السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
الفراغ الاستراتيجي المدروس.. مخطط أمريكي لإعادة تقسيم الدول العربية وتفتيت جيوشها
الجيش السعودي
الساعة 22:12 (الرأي برس - شؤون خليجية)

"شرق أوسط جديد" تعيد تشكيله ورسمه الولايات المتحدة الأمريكية والقوى العالمية الكبرى والتي اعتمدت لتفعيله حزمة من السياسات، تراوحت بين المواجهة المباشرة واستخدام أطراف بعينها في سلسلة حروب بالوكالة، لاستنزاف دول المنطقة وإعادة تقسيمها وتفتيت جيوشها، ولكن المحللون يرصدون مؤخراً تغيير جديد في الإستراتيجية الأمريكية وهو إحداث فراغ استراتيجي خطير بالشرق الأوسط، ولكنه يبدو مدروسًا.

ويرى المحللون أن الشرق الأوسط يتجه لمزيد من مخططات التفتيت والتقسيم والصراعات التي تدفع فاتورتها دول عربية وخليجية على رأسها السعودية، حيث يتم جرها لساحات اشتباك ودوائر حروب متجددة ومتصاعدة أحد أهم أدواتها المد الشيعي والنفوذ والتغلغل الإيراني بالمنطقة، إضافة إلى محاولات تفتيت الجيوش بباقي الدول العربية عبر نزاعات داخلية وخارجية.

ويشيرون إلى أن إيران أداة تقسيم واستنزاف سواء بتمددها في عواصم عربية ضد القوى والدول السنية أو بتوصلها لاتفاق نووي إطاري يشكل أداة ضغط جديدة وإعلان بدء سباق التسلح النووي.

 

تغيرات الإستراتيجية الأمريكية

كشف جوشكا فيشر، وزير الخارجية الألماني الأسبق، أن "الشرق الأوسط الجديد" يعاني من فراغ استراتيجي خطير، وإنه من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد راغبة أو عاجزة عن لعب دورها السابق في المنطقة"، وذلك في مقال تحليلي له نشر اليوم بجريدة "إلباييس" الإسبانية تحت عنوان "إيران في مواجهة العربية السعودية".

وأوضح فيشر "أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تذهب في اتجاه السحب الكامل لقواتها العسكرية من المنطقة، إلا أنه في ظل كارثة العراق فإن التدخل العسكري المباشر وخصوصًا بالقوات البرية، لم يعد ممكنًا، فهي لن تكون لاعبًا عسكريًا طالما لا ترى ما يهدد جذريًا أي التوازن الاستراتيجي في المنطقة (وهو ما يفسر الضربات الجوية على الدولة الإسلامية في العراق وسوريا)".

وأضاف : " أن أمريكا تناور من خلال الدبلوماسية من أجل الحل، أو على الأقل، احتواء التهديد الاستراتيجي الرئيسي المتمثل في الخطر الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني"، لافتاً إلى أن "الصراع بين إيران والسعودية من أجل السيادة الإقليمية يمكن ملاحظته من خلال الحروب بالوكالة في لبنان والعراق وسوريا واليمن حاليا"، معتبرا أن تمرد جماعة الحوثيين في هذا البلد يمثل مرحلة جديدة من صراع إقليمي أوسع سيقود إلى تنافس استراتيجي في وضح النهار مع إيران".

 

مصالح جيوسياسية وانقسامات عرقية  

ونبه وزير الخارجية الألماني الأسبق، إلى أنه وكما هو الحال دائما في الشرق الأوسط، فإن العوامل الدينية والعرقية تلعب دورًا هامًا في هذا التنافس، معتبرا أن الفجوة بين الشيعة والسنة في الإسلام تنعكس على الجغرافيا السياسية للمنطقة، وأن المصالح الجيوسياسية والطائفية الدينية والانقسامات العرقية تشكل مزيجا خطيرا في الشرق الأوسط الجديد.

ويعتبر "فيشر" أن المنطقة التي تعرف عدم استقرار ستعيش كابوسا عندما يبدأ فيها السباق نحو التسلح النووي، قائلاً: "ليس من قبيل المصادفة أنه في الوقت الذي تجري فيه مواجهة عسكرية مباشرة بين القوى الإقليمية في اليمن، يحاول المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التفاوض على اتفاق نووي مع إيران".

 

تغيرات وموائمات إستراتيجية

وجاء تغير الإستراتيجية الأمريكية بالمنطقة بالاتجاه نحو إحداث فراغ بالانسحاب قليلًا للوراء وعدم الدخول في مواجهات مباشرة بحسب محللون نتيجة إدراك واشنطن حقيقة أن تدخلها المباشر ليس محل ترحيب الجمهور العربي بشكل عام؛ لدور أمريكا في رعاية أمن إسرائيل، وصداقتها مع الأنظمة الديكتاتورية، وعلم واشنطن أيضًا بالتكاليف المالية والبشرية التي سوف تضطر إلى دفعها لتدخلها المباشر في المنطقة، خصوصًا بعد تجربتها في العراق وأفغانستان.

ولذلك فقد تبنت الإدارة الأمريكية والرئيس أوباما، موقف "الصمت الاستراتيجي"، الذي يحل مكان التدخل الأمريكي المباشر، بدعم ضمني وصريح، من خلال تأليب الأحزاب الإسلامية والعربية ضد بعضها البعض، وضد شعوبها. وبينما تعتقد الأطراف المتنازعة سواء الحكومات والجماعات أنها تحقق المصالح الوطنية والإقليمية، إلا أنها في واقع الأمر تنفذ الخطة الأمريكية ذات الأهداف الإستراتيجية غير التقليدية وغير المعلنة.  

 

مخطط البنتاجون للتقسيم من دول لدويلات متحاربة

ويعد مخطط تقسيم الشرق الأوسط قائم وساري وإن تغيرت خططه وأدواته على المستوى الاستراتيجي والتكتيكي وسواء كان يتم بتدخل أمريكي عسكري مباشر أو بحروب الوكالة أو بتأجيج صراعات وإدارتها عن بعد حيث تكشف دراسة خطيرة مخطط أمريكيا لتقسيم الدول العربية والتي سربت من أوراق "البنتاجون"، ونشرت تسريباتها صحيفة "نيويورك تايمز″ الأمريكية، والتي كشفت عن وجود مخطط يقضي بتفتيت الدول العربية قبل عام 2015 .

وتحتوي الدراسة على ما يقارب ( 1736) صفحة، في تشخيص دقيق لحالة العالم العربي بما في ذلك دول الخليج، تحتوي على دراسات وتوصيات مدعومة بالتحليلات الميدانية، التي قامت بها معاهد وجامعات سياسية أمريكية، ومراكز عسكرية، أشرفت عليها أربعة وحدات بحث، تضم (120) خبيراً إستراتيجياً وسياسياً وعسكرياً، معظمهم من الجنسية الأمريكية.

وشملت الدراسة عدداً من المقترحات، والسيناريوهات المفترض تطبيقها على مراحل، لتحقيق الهدف، والخطط الأمريكية فيها تقضي بتقسيم خمس دول عربية إلى ( 14 ) دويلة منها تقسيم سوريا إلى ثلاث دول على خلفية الصراع المذهبي والديني، واحدة للطائفة العلوية، ودولة للأكراد، وانضمام سنة سوريا إلى المحافظات السنية في العراق، لتشكيل دولة "سنستان"، أما مصر يتطلب العمل على تفتيت الجيش المصري بافتعال إدخاله في مواجهات مع شعبه والهدف تفتيته وإضعافه، وفي العراق استغلال النعرات الطائفية التي غذاها الغزو الأمريكي.

وحسب التسريبات أن يتحد شمال العراق مع دولة الأكراد في سوريا، أما الوسط السني العراقي يتحد مع سنة سوريا، فيما يبقى جنوب البلاد للشيعة، وفي ليبيا يتم دفع النعرات القبلية إلى الانقسام إلى ثلاث دويلات، واحدة في الشمال الغربي وعاصمتها طرابلس، والثانية في الشرق تُتبع لبنغازي، إضافة إلى دولة فزان التابعة لسبها، وفي اليمن – الذي يعاني الفقر والانقسام - فسيصبح يمنين اثنين، شمالي وآخر جنوبي، على أن تجزأ شبه الجزيرة العربية.

 

تفتيت الجيوش العربية

وتستهدف الخطط بحسب الدراسة المسربة "إحداث مواجهات إيرانية شيعية مع السعودية تنتقل لأعمال عنف وحسب تسريبات "البنتاجون"، فإن هناك ( 69 ) سيناريو لتطبيقها، حسب الدراسة التي صنفت الجيش الإيراني، والجيش السوري، والجيش المصري، والجيش السعودي، والجيش الباكستاني، كأقوى الجيوش التي تملك ترسانة أسلحة، فإن أولوية الخطة أشارت إلى تفتيت تلك الجيوش تمهيداً لاحتلال بلادها كخطوة لاحقة.

بينما أشير إلى الجيش السوري، بالدراسة على أنه فقد قوته بما يتخطى 70 % عام 2013 ، وتشير أيضاً إلى التكتيك المتبع في تفتيت الجيش المصري، وتراهن الدراسة على تحقيق النجاحات المتتالية، بتقصير المدة، وتعزو ذلك إلى وجود انقسام أيديولوجي وفكري وعرقي وطائفي وصل إلى حد التجذر بشعوب المنطقة.

 

تغيير الحدود

وكشف أيضا مخططات التقسيم الجديدة تصريح للمحلل الإسرائيلي سيفي رخلفسكي في مقال سابق له بصحيفة هآرتس العبرية، بقوله :"إن المشكلة التي تواجه العالم هي عدم إعطاء بعض القوميات والطوائف دولًا خاصة بهم، داعيًا إلى تغيير حدود الحرب العالمية الأولى في المنطقة،

ويقول "رخلفسكي": "إن الحدود الكولونيالية التي رسمت بعد الحرب العالمية الأولى يجب أن تتغير وأن يتم إعطاء دولة للأكراد في شمال العراق وسوريا ودولة للسنة في مناطقهم في العراق وسوريا، وكذلك إقامة  دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً