- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- بينونة للعقارات تتواجد في معرض الشارقة العقاري "إيكرس" 2025
- وثائق رسمية تكشف اختلاس مسؤولي هيئة الأدوية بصنعاء أكثر من 128 ألف دولار وأمانات رواتب الموظّفين
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن تكشف عن قائمة جديدة لشركات الحوثيين
- وكيل مصلحة الهجرة والجوازات: نسعى لتسهيل إجراءات الحجاج بالتعاون مع وزارة الأوقاف لإنجاح موسم حج 1446 هـ
- الأوقاف تمدد فترة تسجيل الحجاج حتى الـ 10 من فبراير
- جامعة عدن تستضيف ندوة علمية حول «الوعل في تاريخ اليمن»
- الاتحاد العام للإعلاميين اليمنيين يتضامن مع الإعلامي أحمد حسين الفرحان
- مصر.. الاتحاد العربي للتطوير والتنمية يعلن عن بروتوكول تعاون مع المركز القومي للبحوث
- منصة (P.T.O.C) تكشف استراتيجية إيران السرية لتمويل الحوثيين عبر تجارة الأدوية (تفاصيل خطيرة)
- جريمة شنيعة في تعز: مشرف حوثي يقتل شقيقته ويصيب ابنها والمليشيا ترفض تقديمه للمحاكمة
ما فائدة الواقعية في الفن التشكيلي؟! زمن التصوير الرقمي و4k وال hd وغيرها من التقنيات؟!
أعتقد أن الرسم الواقعي في زمن الكاميرا الرقمية فقد كل مؤهلاته، وفقد كل مميزاته، فمن غير المنطقي ركوب الحمير في زمن السيارة التي تسير بسرعة 280 كيلو متر في الساعة، أوالسفر فوق الجمال - من قارة إلى قارة- بدلا عن الطائرة..
إن الفن التشكيلي اختراع مثله مثل أي اختراع، ظهر في زمن انعدام البديل، ثم تطور، وعندما جاء المنافس ازاحه عن المنافسة، بل أن البديل هنا استطاع التغلب عليه كليًا، ومثل أي اختراع ينتهي سوف ينتهي الرسم الواقعي إلا إذا افترضنا زوال الكاميرا من الوجود، وهذا شيء غير منطقي.. وما هذه المحاولات إلا جهد بشري للتغلب على التكنلوجيا!
وبعيدا عن التقنية ومن يتحجج بالصنعة والجودة والاشتغال - وهي أعذار ليس إلا - فلم يعد للوحة قيمة، مهما كانت متقنة أو جيدة، وما نراه من أسعار حالية أو قيمة مادية للوحة الواقعية حاليًا مقابل القديمة دليل قاطع على زوال عصر الواقعية في الفن التشكيلي. وليس المادة فقط، القيمة المعنوية للوحة فقدت قيمتها في ظل الكم الهائل من الصور الدقيقة المطورة.
مع ذلك ظل العالم الحديث يتمسك بالواقعية كنمط ابداعي قديم يرى أنه يجب أن يستمر لأن له جذور تاريخية؛ خوفا عليه من الإنقراض والزوال، و بدون أي سبب منطقي، وقد ابتكر للواقعية -بالتحديد- اساليب تقنية حديثة كالرسم الالكتروني ..
لقد وجدت الكاميرا معارضة شديدة من الرسامين الذين اعتبروها أداة دخيلة على فن الرسم، وحدثت مفاضلة بين التصوير الفوتوغرافي والرسم، حتى أن بعض الرسامين مثل باول دوليخا 1797-1856 عند سماعه طريقة محسنة في التصوير- طريقة ديكرا- أعلن أن الرسم قد مات، أما ديكرا فقد وظف تلك الطريقة في خدمة الرسم، وقد ظلت المنافسة شرسة حتى بداية القرن العشرين؛ حين ابتكر طومس أديسون جهاز يجعل الصورة الثابتة تتحرك.
الفنان التشكيلي الحقيقي لم ينتظر كثيرًا وخرج في نهاية القرن التاسع عشر،وبداية القرن العشرين من الواقعية عند توسع الكاميرا وسيطرتها فأوجد الانطباعية ومن روادها (كلود مونية/كاميل بيسارو/ وفنست فان جوخ) الدادية ومن روادها ( هوغو بول، إيمي هينينيز، ترزتن تزارا، هانز آرب، ريتشارد هوسينسلبيك، صوفي تابوير) والسريالية المتأثرة بالدادية ومن روادها( برتون ، سلفادور دالي، إرنست ، ماغريت )والتكعيبية ومن روادها ( بابلو بيكاسو، جورج براك وخوان جريس وسلفادور دالي) و كلها أنماط تقدم اشتغال خارج النمط الواقعي المباشر الذي فقد كل مقوماته بالحضور وأصبح مجرد نمط قديم متأثرا بسطوة الكاميرا لهذا على الدارس أن يستوعب ذلك ويخرج سريعا نحو الأنماط التي لا تنافسهُ فيها الكاميرا، مالم فسيظل يدور حول نفسه في محاولة ركيكة وضعيفة من أجل التغلب عليها..
والسؤال يطرح نفسه، لماذا رسم الإنسان؟
والجواب أن الإنسان استخدم الرسم والنحت والكتابة كعلامات واشارات توثيقية، وعندما يتم التوثيق بأي نمط إبداعي، يأتي دور المفاضلة بين الأنماط بدأ الإنسان الأول بتوثيق حياته بالرسومات على الجدران ثم إنتقل إلى الكتابة وأعتقد أن الكاميرا تتفوق بشكل كبير جدًا على الرسم - عند المقارنة في النتائج المتشابهة- كما أن الكتابة الالكترونية تغلبت على الكتابة اليدوية بسبب تطور التقنية وبشكل كبير،
أخيرا الابداع يتطور وهذا التسارع التقني والابداعي والتكنلوجي يفرض أساليب مغايرة وابداع خاص لدى المبدع كي يحاول المنافسة بطريقة مختلفة ومبتكرة، والرسام الذي يحبس نفسه في الواقعية المباشرة كالشاعر الذي يحبس نفسه في الشعر الجاهلي بكل مافيه من رمل وأحصنة وأطلال وأعشاب وهجاء واغراض عفى عليها الزمن وكالإنسان الذي يستخدم (البيجر) في زمن التلفون السيار ..
ـ 21/5/2021م ـ
ملحوظة /
اللوحة للصيني leng Jun من أجمل اللوحات الواقعية في العالم.
البيجر/ جهاز المناداة جهاز إلكتروني صغير يسهل حمله ويستخدم لاستقبال الرسائل القصيرة أو رقم الشخص الذي يحاول الاتصال بالجهاز اخترع عام 1990 ولم يصمد كثيرا ؛ انتهى عندما توسع واتتشر الهاتف المحمول.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر