الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
كان يا مكان.. - سماح حسين
الساعة 09:04 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

سأروي لكم قصة صديقنا الحب .. 

" في ذات أرض مزدانة بالخضر و الزهر ، و التين و الرمان والعنب ..  في أعماق قلوب وردية تنتشر في أرجاء معمورة جميلة سكن "الحب  "..  لم يكن للحب لغة معينة ، ولا أبجدية ولا أحرف ولا أرقام،  لكنه كان يتصف بالشفافية الصادقة. 

و في ذات لحظة بهية ،  توسم الحب بخفقان سريع لقلبين عاشقين .. و عند الساعة الانتظار  إلا من الشوق ؛ أخَذَت تطالعُ في المرآة لتخط أحمر شفتيها  وكحل عينيها .. و على حين غرة ؛ تفاجئها يديه الباردتين ، تزيحان مستحضرات التجميل من يديها وتضعانها على الطاولة هامساً :
" أنتِ أجمل بدونها " 
 نشر الحب رذاذه العطر من جديد ، فاحمرت وجنتاها خجلاً مهابة لحبيب قد تأنق بصدق وفير  ، وعزفت أوتاره  لحناً أذاب جبال الجليد ... 

 راح الحب يمايل خصره في مرح .. ليجد عينين باهتتين لم تعد تحتمل شوقاً و توقاً لرجوع من غاب عنها .. تسلل خفية من بين عينيها  وفعل فعلته ، لقد مارس طقوسه الوديعة أمام  حضرت الغائب ، و ها هو يعود .. قسماته كلها متأسفه ونبراته نادمة .. يستوطن قلبها المندهش بالفرح لرؤية محبوبها من بعد عتاب طويل .. تدخل الحب مرة أخرى فصهر  عواطفهما في تماهٍ رقيق  فغديا روحين قد حللا بدناً ..

مشى الحب و تلفت حين وقف محتاراً بين مفترق لبقايا أمنيات بائسة ، فراح يتنزه في أرجاء بساتينها المقفرة ، الشجر يبس حزناً والعصافير تساقط ريشها بؤساً ، وعلى شاطئها الشاحب ؛ رأى الأمنيات متناثرة ودمعاتها الحزينات ،  تحاول جاهدة التطلع  للأفق ، تحاول أن تطير .. تود معانقة السماء ولم تستطع ..  هرول الحب مسرعاً ، يجمع شتات الأمنيات  و مد يده فانتشلها .. فنهضت و نفضت عنها غبار التثبيطات ،  وبعزيمة و إرادة تجاوزت مطبات الحياة .. فأحبت الحياة وسايرتها رغم قسوتها.. 

و كانت في الحب سحابة تغلف القلوب فتمطر عليها رذاذة من  مودة و محبة و إيثار ورحمة ،  فسمت النفوس عن عفن العنصرية و الطبقية .. وترفعت عن  قوانين البشر المجحفة بحق الإنسانية ، صفت القلوب حينها بصفاء السماء فلم يعد للضغينة و القسوة من بقعة لتحتلها ... "

هذه نهاية حكاية صديقنا المهجور "الحب " ..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص