الجمعة 31 يناير 2025 آخر تحديث: الثلاثاء 28 يناير 2025
ن …...والقلم
عرسان المريكن !! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:55 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأحد 30 يونيو2019
 

لمع الضوء القوي من وراء الستارة، قفزت من السرير ، ظننت أنه صاروخ ، فاذا بما لحقته من ((قوارح )) قالت ساخرة : لاتخف ، نحن معرسين !!، طيب ، حدثت ذلك الهاتف في أذني: بس قوارح اليوم ثاني !!، قال : العرسان واهلهم من حق (( مريكن ))!! ، عدت اقول : طيب هذا مزعج !!، عاد يقول : اعتبرها صواريخ ، مش تعودتم ، قلت ، حاضربعدك ما دام والعرسان واهلهم سوبرلوكس!!....
عدت لاضع رأسي ، أصوات قوية وقريبة ، جعلت كل من في البيت يفزعون ويقومون متسائلين : أيش هذا ؟ ، أين الضربة ؟ ، قلت بثقة وبلاخوف : عند جيران الجيران …
تذكرحسام قبل أن يعود للنوم : وجهوا لك دعوة ، قلت ضاحكا : يدفعوا تعويض وسأحضر، لم يسألني: عن أي ضرريعوضوك ، فقد عاد إلى النوم ، وطوال الليل وحفيدتي مرام ومريم يفزعين من نومهن على أصوات (( المريكن )) ، وأين سار؟ ، قالوا : (( يهولد ))!!!..

فليطمئن الجهل إلى انه باق إلى أن يفرزهذا الشعب رجل او حزب ، او جماعة في رأسه او رؤوسهم مشروع يجرنا إلى المستقبل غصبا عنا …
لاأدري لم ورد إلى ذهني ذلك البرنامج من (( الجزيرة )) عن التقدم التكنولوجي الهائل في البلاد الصناعية التي لاتلاحق الناس (( صليتوا اولا)) ، تلك المجتمعات التي لاتشغل نفسها بالعلاقة بين المخلوق والخالق ، وكما قال محمد إبراهيم نقد امين عام الحزب الشيوعي السوداني: الحكومة مهمتها جنة الأرض ، وجنة السماء على ارحم الراحمين …
هناك يطورون الحياة من أجل الإنسان ، ويقولون له : الموهبة منحة ، والاجتهاد اختيار، هذا طريق العلم والوعي الذي يؤدي إلى المستقبل ، وذاك طريق الجهل الذي يشقك شقين ، احدهما للحلال ، والآخرللحرام ، فتصبح حياتك موزعة بين الحلال والحرام ، بينما الناس يقولون بالعلم كحل لكل معضلات الدنيا …
هناك في حلقة الأمس الأول من البرنامج عن ثورة السيارات الذكية ، وما يرافقها من ثورة لاطارات تختلف تماما عما نراه ، ومن أجل البيئة ، ومن أجل تخفيف الازدحام في الشوارع ، فتستطيع السيارة وبالاطارالجديد أن تخرج من ورطتها بالدوران في نفس المكان ، والخروج بالعرض ….
اجزم أن عرسان المريكن لايدرون بهذا ، لان الواحد منهم يذهب ، ومن المطارإلى البقالة ، سنتين وعشر، يعود إلى البلاد بسيارة فخمة ، ويبني منزل ساع السمسرة ، ويبحث عن المشارعين تحت الاحجار، ليشارعهم ويثبت رجولته ، عندما تسأله عن العالم ،تجده ،لايدري عن العالم سوى ، طيارة تأخذه إلى ماوراء المحيط ، وبقالة ، ودولارات ، لذلك لايستغربن أحدكم إذا ماعاد اولادكم بدقون من المريكن !! ، فالسبب انهم لا يشاركون الناس ، ولايحتكون بالاخرين ، يعتكفون في البيوت، فاذا خرجوا فالى المسجد ليجدوا (( اصحاب اللحى )) أمامهم يقنعونهم بأن مايفعلونه عز الطلب ، باقي الدقنه ، والكرش المترهل ، وقميص ابيض !!، يعودون شبابنا من المريكن كما كان يعود ابناؤنا من عند ابن باز ، لاهم لهم سوى أن يحجبوا امهاتهم واخواتهم في القرى ، ففوجئنا حتى باخواتنا يمتنعن عن الظهور علينا أو السلام ، فذلك (( حرام )) ، فتحولت القرى إلى لوحات من السواد لاتبقي ولا تذر !!!..
يجد له الجهل هنا مرتعا خصبا ، وإلا لن تظل (( القوارح )) حق اعراس المريكن تزعج الناس اربع ليال !!!، قال صاحبي وكنا عائدين من مقيل : هنا واشارإلى أثارالمعركة (( عجنوا )) الدنيا اربع ليال يعرسون !!، قلت : من ؟ ، قال : الأمريكان ..وقوارح الاعراس من كل شاكلة ولون !!!!
وعليه عادحنا بعيدين ..جدا ….و العاقبة للمتقين …
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص