الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
دَوَّامَةٌ كَشَفَتْ ظَهرَ الجَحِيم - محمَّد المهدِّي
الساعة 09:59 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

مِن الأَخِيرِ: أُسَمِّيْ حِمْلَ مِيعَادِيْ 
مُستَودَعَ الفَشَلِ الحَمَّالِ أَعيَادِيْ

كَأَنْ أُدَافِع عَنْ رُوحِيْ بِجُمجُمَةٍ 
مَكسُورَةٍ، وَدَمِيْ حَانُوتُ حَدَّادِ

وَشَارِعٌ عَنْ يَمِينِ الرِّيحِ يَعبرُنِيْ 
مِنْ غُربَةِ المَاءِ حَتَّى غُربَةِ الزَّادِ

وَهَيكَلُ المَطَرِ المَشلُولِ يَصلبُنِيْ 
فِيْ شُرفَتَينِ لإِبرَاقِيْ وَإِرعَادِيْ

وَضِفَّةُ الخَردَلِ الحَافِيْ مُلَوِّحَةٌ 
لَكِنَّ حَارِسَ جُوعِيْ غَيرُ مُنقَادِ

لا يُمكِنُ القَفزُ مِنْ عَينِ الحَيَاةِ عَلَى 
رَأسِ الضُّحَى، وَثَقِيلٌ فَجْرُ مِيلادِيْ

وَفِيْ ضُلُوعِيْ سُعَالُ الدَّهرِ مُتَّكِئٌ 
كَشَيخِ بَدوٍ، يَكُحُّ الآنَ فِيْ الوَادِيْ

مَا اسمُ الحَرِيقِ الَّذِيْ يَمتَدُّ مِنْ رِئتِيْ 
إِلَى مَدَى أُفُقٍ بِالهَولِ وَقَّادِ

شَيطَانُ شِعرٍ أَنَانِيُّ الجُنُونِ لَهُ 
أَبعَادُ كَونٍ إِضَافِيٍّ لأَبعَادِيْ!

أَمْ لَيلُ دَوَّامَةٍ نَفسِيَّةٍ كَشَفَتْ 
ظَهرَ الجَحِيمِ، وَغَطَّتْ كَفَّ جَلاَّدِ!

مَا أَقرَبَ الدَّربَ مِنْ أَعرَاسِ أُمنِيَةٍ 
تَفَحَّمَتْ عِندَمَا صَلَّتْ لإِسعَادِيْ!

أُرِيدُ غَيرَ مَحَطَّاتِ الوَدَاعِ كَمَا 
أُرِيدُ نِسيَانَ جَمرٍ/ سِربَ إِخمَادِ

فِيْ الحَقلِ ذَاكِرَةُ الحُمَّى مُرَاهِقَةٌ 
كَمْ حَقلِ عَافِيَةٍ فِيْ بَالِ حَصَّادِ!

عَقِيمَةٌ فُسحَةُ المَنفَى وَزَانِيَةٌ 
وَالأَرضُ حَانَةُ تَضلِيلٍ وَإِفسَادِ

وَهَارِبٌ، قَمَرٌ أَعمَى، كَمُعتَقَدٍ 
لِلفَجرِ، يَركُضُ فِيْ غَابَاتِ إِلحَادِ

وَهَشَّةٌ حِيلَةُ الصَّحوِ الأُجَاجِ مَتَى 
أَغُضُّ طَرفِيَ عَنْ إِغفَاءةِ الصَّادِيْ

لا أَستَطِيعُ ارتِدَاءَ الحُلمِ قُبَّعَةً 
وَالوَهمَ نَظَّارَةً تَختَانُ أَشهَادِيْ

عَوَّدتُ قَلبِيْ عَلَى إِدرَاكِ عَالَمِهِ 
رَبِحتُ عَاطِفَتِيْ مِنهُ وَإِنشَادِيْ

وَلَمْ أَعُد مِنْ أَسَى غَيرِيْ؛ لِتَحمِلَنِيْ 
جِبَالَ وَجدٍ وَصَبرٍ، غَيرُ أَوتَادِيْ

قَامَتْ قِيَامَةُ مِصبَاحِيْ وَبِيْ سَهَدٌ 
وَتَحتَفِيْ عَودَةُ الرُّؤيَا بِإِسهَادِيْ

عَادَتْ سَحَابَةُ أَسرَارِيْ مُفَاجَأَةً 
عَلَى الثَّرَى، دُونَ إِرهَاقٍ وَإِجهَادِ

وَقَومُ عَادٍ يُعِيدُونَ العَذَابَ إِلِى 
تَرَائبِ الخَلقِ.. لا تَأمَنْ إِلَى عَادِ

وَلا تَخَفْ مِنْ فَمِ الدُّنيَا عَلَى لُغَتِيْ 
تَدرِيْ جِهَاتُ مُنَاجَاتِيْ مَنِ الحَادِيْ

عَوَّدتُ نَجوَايَ أَنْ تَنجُوْ بِغَايَتِهَا 
وَتِلكَ فِيْ جدوَلِ التَّوحِيدِ آحَادَيْ

يَصِيرُ هَذَا الَّذِيْ صَيَّرتُ جَوهَرَهُ 
كَمَا أٰحِبُّ، فَلا تُسرِفْ بِأَورَادِيْ

مِنْ عَادَةِ الزُّهدِ أَنْ يُلقِيْ قَصِيدَتَهُ 
حَقًّا وَصِدقًا، عَلَى آَعمَاقِ زُهَّادِ

فَلا أُصَدِّقُ أَنَّ المَهرَجَانَ لَهُ 
سَكِينَةٌ رَضَعَتْ مِنْ نَهدِ إِجحَادِ

عَلَى الحَقِيقَةِ يَعتَادُ اليَقِينُ.. أَنَا 
عَلَى خُطَى بَاطِلاتٍ، غَيرُ مُعتَادِ

ضَع نُقطَةً، خَارِجَ التَّاريِخِ، حَامِلَةً 
كُلَّ العَلامَاتِ، وَاعْبُرْ جِسرَ أَرصَادِيْ

ضِدِّيْ مَسَافَاتُ أَديَانٍ، أُزَوِّجُهَا 
بِرَائحٍ كَافِرٍ، أَوْ كَافِرٍ غَادِيْ

وَبِالسَّلامَةِ لا تُؤمِنْ مُغَامَرَةً 
فَكَمْ مٰغَامَرَةٍ أَودَتْ بِأَجنَادِ

مَذعُورَةٌ مُدُنٌ، مَذعُورَةٌ أُمَمٌ 
مِنَ الحَكَايَا، وَلَيسَ الأَمرُ بِالعَادِيْ

حَيرَى، يُقَلِّبُهَا مَجهُولُ وَحشَتِهَا 
حَدِيثَ وَحشٍ، وَفَوضَى دُونَ إِسنَادِ

وَرَثَّةً رَثَّةً تَبدُوْ كَعَادَتِهَا 
أَضَعتُ فِيْ حَالِهَا المَقلُوبِ، إِيجَادِيْ

مِنْ مَطلَعِ الكَونِ وَالتِّكوِينِ، سَاعَتُهَا 
تَسعَى إِلَى هَدمِ إِنسَانٍ وَأَمجَادِ

وَلَحظَةً بَعدَ أُخرَى، عَالَمٌ عَبَثٌ 
فِيْ عُقرِ دَارِ الصَّدَى المَوهُومِ بِالضَّادِ

لا يَكتَفِيْ بِصِرَاعِ الآَبجَدِيَّةِ، أَوْ 
مَصَارِعِ العَصرِ تَحدِيثَاتِ آَوغَادِ

وَفُوَّهَاتِ اشتِبَاكَاتٍ مُعَولَمَةٍ 
تَنَاقَصِيْ يَا عَلامَاتِيْ أَوِ ازدَادِيْ

مِنَ الأَخِيرِ: أَصُكُّ البَابَ أَسئلَةً 
وَأَحتَمِيْ مِنْ إِجَابَاتِيْ بِأَضدَادِيْ

يَا أَوَّلاً، يَا أَخِيرًا: لا يُنَاسِبُنِيْ 
هَذَا الهَبَاءُ المُسَمَّى: عُمْرَ أَجسَادِ

خُذَا تُرَابَ انْكِسَارَاتِيْ، خُذَا طُرُقِيْ 
وَنَاقَتِيْ، وَهَبَانِيْ بَيتَ آبَادِ

_______________ـ 
 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص