الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
مع تصاعد احتمالات المواجهة البرية.. هل ينجح الجيش السعودي في إلحاق الهزيمة بالحوثيين؟
الجيش السعودي
الساعة 20:19 (الرأي برس - شؤون خليجية)

تهديدات ميدانية عسكرية متصاعدة تتزايد خطورتها على السعودية في ظل تحضير جماعة الحوثيين "الشيعة المسلحة" والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع على عبد الله صالح، لعمل لم يكشف عن طبيعته باتجاه الحدود مع المملكة، وذلك بالتزامن مع تهديد إيراني برد حوثي وشيك على عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها الرياض استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه هادي لمواجهة خطر الانقلاب الحوثي.

فهل ينذر ذلك باقتراب لجوء السعودية منفردة اضطراريًا لمواجهة برية مفروضة في إطار الدفاع عن النفس؟، في ظل رفض باكستان المشاركة البرية بعملية عاصفة الحزم، وغموض الموقف المصري، وهو ما سيجعل الخيار البري أكثر صعوبة وكلفة، بسبب محدودية خبرة الجيش السعودي في الحرب البرية رغم ارتفاع تقنيات قدراته العسكرية وضخامة ميزانية إنفاقه على التسلح، أم أن هناك تحضيرات غير معلنة لم تتكشف ستسفر عن مساندة مصرية أو باكستانية في حال تعرض السعودية للتهديد الحوثي؟

 

تحرك حوثي وتهديدات برد على السعودية

كشف العميد أحمد عسيري، المتحدث باسم عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، أن هناك ما وصفه بمعلومات مؤكدة تشير إلى تحضير جماعة الحوثي لشن عمل لم يكشف عن طبيعته باتجاه الحدود مع المملكة.

وقال عسيري، في مؤتمره الصحفي اليومي أمس: "إن الحوثيين يحركون في هذا الإطار معدات عسكرية من محيط العاصمة اليمنية صنعاء باتجاه المناطق الشمالية".

جاء ذلك بالتزامن مع تصعيد بحرب كلامية انطوت على لغة تهديد من قبل قادة سياسيين وعسكريين إيرانيين وحلفاءهم برد وشيك من قبل جماعة الحوثي، حيث قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله :"إن عاصفة الحزم فشلت في تحقيق أي من أهدافها، وأن جماعة الحوثيين لم يستخدموا أوراقهم بعد"، وسمى عدم رد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بأنه "صبر استراتيجي".

كذلك قال قائد القوات البرية في الجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان:"إن "نتيجة الحرب لا تُحسم بالجو، بل على الأرض واليمن يمتلك قوة برية قوية".

أما الرئيس الإيراني حسن روحاني، فهدد السعودية خلال مراسم يوم الجيش بقوله "غرستم روح العداوة في شعوب المنطقة وستحصدون نتيجة ذلك قريبًا"، أيضا قامت إيران بتحريك أسطول مؤلف من سبع إلى تسع سفن حربية، نحو اليمن، بعد أن كانت إيران قد أرسلت الأسبوع الماضي مدمرتين إلى المياه الدولية في مواجهة السواحل اليمنية، وذلك بحسب مصادر عسكرية أميركية.

وهو ما يطرح تساؤلاً هاماً: هل بإمكان الجيش السعودي منفردًا خوض حرب برية لصد تحركات جماعة الحوثي؟، خاصة بعد رفض البرلمان الباكستاني في 10 أبريل المشاركة بالحملة العسكرية بعاصفة الحزم رغم أن السعودية الحليف المقرب لباكستان، حيث يريد البرلمان التزام باكستان بالحيادية في الصراع في اليمن حتى تتمكن من لعب دور دبلوماسي وقائي لإنهاء الأزمة.

ويرى محللون أن إيران سعت للضغط على بعض الدول المشاركة في "عاصفة الحزم" مثل باكستان من أجل إقناعها بعدم إرسال قوات برية إلى السعودية، والتوقف عن المشاركة في العمليات العسكرية الدائرة، وحاولت تحييد تركيا.

أما الموقف المصري فيشوبه كثير من الغموض والتخبط بشأن إمكانية إرسال قوات برية، وهو ما عبرت عنه تصريحات قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي الذي أدلى بتصريحات متناقضة بشأن مدى التزام مصر بإرسال قوات برية إلى اليمن.

وأشار العميد محمد سمير المتحدث باسم الجيش المصري في 14 إبريل الجاري "إلى أن مشاركة القوات المسلحة المصرية في عمليات التحالف مقتصرة على عناصر من القوات البحرية والجوية، مشددا على عدم وجود قوات برية لبلاده حتى الآن ضمن القوات المشاركة في عملية "عاصفة الحزم".

 

محدودية الخبرة بالحرب البرية

وبحسب خبراء فإنه مع اشتداد الصراع يعد احتمال تحوله إلى مواجهات برية بين الحوثيين والقوات السعودية في تزايد، إلا أن رفض مصر وباكستان إرسال قوات برية إلى المنطقة يقلل من إمكانية حدوث مثل هذا الاحتمال، خاصة وأن الجيش السعودي لم يخض مثل هذا النوع من الحروب لذا فهو يفتقد للخبرات القتالية التي تؤهله لخوض مغامرة الحرب البرية منفردًا ضد الحوثيين على الرغم من تفوقه النوعي الكبير في الأسلحة.

وتبقى كل الاحتمالات واردة على الحدود السعودية اليمنية، بما في ذلك إمكانية العملية البرية السعودية داخل الأراضي اليمنية التي تتميز بتضاريسها الجبلية الوعرة، إلا أن مثل هذا الاحتمال يتوقف على مدى قدرة القصف الجوي والبحري على إنهاك وحدات الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح وشل حركتها والتي بدأت منذ 24 يوماً، بحسب محللون.

قدرات الجيش السعودي

ورغم أن السعودية تمتلك قدرات عسكرية وميزانية ضخمة للتسلح إلا أن خبرتها مثل باقي دول الخليج في مجال الحرب البرية محدودة وفيما يلي نبذة عن الإنفاق العسكري في السعودية ومقومات الجيش السعودي الذي يقود عملية عاصفة الحزم في إطار تحالف عربي تمثل السعودية عموده الفقري إذ تسهم بنصف الطائرات العسكرية التي تشن ضربات جوية في اليمن.

ووفق آخر تقييم نشرته "غلوبال فاير باور" وهي إحدى أبرز المؤسسات البحثية الأميركية المتخصصة في تقديم قواعد بيانات تحليلية عن القوى العسكرية بالعالم، يعتبر الجيش السعودي الأقوى بمنطقة الخليج العربي، والثالث عربيًا بعد مصر والجزائر، ويحل بالمرتبة الـ28 ضمن قائمة تضم 126 دولة.

ويبلغ تعداد الجيش السعودي 233 ألفا وخمسمائة جندي، منهم 75 ألفا بالقوات البرية و13 ألفا وخمسمائة بالقوات البحرية، وعشرون ألفا بسلاح الجو، ويقدر تعداد قوات الاحتياط العاملة بنحو 25 ألف شخص، إضافة إلى 100 ألف عنصر يشكلون الحرس الوطني.

وبالنسبة إلى أنظمة الدفاع الأرضية، تملك السعودية 1210 دبابات، و5472 عربة مدرعة مقاتلة، و524 مدفعا ذاتي الحركة، و432 مدفعا مجرورا، و322 راجمة صواريخ متعددة القذائف.

ويضم سلاح الجو 155 مقاتلة اعتراضية، و236 طائرة هجومية ثابتة الجناح، و187 طائرة نقل و168 طائرة تدريب، و200 مروحية، ويتضمن أسطول سلاح الجو طائرات من نوع إف 15 وتورنيدو ويوروفايتر تايفون. أما سلاح البحرية، فيتكون من 55 قطعة بحرية، من بينها 7 فرقاطات، وتسعى الرياض إلى شراء غواصات.

ووفق تقرير التوازن العسكري للعام 2015 الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، فإن قرابة 16 ألف فرد مكلفون بأنظمة الدفاع الجوي، و2500 فرد مكلفون بالصواريخ الإستراتيجية.

وتقدر الموازنة الدفاعية بنحو 56.72 مليار دولار، وفي العام الماضي قدر مركز ستوكهولم لأبحاث السلام- سيبري- بأن السعودية أصبحت رابع أكبر دولة من حيث الإنفاق العسكري، إذ أنفقت الرياض عام 2013 نحو 67 مليار دولار، مما يشكل زيادة بنسبة 118% مقارنة بعام 2004 و14% مقارنة بعام 2012.

وكشف تقرير لـ"سيبري" صدر في 16 مارس الماضي أن "المملكة العربية السعودية زادت من امتلاك أنظمة الأسلحة الرئيسية أربعة أضعاف بين عامي 2010 و2014 مقارنة مع السنوات الخمس السابقة، وذلك عن طريق استيراد طائرات هليكوبتر وعربات المدرعة وطائرات المقاتلة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص