الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
قراءة للأبعاد السياسية لمؤتمر «حكماء الحوثي»
لقاء حكماء الحوثي
الساعة 18:51 (الرأي برس - محيط)

أثار التهديد الذي أطلقته جماعة “أنصار الله” المعروفة إعلامياً بجماعة الحوثي بإعلان “مجلس إنقاذ” في حال تعثر تشكيل الحكومة خلال مهلة 10 أيام، مخاوف اليمنيين، وزاد الأمور تعقيداً في ظل واقع سياسي محتقن منذ عدة أشهر.

 

التهديد، وإن كان لم يصدر رسمياً عن الجماعة، إلا أنه جاء على لسان الشيخ القبلي المقرّب من الجماعة “ضيف الله رسام” خلال كلمة ألقاها، الجمعة الماضية، أمام لقاء الحكماء الذي تم بدعوة من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، إلا أنه يمثل مؤشراً جديداً على توتر العلاقات بين الرئاسة وجماعة الحوثي، التي نددت صراحةً في بيان لقاء الحكماء بخطاب هادي الذي هاجم فيه اللجان الشعبية “مسلحون تابعون لجماعة الحوثي”، واصفاً إياها بـ”المليشيا” ومطالباً بإخراجها من المدن.

 

والسؤال الأبرز الآن، ما الذي تريده جماعة الحوثي من مؤتمر “الحكماء” الذي أًريد له أن يكون ذا طابعٍ قَبَلِي أكثر منه سياسي؟

 

وتبدو الإجابة المتاحة على الأقل حتى اللحظة، هي أن الحوثي في سباق مع أطراف داخلية، بينها تنظيم القاعدة في عملية استقطاب القبائل كقوة على الأرض يمكنها حسم الأمور لصالح الطرف الذي تسانده.

 

ورأى محللون أن الحوثي سيسعى خلال الأيام الـ10 القادمة إلى عرقلة جهود تشكيل الحكومة الجديدة، ليكون ذلك مبرراً لتشكيل مجلس “الانقاذ” الذي هددت به الجماعة في حال مرور 10 أيام دون التوصل إلى اتفاق بشأن التشكيل الوزاري الجديد.

 

لكن آخرين، قللوا من أهمية “لقاء الحكماء”، معتبرين هذا اللقاء بمثابة “فرقعة إعلامية لن يكون لها أي أثر بعد انعقاده”.

 

وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني “عبدالناصر المودع”: “إن الحوثيين يبحثون عن غطاء شعبي لما أسماه، بانقلابهم على العملية السياسية في اليمن، وهو الانقلاب الذي يعاني من هشاشة في شرعيته، كونه تم عبر استخدام السلاح وبتواطؤ من السلطة القائمة، والسلطة السابقة، ولهذا فإن الحوثيين يحاولون البحث عن أي مظهر، مهما كان زائف، يمنحهم الغطاء الشعبي لما قاموا ويقومون به”.

 

وأضاف “المودع” في حديث نشرته “الأناضول” أن الرئيس هادي ووزير دفاعه محمد ناصر أحمد، هم الخيار الأمثل للحوثيين، ولهذا فإنهم لن يقوموا باستبدالهم بمجلس عسكري أو غيره، فبقاء الوضع على ما هو عليه هو أفضل للحوثي من إخراج هادي من السلطة والحلول محله.

 

واعتبر أن وجود هادي في الرئاسة يمنحهم الغطاء السياسي الذي يحتاجونه، خاصة وأن هادي ووزير دفاعه، يقومون سرا وعلانية بتمكين الحوثي من السيطرة على الدولة اليمنية، على الأقل في المناطق الشمالية، بحد قوله.

 

وقال “المودع”: “إن مَنْ حضر هذا المؤتمر معظمهم من الحوثيين الأصليين، يضاف إليهم بعض المتحوثين”، ووجود هؤلاء لن يمنح الحوثي أي شرعية تذكر، فالحوثيون الأصليون ولائهم للحوثي تحصيل حاصل، أما “المتحوثين” فإنهم حضروا بدافع الخوف، أو رغبة في الحصول على عطايا من الحوثي، وهؤلاء مستعدون لحضور أي مؤتمر لمناهضي الحوثي قد يعقد في المستقبل، لنفس الأسباب الذي حضروا بها مؤتمر الحوثي”.

 

من جانبه، قال المحلل السياسي اليمني “عارف أبو حاتم”: “إن هناك احتمالين اثنين لما قام به الحوثي مؤخراً في “لقاء الحكماء” أن الحوثي يرغب في أن يكون “لقاء الحكماء” بديلاً لـ”المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية” الذي تأسس في 17 أغسطس/ آب 2011، في خضم ثورة الشباب اليمنية، وكان هدفه “توحيد الجماعات المعارضة والأحزاب والائتلافات، والشباب المحتجين” ضد نظام الرئيس السابق علي صالح”.

 

والاحتمال الآخر، وفق “أبو حاتم” أن “جماعة الحوثي تريد تقويض النظام القائم، وستعمل على استبدال البرلمان اليمني بـ”مجلس حكماء” لا سيما وأن جماعة الحوثي باتت تتحكم في كل شيء تقريباً في البلد، فالأمن والقضاء والبنك المركزي باتت كلها تحت سيطرتها”.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً