الجمعة 31 يناير 2025 آخر تحديث: الثلاثاء 28 يناير 2025
ن ……..والقلم
الصادح بصوت الحق .. - عبدالرحمن بجاش
الساعة 14:02 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


الثلاثاء 9 يوليو 2019

قلت وهذا (( المتور)) حق من ، قال ضاحكا: هذا خيلي الناري ، مش أنت تكتب هكذا ، قلت نعم ، كانت الدراجة النارية تقف أمام المنجرة في شارع من شوارع إب ، عاد يقول : يوم الجمعة انتظر الأستاذ وأذهب به إلى الجامع ليخطب بنا ، قلت أي أستاذ ؟ قال : الأستاذ الربادي !! قلت معقول الربادي يذهب بالمتور، وأين السيارة ؟ الأستاذ ليست معه سيارة ، أعرف انه رفض أن يستلم سيارة يومها من الرئاسة قائلا : ما أفعل بها ، أيضا كان الجاوي قد رفض هو الآخر، وعندما الحوا عليه ، طلب سيارة هايلوكس (( لنوزع عليها صحيفة التجمع )) ...، هنا يتبدى الرجال الكبارومن وقفوا في وجه الافساد ، في نفس اللحظة التي كان هناك من يستلم باليدين ولامانع بالرجلين !!!...

أن تستلم فلوسا من الحاكم لا تستحقها ، فقط لشراء مواقفك ، وتحويل اسمك إلى شقة مفروشة إن أنت أديب أو كاتب أو صحفي ، فلا ينفع القول : هم اعطوني ، وبعدين من المال العام ، مش من حق ابتهم ، هذا منطق هو الآخر فاسدا ، قل إنك من تستلم فاسد كالمفسد لافرق …، أو كمنطق ذاك الذي وجدته يوما في ساحة وزارة المالية ، كان زميلي ، فلاحظت انه شكلا وليس اعماقا قد تغير، فالبدلة التي عليه يومها تساوي الشيء الفلاني ، قلت ، وقبل أن اتكلم ، قالها : هم يسرقوا وأنا أسرق مثلهم !!!.. كان ذلك بعد حرب 94 التي قتلت الوحدة التي كانت حلما فاصبحت كابوسا على من تمنوها وحلموا بها وناضلوا من أجلها ، فقد حولها المستفيدون دوما كالمنشار إلى مجرد (( تجاري سكني ))…

كان محمد الربادي صوت حق لاينضب ، كالنهريتدفق حبا لهذا البلد ، ومن أجل إنسانة ومستقبله ، كان أحد الذين حلموا بدولة يعلو فيها فقط صوت القانون ، وعقد اجتماعي يترجمة الدستور خطا ومنهجا …
من المنبر حيث كان يدرك ماذا يعني المسجد تأثيرا أقوى من كل وسائل الإعلام ، ضج بصوته وطنا يمنيا بلا مذهبية ولا طائفية ، ومواطن يمني لا يتميز أي كان على أي كان ، كلنا يمنيين يحكمنا قانون، وملجأ هو الدستور ، وعلم به نهيئ انفسنا لمستقبل قدم من أجله الرجال الرجال حياتهم …
قلت يا أستاذ صالح ، وقد زرته إلى فندق سنان في عصيفره : كيف؟ قالها : مافيش فائدة !!، وصاحبك ؟ قالها ولا تزال ترن في أذني بعد أن زفرها حارة من أعماقه : كذاب ، ورح لك يابن بجاش، فذهبت ….

الربادي ، والشحاري ، والجاوي ، ثلاثي ناضل بالكلمة والحرف بكل ما اوتوا من قوة ، وكانت أصواتهم عالية لا يهابون في الحق أحدا من الفاسدين المفسدين ، قالوها ومضوا ، ولن انسى الشحاري عند كشك التحرير وهويقول لي : قل لاصحابك ……ليش ما يدخلوا المسجد ؟؟ ، إلى اليوم وأنا أرددها ، وأقول لمن وقفوا تحت شعارات فضفاضة لبلدان أخرى وواقع آخر: اليمنيين في المساجد حتى السرق ، فادخلوا لهم ، لا تتركوا المسجد للزنادنة من كل الفرق والمذاهب ، فالمسجد للناس جميعا …

أحمد قاسم دماج هو الآخر كان صنوا للحق، صنوا للربادي الكبيرهامة وكلمة ، لا يكادان ينفصلان إلا ليلتئما...تحضرني حكايتهما في عدن ...، فقد صادف أن كانا هناك في لحظة كانت الوقيد تتهيئ لتتحول نارافي احداث 86 ، نازلين كانا في (( الجولد مور)) ، ذات امسية رمضانية سأل الرئيس عن الربادي ، أنا هنا قالها الربادي ، سأله : ما حصل لكم في عدن ، ضحك : ثلاث أيام الناس يتناحروا ، وأنا وأحمد قاس، ام كلما سألني : تقول موذي القوارح يبن الربادي ، أقول له : يقتلوا الغربان ، مادرينا إلا وام الصبيان قد وصلت لاعندنا ، وكيف خرجت من عدن ؟ كانت هناك سفينة تنقل الهنود ، فطلعت معهم ، الظاهر إن شكلي مثلهم ، ابعدت الكوفية ، وكان يعتمركوفية دائمة من حق زبيد ، من يدخل الناس إلى عمق السفينة عندما وقفت أمامه ، سألني ، هكذا خمنت عمن اكون ، فهزيت رأسي مثل الهنود وقلت : (( أتشا برابرهي )) ، فسمح لي بالدخول ، وخرجت إلى جيبوتي ، ليلتها ضحكنا كثيرا …

يحزنني أن إب حتى لاتحمل جامعتها إسمه ، أو شارع من شوارعها …
أما صنعاء فقد نسيت البردوني ، والزبيري شارع ، والنعمان لا شارع له ، أما السلال فلا يتذكره أحد..
لا كرامة لنبي في وطنه …

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص