الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
تساؤلاتٌ مشروعةٌ على طاولةِ الموت - زين العابدين الضبيبي
الساعة 13:36 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


هل تحبُ الجلوسَ على شاطئ البحرِ يا سيدي؟
من نداماكَ في الأرضِ أو في السماءِ
تُرى هل يفرونَ - حين تزاورهم- 
مثلنا في ليالي انكساركَ
يا أفدحَ العالمينَ حضوراً ؟
تُرى هل أخذتَ صغاركَ يوماً
لكي يلعبوا في الملاهي الأنيقةِ
أو هل بوسعكَ
أن تتشبثَ في قلبِ سيدةٍ
تتمرأى السعادةُ في ثغرها
هل تأملتَ يوماً 
بوجهِ الصغارِ الذينَ تَنَاهَبتَ أرواحهمْ

كيفَ طاوعتَ أحقادنا
وسرقتَ الحكاياتِ من ثغرِ أقلامهمْ
أيها الصامتُ المتعجرفُ
يا ظلَ أوزارنا وظلالَ الخرابِ
ويا سارقاً نفحةَ اللهِ
من جسدِ الكائناتِ
و حادي النهايةِ
يا خنجرَ البرقِ في دَعَةِ الأرضِ
دعنا نحب الحياةَ كما ينبغي
ونُعمرها مثلما يشتهي اللهُ
دعنا نرتب فوضى الطبيعةِ
ما دامَ في وسعنا
أغلقِ الأنَ شُباكَ بيعِ تذاكركَ الدمويةِ
والعدميةِ في وجهِ حكامنا
قيلَ عما قريبٍ 
ستبعثَ برقيةً للسماءِ تطالبها بالتقاعدِ...
نرجوكَ يا سيدي
خذْ إجازتكَ الآنَ
فكرْ بما ليسَ يُحصى من الدمعِ
باليُتمِ يغرزُ سكينهُ
في حناجرِ أطفالنا
بالخسارةِ تلكَ التي كبلتنا بها يدكَ المستبدةُ
هاجرْ إلى بلدٍ قافرٍ لا يسيلُ
لعابكُ فيهِ إلى قطفِ زهرِ 
ابتساماتنا
خذْ صغاركَ 
زوجتكَ المستريبةَ
أصحابكَ الأوفياءَ
وما تشتهي من نبيذٍ وفاكهةٍ ومرايا
وقمصانِ نومٍ
وعوضْ نهاراتكَ المكفهرةُ
وارحلْ إلى بلدٍ طيبٍ 
أنتَ أعلمنا بالوجودِ
فأنتَ تركتَ على كل حبةِ رملٍ بهِ ندبةً
واسترحْ حيثما شئتَ
من حقنا أن نشيخَ
ونزرعَ في خلدِ الوقتِ
ما نستلذُ من الذكرياتِ
ونرمي بما يتساقطُ من عمرنا
جهةَ الشمسِ مبتسمينَ لتمنحنا غيرهُ
حانَ أن تترجلَ
أن تتأملَ في الوردِ
أن تنتشي بالأغاني
بما أودعَ الغيبُ في سلةِ
الأبديةِ من نشوةٍ
أن تنامَ على ضفةٍ من ضياءٍ
وتصحو على ساحلٍ من أريجٍ
اما سئمتْ قدماكَ من الركضِ
كفاكَ من سوقِنا للترابِ
وعيناكَ
من توقها للقيامةِ قبلَ الآوانِ
أليسَ "على هذهِ الأرضُ ما يستحقُ الحياةَ"
بلى : 
وغداً سوفَ أشكو إلى اللهِ أني تعبتُ
وشِختُ
وأن يدي ارتعشتْ قبضتاها 
واشكو إليهِ من الناسِ
من أخذتني صواريخهمْ ومشيئتهمْ
عنوةً لأسلَ البراءةَ من غمدها 
وأبددَ أنفاسَ من جُبلوا من ملامحهِ
قبلَ أن تتساقطَ أوراقُ أعمارهمْ 
وأعلقَ وردَ الرجاءِ
على حبلِ رحمتهِ لتكونَ لكمْ 
رغبةُ الارتحالِ إلى بهو جنتهِ
بعد أن تتمرغَ أيامكمْ بنعيمِ الوجودِ وأناتهِ
وتملَ الوقوفَ على ساحلِ اليأسِ
تحمل أثمنَ ما ادخرتهُ حقائبها 
وتفرُ بأشواقها
نحو جنتها المثمرة.

.....
 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص