السبت 01 فبراير 2025 آخر تحديث: الثلاثاء 28 يناير 2025
ن ……..والقلم
مشهد لم يبرح مخيلتي … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 08:41 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الثلاثاء 23 ابريل 2019
 

بداية أقول ، أنا لا احمل ضغينة لأحد حتى للجدران وبالمطلق ، وفي أعماقي مخزون من المحبة يكفي لاصحابي وللسيئين …
ولست من النوع الذي يدعي بطولة ما خاصة وقد سقط الفارس من على حصانه ، فالرجوله تحتم اما أن تواجه وجها لوجه وفي لحظة قوة من تريد نزاله ، غيرتلك اللحظة عليك أن تصمت …
هنا عندما اتحدث عن مشهد يصرعلى البقاء في مخيلتي ، فلأنني وكثيرممن تشربوا ثقافة دولة القانون ، الحرية ، الديمقراطية ، وبالتالي دولة المواطنة المتساوية ..فالحكاية ليست حكاية حكم واسع أو كامل الصلاحيات ، لان مثل هذا الحكم لاوجود له في الكون ..الحكاية كيف تحكم ، وباي ادوات ، هل بالقانون وبوحي من الدستور، أوبالقهروالكرباج ...هنا الحكاية كلها ، وأيضا لايوجد نص مركزية أوربعها أو قليل ، لا...اما مركزية شديدة تحتم على من يريد أن يعطس التوجه إلى العاصمة ، أولامركزية بمعنى أن تعطي المحافظات أو الاقاليم حق أن تدير نفسها ، وتبقى الدفاع والخارجية بيد العاصمة …
لم اتوه ، فالمشهد الذي اراه اللحظة تفاصيلة هكذا : 
ذات صباح ذهبت لزيارة صديقي عبد الله النويرة في ادارة مرورصنعاء ، وعند خروجي ، واثناء نزولي من درج المبنى ، لاحظت أن ثمة حشد من الناس شكلوا لحظتها نصف دائرة ، وكل من عليها وجوههم إلى جدارالمبنى ، سمعت اصواتا تتداخل : (( خلاص عند الله وعندك ...خلاص يكفيه ماقد حصل ...رجاء ….))، لم افهم لمن يوجهون كلامهم ، اقتربت ، دنوت ، رأيت ثمة مراهق يرتزح إلى الجدار، والكل يترجاه ، ثمة سيارة صغيرة مكشوفة فارهة جدا تقف خارج الدائرة ، الغريب أن مديرعام المروركان ممن يتوجهون للمراهق بالرجاء ، سألت أحدهم : من هذا؟ وأيش الحكاية ؟ ، - ذلك الطفل الذي يقف إلى الجدارإبن الشيخ ، والذي حصل انه كان في الشارع ، فأوقفه شرطي المرورلسبب أو لآخر، أوقف سيارته ، نزل منها ، وصفع الشرطي ، وإليه نزل مرافقوه ، فتم تهريب الجندي إلى الأدارة ، وتجمهرالفضوليين ، جاء الشرطي إلى إلادارة باكيا يشكوالملطام من قبل الشيخ هاشم ، الشيخ الصغيرلحق به إلى الادارة ، واصرعلى أن يصفعه من جديد !!، قال محدثي : ومن تراهم وعلى رأسهم المديرالعام يرجون ويتوسلون له أن يكتفي الملطام …..، داررأسي احسست بالعجز، حتى إذا دنى المساء ، فكرت بالكتابة ، فطلب إلي زميل عزيزكنت قد حدثته بما رأيت : لاتزيد تشعل النارعلى الرجال ، فسيقتلونه ويضربوك ، تحسست خدي ، ورايت بالفعل أنني ساظرالشرطي ، أو قولوانني جبنت فاستسلمت ….، نفس ذلك الشاب قالها لوالده الشيخ الكبيررحمه الله عندما عاتبه عن اعتدائه على شاب في الطريق ، فبررهاشم فعلته بأن الشاب من : (( تعز)) !!!.. وانتهت الحكاية إلى ذلك الحد …
الخلاصة أنه مالم تديرهذه البلاد دولة قانون ، لاكبيرفيها ولاصغير، بل مواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات ، فسيمتلئ (( الدست )) من جديد ، وسينفجر، وسيتحول الجميع إلى اشلاء في دورة صراع ، بل في دورات صراع قادمة ، إن لم يحسم امرالحكم والمواطنة …
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص