السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
هـــذا الــحُـزنَ بِــي لائِــقُ - يحيى الحمادي
الساعة 21:29 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

لأَنَّ هـــذا الــحُـزنَ بِــي لائِــقُ
أَنـــا إِلـــى رَأسِـــي بِــهِ غــارِقُ
سَـفينَتِي ظَهرِي، وبَحرِي دَمِي
وشَـاطِـئَـايَ الـعَـينُ والـخـافِقُ
وبَــيـن إِيـمـانِي بِـصَـمتِي وإِنـ
ـكَـارِي، غُرابُ الـسَّاعَةِ الـنَّاعِقُ
إِنـسَـانُ هــذا الـعَصرِ مُـستَعبَدٌ
مِــــن نَــفـسِـهِ.. لــكـنـه آبِــــقُ
تَـكَـادُ تَـنسَى الـنَّاسَ أَسـماؤُها
يَـكـادُ يَـنـهى الـلّاحِـقَ الـسابِقُ
أَنــا كَـبَـاقِي الـنّاسِ.. لِي غـايَةٌ
وَسِـيـلَـتِي فـيـها هــي الـعـائِقُ
يَـدِي بِـطَحنِ الـضَّوءِ مَـشغُولَةٌ
وفـي دَمِـي يَعوِي دُجًى حارِقُ
وطــارقٌ فــي الـبَـابِ.. لـكنني
-إِذا فَـتَحتُ- الـبَابُ، والـطَّارِقُ
أَخَـــافُ تَـذكِـيـرَ انـتِـظارِي إِذا
نَـسِـيتُ.. أَنَّ الـوَهـمَ بي لاحِـقُ
أَخافُ مِن صَوتِي، إِذا قال لِي:
أَزَائِــرٌ فـي الـلَّيلِ؟ أَم سـارِقُ؟!
ومِـن خُـطَى نَـحسٍ يُسَائِلنَنِي:
أَأَنــــتَ مِــمَّـا قُـلـتَـهُ واثِـــقُ؟!
لا تَـحـكِ لِـلـظَّمآنِ عَــن مَـطرَةٍ
وأَنـــــتَ لا رَعــــدٌ ولا بَــــارِقُ

*****
هُـناكَ ما يَدعُو إِلى الخَوفِ إِن
تَــعَـارَكَ الـمَـشـنُوقُ والـشَّـانِـقُ
وثَـمَّ مـا يُـغنِي عَـن الـقَولِ إِن
نَـهَـاكَ عَــن تَـحرِيكِهِ الـصَّاعِقُ
يَـلُومُنِي غَـيرِي لِـحُزنِي، وهـل
يَـلُـومُ طَـعـمَ الـجَـمرَةِ الـذَّائِقُ!
إِذا نَــأَى الإِنـسـانُ عــن حُـزنِهِ
فَـبَينَهُ والـذِّئبِ مـا الـفــارِقُ؟!
لَــقـد تَــرَكـتُ الـنَّـارَ مَـفـتُوحةً
فَــآمِـنُـوا بــالـمـاءِ، أَو نـافِـقُـوا
عـلى جِـدَارِ الحَربِ لِي مَوطِنٌ
جَـنَـاحُهُ الـمَـكسُورُ بِــي عـالِقُ
وكُـلَّـمـا حَــرَّكـتُ حَـرفًـا عـلـى
جِـرَاحِـهِ.. ســالَ الـدَّمُ الـدَّافِقُ
إِذا أَنــا لَــم أَنْــسَ حُـزنِـي بــه
فـهل سَـيَنسَى خَـلقَهُ الـخالِقُ!

*****
تَـقُولُ لِـي المَأساةُ: كُن شاعِري
لِــكُــلِّ مــأســاةٍ فَـــمٌ نــاطِــقُ
أَقُــــولُ: بــابـي لَــونُـهُ فــاتِـحٌ
تَـقـولُ: دَربِــي طَـعـمُهُ غـامِـقُ
وإِنـنـي مــا زِلـتُ فـي حـيرَتِي
أَهِـيـمُ.. لا أَدرِي مَــن الـصَّادِقُ
لـقد رَبِـحتُ الـشِّعرَ مِـنها، لِكَي
أَقُــــولَ لِــــلأَرزاقِ: لِـــي رازِقُ
رَبِــحـتُ إِنـسَـانِـيَّتِي قَــبـلَ أَن
يُـقـالَ لـي: أَخـطَأتَ يـا حـاذِقُ
ومـا اجـتَرَحتُ الـشِّعرَ إِلَّا وقد
أَظَــلَّ رُوحِـي عُـشبُهُ الـسَّامِقُ
لا يُـنـجِـبُ الأَشـعـارَ مَـحـبوبَةً
إِلَّا مُـــحِــبٌّ حِـــقــدُهُ طــالِــقُ
قَـصَـائِـدِي بِـالـدَّمـعِ مَـعـجُـونَةٌ
لِأَنــنـي الـمَـخنوقُ.. لا الخـانِقُ
سَـيَـكتُبُ الـتـاريخُ عـني، كَـما
عَــن الـتَّـلاقِي يَـكتُبُ الـعاشِقُ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص