- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
- المكتب السياسي للمقاومة يشارك احتفالات الجالية في امريكا بعيد ثورة ٢٦ سبتمبر
تتملك أسيد سرحان، جريح حرب، حماسة العودة إلى جبهات القتال في فرضة نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، كلما دوى في مسمعه زامل “سرينا بليل أغدر”، الذي يعتبره أحد أقوى زوامل المواجهة في حرب الزوامل بين الشرعية والحوثيين.
ويبدو الزامل خارج اهتمامات السلطة الشرعية، بحسب قناف المعظي، الذي يعد من أهم فناني الزوامل في جبهات الشرعية، رغم أنه أحد الفنون الشعبية في اليمن.
ويقول قناف، منتج زامل “سرينا بليل أغدر” “كل الأبواب مغلقة في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، لعدم اكتراث المعنيين بالزامل كسلاح في خضم المواجهة الحوثيين”.
ويسرد معاناته مع عدم اكتراث السلطة الشرعية بمحافظة مأرب لهذا النوع من الفنون، بالقول: “لنا 4 سنوات في مأرب، ولم نجد استديو للتسجيل، وما نفعله هو أننا ننتج الزوامل على حسابنا الشخصي، وإذا احتجنا إنتاج زامل قوي قد نضطر لإيقافه لعدم توفر الإمكانات الفنية والمادية”.
ويعترف قناف أن الحوثيين تفوقوا في معركة الزوامل، نتيجة لاهتمامهم بالزامل الحربي منذ وقت مبكر.
وبدأت جماعة الحوثي بالاهتمام بالنشيد منذ زمن بعيد، إذ كان النشيد الرسمي لحكمهم، والفن الوحيد المعتمد في السلك العسكري، ما كان يعرف بـ”العكفة”، وهم جيش الإمام.
ويهتم الحوثيون بالزامل كفن أساسي وسلاح في الحرب الحالية، فهم ينتجون زواملهم بكثرة وجودة عالية، من حيث المونتاج والمكساج والاستديوهات الحديثة والموزعين الكبار، علماً أن الكثير من زوامل الحوثيين تنتج في استديو هات خارج اليمن، بحسب قناف، الذي يقول إن الزامل الحربي جديد في ساحة الشرعية.
ويلقي الحوثيون بكل ثقلهم وإمكانياتهم المادية في معركة الزامل بحسب سرحان، مشيراً إلى أن الزامل الحربي يولد حماسة معنوية للمقاتلين.
لكن قلة المنتج الفني من زوامل الشرعية، إلى جانب الرداءة الفنية التي تعاني منها الزوامل القوية في كلماتها، تعد انعكاساً لغياب الرؤية الفنية والثقافية للسلطة الشرعية التي لا تكترث بالفن كسلاح في المواجهة والحرب.
”أشعر برغبة بالتحليق، وأنا أستمع للزامل، وأمضي في المعركة دون خوف. لا أخاف من الموت أو من أيّ شيء”؛ هكذا أجاب محمد الزعيلي، أحد جنود الحكومة المتواجدين في جبهة صرواح الواقعة في الجهة الغربية لمحافظة مأرب، على سؤالنا عن قيمة الزّامل بالنسبة له.
لكن شعور الزعيلي بالتحليق بدأ في الهبوط، وهو يسرد الفارق بين زوامل الشرعية وزوامل الحوثيين، إذ يقول: “الحوثيون لديهم غرفة عمليات خاصة وشيك مفتوح لإنتاج زوامل بجودة فنية عالية، مع ما تتضمنه زواملهم من تضليل ونشر لمفردات الطائفية ومسخ لعقول الشباب والأطفال، والزج بهم إلى جبهات القتال على إيقاع الزوامل، أما الشرعية، فلا هي دعمت الزامل الحربي، ولا هي أنتجت الأغنية الوطنية.
ولعبت الأغنية الوطنية في ستينيات القرن الماضي، دوراً كبيراً في ثورة اليمنيين ضد حكم الأئمة الذي امتد لعشرات السنين في اليمن الشمالي، وثورة اليمنيين في الجنوب على الاحتلال البريطاني في العام 1963.
ويواجه عشرات من الشعراء وناظمي الزوامل، صعوبة في تسجيل وإنتاج زواملهم في مناطق الشرعية.
واحترف شعراء المناطق القبلية، ولا سيما المناطق الشمالية ومناطق شمال الشمال من اليمن، وتحديداً محافظة صعدة، كتابة الزوامل، كونه أداء إنشادياً بصوت جماعي، ترافقه رقصات شعبية، كرقصة البرع الشعبية بالجنابي، وهو صوت الصلابة ولون الجبل، على حد تعبير راشد القاعدي.
ويقول القاعدي، وهو شاعر يمنيّ يكتب زوامل، إنّ الزّامل جنس من أجناس الشعر الشعبيّ منذ زمن قديم، وأنّه في الأساس، لون من الهزج الحربيّ، ينظمه شاعر ما قبل ابتداء المعركة، غالباً على نحو مرتجل، ثمّ يهزج به مجموع المقاتلين من خلفه، الذين يتماهون مع ما يفيضه عليهم من دفق كبير من الحماسة، مضيفاً لـ”المشاهد”: “الزامل توسعت أغراضه، لتشمل مختلف المناسبات الاجتماعيّة، سيّما الفرائحيّة منها، مثله مثل الشيلة التي تعتبر لوناً مرادفاً له”.
وبين الشيلة والزامل فوارق، يضعها الشاعر جبر طعيمان، من محافظة مأرب، على مستويين: فرق في الإيقاع، وآخر في الشموليّة، كما يقول. فالزامل، لون جبليّ، سريع الإيقاع، كأنّما يعبّر من خلال ذلك، وبتلقائيّة، عمّا تفرضه الحركة من أعلى إلى أسفل، من تسارع في الخطو، أمّا الشيلة، فهي لون شائع لدى سكان الوادي، وإيقاعها رتيب وهادئ.
“الزامل أكثف حضوراً والشيلة أكثر شمولية”، يقول طعيمان، مضيفاً: “وعلى الرغم من أنّ الشيلة تستخدم لمختلف الأغراض التقليديّة والغزل والهجاء والمديح والمناسبات، ما يجعلها أكثر شموليّة من الزامل الذي لا يتسع لغرض كالغزل مثلاً، إلا أن حضورها في الحرب ليس بكثافة حضور الزامل”.
ويرى طعيمان أن المعركة تفرض على جنودها سرعة الحركة والتصرّف، والميل للانفعال والفعل العنيف، وهذا ما يجعل الزامل ملائماً أكثر من الشيلة.
وخلافاً لما يراه طعيمان وسرحان وقناف والقاعدي، فإن محمّد الشرعبي، أحد الشباب العاملين في الإعلام، يرى أن الزّامل واحدة من علامات التردّي، كونه مسعر حرب، أو النتيجة الحتميّة لأية حرب.
ويقول الشرعبي: “لا أستطيع استيعاب كيف سمحنا، نحن مثقفي الشرعيّة، لهذه الألوان المتشنجة والغرائبيّة بالتمدد لهذا الحدّ على حساب الأغنية الوطنية الّتي كان يجب أن تحتل كلّ هذه المساحة”.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر