الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أنطولوجيا القصة القصيرة جدا.. جيل جديد
الساعة 14:39 (الرأي برس - أدب وثقافة)


عن منشرورات غاليري الأدب يصدر قريبا جدا كتاب "أنطولوجيا غاليري للقصة القصيرة جدا.. جيل جديد" يتضمن قصصا قصيرة جدا لأعضاء غاليري  الأدب، الذين يتكونون بالخصوص من كتاب جدد ومبدعين شباب، مسهم قبس من إبداع فوجدوا في غاليري الأدب حاضنا لأقلامهم، التي أينعت نصوصا جميلة تستحق كثيرا من الاهتمام، كما يحتوي الكتاب على مقالات نقدية لنقاد مغاربة وعرب انكبت على نصوص الأنطولوجيا بالدرس والتحليل.
 

وقد أعد هذه الأنطولوجيا للنشر رئيسة غاليري الأدب الأستاذة السعدية باحدة، والمدير العام لصفحات غاليري الأستاذ مصطفى لغتيري، كما ترجم نصوصها إلى اللغة الفرنسية الأديب الطاهر لكنيزي وإلى اللغة الانجليزية الأستاذة سناء العليوي، فيما كتب تقديمها المبدعة حسنة أولهاشمي بعنوان"أنطولوجيا القصة القصيرة جدا..حلم غاليري بصيغة الجمع" وجاء فيه:


بعزم نادر وإرادة قوية وجهود لافتة، استطاع غاليري الأدب كإطار ثقافي جديد بالمغرب أن يدون خطاه الواثقة، ويوثق أولى ثمار الحلم في إصداره الذي رأى مؤخرا النور، وابتهج باستقباله كل من تتبع وهج الالتحام والاتحاد بين المبدعين الذين يؤثثون رقي هذا الصرح المتين سواء كانوا إداريين، أعضاء أو منخرطين، "غاليري الأدب حصاد 2014 " هو الكتاب الذي دخل تاريخ المشهد الثقافي المغربي والعربي عن جدارة واستحقاق لأنه يترجم وفاء مميزا لأهداف الأدب
 

ومرامي الإبداع، كتاب يحتضن أقلاما من مختلف الأجيال والحساسيات والبقاع، يدعم الفئة الشابة ويحفزها على العطاء، يعترف بإبداع المحترفين ويشيد جسر تواصل فريد بين الكلمة والقيمة الثاوية في جوهرها، هو عرى وثيقة بين المبدع والإبداع .. جاء الإصدار حاضنا لأبواب أدبية عدة تروم تقريب عطاء المبدعين وملامسة نبض حروفهم، ومنح القارئ فرصة السفر في أفق كتابة مغربية وعربية، والاستمتاع بالتنوع والاختلاف في الخطاب الأدبي سواء كان قصة أو شعرا أو زجلا..غاليري الأدب صرح يضمن للأقلام التواقة للتعريف بذاتها وبما يتدفق حبرها فرص المشاركة في المشهد الثقافي العربي دون قيد أو منع، الشيء الذي لا تتيحه كل المنابرالثقافية، لكن تحت رقابة ضرورية وصرامة منطقية، وبتتبع هادف ومتواصل من طرف مديره ورئيسته اللذين يسهران على انتقاء المادة الأدبية بعناية ومسؤولية ووعي، أناس يمتلكون ما يؤهلهم لقيادة سفينة الإبداع بمعرفة وفكر وخبرة..هنا يجدر الانحناء لجهود وعطايا وتضحيات الأستاذ مصطفى لغتيري والأستاذة السعدية باحدة..
 

 بعد نشره لكتابه الأول يصر غاليري الأدب على تذويب جدار التردد، ومواصلة الجهود لتفعيل نشاطه الدؤوب في عمل ثان، يعد رهانا حقيقيا على جيل جديد ،يسير قدما بجنس أدبي ،فرض وجوده بقوة وغرس أوتاد سره بشكل محير بين الأجناس الأخرى في فترة وجيزة مغربيا وعربيا، إن لم نقل تسيد في حصد الاهتمام الكبير من طرف عشاقه وقرائه و متتبعيه محليا وعالميا ، ونقصد به تحديدا جنس القصة القصيرة جدا ،هذا الجنس الأدبي الجميل والممتع، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس.. 
هكذا قرر "غاليري الأدب" بكل إخلاص وتفان إصدار أنطلوجيا للقصة القصيرة جدا، تحتفي بروح وجوهر وحياة هذا الجنس الأدبي القصير الحجم الكبير والطويل القيمة والغايات، والثري بجماله شكلا ومضمونا، أنطلوجيا تضم بين طياتها أكثر من خمسين نصا منسمة بلمسات جديدة وأخرى معتقة حنكتها التجارب لبعض محترفي القص القصير جدا، معززة بمقالات نقدية لأدباء ونقاد قديرين ،مشهود لهم بالتمكن والدربة وقوة العطاء على المستوى المغربي والعربي ..

 

القصة القصيرة كجنس أدبي حقق صيته المطلوب لم يظهر وليد الصدفة بل تداخلت عدة عوامل في ميلاده، منها التغييرات التي عرفها العالم على المستوى الاقتصادي، والسياسي والاجتماعي والثقافي ..والقصة القصيرة جدا خرجت من معطف القصة القصيرة، غير أن نشأتها في العقود الأولى من القرن العشرين في أمريكا اللاتينية كانت على يد الغواتيمالي "أوغيستو مونتيروسو"، وبفضل الترجمة انتشر هذا الجنس الأدبي في أوربا وهنا يحضر إسم الروائية والمسرحية "ناتالي ساروت" صاحبة رواية" انتحاءات".. وتبقى تقديرات المهتمين مختلفة ومتباينة حول المؤسسين الحقيقين لجنس القصير جدا، ويدخل في تباين آرائهم عدة عوامل وأسباب..
 

بعد ذلك أصبحت القصة القصيرة جدا تتفرع جذورها في بقاع الكون وظهر كما كبيرا من القاصين الذين برعوا في كشف سحر وسر هذا الجنس الأدبي الثري..
في عالمنا العربي ظهر هذا الجنس الأدبي في العقود الأخيرة من القرن العشرين خاصة في بلاد الرافدين والشام، هنا يحضر إسم زكريا تامر الذي عمق وفاءه لهذا الجنس ،بعد ذلك تسربت موجة هذه الفاتنة إلى المغرب لتعرف ازدهارا 

 

ملموسا مع بداية الألفية الثالثة، وهنا يجب ذكر أن القص القصير جدا كان موجودا حتى في التراث العربي القديم في شكل طرائف ومستملحات ونوادر وأمثال..ووجد أيضا في السرد الحديث من العصر الحديث مع محمد زفزاف وابراهيم بوعلو ،أحمد زيادي، أحمد بوزفور وزهرة زيراوي..
وتعد مرحلة التسعينيات مرحلة مهمة في تاريخ القصة القصيرة بالمغرب حيث تسلسل العطاء في هذا الجنس الأدبي الحامل لسر وشغب الحكي..

 

"ومن المجاميع التي ظهرت حاملة هوية هذا الجنس الأدبي : مجموعة محمد إبراهيم بوعلو تحت عنوان ( خمسون أقصوصة في 50 دقيقة ) ومجموعة جمال بو طيب تحت عنوان ( زخة ... ويبتدئ الشتاء ) ومجموعة حسن برطال تحت عنوان ( أبراج ) ومجموعة مصطفى لغتيري تحت عنوان ( مظلة في قبر ) .
يصر غاليري الأدب بإصداره لهذه الأنطلوجيا على أن يضخ دماء جديدة في صلب القص القصير جدا المغربي والعربي، إذ يشيد جسور إبداع لفئة جديدة في جعبتها ما يبشر بمستقبل قصصي به عمق وروح وحياة، تحسب لمن فعل فكرة الأنطولوجيا إذ يستحق كبير الشكر لأنه يهدي للكثير من عانوا صفعة التهميش فرصة التعبيرعن إبداعهم وما تخفيه ذائقتهم من عشق واحترام لهذا الفن الأدبي المحير..بهذه الأنطلوجيا .

 

الهدف من هذه الخطوة الحقيقة بالتنويه هو تطوير مردودية المنتمين لهذا الصرح العتيد، وتدريبهم على الخلق بحرية وشجاعة، وتعميق أساليب كتابتهم والرقي بإنتاجاتهم والسمو بأهداف الأدب بوجه عام. 
 

أنطولوجيا القصة القصيرة جدا هبة غاليري الأدب المميزة التي تفصح عن الجهود القيمة، من أجل مستقبل أدبي مغربي عربي يثق بالأقلام الجديدة ويؤمن بأحقية حلمها وينصف رغبتها في بصم توقيعها الخاص والجديد في مسيرة الإبداع المغربي..هي إذن خطوة جادة في تاريخ أكثر المنابر الثقافية العربية الإلكترونية نشاطا، صرح أدبي نشيط ،قوي الحضور، استطاع في وقت ضئيل تحقيق صدى طيب، ببصمة مميزة في المشهد الأدبي، هدفه الأكبر هو الحرص على تقدم الأدب والوفاء لجوهره ورسالته الخالدة..
إنه "غاليري الأدب" صرح الإبداع والحلم الجميل..

حسنة أولهاشمي

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص