلحة لليمن ولدول الخليج والسعودية على وجه التحديد، وهناك مشاريع أخرى كثيرة يمكن أن نستثمر اليمن فيها وتحقق المصلحة لليمن ولدول الخليج بشكل عام.

* أثناء محادثات جنيف تناقلت وسائل إعلام كثيرة أنباء قصف الحوثيين لمنزلك في ذمار.. ماذا تقول بشأن ذلك؟
– يا أخي الحركة الحوثية تتبجح وتهدد المساجد ومساكن المعارضين لها وتعتبر هذا من الانتصار.
للأسف الشديد أن تجد عربا ومسلمين ويمنيين يتصرفون بهذا الشكل.. هناك أخلاقيات، مهما اختلفت مع الناس لا يجب أن تؤذي أسرهم، وتهدم بيوتهم، لكن هؤلاء لا يعترفون بذلك، وحتى بيوت الله ولا أعتقد أن هناك أقدس منها قاموا بتدميرها.. هم يريدون أن يرهبوا الناس ويقولون أي واحد يرفع رأسه ويقول رأيه سيكون مصيره مثل مصير هذا الشخص.. وفي النهاية نحن لدينا البيت الأكبر وهو اليمن ومنزلي لا يساوي شيئا أمام المصلحة الوطنية بشكل عام.
كلمة أخيرة

أقول إنه من المؤسف أن يصل الوضع في بلادنا إلى هذا المستوى، ولم نكن نتوقع قبل أن تنشأ الحركة الحوثية أن يصل الوضع في بلادنا إلى هذه الدرجة السيئة، ومن المؤسف أيضا أننا إلى الآن لم نستفد مما حصل. أنا أقول إن خيار الحرب والقوة والقهر لا يمكن أن يوصل إلى نتيجة، لكن أنا أقول إن هناك فرصة للسلام يجب على الحوثيين ومن يؤيدهم أن يلتقطها.. هناك قرارات دولية يجب أن تنفذ شئنا أم أبينا.. لا أحد يرضى بالانقلاب ولا أحد يقبل بأي مشروع بالإكراه.. في نهاية المطاف سنتفق وستعود الدولة، فلماذا ندفع بأبنائنا إلى التهلكة.. أنا أعتقد أنه يجب أن نحكم العقل ومصلحة البلد فوق كل اعتبار.. إذ كان عندهم قناعة بأن المصلحة الوطنية مقدمة على كل المصالح، فيجب عليهم أن يرضخوا للمنطق والعقل، ويجب عليهم أن يسحبوا هذه الميليشيات، وأن يتعايشوا مع الآخرين، ويشكلوا حزبا سياسيا، ويتخلوا عن العنف وعن هذا المشروع.. ونتشارك معًا في المشروع الوطني الجامع لتكون اليمن جزءا من المنطقة والخليج وعامل استقرار مهم.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص