الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
المتوكل حذر منها ولم يعرف أن تطاله..
الرصاصة التالية في صدر من؟
محمد عبد الملك المتوكل
الساعة 19:42 (الرأي برس - متابعات)

يثير حادث اغتيال الدكتور محمد عبد الله المتوكل المفكر القيادي السياسي البارز باليمن عضو اتحاد القوى الشعبية المخاوف لدى السياسيين والأجهزة الأمنية في اليمن من أن يكون الحادث مقدمة لعمليات اغتيالات مماثلة لسياسيين آخرين بهدف إفشال الجهود المبذولة لإخراج اليمن من أزمته وخلط الأوراق لإثارة الفوضى وزعزعة الأمن خاصة وأنه جاء بعد يوم واحد من اتفاق المكونات السياسية اليمنية على تفويض رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف بتشكيل حكومة كفاءات وطنية .

 

وتزداد هذه المخاوف لأنها ثالث عملية اغتيال لقيادات سياسية في العاصمة، بدأت بمحاولة اغتيال المتوكل نفسه عام 2011 ولكنها فشلت وسافر للأردن للعلاج ثم الدكتور عبد الكريم جدبان عضو مؤتمر الحوار الوطني عن جماعة أنصار الله الحوثيين وعضو مجلس النواب اليمنى في 22 نوفمبر العام الماضي برصاص إرهابيين أطلقوه من دراجة نارية ولاذوا بالفرار ثم من 10 أشهر، اغتيال الدكتور أحمد عبد الرحمن شرف الدين أستاذ القانون وعضو مؤتمر الحوار الوطني عن جماعة أنصار الله بنفس الأسلوب ولكن الجناة هذه المرة كانوا يستقلون سيارة وهربوا.. والثلاثة من أنصار الدولة المدنية والانتصار لقضايا اليمن وبعيدون تماما عن التعصب والمذهبية.

 

تحذيرات مسبقة

كما تأتى عملية الاغتيال بعد أيام من مخاوف أبداها سياسيون من حدوثها وأقرب مثل لهذا التحذير الذي أطلقه القيادي والإعلامي بجماعة أنصار الله أسامة ساري عن وجود مخطط لاغتيال قيادات الجماعة بالعاصمة عن طريق طرف سياسي نافذ لم يحدده وإلصاق التهمة بتنظيم القاعدة وحزب التجمع اليمنى للإصلاح "الإخوان المسلمون"، منتقدا التساهل واللامبالاة من قبل الأجهزة الأمنية،  ولهذا جاء رد فعل جماعة أنصار الله على اغتيال المتوكل شديدا والذي أدان الأجهزة الأمنية والجهات الرسمية التي لم تتعامل مع أي رؤية تساعد على تعزيز الوضع الأمني واستقراره على الرغم من محاولات إقناعها بذلك.

 

تهديد حوثي

وأكد بيان لأنصار الله أن هذه الجهات والأجهزة تعمدت خلال الفترة الماضية التغاضي عن النشاطات الإجرامية رغم امتلاكها الإمكانيات والمعلومات الكافية عن كل الخلايا الإجرامية وتحركاتها وهي المسئولة عن التصدي لها ولكن هناك جهات تسعى إلى بقاء الوضع في اليمن مضطربا على كل المستويات والحيلولة دون حدوث استقرار سياسي أو أمني أو اقتصادي.

 

وحذر البيان من أن الثورة الشعبية لن تقف مكتوفة الأيدي إلى ما لا نهاية في حال لم تتعامل الجهات الرسمية إيجابا مع مطالب الثورة الشعبية الهادفة إلى الأمن والاستقرار.

 

وكانت جماعة أنصار الله قد تعرضت لعملية إرهابيه بقيان انتحاري مجهول بتفجير نفس حشد لأنصار الله منتصف الشهر الماضي في شارع التحرير أسفر عن مقتل 55 منهم وإصابة العشرات، كما أعلنت أمس عن تفكيك عبوة ناسفة كانت مزروعة في دراجة نارية لنسف المكتب السياسي لجماعة أنصار الله في صنعاء .

 

رجل حوار

كما أدان الرئيس السابق على صالح هادى عملية الاغتيال ووصف الراحل بأنه كان رجل حوار ناضل بالكلمة والرأي الحر وطالب بأن تقوم الدولة بمسئولياتها في تعقب القتلة الذين يريدون من وراء ذلك الأضرار بالوطن وإشاعة الفوضى .

 

وأجمع السياسيون والأحزاب والصحف على إدانة هذه العملية الإجرامية وتراوحت ردود الأفعال بين الإدانة وخيبة الأمل والخوف على مستقبل الدولة اليمنية خاصة وأن المتوكل لا يعد محسوبا على أي تيار سياسي وكان همه الوطن والديمقراطية، ومن المحزن أن تأتي نهايته بالقتل غدرا كما أعربوا عن القلق من استمرار هذه الأعمال الإرهابية في ظل صمت الدولة "حسب العديد من الصحف".

 

اغتيال دولة

ولعل أبلغ تعبير عن هذا القلق ما نشرته صحيفة “اليمن اليوم” في صفحتها الأولى تحت عنوان ” اغتيال الدولة اليمنية” ونشرت صورة لكل من المتوكل والدكتور جدبان والدكتور شرف الدين ، وفى الصورة الرابعة علامة استفهام وكلمة "التالي" ..

 

كما نشرت الصحف تصريحا للراحل منذ شهرين قال فيه، "ستقع العديد من الجرائم بسبب غياب الدولة وغياب من يسعى إلى بناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية، ولم يكن يدرى أنه سيكون ضحية أولى هذه الجرائم .

 

يأتي ذلك في الوقت الذي أمر فيه الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى بتشكيل لجنة للبحث عن مرتكبي الحادث تتكون من اللواء جلال الرويشان رئيس جهاز الأمن السياسي والدكتور على الأحمدي رئيس جهاز الأمن القومي واللواء عبد القادر هلال أمين العاصمة واللواء على ناصر لخشع نائب وزير الداخلية وأي طرف يرغب أن يكون ضمن اللجنة من أولياء الدم.

 

ولعل السؤال الأبرز الذي يتخوف من إجابته اليمنيين وعلى رأسهم السياسيين، الرصاصة التالية في صدر من تسكن؟

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص