- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
مع حلول ساعات الفجر الأولى في مدينة تعز يستيقظ أحمد يحيى الإبي في دكانه الواقع في المدينة القديمة، ليبدأ بصناعة أشهر أنواع الحلوى في تعز والمعروفة بالطرمبا ويحليها بالشيرة المصنوعة من الماء والسكر وليقدمها بعد ذلك لزبائنه الذين يتقاطرون على محله من كل مناطق المدينة وريفها .
تعد “الطرمبا” ألذ وأشهى أنواع الحلويات في تعز على الاطلاق، وتعود أصل الطرمبا إلى كونها حلوى تركية، حيث نقلها الأتراك إلى تعز خلال احتلالهم لليمن، حيث مارسوا صناعتها واكتسب حرفة صناعتها بعض اليمنيين الذين توارثوا فن صناعتها جيلا بعد جيل.
وتكتسب الطرمبا شهرتها حاليا نتيجة ارتباطها بكونها حلوى شعبية ارتبطت في العقود الأخيرة بمدينة تعز التي يعد أبناؤها أشهر من يصنع هذا النوع من الحلوى في اليمن ويقومون بإرساله إلى بقية المدن كأفخر أنواع الهدايا القادمة من تعز.
في دكانه الصغير الذى يعد الاقدم فى المدينة القديمة بتعز يقف الرجل الستيني “أحمد الإبي” ببسمته المعهودة ليبيع على زبائنه “الطرمبا” التي يتناولها الزبائن بالعادة كتحلية بعد وجبة الغداء.
يقول أحمد الإبي لــ”المشاهد نت” إنه يقوم بإعداد الطرمبا وبيعها بنفسه، بعد أن تعلم مهنة صناعة الطرمبا والتي يعمل فيها منذ نصف قرن عن والده الذي كان يصنع الطرمبا ويبيعه في نفس المحل”.
وعن كيفية صناعة الطرمبا يقول “الإبي” إنه يصنعها من الدقيق والزيت والسكر الذي يقوم بعجنه وعصده على النار ثم يقوم بتبريده، ليقوم بعد ذلك بعجن الخليط مجددا مع إضافة البيض له بالتدريج، ويقوم بعد ذلك بوضع الخليط داخل الماكنة اليدوية الخاصة ويقوم بتشكيلها ووضعها في نوعين من الزيت نوع بارد لنفخها ونوع حار لقليها، ويقوم بعد قليها بفصلها عن الزيت الحار وتغذيتها بالشيرة المصنوعة من الماء والسكر لمنحها الطعم الحلو وبذلك تكون جاهزة لتقديمها للزبائن”.
ومحل “الإبي” للطرمبا عبارة عن محل قديم جدا في مدينة تعز القديمة حيث لا يعرف تاريخ انشاؤه على وجه الدقة، ويمتاز بعد وجود أي يافطة أو لوحة عليها اسمه وانما تداول الناس اسمه نتيجة شهرته، فهو دكان قديم بأدوات طبخ قديمة من قدر القلى إلى “شولة النار” إلى ماكينة الطرمبا، وهي مواد قديمة بقدم المحل ومنتجه الأصيل.
إقرأ أيضاً السعودية تعلن عن مقتل أحد جنودها فى الحدود الجنوبية
وقد وصل طرمبا “الإبي” إلى أقصى الكرة الأرضية نتيجة لذة الطعم وتميزه الذي جعله من أثمن الهدايا التي يرسلها أبناء تعز لاحبابهم في المدن اليمنية الأخرى أو في دول المهجر، كما أن أسعارها رخيصة مقارنة بتكلفة صناعتها في ظل ارتفاع أسعار المواد المكونة لها، حيث تباع القطعة الواحدة بــ50 ريالا بينما تباع القطعة الصغيرة بــ 30 ريالا.
يقول “الإبي” كان من قبل يأتي الناس لشراء الطرمبا ويرسلوه كهدايا لأقاربهم في صنعاء وعدن وكل المحافظات، كما أن البعض كان يأخذ طرمبا ويرسله لأهله المغتربين في السعودية وبريطانيا وحتى أمريكا، وكنا طبعا نقليه شوي ولا نجعله ينضج ونعلم المغترب كيف يقوم بقلية قليا اضافيا وبعد ذلك يضيف له شيرة التحلية ليكون جاهز”.
وقد تأثرت حالة البيع والشراء في محل “الإبي” بفعل الحرب التي تشهدها تعز منذ ثلاث سنوات كبقية المحلات التجارية التي تأثرت نتيجة سوء الوضع الاقتصادي والمعيشي للناس، وعن تأثر الحالة التجارية في محله يقول الإبي “كنا من قبل الحرب نبيع كميات كبيرة جدا وكان الاقبال شديد على شراء الطرمبا ومن هذا المحل عاشت أسر وبنينا بيوت والحمد لله، لكن الآن بالكاد نبيع بما يقابل الضمار حيث نبيع بالمتوسط بحوالي 15.000 ريال فقط”.
وعلى الرغم من ذلك فلا يزال هناك زبائن دائمين على الطرمبا ويتناولوها بشكل يومي، وينظرون لها باعتبارها وجبتهم المفضلة والتي يجب التحلية بها بعد وجبة الغداء، ولا طعم لليوم بدونها .
يقول ماجد الوجيه لــ”المشاهد نت” إن الطرمبا تعد بالنسبة له وللكثيرين من أبناء تعز وجبة استثنائية نتيجة لمذاقها الاستثنائي والخاص ولطريقة صناعتها التقليدية، كما أنها رخيصة الثمن مقارنة بأنواع أخرى من الحلويات، وهذا ما يستدعي الاهتمام بهذه الصناعة والحفاظ عليها عن طريق فتح مصانع خاصة لصناعة الطرمبا وتصديره”
وتكافح صناعة الطرمبا بالطرق التقليدية حالة تدفق الحلويات الخارجية إلى الأسواق في ظل عدم الاهتمام بتوارث حرفة صناعتها وتعليمها للأجيال القادمة، ما يطرق ناقوس الخطر من اندثار صناعة الحلوى التركية التي ترعرعت في تعز.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر