السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن ……….و القلم
إذ أعود على جناحي النون والقلم !!!! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 19:23 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



السبت 30 مارس 2019
 

محق هو من قال فعلا أو أنني اتخيل انه قال : أنا اكتب ، أنا موجود …
خلال الأيام الماضية جربت الضياع ، فاكتشفت أنك بدون الحرف والكلمة رفيقين ينقلانك إلى آفاق الله الرحبة ، فلا تسوى أمام نفسك شيء يذكر !!!..

حامل القلم يصحو ليجد أمامه الحرف ، يتشكل كلمة ، فجملة ، فعقل ، فحكمة ، فسيل من المعرفة إلى نفوس وارواح من يجالسونهما فيشكلان موسوعة من بهاء الله : (( إقرأ)) …

صحيح أنني خلال الغياب القسري حاولت ان انهل من معين لا ينضب ، فعدت اقرأ ، قرأت للمرة التي ليس لها رقم : (( الإخوه الاعداء )) .. ، إحدى روائع اليوناني نيكوس كازنتزاكي ، صاحب زوربا اليوناني ، والمسيح يصلب من جديد ، والطريق إلى جريكو ووووووو…..ولكن…القراءة كالموسيقى، تلك تغذي نفسك ، تلك تغذي روحك ..، وفي الأخير فالقراءة لغة كونية ، فأن تمسك كتابا ، فيدري الكون كله أنك تغذي روحك ، أن تستمع إلى (( ياني )) اليوناني الآخر، فانت تغذي نفسك أو العكس ، لا فرق ….

الكتابة مسألة أخرى تماما ، هنا أنت تسكب نفسك وروحك معا إلى الورق ، ليشرب آخرون خلاصة رحيق الكلمة والحرف ..ان تكتب ، فأنت بمعنى من المعاني تصلي ، الكلمة صلاة ، الكلمة وجود ، الكلمة عبادة متكاملة ، في البدء كانت الكلمة ، في المنتهى يظل الحرف سحابة محملة بالماء ، كلما ذهبت بها الريح بأمر ربها في اتجاه تثقل الحمولة ، حتى إذا لثمت من هامة جبل سكبت مزنها يروي السهل والجبل ، تنبت الأودية أحرف من ورد…

عندما قلت أن الكتابة هاجس ولادة، فقد كنت اعني ما أقول ، كنت احدث ((وراق)) زوجة صديقي حسام وهي كلمة غزيرة من قصيدة عصماء لسعيد الشيباني : أن تنهي مقالتك ، روايتك ، قصتك ، قصيدتك ، فكأن أما وضعت مولودها ، كذلك هو من يكتب ، مش أي واحد يكتب ، هناك من يسرق حق الأخرين ، هذا حرامي ، بدون أي مقدمات ، اقصد من يلد كلمته عصارة ذهنه ، وروحه ...يحس أن ماكتبه مولودا جديدا ، بقي فقط أن يختارله اسما ….

الرواية تحولت إلى فيلم سينمائي ، بمعنى أن الكلمة اخرجت الشعوب والبلدان للآخرين ، ولولا الكلمة ما درينا ماهي الصين ، وأين تقع كندا ، والصورة كلمة مكثفة ...جاءت الفضائيات بفضل تطورالعلم فحولتها إلى سحابة تشلها الرياح تسكبها البرودة كل لحظة على أرض، تراها تزهرفلا وياسمين …

احس هذه اللحظة وأنا أكتب أنني بفرحة طفل امارس حقي في أن أكون إنسانا حرا بالكلمة ، ولذلك اقول دائما أن الكلمة حرية ، وان الحرية هي ماميزالله بها الإنسان ، الحرف عقل….
قال رب العباد : وهبتك اياه يا ابن آدم ، فافعل ماترى ، وسأسالك أنا وليس غيري مالذي اضفته في حياتك حتى تستحق الرحمة ،من لاينجزفي حياته شيئا ، فقد وجد ميتا ، وعاش ميتا إلامن فكين يستجران عصارة لا طعم لها ، وانظرفالمتنطع على باب الكلمة لايستطيع حتى أن يضحك ، فالضحك أولا وأخيرا بهجة حرف ، ورواء كلمة …كنت يتيما لأيام بدونكم ، إليكم بالكلمة اعود ..

كانت الكلمة مبتدأ ، ما يزال الحرف خبر …
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً