الخميس 21 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
تطورات النزاع في الحديدة وفرص استئناف مفاوضات السلام اليمنية المتوقفة منذ عامين
الساعة 21:58 (الرأي برس _ المشاهد)

أفادت مصادر عسكرية وطبية يمنية بمقتل 125 شخصا على الأقل بينهم عشرات المدنيين، غداة دعوة مجلس الأمن الدولي أطراف الصراع اليمني إلى جولة مفاوضات جديدة في جنيف يوم السادس من سبتمبر/أيلول 2018.

قالت تنسيقية الأمم المتحدة إن العشرات سقطوا بين قتيل وجريح بقصف يعتقد أنه بغارات جوية للتحالف بقيادة السعودية، في وقت دعت فيه المنظمة الدولية الى وقف إطلاق النار مدته ثلاثة أيام لإنقاذ الاف المصابين بأعراض مرض الكوليرا.

وقتل 55 مدنيا وأصيب أكثر من 130 آخرين الخميس2 أغسطس 2018 بقصف جوي وبحري منسوب للتحالف بقيادة السعودية على مدينة الحديدة حسب وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثيين، لكن المتحدث باسم قوات التحالف تركي المالكي نفى مسؤولية قواته عن تلك الهجمات.

وخيمت أجواء حزن عميق في المدينة اليمنية الساحلية على البحر الأحمر، في أعقاب الهجمات المروعة التي أثارت حالة من الرعب لدى سكان المدينة المنكوبة.

وسقط هؤلاء الضحايا بهجومين متعاقبين استهدف الأول ميناء للاصطياد وسوقا للأسماك، قبل أن يضرب هجوم آخر حشدا من المواطنين والمسعفين، أمام مستشفى حكومي مجاور على شاطئ مدينة الحديدة التي تقع في صدارة أهداف حملة عسكرية تقودها الإمارات على رأس تحالف عسكري يمني متعدد الولاءات.

وأطلقت مستشفيات المدينة، نداءات استغاثة لإنقاذ عشرات المصابين جراء الهجمات المروعة التي لم تشهد المدينة مثيلا لها من قبل.

في أول تعليق للتحالف الذي تقوده السعودية بشأن القصف المنسوب لمقاتلاته وسفنه الحربية، اتهم المتحدث العسكري باسم هذه القوات تركي المالكي، جماعة الحوثيين بتنفيذ تلك الهجمات، قائلا “إن التحالف يتبع نهجا صارما وشفافا في عملياته، مستندا إلى القانون الدولي، كما أكد ان التحالف لم ينفذ أي عمليات داخل الحديدة يوم الخميس2 أغسطس 2018.

تزامنت الهجمات مع اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول تطورات النزاع في الحديدة وفرص استئناف مفاوضات السلام اليمنية المتوقفة منذ عامين.

وقال مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيثس خلال هذا الاجتماع إنه يعتزم دعوة أطراف الحرب في اليمن إلى جولة مشاورات في جنيف يوم السادس من سبتمبر المقبل.

الموفد الدولي طلب من القوى الكبرى “دعما موحدا” من أجل احتواء ازمة الحديدة التي تحولت الى مركز جاذبية ومسرحا للأعمال الحربية.

وقال إنه بالرغم من كل الجهود التي بذلها مؤخرا تصاعدت وتيرة الحرب، داعيا مجلس الأمن الدولي إلى دعم التهدئة في الحديدة، وإبقاء البحر الأحمر خارج الصراع.

واشار الى انه لايزال يواصل السبل لتفادي نشوب معركة في مدينة وميناء الحديدة، رغم أن “متطلبات مثل هذا الاتفاق لم تلب بعد”، حد قوله.

واكد وسيط الامم المتحدة انه على يقين بإمكانية التوصل إلى حل سياسي للحرب، بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني.

وكان غريفيثس، اجرى خلال الاسابيع الاخيرة مشاورات مكثفة شملت الرياض وصنعاء وابوظبي ومسقط والكويت وواشنطن، طلبا لمنع انتقال العمليات القتالية الى مدينة الحديدة وموانئها الحيوية للمساعدات الانسانية، وتشجيع الاطراف المتحاربة على الانخراط في مفاوضات سلام جديدة، بعد نحو عامين من التعثر المستمر.

وقالت مصادر سياسية ودبلوماسية ان مبعوث الامم المتحدة حصل على موافقة مبدئية من الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين بالمشاركة في مفاوضات سلام مباشرة، لكن التعثر استمر على حاله في مسار الوساطة الاممية لتفادي معركة حربية في مدينة الحديدة وموانئها الاستراتيجية على البحر الاحمر.

وتعارض الامم المتحدة ومجتمع العمل الانساني نقل الاعمال القتالية الى مدينة الحديدة وموانئها التي تتدفق عبرها 80 بالمائة من المساعدات والسلع الاساسية، خشية تعريض 8 ملايين يمني يحصلون على مساعدات منتظمة لخطر المجاعة.

حذرت الأمم المتحدة الخميس 2 أغسطس 2018 من أنه إذا لم تتوقف الحرب بنهاية العام الجاري فسيذهب 10ملايين يمني آخر إلى الجوع الحاد.

وفشلت أربع جولات من المفاوضات منذ اندلاع الحرب الطاحنة، في إحراز أي توافق يضع حدا للصراع الدامي الذي خلفت واحدة من أسوء الأزمات الانسانية في العالم، حسب توصيف الامم المتحدة.

وتأمل المنظمة الدولية إقناع أطراف الحرب بالموافقة على تحييد ميناء الحديدة، بموجب خطة اممية تضمن استغلال إيراداته لتمويل دفع رواتب الموظفين، وتحسين قدرات المرفأ الاقتصادي الهام في استقبال سفن الإغاثة الانسانية والشحنات التجارية.

وحسب مصادر إعلامية قريبة من المفاوضات، فان مبادرة الحديدة تبدأ باتخاذ خطوات فورية لتهدئة القتال عند الساحل الغربي، ومنح الأمم المتحدة دورا قياديا في عمليات تشغيل موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى بالاشتراك مع الموظفين المعينين قبل سبتمبر 2014.

وتقود هذه الخطوات في النهاية الى استئناف المفاوضات السياسية بين الأطراف للتوصّل إلى تسوية شاملة لإنهاء الصراع ووضع حد للتصعيد العسكري الجوي والبحري والبري في كافة جبهات القتال.

ورغم التفاؤل الذي ابداه وسيط الأمم المتحدة مرارا حيال مفاوضاته مع أطراف النزاع اليمني، الا ان التباين ما يزال واضحا حول الازمة الطارئة في الحديدة.

ويشترط الحوثيون ادارة مشتركة لميناء الحديدة مع الامم المتحدة، بينما تتمسك الحكومة المعترف بها وحلفاؤها بانسحاب الجماعة الكامل وغير المشروط من مدينة وميناء الحديدة، فضلا عن مينائي الصليف ورأس عيسى المجاورين، وتسليمها الى قوات امنية تابعة للحكومة المعترف بها دوليا.

في الأثناء استمرت المعارك على ضراوتها خلال الساعات الاخيرة في جبهات القتال الحدودية والساحلية والداخلية، ما أسفر عن سقوط 70 قتيلا على الاقل من طرفي الحرب، بينهم 3 جنود سعوديين حسب ما افادت مصادر اعلامية وميدانية متطابقة.

وتركزت أعنف المعارك في محيط مركز مديرية الدريهمي جنوبي مدينة الحديدة الساحلية على البحر الاحمر، حيث تواصل قوات حكومية وفصائل عسكرية جنوبية مدعومة من الامارات عملية واسعة لتأمين خطوط امداد قوات التحالف نحو مدينة الحديدة وموانئها الحيوية على طريق الملاحة الدولية بين مضيق باب المندب وقناة السويس.

كما واصل حلفاء الحكومة ضغوطا عسكرية كبيرة انطلاقا من داخل الاراضي السعودية باتجاه معاقل الحوثيين في محافظتي صعدة وحجة.

وتبنى الحوثيون قصفا مدفعيا وصاروخيا على مواقع حدودية سعودية في نجران وجازان وعسير.

ودرات معارك متفرقة وقصف مدفعي متبادل بين الطرفين في جبهات القتال الداخلية في تعز والضالع ومأرب والبيضاء.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص