الجمعة 31 يناير 2025 آخر تحديث: الثلاثاء 28 يناير 2025
ن …..والقلم
عبث الاعراس !!!! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 17:39 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



السبت 6 يوليو 2019
 

بالكاد استطعت الدخول !!
كان الزحام على أشده ، وفي الدرج الضيق حشرنا ، خيل إلي أن المشهد صورة مصغرة لاحتفال حزب فقد رئيسه …الكل يلطم ، الكل يبكي ، الكل مش عارف ليش يبكي ويلطم !!!
وصلت بعد تدافع بالمناكب إلى الغرفة حيث وضعت المائدة ، دخلت بعد أن دفعني أحدهم (( ادخل هنا يا أستاذ ))، خلعت حذائي ، وظليت طوال الوقت اتخيل نفسي أمشي حافيا !!!..
جلست ، وبجانبي جلس اثنين من الضيوف ، كانت بقايا معركه شرسة ، بدى من حالة الصحون وبقايا الأكل ، وصحون ما تزال لم يمس ما بها احد ، وصورة لعبث يؤلم الروح ، أكل كثير، اذ لم يقصراصحاب العرس، لكن القلق ، والعجل وهما سمتان يمنيتان ، يجعل المتغدي يأكل كيفما اتفق ، من بجانبه يزحمه ، ومن فوق رأسه يصيح ، ومن في الخارج يصيح ، ومن يبحث عن حذائه يصيح ، ومن يأخذ الحذاء يصيح ، ومن يقدم الاكل يصيح ، ومن يطلب الملوج يصيح ، ومن عاده وصل متأخرا يصيح ...الكل يصيح ، والكل يأكل ولايأكل ، والكل يقوم  ويترك معظم الاكل كما هو !!!، وما يترك للأسف يرمى !!!..قال الذي بجانبي هامسا : أنظركيف نفعل !! ، قلت أيش ؟ ، قال - يبحث الجميع عن اللحمة ويترك الرز ، وينتقل إلى مكان آخرحيث كمية أخرى نزلت ، وبنت الصحن منزوع منها وسطها ، حيث العسل ، والباقي يترك !!!

وفي الشارع ، الجميع كل واحد بيده كأس أبيض من البلاستيك به شاي من ثلاجة عابرة!!!، والشارع كل واحد يشرب مستعجلا ، وليس له علاقة بما قالته الجمعية الأمريكية أن شرب الشاي ساخنا من أسباب سرطان المعدة وخلافه ، فما بالك لوشافونا نشرب باكواب من بلاستيك !!!..الجميع إما كل واحد ماسك كيس القات ، أويتأهب للحاق القات في السوق ، وترانا محشورين فوق كل سيارة ذاهبين إلى حيث نمارس برضانا خداع انفسنا ، حيث تذهب فيزيد عليك بائع القات ، ثم تصرخ في وجهه اليوم التالي : (( زدت علي )) ، فيبش في وجهك :(( ماليوم ثاني )) ، فتحس انك انتصرت ، فتكتشف في البيت أنك (( انتثرت )) ، وهكذا ….
نحن نعبث وبجهل لاحدود له ونعتقد أن مانقوم به كرم لابد منه ، بينما قمة جهلنا وتخلفنا بادية للعيان في اعراسنا ….

ظليت طوال اليوم اتحسرعلى تلك السفرة التي سيرمى كل مافيها إلى القمامة، بينما أناس كثيرون لايكادون يجدون اللقمة، وأنا استغرب جدا ، إذ لم اسمع مسجدا واحدا يقول للناس ، والمسجد أكثر تأثيرا، فلم أسمع خطيبا واحدا يوم الجمعة أو في الأيام العادية يقول للناس : ما فائدة صلاتكم وأنتم تعبثون ،  فإذا طرق باب أحدكم سائلا، اجاب الطارف فيكم (( الله كريم ))، فيم أنتم تعبثون !!

الكل مشغول بأمريكا ، وفي أمريكا لايعبثون كما نعبث ، إذبالرغم أن بلادهم الملاعين انهاروبحيرات وثلوج تتحول إلى سيول من ماء زلال، فتجد في بيوتهم ومرافقهم (( الحنفيات )) الذكية التي تحافظ على كل كل قطرة ماء ، وحتى مياه المجاري ينقوها ويسقون بها الحدائق العامة واشجارالشوارع….، وفي مساجدنا يعبث المصلين بالماء ، إذ يستخدم معظمهم الحمامات ويتركونها تذهب إلى المجاري ، قلت مرة للخطيب عندما كنت اذهب لصلاة الجمعة في المسجد : انصحهم ، الماء يذهب إلى المجاري ، فاجأني بالقول : انصح لك شعب اعوج !!!

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص