السبت 01 مارس 2025 آخر تحديث: الخميس 27 فبراير 2025
ن…..والقلم
همس المطر… - عبد الرحمن بجاش
الساعة 15:17 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأثنين 30 سبتمبر2019
 

الآن والساعة تشير إلى الخامسة وعشردقائق مساء، أجلس إلى زاويتي وحيدا ، محروما من القراءة بسبب أرهاق العينين وأوامر د. مسعود المطاعه ، التي اعصيها كل نصف ساعة فأطل على الكون من نافذة "مارك" قدس الله سره ….

يتماهى إلى سمعي همس حنون دافئ يأتي قادما من الأعلى ، أكون هذه اللحظات انتظرصديقي العصفور ذو العرف الأسود ،الذي ما إن عرف أنني هجرت ديواني لضرورات أسرية ، حتى بدأ يقبل من النافذة التي على يمين الزاوية …

همس أخر ، قمت ، ابتسمت ، كان المطريهمي ، وعلى الزجاج خطوط سير نطفه نحو الأسفل ...ما أروع صوته ، يكون السؤال لإنسان مفترض يجلس بجانبي : ماهو الاحساس الذي يتولاك اثناء هطوله ؟…

افترض انه يقول : همس حبيبين يتناجيان ، ينصهران في بعضهما ، يتماهيان سموا في لحظة لازمن لها ، هي زمنهما فقط ….

على يساري ثمة قارورة عطر صغيرة ، أنيقة ، اهديت لي من " وراق" ووراق زوجة حسام نجلي الاصغر ،ابنة عطرالقصيدة المغناة سعيد الشيباني ….

ابخ إلى كفي ، تندفع رائحة المطرمن النافذة ، كيف تتداخل رائحتها برائحة العطر ؟ هنا السؤال …
احسب الجواب أنه سيكون : تتشكل من رائحتي العطروعطرالسماء اخضرار الأرض في اعماق من يشتم رائحة امرأة تركت قارورتها وتعطرت من ماء الغيث ….

ما يزال المطر يهمي رويدا ، ورائحة الأرض تغمرروحي ، أنا إبن الأرض شجنا لمشقرمزروع في حوض صغير يسقى من القارورة ونطف السماء …

العطر والأرض يشكلان قصيدة يكتبها طفل الضوء ، تراها برق يلمع بين العيون ، فيحيل المساحة إلى لوحة من ألوان واضواء ، ظلال وأشكال ….

أذهب على رؤوس اصابعي إلى النافذة الامامية ، لارى أين توزع السماء رسالة عطرها ….
حلمتا النهدين تغتسلان بدفقة من عطر..وسحابة اخرى تسيرها الريح بأمر ربها باتجاه قمة جبل عيبان حيث وكر النسور … تتربع على القمة ، تفرغ حمولتها هناك وتغادر …

ألوان تتشكل من لمعة البرق ، ظلال تتدلى من بين أشجار الخميلة ، عيون متلهفة تظهر وتغيب من وراء ستارة ملونة …

المطر في شارعنا يتدفق غيثا إلى النفوس الظمآ…

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص