الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
هل نجح التحالف العربي في نزع فتيل الأزمة في عدن؟
عدن
الساعة 16:07 (الرأي برس - متابعات)

أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية بدء القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي بالانسحاب من مواقع كان سيطر عليها في الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة اليمنية المؤقتة، في خطوة اعتبر مراقبون أنها بمثابة بادرة حسن نية داعمة لجهود التحالف في نزع فتيل الفتنة وإنضاج الشروط لعقد لقاء جدة.


وأشار بيان صادر عن التحالف، السبت، إلى أن خطوات الانتقالي جاءت استجابة لبيان سابق للتحالف دعا فيه “كافة المكونات والتشكيلات العسكرية من الانتقالي وقوات الحزام الأمني إلى العودة الفورية إلى مواقعها” خلال المواجهات الأخيرة.
وأشاد البيان باستجابة الانتقالي لدعوة السعودية والإمارات إلى “وقف إطلاق النار وتغليب الحكمة”، مشددا على ضرورة “استمرار التهدئة وضبط النفس ووقف الخطاب الإعلامي المتشنج، وتعزيز لغة الحوار والتصالح”.


وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ”العرب” اللندنية على أن بيان التحالف العربي جاء في أعقاب رفع اللجنة المشكلة من السعودية والإمارات، والمعنية بالإشراف على تطبيع الأوضاع في عدن، لتقريرها الأولي، إضافة إلى انتهاء التحالف من وضع الإطار العام لمحددات حوار جدة الذي دعت إليه السعودية كلا من الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي.


وكشفت المصادر عن بوادر تغييرات واسعة ستطال بنية الشرعية ومؤسسة الرئاسة خلال الأيام القادمة كجزء من استحقاقات انسحاب الانتقالي في عدن.
ولفتت المصادر إلى أن الحوار القادم سيعمل على إعادة التوازن داخل “الشرعية” اليمنية ومؤسساتها، وسيخفف من سطوة وهيمنة حزب الإصلاح الإخواني عليها. كما سيعزز من مشاركة القوى والمكونات اليمنية الأخرى وفي مقدمتها المجلس الانتقالي وتيار 4 ديسمبر في حزب المؤتمر الشعبي العام المناهض للميليشيات الحوثية.
ووفقا للمصادر يتصدر موضوع الفوضى الإعلامية ملف المراجعات التي يجريها التحالف العربي، والتي ساهمت في اتساع الهوة بين المكونات الرافضة للمشروع الإيراني في اليمن. ويسعى التحالف في هذا السياق إلى جمع التيارات والقوى اليمنية حول ميثاق شرف إعلامي ومحددات جديدة للتخفيف من حدة التجاذبات بين الأطراف اليمنية.
وفي سلسلة تغريدات على تويتر، عكست التقدم في ملف تطبيع الأوضاع في عدن، قال السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر إن بلاده تثمن “الدور الفعال للأشقاء في الإمارات وجهودهم المستمرة لمعالجة أحداث عدن الأخيرة وتلافي آثارها”.

ولفت آل جابر إلى أن “الإجراءات التي اتخذت لمعالجة أحداث عدن وتجاوب الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي (أكدت) متانة العلاقات السعودية – الإماراتية، واتفاق قيادتها على الحفاظ على الدولة واستعادة الأمن والاستقرار في اليمن”.
من جهته، رحب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني في تغريدات على تويتر “بخطوة انسحاب المجلس الانتقالي من عدد من المقرات الحكومية في مدينة عدن بينها الأمانة العامة لمجلس الوزراء والمجلس الأعلى للقضاء والبنك المركزي ومستشفى عدن”، مشيرا إلى “استكمال إجراءات تسليم وزارة الداخلية ومصفاة عدن إلى ألوية الحماية الرئاسية بإشراف تحالف دعم الشرعية”.

لكن المجلس الانتقالي أكد أن قواته لم تنسحب من المعسكرات والمواقع الحيوية في عدن، وإنما انسحبت من بعض المرافق الخدمية، ضمن تفاهمات مع التحالف العربي، وهو ما يعني أن الأوضاع لن تعود إلى ما كانت عليه قبل المواجهات، وأن المجلس لن يفتح الأبواب مجددا لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني على المؤسسات الحيوية في قلب عدن وتهديد مصالح الجنوبيين.


وحذر مراقبون من سعي حزب الإصلاح لإرباك التحالف العربي من خلال افتعال معارك جانبية، مشيرين إلى المواجهات التي تشهدها محافظة تعز بين ميليشيات الحشد الشعبي التابعة للحزب الإخواني والممولة في قطر ومسقط، التي قامت خلال اليومين الماضيين بمهاجمة مواقع اللواء 35 مدرع في منطقتي التربة والبيرين في هجوم مزدوج شاركت فيه الميليشيات الحوثية.


وقالت مصادر محلية لـ”العرب” إن حزب الإصلاح دفع بتعزيزات عسكرية لمديرية الشمايتين للسيطرة على مدينة التربة، بالرغم من صدور توجيهات من محافظ تعز ورئيس اللجنة الأمنية نبيل شمسان، طالب فيها الحملة العسكرية التي يقودها مدير الشرطة الإخواني بالعودة إلى معسكراتها.

وكشف بيان صادر عن كتائب العقيد أبي العباس التابعة للواء 35 مدرع عن تعرضها لحملة استهداف من “ميليشيا الحشد الشعبي التابعة لحزب الإصلاح”، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والمدفعية الثقيلة، وهو الهجوم الذي جاء “بالتنسيق وبالتزامن مع هجوم آخر شنته جماعة الحوثي الانقلابية على مواقعنا في جبهة الكدحة، وهو ما يجعلنا نحمل السلطة المحلية وحزب الإصلاح مسؤولية سقوط أي موقع في يد الانقلابيين”.
واعتبر محافظ تعز السابق أمين محمود أن الهجوم المزدوج الذي يتعرض له اللواء 35 من قبل الحوثيين والإخوان ليس الأول، مشيرا إلى حدوث “الهجوم الأخطر السنة الماضية قبل عيد الأضحى حين هوجم هذا اللواء وبشكل متزامن من الجنوب بمجاميع ما يسمى اللواء الرابع مشاة جبلي ومن اتجاه دمنة خدير والصلو من قبل قوات الميليشيات الحوثية”.
من جهته كشف صادق دويد الناطق باسم المقاومة الوطنية عن عمليات مضايقة وتهجير تتعرض لها العشرات من الأسر التي نزحت إلى التربة من مناطق سيطرة الحوثيين.
وأضاف دويد في تغريدة على تويتر “من يدينون طرد الشماليين من عدن عليهم ألا يمارسوا نفس الفعل وأقبح منه في أماكن أخرى تجاه ‎النازحين” في إشارة إلى ميليشيات الإخوان.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص