الجمعة 31 يناير 2025 آخر تحديث: الثلاثاء 28 يناير 2025
ن ……….و القلم
إذ أعود على جناحي النون والقلم !!!! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 19:23 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



السبت 30 مارس 2019
 

محق هو من قال فعلا أو أنني اتخيل انه قال : أنا اكتب ، أنا موجود …
خلال الأيام الماضية جربت الضياع ، فاكتشفت أنك بدون الحرف والكلمة رفيقين ينقلانك إلى آفاق الله الرحبة ، فلا تسوى أمام نفسك شيء يذكر !!!..

حامل القلم يصحو ليجد أمامه الحرف ، يتشكل كلمة ، فجملة ، فعقل ، فحكمة ، فسيل من المعرفة إلى نفوس وارواح من يجالسونهما فيشكلان موسوعة من بهاء الله : (( إقرأ)) …

صحيح أنني خلال الغياب القسري حاولت ان انهل من معين لا ينضب ، فعدت اقرأ ، قرأت للمرة التي ليس لها رقم : (( الإخوه الاعداء )) .. ، إحدى روائع اليوناني نيكوس كازنتزاكي ، صاحب زوربا اليوناني ، والمسيح يصلب من جديد ، والطريق إلى جريكو ووووووو…..ولكن…القراءة كالموسيقى، تلك تغذي نفسك ، تلك تغذي روحك ..، وفي الأخير فالقراءة لغة كونية ، فأن تمسك كتابا ، فيدري الكون كله أنك تغذي روحك ، أن تستمع إلى (( ياني )) اليوناني الآخر، فانت تغذي نفسك أو العكس ، لا فرق ….

الكتابة مسألة أخرى تماما ، هنا أنت تسكب نفسك وروحك معا إلى الورق ، ليشرب آخرون خلاصة رحيق الكلمة والحرف ..ان تكتب ، فأنت بمعنى من المعاني تصلي ، الكلمة صلاة ، الكلمة وجود ، الكلمة عبادة متكاملة ، في البدء كانت الكلمة ، في المنتهى يظل الحرف سحابة محملة بالماء ، كلما ذهبت بها الريح بأمر ربها في اتجاه تثقل الحمولة ، حتى إذا لثمت من هامة جبل سكبت مزنها يروي السهل والجبل ، تنبت الأودية أحرف من ورد…

عندما قلت أن الكتابة هاجس ولادة، فقد كنت اعني ما أقول ، كنت احدث ((وراق)) زوجة صديقي حسام وهي كلمة غزيرة من قصيدة عصماء لسعيد الشيباني : أن تنهي مقالتك ، روايتك ، قصتك ، قصيدتك ، فكأن أما وضعت مولودها ، كذلك هو من يكتب ، مش أي واحد يكتب ، هناك من يسرق حق الأخرين ، هذا حرامي ، بدون أي مقدمات ، اقصد من يلد كلمته عصارة ذهنه ، وروحه ...يحس أن ماكتبه مولودا جديدا ، بقي فقط أن يختارله اسما ….

الرواية تحولت إلى فيلم سينمائي ، بمعنى أن الكلمة اخرجت الشعوب والبلدان للآخرين ، ولولا الكلمة ما درينا ماهي الصين ، وأين تقع كندا ، والصورة كلمة مكثفة ...جاءت الفضائيات بفضل تطورالعلم فحولتها إلى سحابة تشلها الرياح تسكبها البرودة كل لحظة على أرض، تراها تزهرفلا وياسمين …

احس هذه اللحظة وأنا أكتب أنني بفرحة طفل امارس حقي في أن أكون إنسانا حرا بالكلمة ، ولذلك اقول دائما أن الكلمة حرية ، وان الحرية هي ماميزالله بها الإنسان ، الحرف عقل….
قال رب العباد : وهبتك اياه يا ابن آدم ، فافعل ماترى ، وسأسالك أنا وليس غيري مالذي اضفته في حياتك حتى تستحق الرحمة ،من لاينجزفي حياته شيئا ، فقد وجد ميتا ، وعاش ميتا إلامن فكين يستجران عصارة لا طعم لها ، وانظرفالمتنطع على باب الكلمة لايستطيع حتى أن يضحك ، فالضحك أولا وأخيرا بهجة حرف ، ورواء كلمة …كنت يتيما لأيام بدونكم ، إليكم بالكلمة اعود ..

كانت الكلمة مبتدأ ، ما يزال الحرف خبر …
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص