- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
للأمكنة روح تنبض بداخلنا، ارتباط متين بماضينا و حاضرنا و يمتد حتى لمستقبلنا، فتكوين شخصيتنا يستند في جزء من أساسياته بمكان النشأة، بمكان الإقامة، بل بكل مكان وطأته أقدامنا و ترك أثرا ما فينا، و يقودنا الحنين إلى اجترار ذكرياتنا فيه حتى لو في الخيال، ومثلما نحن يجذبنا الحنين إلى الأماكن الخالدة بدواخلنا هي أيضا تشتاق لنا ويحركنا دبيب شوقها لزيارتنا و الارتماء في أحضانها، ولعل ما قدمه لنا الروائي مصطفى لغتيري من خلال سيرته الذاتية "شهوة الأمكنة" خير مثال عن قيمة الأمكنة في حياة الإنسان، فبعدما قاسمنا من خلال سيرته الأولى "حب وبرتقال" علاقته بأمه ورائحتها العطرة الممزوجة برائحة البرتقال المنعش، ها هو ذا يقاسمنا مجددا علاقته بالأمكنة التي تركت الشيء الكثير بداخله، انطلاقا من البادية المرتبطة ببراءة الطفولة حيث كان يقضي فيها عطله الصيفية، إلى البحر حيث تمخض الشباب بكل عنفوان، إلى مدينة البيضاء والجديدة .... بشوارعها و أزقتها بمسارحها ودور السينما وملاعبها حيث تفتق الوعي الفكري والعلمي، فكل مكان كان مدرسة بحد ذاته.
و بين محطة و محطة كان لغتيري يستريح ليمرر شيئا من رموز ومعالم الأمكنة للجيل الناشئ الذي لا يعلم شيئا عن الآثار المنقوشة، التي تركها البرتغال على أسوار الجديدة، ولا عن التاريخ الأسطوري لعيشة قنديشة، ولا العاشقة لآلة عايشة البحرية وارتباطها العاطفي بالولي الصالح بوشعيب السارية،... أسماء نتداولها اليوم كأسماء لمزارات أضرحة غير عارفين بماضي شخوصها شيئا، لكن لغتيري أخذ على عاتقه كشف التاريخ المستور وربط قنوات الماضي بالمستقبل، من خلال أعماله الأدبية حتى يبقى الامتداد للتاريخ، و على غرار باقي رواياته جاءت شهوة الأمكنة مثقلة بأسلوب شاعري حميمي، كيف لا وهي تعبر بكل صدق عن حميمة الذات للمكان، للجذور، لكل الدروب التي وطئتها القدم، لكل الأمواج التي ارتطمت بالجسد، لكل الثمار التي قطفتها السواعد من أشجار الأهل و الأقرباء بالبوادي، والشيء الجميل الذي يمكن للقارئ العاشق للكتابة أن يلتقطه من الرواية هي تلك الرسالة التي بعثها لغتيري ضمنيا، أنه رغم كل المتع التي لقيها بين الأمكنة إلا أن متعة القراءة والتجوال بين السطور والكلمات لا تضاهيها متعة، لم يكتف في مساره التعليمي بالمقررات الممنهجة فقط وإنما تجاوزها، فعانق كتبا من مجالات شتى كانت رفيقا له في سفره و ترحاله، لم يشغله شيء عنها رغم الرفقة والصحبة إلا أن الكتاب كان الرفيق السري والمعلن، و من هنا كانت الانطلاقة نحو عالم الإبداع التي جعلت منه كاتبا غزير العطاء.
شهوة الأمكنة سمر فني بدون قهوة أو حلوة فذكريات لغتيري التي شاطرنا إياها من خلال 90 صفحة كانت كفيلة بإنعاش الجلسة، فلم يكن حكيه اعتباطا، وإنما تجربة ذاتية أبى إلا أن يقاسمها مع قرائه، لعلهم يستخلصون منها أسرارا خفية في شخصية مصطفى لغتيري الكاتب والإنسان.
02-02-2021
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر