السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
طرفا النزاع اليمني وجهاً لوجه في السويد وآمال اليمنيين تتجدد في تحقيق السلام
الساعة 09:56 (الرأي برس_متابعات)

لأول مرة جلس أكثر من عشرين مفاوضاً من الحكومة اليمنية والحوثيين وجهاً لوجه في قصر جوهانسبرغ في منطقة ريمبو على بعد ستين كيلومتراً شمال العاصمة السويدية ستوكهولم، حيث خصصت لهما طاولتان متقابلتان، في محاولة لبدء مفاوضات مباشرة برعاية أممية بهدف التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب الدائرة في اليمن.

وانطلقت مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بين الأطراف اليمنية الخميس، في ظل آمال محدودة بالتوصل إلى اتفاق لتخفيف تصعيد القتال في اليمن، عبر عنها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، في مؤتمر صحفي مع وزيرة خارجية السويد مارغوت فالستروم، قبل أن يعقد اجتماعين منفصلين مع رؤساء الوفدين ونائبيهما للبدء بمناقشة جدول الأعمال.

اتفاق لتبادل الاسري

وأعلن المبعوث الأممي خلال المؤتمر أن طرفي الصراع في اليمن توصلا إلى اتفاق لتبادل الأسرى، سيسمح بلم شمل آلاف الأسر، وقال إن من المأمول التوصل إلى اتفاق لتخفيف تصعيد القتال في اليمن، وإن المحادثات ستتطرق إلى كيفية فتح مطار صنعاء، واتخاذ إجراءات لبناء الثقة، والعمل على تحسين الوضع الاقتصادي.

وأشار غريفيث إلى أن الأمم المتحدة ترغب في لعب دور في إدارة ميناء الحديدة إذا ما قبل الطرفان، مؤكداً أنها تسعى أيضا لوضع خطة لتحسين الوضع الاقتصادي في اليمن وخفض العنف.

ورفض غريفيث الاتهامات الموجهة للأمم المتحدة بالسعي لإنقاذ الحوثيين من خلال ممارسة الضغوط لوقف الحملة العسكرية في الحديدة، مؤكداً في السياق أن ما تسعى إليه المنظمة الدولية هو ضمان استمرار عمل ميناء الحديدة، الذي يعد شريان وصول المساعدات الإنسانية والواردات التجارية إلى ملايين اليمنيين.

وأكد غريفيث أن هناك جهداً دولياً كبيراً لإنهاء الحرب في اليمن، موضحاً أن هذه الجولة لا تمثل مفاوضات بشأن الأزمة اليمنية، وإنما هي “مشاورات” من أجل وضع إطار عمل سياسي، محذراً من أن نصف سكان اليمن قد يعانون من مجاعة إذا لم يتم التوصل لحل.

وتزامن انطلاق المفاوضات مع أجواء تصعيدية عبر عنها الطرفان المتنازعان حيث شدد وزير الخارجية خالد اليماني الذي يرأس وفد الحكومة اليمنية الى المحادثات، على ضرورة انسحاب الحوثيين من الحديدة ومينائها وتسليمها إلى الحكومة اليمنية.

من جانب آخر، كتب المسؤول السياسي في جماعة الحوثي محمد علي الحوثي في تغريدة على (تويتر) “إذا لم يتم فتح مطار العاصمة اليمنية للشعب اليمني في مشاورات جولة السويد، فأدعو المجلس السياسي والحكومة إلى إغلاق المطار أمام جميع الطيران”.

وقال المتحدث باسم الحوثيين ورئيس وفدهم التفاوضي محمد عبد السلام في تغريدة على صفحته بموقع (تويتر)”: لن ندخر جهداً لإنجاح المشاورات وإحلال السلام وإنهاء الحرب وفك الحصار، أيدينا ممدودة للسلام”، لكنه دعا المقاتلين الحوثيين إلى البقاء متيقظين إزاء أي محاولة للتصعيد من الجانب الآخر.

وفي ظل هذه الأجواء، عقدت الجلسة الافتتاحية للمحادثات أمس الخميس بعد تأخير، إثر احتجاج الوفد الحكومي على تواجد عدد أكبر من ممثلي جماعة الحوثي قبل أن ينجح المبعوث الأممي باستبعاد العدد الإضافي من الموفدين عن الحوثيين، ليعلن انطلاق المحادثات.

واقتصرت الكلمات في الجلسة الافتتاحية على المبعوث الأممي والوزيرة السويدية، بعدما كان من المتوقع، أن يلقي رئيسا الوفدين، وهما وزير الخارجية خالد اليماني عن الوفد الحكومي، والمتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، كلمتين في الافتتاح، كما جرت العادة على الأقل في آخر جولة مفاوضات استضافتها الكويت.

وفي نيويورك رحب الأمين العام أنطونيو غوتيريس ببدء المشاورات اليمنية في السويد وناشد طرفا الصراع إلى إظهار المرونة والالتزام بحسن النية وبدون شروط مسبقة بهدف إحراز تقدم في المفاوضات الرامية لإنهاء النزاع في اليمن.

ودعا غوتيريس الأطراف المتحاربة في اليمن إلى مواصلة نزع فتيل التصعيد في الحديدة واستكشاف إجراءات أخرى لتحسين الوضعين الاقتصادي والإنساني اللذين يعرضا حياة المدنيين للخطر.. مؤكدا أن التسوية السياسية التي يتم التفاوض عليها من خلال حوار شامل داخل اليمن هي السبيل الوحيد لإنهاء النزاع والتصدي للأزمة الإنسانية المستمرة.

الصليب الاحمر يرحب

وفي سياق متصل، رحبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالاتفاق الذي توصلت اليه الأطراف اليمنية والذي يقضي بالإفراج عن محتجزين لأسباب تتعلق بالنزاع واعادتهم الى ديارهم.

وأكد فابريزيو كاربوني، المدير الاقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان صحفي الخميس عزم المنظمة الدولية على المساعدة في عملية الإفراج عن المحتجزين ونقلهم وإعادتهم إلى ديارهم.

وتواصلت مشاورات السلام حول اليمن في السويد اليوم الجمعة لليوم الثاني على التوالي برعاية الأمم المتحدة، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو أربعة أعوام.

إقرأ أيضاً  أكبر مستشفيات الحديدة هدف لآلة الحرب و انهيار القطاع الصحي في المدينة
ومن المتوقع أن تبحث اجتماعات اليوم التي سيعقدها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، بشكلٍ منفصل مع وفدي الحكومة والحوثيين ملف بناء الثقة في ثلاث نقاط، هي الملف الإنساني الذي يشمل الأسرى والمعتقلين وإيصال الإغاثة، إضافة إلى ملف الحديدة والملف الاقتصادي.

وكشف مصدر في الوفد الحكومي المفاوض أن وفد الحكومة اليمنية قدم ورقة خاصة بمدينة تعز المحاصرة في اجتماعات اليوم لمناقشتها مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث.

ونقلت “غرفة أخبار مشاورات السلام اليمنية” عن مصدر في الوفد الحكومي أنه من المقرر تقديم الورقة في الساعة الثانية بتوقيت السويد ومناقشتها مع المبعوث الأممي، موضحاً أنها تتصل برؤية حول محافظة ومدينة تعز وضرورة رفع الحصار المفروض عليها.

وأكد عبدالعزيز جباري، عضو وفد الحكومة اليمنية المشارك في مشاورات السلام بالسويد أن الوفد الحكومي جاد في الوصول إلى سلام حقيقي من خلال هذه المشاورات.

وأضاف جباري، في تصريحٍ نقلته عن “غرفة أخبار مشاورات السلام اليمنية”، أن هناك فرصة للاتفاق حول عددٍ من القضايا بين الجانبين، كإطلاق المحتجزين والأسرى والمختطفين، من الصحفيين وكتاب الرأي والسياسيين والمواطنين العاديين.

وأشار جباري إلى أن الجوانب الإنسانية وملف الأسرى لم يشهد أي اختراق خلال الفترات الماضية، وحالياً توجد فرصة للاتفاق حولها.

على صعيد متصل، طالب وزير الثقافة اليمني، وعضو الوفد الحكومي المفاوض مروان دماج، جماعة الحوثي بترك مشاعر الاستعلاء ونزعات التميز السلالي، والقبول بإقامة دولة مدنية حديثة تضمن المساواة والحقوق، وتوفر عملية سياسيةً ناجحة.

وقال دماج، في تصريح لـ“غرفة اخبار مشاورات السلام اليمنية ” إن طريق السلام معروف، ويقوم على تنفيذ القرارات الدولية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، مؤكداً أن وفد الشرعية جاء إلى استكهولم ولديه استعداد كامل للسير خطوة باتجاه السلام.

بالمقابل، اعتبر يحيى علي نوري عضو الفريق التشاوري لجماعة الحوثي في مشاورات السويد الحوار نقلة جديدة من خلال الاتجاه نحو المعالجات الحقيقية التي ينتظرها الشعب اليمني للتخفيف من معاناته في مختلف القضايا التي يجب على المتحاورين في ستوكهولم التعامل معها بمسؤولية عالية.

وأضاف نوري، في تصريح لغرفة أخبار مشاورات السلام اليمنية، أن هذه المشاورات هي عملية تنظيمية وتمهيدية فنية شاملة لإيجاد خارطة عمل للمفاوضات القادمة، والتي من المتوقع أن تكون في الكويت.

وأوضح نوري أنه سبقت هذه المشاورات محادثات حول برنامج العمل الحالي.. مشيراً إلى أنه إذا وجدت خطوات معينة نحو الحل فالثقة هنا تكون أكثر للولوج إلى قضايا أكثر عمقاً، كالبحث في القضايا السياسية وشكل الدولة، والمؤسسة الرئاسية بشقيها رئيس الجمهورية والحكومة.

وأشار نوري إلى أنه جرت بعد عملية التدشين لقاءات مع كل طرف على حدة تهيئ لتشكيل لجان مختلفة تعنى بالقضايا المطروحة في جدول الأعمال.. لافتاً إلى أن الافتتاح كان مشجعاً من ناحية الكلمات التي ألقيت من وزيرة الخارجية السويدية والمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث.

وكشفت مصادر مطلعة في وفود مشاورات السلام اليمنية في ستوكهولم عن برنامج عمل النصف الثاني من اليوم الثاني للمشاورات التي تعقد في قلعة جوهانسبرغ في منطقة رمبو شمال السويد.

وقالت المصادر لـ”المشاهد” إن وفدي التفاوض سيناقشان مع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفث ملف الأسرى والمعتقلين من الساعة الثالثة عصراً وحتى الرابعة عصر اليوم الجمعة، فيما سيتم مناقشة الملف الاقتصادي من الساعة الرابعة إلى الخامسة عصراً بتوقيت السويد.

من جانب آخر، كشفت مصادر لـ”غرفة أخبار مشاورات السلام اليمنية” المخصصة لمتابعة المحادثات، أن العمل جارٍ لتقسيم المتفاوضين من طرفي الحكومة الشرعية والحوثيين إلى مجموعات عمل لبحث ملفات محددة.

وأشارت الى أن المجموعات ستشمل مجموعة لبحث إعادة توحيد البنك المركزي اليمني، ومجموعة لبحث التهدئة المحلية ووقف التصعيد بين طرفي النزاع، إضافة إلى مجموعة لبحث إعادة الأمل بفتح مطار صنعاء الدولي، ومجموعة ستناقش ملف مدينة وميناء الحديدة، إلى جانب بحث ملف الأسرى.

وتتجدد آمال اليمنيين في إنهاء الحرب وتحقيق السلام مع بدء مشاورات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة في السويد بعد توقفٍ استمر عامين منذ آخر محادثات عقدت في الكويت والتي من شأنها أن تحدد مسار التسوية في اليمن وانهاء أربعة أعوام من النزاع الذي دفع البلاد إلى حافة المجاعة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص