الضالع والصمود..هي المحافظة الوحيدة التي صارت عصية على الترويض واشعلت شرارة الثورة الاولى  يوم ان وقفت الى جانب التغيير وصوتت للرئيس فيصل بن شملان في 2006.

أول محافظة اعلنت هويتها السياسية مبكرا في وجه حاكم كان يرى الناس مجرد عبيد وقطيع من الاغنام يجيب ان يكون هو وريثها الوحيد..ومنذ ذلك الناريخ تعامل المخلوع صالح وسلطاته المدنية والعسكرية مع الضالع بطريقة مناطقية جهوية مستخدما المعول الامني والعسكري للانتقام منها و لتشوية صورتها ..فأحرمها من الخدمات الاساسية ومشاريع البنية التحتية والاستثمارية..

أوعز علي صالح الى رجاله الامنيين والعسكريين مهمة اشعال الحرائق وافتعال الازمات وتغذية النتوءات والصراعات في هذه المحافظة..مستخدمين القوة تارة والترويض لضعاف النفوس تارة اخرى..

وفي الشق الاخر تعبث سلطاته المدنية في الجهاز الاداري وانتشار للفساد والمحسوبية وسلعنة للوظيفة العامة..حزب صالح منذ تأسيس المحافظة في 98م هو من يدير المحافظة..اكثر من 48مدير عام في المحافظة كلهم من حزب صالح لا وجود للاحزاب او المكونات الاخرى.

16عاما من حكم حزب صالح للضالع تبدوا المحافظة اشبه بمخيمات لجوء تدهور وتوقف للخدمات العامة انتشار الفقر والبطالة وارتفاعهما على نحومخيف..قصف بالدبابات والمدفعية لمنازل الساكنين و ازهاق لارواح المواطنين والمدنيين..وقلما تجد يوما في الضالعيين بدون لعلعة الرصاص واصوات المدافع والدبابات..وقلما تجد يوما لا يسقط فيه قتيل اوجريح..

واخر معاقل المخلوع صالح اللواء33مدرع الذي يقوده العميد عبدالله ضبعان اكثر الالولية انتهاكا لابناء الضالع..

مقاومة وتصدي بطولي

سطر أبناء الضالع ملحمة بطولية في ميدان الشرف والصمود والتضحية للدفاع عن ارضهم واعراضهم وممتلكاتهم من العدوان الحوثي والمخلوع صالح..وقدمت خلال 300ساعة اروع ملاحم البطولة رغم قلة العتاد والسلاح الذي تملكه امام عدوان امتلك المعسكرات والدبابات والمدافع .

ومنذ اليوم الاول من محاولة العدوان الحوثي المسنود بجنود المخلوع صالح اوقعت المقاومة الشعبية عشرات القتلى من مسلحيهم..وخلال 13يوما ومن خلال متابعتنا للاحداث رغم تخفي الحوثيين عن قتلاهم فقد كبدتهم خسائر بشرية تقدر باكثر من 200قتيل ومثلها عددا من الجرحى الذين ينقلونهم سريعا الى جهات ومناطق خارج المحافظة.

في30مارس شن طيران التحالف خمسة غارات على معسكر اللواء33مدرع بالجرباء في مدينة الضالع..وقال المتحدث باسم عاصفة الحزم انه تم تدمير المعسكر بالكامل..وفي اليوم نفسه سلم قائد اللواء العميد عبدالله ضبعان الموالي للمخلوع صالح المعسكر للحوثيين..ومما دفع العديد من الجنود لرفض القتال مع الحوثيين وتمكن بعضهم من الهروب فيما قام الحوثيين بتصغية من لم يستطع الفرار..وشنت حملة ملاحقة لاخرين.

وضع إنساني ومعيشي صعب

لليوم العاشر على التوالي يتواصل انقطاع الكهرباء على مدينة الضالع وكافة مديريات المحافظة.. مما ادى الى انعكاسات سلبية وتوقف لكثير من اعمالهم التي يعتمد 85منها على الكهرباء..

وتزامن انقطاع الكهرباء مع العدوان الهمجي لمليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح على الضالع. كما تشهد الضالع أزمة حادة في المشتقات النفطية وطوابير طويلة من الناس امام محطات التعبئة التي تبرر لهم بانعدام ابترول والديزل في خزاناتها.. كما تشهد ارتفاع عال لأسعار المواد الغذائية وانعدامها في مدينة الضالع..

وتناثرت هذه المشكلات التي تمس حياة المواطن الضالعي مع حرب يشنها الحوثيون وعلي عبدالله صالح على الضالع وبقية محافظات الجنوب.

وقال مصدر خاص "للضالع نيوز"ان جماعة الحوثيين المسلحة المسيطرة على الدولة وحليفها علي عبدالله صالح عمدوا الى صناعة ازمة في المشتقات النفطية والمواد الغذائية لقدرة تأثيرها على حياة الناس واستخدامها لتحقيق اهدافهم ومأربهم الدنيئة ". فيما يقود الحوثيون وصالح البلد الى الانهيار وتفكيك سلمه الاجتماعي.

نزوح لمئات الاسر

وفي سياق متصل قال سكان محليون ان عملية نزوح للسكان والاسر ما زالت متواصلة من مدينة الضالع وسناح الى مديرية قعطبة. بالإضافة الى نزوح العديد من أسر مدينة قعطبة القرى المجاورة نتيجة هيمنة المليشيا الحوثية على المدينة مع توقف الدراسة في مدينة قعطبة لليوم السادس على التوالي وكذلك مدينة الضالع وسناح.

وبلغ اجمالي عملية المسح الاولى للنازحين من مدينة الضالع وسناح الى انحاء متفرقة من مديريات المحافظة وبعض المحافظات الاخرى 329 اسرة بمعدل (1729) شخص ،حيث نزح البعض منهم الى اهاليهم واقاربهم فيما بعضهم نزح الى اصادقائه ومعارفه..ويعيش هؤلاء في وضع معيشي صعب خالي من الغذاء والمفروشات وغيرها من متطلبات الحياة الاساسية. فيما يعيش بقية السكان تحت قصف وعدوان مليشيات الحوثي.