السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
هل تعمد منسق الأمم المتحدة تجاهل معاناة الناس بعدن ..؟؟
الساعة 20:40 (الرأي برس ـ خاص)


لم يكن غريباً تصريح منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في اليمن "فان دير كلاو" حول الاحداث التي تجري في اليمن في هذه الأثناء , فقد كان بيانه الاول والذي تناول الاوضاع الإنسانية بشكل عام داخل اليمن والذاهب بها الى أماكن مجهولة الفاعل. 

وفي موضوع عدن عبر المنسق الانساني للأمم المتحدة والخاص باليمن عن قلقه الشديد من مقتل عشرات المدنيين في معارك عدن جنوبي البلاد, معتبرا ان من ازهقت ارواحهم في التواهي في 6مايو نتيجة للمعارك الدائرة بين الأطراف, متجاهلا انهم مدنيين عزل لاذوا بالفرار من آلة القتل, فلاحقتهم مليشيا الحوثي وصالح وقصفتهم بالدبابات والمدفعية وهم قاب قوسين وادنى للنزوح عن مسرح الاحداث. 

تلك الحادثة الأليمة والتي سقط على اثرها اكثر من 86شخص اغلبهم من النساء والاطفال وعشرات الجرحى لا زالت تكتظ بهم المستشفيات حتى اللحظة. 

عدن المحافظة اليمنية المدنية طيلة قرون وعهود من الزمن لم تسجل على عدني واحد حالة عنف, هي اليوم تجتاحها وتحرقها وتقتل ابناءها مليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح على مرئ ومسمع من العالم, بل ومنظمة الامم المتحدة والتي تذهب في رفع تقاريرها الى ما يخدم استمرار النزاع وبصورة تعاكس ما دلف عليه الناس في مثل هذه الظروف. 

يوهانس كلاو قال في بلاغ صحفي يوم الخميس 7مايو بان التقارير تحدثت عن استهداف المدنيين اثناء ما كانوا يحاولون الفرار إلى اماكن اكثر امانا, متجاهلا في الوقت نفسه الجاني الحقيقي الذي تسبب عند سبق إصرار وترصد في تلك المأساة الأليمة.

وحاول كلاو في توصيفه لما يحدث لسكان عدن معاناة من ظروف معيشة غاية في الصعوبة بسبب النزاعات خلال الأسابيع الستة المنصرمة, ومن الواجب أن يتمكنوا من الانتقال إلى مناطق أكثر أمًنا لإيجاد المساعدات الطبية وغيرها. 

إَن العنف الموجه ضد المدنيين وموظفي الإغاثة والهجمات على المستشفيات والبنى التحتية المدنية الأخرى يجب أن يتوقف فوراً. 

لن يجد القارئ صعوبة في استخراج من هذا التصريح السطحي مساواة واضحة بين الجلاد والضحية, إضافة على اعتباره بأن عدن منطقة نزاع متجاهلا العدوان الحوثي وقوات صالح على المدينة والذين قدموا من أقصى الشمال وشمال الشمال. 

اما الجديد في بلاغ "كلاو" عن الحالة الانسانية في اليمن وخصوصا تعليقه على احداث التواهي في عدن هو ادخاله للفظة" أطراف الصراع" محاولا تضليل المجتمع الدولي بإخفاء جرائم الحوثيين في حق المدنيين في عدن وتحميل اطراف الصراع او النزاع, اشبه بالألفاظ الذي كان يسوقها دائما المبعوث الاممي السابق لليمن جمال بن عمر.

يذهب مراقبون على أن بيان منسق الشؤون الانسانية حول حادث التواهي , يضل بيان عام لم يدن فيه الفاعل رغم ان المعلومات من الجميع تقول ان المليشيات الغازية على المدينة هي من ارتكبت الجريمة. 
حيث اعتبر العديد من المنظمات المحلية والرأي العام اليمني محاولة منه للتدليس والتغاضي عن جرائم صالح والحوثي من قبل الامم المتحدة وهي التي نعول عليها رعاية عملية سلام. 

نداء استغاثة 
مساء أمس السبت اضطر أبناء كريتر لدفن سبعة من شهدائهم بمنطقة الصهاريج نتيجة صعوبة دفنهم في مقبرة المدينة بسبب القصف العشوائي العنيف لمليشيات الحوثي على المدينة واستهداف المدنيين ومنعهم من دفن ابنائهم الذين فارقوا الحياة بفعل القصف والقنص. 
 هذه الحالة الانسانية تعيشها مديريات محافظة عدن والتي تجاهل منسق الشؤون الانسانية في اليمن الإشارة إليها. 

وضع إنساني متفاقم 
حيث تزداد معاناة الناس في المدن ومنها العاصمة صنعاء , فأزمة الكهرباء تستمر والمياه والمشتقات النفطية, بالإضافة لنقص حاد في المواد الغذائية, ويعاني المواطنين من تأخر في استلام مرتباتهم لأكثر من شهرين متتابعين. 

وسبق أن أطلق ائتلاف عدن للإغاثة الشعبية نداء استغاثة قال فيه في ظل الظروف الراهنة والتي تمر فيها عدن من حصار وحرب تسببت في نزوح مئات الآلاف من الناس وتدمير الكثير من المنازل والمؤسسات الخدماتية ونقص في المواد التموينية والصحية و الاسعافية. 

عمد الائتلاف لتقديم حزمة من المساعدات في حجم الممكن والمتاح , ومع توسع حجم المشكلات والحصار والحرب فأن حجم الاحتياج أصبح كبيرا في ظل هذه الإحداث المتسارعة والكبيرة. 
تسببت الحرب التي تخضوها مليشيات الحوثيين وقوات صالح على المدينة حتى اللحظة وفي إحصائيات غير رسمية الى نزوح أكثر من400 ألف فرد من المديريات الملتهبة في عدن إلى مناطق مجاورة والتي تعاني الحصار هي الاخرى. 

وسقط في هذه الحرب ما يقارب من 500 شهيد , في احصائيات طبية , منذ بداية الحرب والى الآن وأكثر من 4000 إلف جريح بحسب ما تم توثيقه في المستشفيات داخل المدينة. 

 عدا عن الحالات التي اضطر أهل مناطقها في خطوط التماس إلى دفن شهدائهم ومداواة جرحاهم بأنفسهم ولم يتم تقيدها لصعوبة وصولهم إلى المراكز الصحية.

فيما يخص المباني فقد تعرضت مساكن المواطنين السكنية في مدينة عدن والمناطق المجاورة لها للقصف المباشر بمدافع الهاون والدبابات, فقد تهدمت المئات من المساكن الخاصة والعامة من جراء هذا القصف. 
ايضاً تعرضت قوافل النازحين من المواطنين العزل من مناطق التماس الى المناطق الآمنة للاستهداف المباشر حيث قتل الكثير من الأبرياء إثناء نزوحهم .

وتم محاصرة إعداد كبيرة من المواطنين في مناطق مختلفة في عدن تحت خط النار وخاصة في مناطق كريتر والمعلا والقلوعة والتواهي وخورمكسر.

كما تم ايضاً منع طواقم الإغاثة من الوصول الى المحاصرين وتعرض بعضهم للاعتقال بل والقتل اثناء محاولتهم اخلاء القتلى والجرحى او مد يد العون للمحاصرين سوى بالغذاء او الدواء والاحتياجات الأساسية الأخرى .

وتعرضت المستشفيات والطواقم الطبية وعربات الإسعاف للاستهداف المباشر ونقص المخزون الدوائي والاسعافي وسبق أن اطلق عدد من الأطباء مناشدات تؤكد ذلك بالصوت والصورة. 

ايضاً توقفت خدمات الكهرباء والمياه في مناطق متعددة في عدن لتعذر وصول الفنيين الى أماكن الخلل وكذا شحة المشتقات النفطية .

ونتيجة لذلك فقد ظهرت أعراض بعض الأمراض الوبائية في بعض مناطق عدن مثل حمى الضنك .
كما أن شحة الغذاء والدواء التي يحتاجها الناس في عدن وكذا شحة الطواقم الطبية المتخصصة شيء لا يخفى على احد. 

 شحة إمكانات الإيواء للنازحين وتكدسهم في المباني المدرسية والمباني الحكومية والمباني الخاصة .
توقف منح رواتب الموظفين العاملين في سلك الدولة أو القطاع الخاص نظرا لتوقف النشاط المصرفي و شحة السيولة النقدية وتأثير ذلك على النشاط الإغاثي.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً