الخميس 21 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
الدعوات الأمريكية لإيقاف الحرب في اليمن.. تشكيك حوثي وتمسك الشرعية بالمرجعيات الثلاث
الساعة 20:45 (الرأي برس _ المشاهد)

من جديد يعود الحديث عن المفاوضات السياسية بشأن السلام في اليمن، وذلك بعد عودة الدعوات الدبلوماسية الغربية، لا سيما الأمريكية، لوقف الحرب في اليمن.


وجدد وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، الأربعاء الماضي، دعوته إلى وقف إطلاق النار في اليمن، وحضور جميع أطراف النزاع إلى طاولة مفاوضات في غضون الـ30 يوماً المقبلة.


وقال ماتيس، خلال مؤتمر في واشنطن: “نريد رؤية الجميع حول طاولة مفاوضات على أساس وقف إطلاق النار”، مضيفاً: “علينا أن نقوم بذلك في الـ30 يوماً المقبلة، وأعتقد أن السعودية والإمارات على استعداد للمضي في الأمر”.


وكان ماتيس، وخلال مشاركته في مؤتمر “حوار المنامة”، قد خصّص نصيباً لافتاً من حديثه حول الحرب في اليمن، وقدم تصورات للحل ترتكز على تقسيم اليمن إلى مناطق حكم ذاتي، وإخلاء المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية من السلاح، ونزع الصواريخ الباليستية من اليمن، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة ستضع الإطار المناسب لهذه التصورات.


من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الأربعاء الماضي، على وقف الأعمال القتالية في اليمن، وقال إن المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية، ينبغي أن تبدأ الشهر المقبل.

تشكيك حوثي بجدية الدعوة الأمريكية

موقف الأطراف اليمنية بشأن هذه الدعوات الجديدة نحو استئناف المفاوضات اليمنية، لا يبدو مشجعاً، وذلك من خلال المواقف الرسمية التي صدرت عقب هذه الدعوات وهذه النداءات، والتي تشكك بجدية هذه العملية.


رئيس “وفد صنعاء الوطني” في مفاوضات السلام محمد عبد السلام، قال إنهم “على استعداد للتفاعل الإيجابي مع أي جهود دولية وأممية تتسم بالجدية والمصداقية والحيادية لوقف الحرب”، مبدياً تشكيكه بجدية الدعوة الأمريكية التي تزامنت مع حشود عسكرية لـ”التحالف” في الساحل الغربي.


وأكد عبد السلام على أن دعوة وزير خارجية أمريكا لوقف الحرب على اليمن، التي يشاركون في عملياتها، “إذا كانت جادةً لا بد أن تقترن بخطوات ملموسة برفع الغطاء السياسي عن هذه الحرب العبثية، والوقف الفوري لتقديم الدعم اللوجستي والمعلوماتي لطيران العدوان”.


واشترط رئيس “وفد صنعاء الوطني”: “سحب الضباط الأمريكيين من غرف عمليات العدوان، وإيقاف صفقات السلاح التي تسببت في قتل الأطفال والمدنيين، قبل الحديث عن وقف الحرب وإفساح المجال لجميع الأطراف لمعالجة سياسية شاملة”.


وشدد على أن المؤشرات الأولية لا توحي بجدية الدعوة الأمريكية، لأن “ما نشهده على الواقع هو النقيض، حيث حلفاء أمريكا مستمرون في عمليات التحشيد، مما ينبئ عن مرحلة تصعيد عسكري في الساحل الغربي وباقي الجبهات.


وقال عبد السلام إنه وفقاً لتجارب سابقة حول “دعوات مماثلة صدرت سابقاً، سرعان ما أعقبها تصعيد ميداني، فإننا نؤكد جاهزية شعبنا والجيش واللجان الشعبية لمواجهة أي تصعيد”، مجدداً “الحرص على التعاطي مع أية خطوات عملية، وليس الدعوات الشكلية، والتي تطلق للمواسم الانتخابية وللاستهلاك الإعلامي”، لعودة المفاوضات والتمهيد لتسوية سياسية تنهي الأزمة التي دخلت عامها الرابع.

الحكومة الشرعية متمسكة بالمرجعيات

أما الحكومة الشرعية فقد تعاملت مع هذه الدعوات من زوايا لا تؤكد علمها عنها مسبقاً، ولا تبدو متفاعلة معها هي أيضاً، خصوصاً وأنها ترى أن المقترحات التي يجري تداولها وطرحها من قبل المسؤولين الأمريكيين، تشرعن لجماعة الحوثي، وتؤكد بقاءها ومشاركتها في أية عملية سياسية قادمة، ومن هذه الزاوية عبرت الشرعية عن موقفها بطريقة توحي بعدم رضا عن المقترحات التي تقدم بهذا الشأن.


4 سنوات من الحرب العبثية التي لم تغير من موازين القوى لصالح أي طرف، ومع ذلك لا تزال “الشرعية” تعلق آمالها على مواصلة دعم “التحالف” لها، وتتمسك بـ”المرجعيات الثلاث”، ولم تصحُ من أحلام “الحسم العسكري”، حتى حل عليها حديث وزير الدفاع الأمريكي في مؤتمر “حوار المنامة”، كالكابوس الذي أفزعها من سباتها الطويل، وظهر التخبط جلياً في حديث وزير الخارجية في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، خالد اليماني.


ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن اليماني قوله إن “الحكومة لا تعلم تفاصيل المشاورات الجديدة، سوى أنها تهدف لإجراءات الثقة التي تم الحديث عنها في جولة جنيف السابقة، وإن جريفيث تحدث عن الاجتماع من دون الرجوع إلى الحكومة”، مضيفاً أن “الرئيس عبد ربه منصور هادي سيلتقي المبعوث الأممي مارتن جريفيث لتحديد أجندة المشاورات ومكان وتاريخ انعقادها”.


وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، رحب بالدعوات الأخيرة لاستئناف العملية السياسية لوقف الأعمال العدائية في اليمن.


وشدد جريفيث على أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع، وأنه سيواصل العمل مع جميع الأطراف للاتفاق على خطوات ملموسة لتجنيب كل اليمنيين النتائج الكارثية لاستمرار الصراع، والتعامل على وجه السرعة مع الأزمة السياسية والأمنية والإنسانية في اليمن.


وحث المبعوث الأمني جميع الأطراف المعنية على اغتنام هذه الفرصة للانخراط بشكل بنّاء مع الجهود الحالية لاستئناف المشاورات السياسية على وجه السرعة، من أجل التوصل لاتفاق على إطار للمفاوضات السياسية، وعلى تدابير لبناء الثقة، والتي تتضمن تعزيز قدرات البنك المركزي اليمني وتبادل الأسرى وإعادة فتح مطار صنعاء، مشيراً إلى التزامه بجمع الأطراف اليمنية حول طاولة المفاوضات في غضون شهر.


وأعرب غريفيث عن تفاؤله بالانخراط الإيجابي لكل من الحكومة اليمنية والحوثيين مع جهوده، مؤكداً عزمه مواصلة العمل مع جميع الأطراف المعنية في المنطقة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة لإنهاء الصراع في اليمن.

 

خفة في استخلاص الحل

وصف سفير حكومة الرئيس هادي في لندن الدكتور ياسين سعيد نعمان، الرؤية التي قدمها وزير الدفاع الأمريكي للتسوية في اليمن، بـ”الخفة في استخلاص الحل”.


وقال في منشور له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن “البعض يراهن على أن قضية استعادة الدولة من أيدي المليشيات الانقلابية، ستكون ضحية تسويات لقضايا أخرى مستجدة أو عارضة في المنطقة، وأن هذا الرهان ازداد بعد حديث وزير الدفاع الأمريكي في مؤتمر البحرين، عن تسوية يُمنح بموجبها الحوثيون حكماً ذاتياً في مكان ما في شمال الشمال، وحدود دولية منزوعة السلاح، وجيش يمني محدود التسليح”، معتبراً أن “هؤلاء المراهنين لا يختلفون كثيراً في حساباتهم عما يروج له الانقلابيون عن صفقات يجري الإعداد لها، وتجعل من انقلابهم ومصادرتهم للدولة أساساً لحل سياسي شامل، بديلاً عن المرجعيات الثلاث، التي تشكل الطريق الوحيد نحو سلام دائم”.


يقول الناشط السياسي، عبد الهادي العزعزي، في حديثه لـ”المشاهد”: “محاولات أمريكية لفرض التعامل مع الانقلاب كشرعي بالأمر الواقع، هناك أوهام أن الحوثة سكان أصليون لإقليم آزال كاملاً عند الأمريكيين. والواقع أن الحل يجب ألا يتجاوز المرجعيات الثلاث والقرارات الدولية أولاً، والثاني والأهم هناك إمعان وضغوط أمريكية لبقاء الحوثي قابلاً للانفجار في المنطقة كمنطقة ابتزاز للمملكة العربية السعودية، لأنه سبب لبقائها تحت الاستنزاف”.


ويضيف العزعزي: “حين تشعر الولايات المتحدة بتحرك سعودي جاد في الحرب، يتم إيقاف التحرك باسم السلام عبر الولايات المتحدة وبريطانيا. نحن أمام مسلسل لا ينتهي، ولا تنتهي الحرب، ولن يحدث سلام، لكن هناك إطالة لعمرها، وهناك تخوفات خليجية تؤدي إلى تورطهم أكثر، والأخطر أنها تهز صورة الأنظمة عند مواطنيها داخلياً”.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص