السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
وقفة رمضانية - طارق السكري
الساعة 10:39 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 
هــبَّــت نــسـائـم جــنــة الــرضــوانِ
يـــا نــفـس هـــذا مــوسـم الـغـفـرانِ
الأرض جــذلـى والـسـمـاء قـصـيـدة
أوزانــهــا مــــن خــالــص الـتـحـنـان
الــلــطـف قــافـيـة وأمــــا صــدرهــا
والــعـجـز نــــورُ مــلائــك الــرحـمـن
تـوبـي فـكم مـن جـانبيك تـساقطت
قــمـم مـــن الأصــحـاب والإخـــوانِ
كـانوا عـمادك فـي الـحياة فـأسرعوا
ركــضــاً فــمـالـت شــوكـة الـمـيـزان
هـــا نـحـن لـيـس لـنـا سـوانـا رفـقـةً
نـطـفـو عــلـى بــحـر مـــن الأحــزانِ
فـتـرسَّـمـي درب الــرســول وقــايـةً
صــوغــي سـفـيـنـتنا مــــن الــقـرآن
زاد الــرحــيـل مــحــبـة وســمــاحـة
إن الــــتـــزوَّد آيـــــــة الـــرجــحــان
صـومـي عــن الآثـام واجـتهدي بـأن
تــتـحـرِّري مــــن ربــقــة الـشـيـطانِ
عودي رحابَ النور في هذا الفضا الْ
مُــمْــتـدِّ واغــتـسـلـي مـــــن الأدران
واسـتلهمي سِـيَرَ الـصحابة واغرسي
مــمــا قــــرأتِ فــسـائـلَ الإحــســانِ
عــلــمـا وآدابـــــاً وحــكـمـاً راشــــداً
مـتـوهـّجـاً فــــي أفــقــه الإنـسـانـي
رمـــضــان خـــيــرٌ كـــلُّــه .. لــكـأنـه
روض الــربــيــع الآســــــرِ الــفــتَّـان
فـــنــضــارة ووداعـــــــة وتـــــــلاوة
تــسـري كــمـا الأرواح فــي الأبــدانِ
الــنـخـل يـتـلـو والـغـمـامة والــنـدى
يُـصـغـي ، ويـتـلـو طــائـر الأشـجـان
الــعــابـد الــبــكَّـاء فـــــي مــحـرابـهِ
كـالـجـدولِ الــرّقـراق فــي الـبـستان
مــــاءُ الــوضـوء بــشـارةٌ إنْ جـئـتـهُ
مــتــهــلــلاً يـــلــقــاك بـــالأحــضــانِ
ولــهُ لُـغَـى الإيـمـان قـد جُـمعت كـما
جُـمـعت عـلـى الـكـفين خـمسُ بـنان
يـــروي عـلـيـك حـكـايـةً مـــا مـثـلها
لـلـمـخـلـصين .. حــمــائـمُ الإيــمــان
بــوَّابــةُ الأحــــرار تــبـدأ مـــن هــنـا
شــاهـت وجـــوه الـبـغي والـطـغيان
حــرِّيــةٌ ؟ الــوحـيُ ســـرُّ وجــودهـا
لـــــولاه كـــانــت لــعــبـةَ الـصـبـيـان
يـانـفسُ تـنـتظرين مَــن كــي تـقلعي
عــن مـثـل هــذا الإفــك والـبـهتان ؟
أُوبـــي كـمـوسـى حــيـن خَـــرّ لـربـهِ
صـعِـقـاً ونـــارُ الـطـور فــي هـيـجانِ
وكـصاحبِ الـحوتِ الـذي حاطت بهِ
ظــلــمـاتـهُ الــوحـشـيـةُ الـــوجــدان
هــــذا أوانُ الــعَــوْدِ لـيـسـت غــربـةٌ
فـــي ظـــل هـــذا الـمـوسم الـرَّبَّـاني
هـــو قـطـعـة مــنَّـا الـنَّـقاءُ فـأوقـدي
فـــي دلــجـة الأيـــام دمــعـةَ عـانـي
ســيـري بــهـا لــلـهِ حَــثَّـاً واذخـــري
رمــــضـــان زاداً لـــلــقــاء الــثــانــي

١٤ إبريل ٢٠٢١

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص