السبت 01 فبراير 2025 آخر تحديث: الثلاثاء 28 يناير 2025
ن …...والقلم
ليس من خيالي ..بل من الشارع .. - عبد الرحمن بجاش
الساعة 18:19 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأحد 7ابريل 2019
 

تلك التي تربعت السماء سحابة ماطرة، حجبت وجه الشمس …
كان ذلك ايذانا بالخروج ، ارتديت ملابسي وحذائي الرياضي وخرجت …
باعتباري شيخا ، فلابد من تفقد الرعية ، فقد اطليت على صاحبي المبدع عبد الغني علي أحمد في مرسمه ، لكي لا ابالغ بل في حانوته ، كان الباب مايزال مغلقا ، الوقت مبكرا بعض الشيء ، الغيم اغراني بالمشي ..مررت على يحيى هوالوحيد ربما من يصحى مبكرا، حتى يأتي أول زبون فيجد ضالته من لحمة اليوم ...الاسكافي ودعونا نفخمها في زاويته ينتظرأول العابرين ، البقالة مفتوحة ، زياد اطمئن عليه من البعد بائعا نشطا يدري كيف يقنع زبائنه …

دخلت إلى الشارع الترابي ، وهناك حثثت الخطى كما علمني عابرآخر: لماتمشي كبرالخطوة ، والا لن يفيدك المشي، كلامه صحيح هاهو العرق بدأ يستكب من ابطي وجبهتي ، عامل النظافة يجمع آثارنا ، وثمة سيارة تلاحق أخرى ، الأخيرة عليها اثنين من الشباب ، الراكب فيهم يحاول جاهدا رمي رقم تليفونه إلى داخل السيارة التي كانت فتاة تقودها !!..

إلى المثلث المقابل للجامعة اللبنانية وصلت ، وإلى جدارقريب اتكأت ، ارتحت قليلا ، اجريت اتصالا بصاحبي عباس المنصور(( احانكه )) ، واصلت ، لاحظت فتاة صغيرة ربما يصل عمرها إلى العاشرة تنظرإلي ، ربما شكل قبعة اتقاء الشمس لفتت نظرها والنظارة السوداء ، استفزيتها : ليش تتفرجي لاعندي ، صمتت : صورتك ساع النصراني ، ضحكت : يبدواننا قربنا ، وسألتها : من أين انتي ؟ - من تعز؟ ومتى جيتي ؟ - من اربع سنين ، - أين كنتم في تعز؟ - في الباب الكبير، قلت : وأنا من حافة أسحاق ، ابتسمت بزرقة السماء طفولة بريئة ، قلت : أنتم من اصل تعز؟ أو من خارجها ؟ ، - امي من تعز وابي من صنعاء ، - وأين والدك الآن وماذا يشتغل؟ - والدي في الجبهه ، ولمن يجيئ اجازة يشتغل بالتكسي ، عادت تقول : أني شجن على حافتي ، أشتي ارجع تعز ، امس سمعتوفي التلفزيون انهم (( كسروا الحوافي بالمدينة )) ، قلت : ايوه ، عادت تكرر: أني شجن على الشعبانية هناك ، كنا بالحافة نجلس طوال الليل نلعب ، قلت : كنتم تقولوا : يامسا ، يامسا الخيريامسا، أسعد الله المسا ، ضحكت ببراءتها : ايوه ، كيف ارجع لاحافتي ، قالواشتيلي سبع ساعات لما اوصل للحافة من الحوبان ...قرأت الحزن على ملامح البراءة ، لعنت الحرب ...، قلت انتبهي لنفسك لما تخرجي الشارع ، قالت : أبي واقف بالتكسي هناك اجا اجازة …

كانت السحابة تكبر، قلت مع السلامة ، ذهبت تجري ، سيارة مرسديس تقف أمام إحدى الفلل الشاسعة المساحة العالية الاسوار، فتح بابها أحدهم ، كان ايوب يزف السماء للأرض في عرس بدى قطرات غيث تهطل على رأسي :
رشوعطورالكاذية 
على العروس الغالية
وعوذوها بالنبي وادعولها بالعافية …..
كانت الساعة لحظتها تشيرإلى الحادية عشرة وهثالل مطر..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص