الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
المتوكل.. اغتيال وطن
الساعة 17:40 (الرأي برس-أخبار اليوم )

اغتيال للسياسة.. استهداف للعقل المتنور.. قتل للمدنية التي ظل يقتفي خطاها الدكتور المتوكل... جريمة بحق وطن.. عزاؤنا لوطن يغتال عقله وضميره الحي.. هذا ما يمكن قوله في فاجعة اغتيال الدكتور محمد عبد الملك المتوكل.. الجريمة البشعة التي شهدتها العاصمة اليمنية عصر أمس الأحد..

 

اغتال مسلحان مجهولان مساء أمس الأحد الدكتور محمد عبد الملك المتوكل في شارع العدل بالعاصمة صنعاء. وقالت مصادر محلية إن مسلحاً على متن دراجة نارية أطلق أعيرة نارية على الدكتور المتوكل في شارع العدل قبيل أذان المغرب ".

 

وأشارت المصادر إلى أن المتوكل أسعف إلى احد المستشفيات لكنه فارق الحياة. وانتشر مسلحون على محيط الشوارع المؤدية إلى مكان العملية.

 

وأوضح مصدر مسؤول في شرطة أمانة العاصمة لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن المسلحين اعترضا الدكتور المتوكل الساعة الرابعة عصراً مساء أمس الأحد أثناء سيره مترجلاً في تقاطع شارعي العدل والزراعة الذي يسكن فيه وباشرا بإطلاق النار عليه وأردياه قتيلاً قبل أن يلوذا بالفرار.

 

وأكد المصدر أن الجهات الأمنية المختصة تواصل جمع الأدلة الجنائية لملاحقة وتعقب العناصر الإرهابية لضبطهما وتقديمهما إلى العدالة. وبحسب شهود عيان من أصحاب المحلات استشهد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل برصاص مسلحين إرهابيين يستقلان دراجة نارية في تقاطع شارعي العدل والزراعة بأمانة العاصمة.

 

ووفق شهود العيان وأصحاب المحلات المجاورة أكدوا أن مسلحاً كان يستقل دراجة نارية وبجواره آخر ترجل ووقف في منتصف شارع فرعي باتجاه الجامعة ، كان الدكتور المتوكل قادماً من جامعة صنعاء يمشي راجلاً ، القاتل ترجل من دراجته واطلق ثلاث إلى أربع عيارات نارية في جسد المتوكل بالقرب من سوق البياضي قبل التقاطع الرئيس لشارع العدل – الزراعة.

 

وقال احد أصحاب المحلات التجارية " خرجت فور سماعي اطلاق الرصاص والدكتور يسقط أمامي وبالقرب من مكتبتي شاهدت القاتل يضع على وجهه لثاماً، وحدد أوصافه.. قبل أن يتجه إلى الشارع الفرعي المؤدي إلى سيتي ماكس.

 

وكان الدكتور المتوكل تعرض لمحاولة اغتيال أواخر العام 2011 م من قبل مجهول على متن دراجة نارية بالقرب من مكان اغتياله وكانت بداية انطلاقة الاغتيالات بالدراجات النارية. في المربع ذاته من قلب العاصمة, حيث تتداخل شوارع الزراعة والعدل وتونس "مربع الموت" لقي الدكتور المتوكل, حيث اغتيال الدكتور عبدالكريم جدبان وبعده الدكتور احمد شرف الدين, بالإضافة إلى العديد من الضباط العسكريين والأمنيين..

 

وكانت حادثة الاغتيال هي الثالثة التي استهدفت الدكتور المتوكل الذي تقول مصادر إنه رفض مؤخراً حضور ما أُسمي "مجلس ومشايخ وحكماء اليمن" الذي دعا له زعيم الحوثيين.. وما تزال حادثة اغتيال المتوكل غامضة حتى ساعة كتابة هذا التقرير..
 

 

القوى الشعبية تطالب الأمن بضبط المتهمين

 

نعى اتحاد القوى الشعبية اليمنية رحيل الدكتور محمد عبدالملك المتوكل- عضو المجلس الأعلى للحزب- الذي تعرض للاغتيال عصر أمس الأحد, وطالب الأجهزة الأمنية المختصة القيام بواجبها في ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة.

 

وقال في بيان نعي: لقد خسرت اليمن والأمة باغتيال الدكتور المتوكل داعية الحوار والمدنية والعقلانية، في مصاب جلل يستهدف السلم الاجتماعي وخلط الأوراق الأمنية والسياسية، في استغلال بشع للأوضاع المحتقنة والتي عمل الفقيد جاهداً وحتى الساعات الأخيرة للتخفيف من حدتها عبر مشاركته القيّمة في الهيئة الشعبية للتقريب بين المكونات السياسية.
 

 

وأضاف" وإذ يطالب اتحاد القوى الشعبية الأجهزة الأمنية المختصة القيام بواجبها في ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة، فإنه يحمل القيادة السياسية المسئولية عن أي تقصير أو تقاعس، ويحذر من أن تقيد العملية ضد مجهول كما حصل مع محاولات سابقة".
 

 

الاشتراكي يدين

 

دانت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني جريمة اغتيال السياسي والمفكر الدكتور محمد عبد الملك المتوكل.

 

وقالت أمانة الاشتراكي- في بلاغ صادر عنها- إن الأيادي الآثمة التي اغتالت الدكتور المتوكل قد استهدفت اغتيال وطن بأكمله في لحظة تاريخية يتهيأ فيها أبناء اليمن للسير قدماً نحو وضع بلدهم على طريق التحول السياسي متجاوزين الصعوبات والآلام وجراح الخلافات بأشكالها وألوانها والتي رتبتها سنوات من الاستبداد والفساد والظلم وسوء التدبير. وطالبت السلطات ملاحقة القتلة وتقديمهم للعدالة.
 

 

 "توق" ينعي

 

تيار الوعي المدني وسيادة القانون(توق)أدان بكل عبارات الإدانة حادث الاغتيال الإجرامي الإرهابي البشع الذي استهدف هذه القامة الوطنية الشامخة والمؤثرة، وقال في بيان نعي إنه يشعر بحجم الخسارة التي خلفها الرحيل الفاجع للشهيد الدكتور محمد عبد الملك المتوكل، داعياً كل اليمنيين إلى أن يحولوا مشهد الموت الذي ارتقى عبره شهيد الوطن الكبير إلى مشهد للحياة والتصالح وإلى اصطفاف شامل في مواجهة العنف والإرهاب وضد كل العوامل التي تولدهما، وأن ننتصر جميعاً للدولة المدنية الحديثة التي ناضل من أجلها الشهيد، وتبلورت في صيغة إجماع وطني بمؤتمر الحوار الوطني، باعتبارها الملاذ الآمن للعيش المشترك والبيئة الطاردة للعنف والتطرف. ووصف رحيل المتوكل الفاجع وبهذه الطريقة المؤسفة، خسارةً كبيرةً لنا كوطن وشعب، في وقت يمر فيه البلد بمنعطف خطير.

 

ونعت الهيئة التنفيذية لتيار الوعي المدني وسيادة القانون(توق)، عضو هيئته الاستشارية، المفكر والسياسي والأكاديمي الكبير، الأستاذ الدكتور محمد عبد الملك المتوكل- رحمه الله.
 

 

سياسيون وناشطون: إنها فاجعة

 

لقيت حادثة اغتيال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور محمد عبدالملك المتوكل, أمين عام حزب اتحاد القوى الشعبية القيادي في اللقاء المشترك استنكاراً وإدانات واسعة من مختلف القوى السياسية اليمنية.

 

ووصفت قيادات حزبية وناشطون سياسيون وحقوقيون مقتل الدكتور المتوكل بالفاجعة الكبيرة, والجريمة التي تمثل استهدافاً للوطن- حد قولهم. وهذه حصيلة قصيرة لأهم ردود الفعل التي رصدتها "أخبار اليوم"..

 

الدكتور/ ياسين سعيد نعمان- أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني- علّق بالقول " نشعر بحزن عميق لهذا الحادث الآثم في هذه اللحظة التاريخية من هذا المسار السياسي ، ندين هذه الجريمة وكل من يقف وراءها ونشعر انهم يستهدفون الوطن ولحمته وتماسكه".

 

الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل عبدالسلام كرمان قالت في صفحتها على الفيسبوك " أدين وبأشد عبارات الإدانة والاستنكار الجريمة الإرهابية والغادرة التي أودت بحياة الدكتور محمد المتوكل في صنعاء ، وبرحيله تفقد اليمن واحداً من أهم وأنبل قياداتها ". وأضافت توكل "الرحمة لك والدنا الكبير وأستاذنا العظيم، تقبل الله روحك مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا، ولا نامت أعين الجبناء".

 

ودان الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني عبده الجندي الجريمة التي شهدتها العاصمة صنعاء المتمثلة باغتيال الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، الأكاديمي والسياسي اليمني. واعتبر الجندي الجريمة اعتداءً على التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة. وقال: إن الجريمة تمثل ضربة موجهة لرجال الصحافة والإعلام والسياسة والفكر والأدب واعتداء على العلم والعلماء وفكرة الدولة المدنية الحديثة؛ دولة النظام وسيادة القانون التي نادى بها الدكتور المتوكل في كل محاضراته ودراساته وكتاباته وأبحاثه. وطالب الجندي كافة أجهزة الدولة بسرعة إلقاء القبض على القتلة وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزائهم الرادع.

 

أمين عام حزب الحق حسن زيد قال: حزننا يتجدد في عاشوراء عظّم الله أجورنا وأجوركم باغتيال الدكتور محمد عبدالملك المتوكل". وأضاف في منشور على صفحته بالفيس بوك" يفرون كالفئران المذعورة ويوزعون الموت على دعاة الحياة والسلم والتعايش، امتصوا دم الشعب عقوداً من الزمن، وبأموال الشعب يمولون عمليات قتل أبناء اليمن الأبرار، يكرهون دعاة السلام ويفرون من مواجهة المقاتلين جبناء حمقى تباً لهم ولأياديهم القذرة".

 

وأكد الكاتب الصحفي ورئيس نقابة الصحفيين اليمنيين الأسبق، عبد الباري طاهر، أن اغتيال الدكتور محمد عبد الملك المتوكل، يعبر عن المدى الذي وصل إليه اليمن من الانهيار الشامل. واعتبر المفكر طاهر، اغتيال الدكتور المتوكل، استهدافاً للعقل وللسلم الاجتماعي، ودعوة سافرة للفتنة، تهدد الكيان الوطني برمته.. معرباً عن أسفه من تحول اليمن إلى غابة يأكل "بعضنا بعضاً"، مشدداً على أهمية المبادرة للوقاية مبكراً.

 

ووصف استشهاد المتوكل بأنه عملاً "يستنهض همم الشعب اليمني ككل؛ للانتفاض وإعادة الاعتبار للثورة الشعبية السلمية.. والخلاص، وإلى الأبد، من قوى الإرهاب والعنف، ومن المليشيات المسلحة، ومن الإتجار بالسلاح وتجارة الفتن والحروب، وحكم الغلبة والقوة".

 

الصحفي سامي غالب قال في منشور له على الفيس بوك: يقتلون أجمل من في هذا البلد. يقتلون الحرية والتسامح والمدنية والوطنية متجسدات في شخص معلمنا الدكتور محمد عبدالملك المتوكل. وأضاف" الآن عرفت الخبر. والآن فقط ينتابني الشك في إمكان أن نستنقذ بلدنا من عين العاصفة... من الاقتتال الجاهلي والقتل على الهوية.. رُحماك يا الله".

 

الشيخ صادق الأحمر هو الآخر دان واستنكر بأشد العبارات جريمة الاغتيال البشعة والغادرة التي تعرض لها الدكتور محمد عبدالملك المتوكل بصنعاء . وقال في بيان نعي نشره على صفحته بموقع فيسبوك "هذه الجريمة النكراء التي اهتز لها الوطن.. كيف لا والمستهدف فيها وطن في صورة إنسان." وأضاف: "أستاذ السياسة الأول ورجل السلام والمدنية الأول.. رحمك الله يا دكتور محمد ولا نامت أعين الجبناء ".

 

كما أدان الشيخ أمين عاطف احد ابرز مشائخ حاشد الجريمة ووصفها بأنها تدشين لمرحلة قسرية لصوملة وعرقنة اليمن واكد أن الجريمة ضمن مسلسل التصفيات الجسدية التي تستهدف قيادات ورموز التنوير في اليمن والتي ذهب ضحيتها العشرات منذ مطلع العام 2011م. ويعد اغتيال الرموز الذي لم يألفها اليمن طوال تاريخ صراعات النخب علي السلطة، جاء ذلك في بيان نعي نشره على موقع التواصل.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص