السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
اعداد المصابين بالمرض يتضاعف فى اليمن مصاب “بالإيدز ” يروي “للمشاهد” معانات
الساعة 21:24 (الرأي برس - المشاهد)

حذرت الأمم المتحدة من تفشي الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في اليمن، بعدما أظهرت إحصائيات أعدها برنامج أممي ارتفاعاً حاداً في معدلات الإصابة بالفيروس؛ بسبب ظروف الحرب المندلعة في البلاد منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

وأظهرت إحصائيات أعدها برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس “الإيدز” (UNAIDS)، وهي منظمة تابعة للأمم المتحدة مسؤولة عن مراقبة انتشار فيروس نقص المناعة الإيدز أن “الإصابات بالفيروس، ارتفعت لتصل الى نحو 54 ألف حالة في اليمن.

ويفضل المئات من المصابين بالمرض في اليمن العيش في السر خوفاً من افتضاح أمرهم حيث أن الإصابة بمرض الإيدز يرتبط في أذهان اليمنيين بالرذيلة والعار والعقوبة الإلهية.

وينتقل فيروس نقص المناعة المكتسب المسبب للإيدز من خلال الدم والمني وحليب الثدي، ولا يوجد علاج للعدوى لكن بمقدور المصاب تحييد المرض لسنوات بالحصول على تشكيلة من العقاقير المضادة للفيروسات.

الفقر وزحف الوباء

الحرب والفقر والأمية كلها عوامل ساعدت على فتح الأبواب الموصدة أمام تكاثر وزحف الوباء فتاك (الإيدز) في اليمن حيث تدفع الظروف المادية المزرية والأمية عدد من الشباب والشابات الى الوقوع في فخ البغاء لجهلهم بالعواقب الوخيمة.

ويرى باحثون أن ارتفاع معدلات الفقر وتدني مستوى التعليم في اليمن، أسباب أساسية لانتشار مرض نقص المناعة المكتسبة، حيث أن معظم الحالات المصابة بفيروس الإيدز توجد في أوساط الفقراء الذين تزايدت أعدادهم في ظل الحرب.

ومع اتساع رقعة الفقر في اليمن بسبب الحرب ازدادت نسبة من يسلكون طريق الدعارة من الفتيات اللاتي يتم استغلالهن من قبل عصابات وجدت في العمل الجنسي تجارة مربحة.

وتتنتشر في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى بعض البيوت والفنادق التي تبيع الهوى بأسعار زهيدة ما يشجع الشبان على ارتيادها ليقعوا فيما بعد ضحية للمرض القاتل.

ويشكل النازحون واللاجئون في اليمن خطورة على أنفسهم وعلى السكان المحليين حيث تدفع البطالة الكبيرة الفتيات والعديد من الشبان إلى بيع أجسادهم من أجل البقاء على قيد الحياة.

وكشف تقرير مؤشرات الاقتصاد اليمني الصادر عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي (غير حكومي) في سبتمبر 2017 إن نسبة الفقر في اليمن ارتفعت إلى 85% من إجمالي عدد السكان البالغ 27 مليون نسمة.

ورغم الحرب وانتشار الفقر والأمية في البلاد, الا أن اليمن مازالت تحافظ على أحد أدنى معدلات الإصابة بفيروس (الإيدز) بين الدول المجاورة، إلا أن الأزمة الإنسانية التي تعاني منها حالياً تبشر بارتفاع كبير ومخيف للمرض.

إقرأ أيضاً  جماعة الحوثي تفجر منزل مواطن فى منطقة الشقب جنوب مدينة تعز
إحصاءات رسمية

تعتمد وزارة الصحة اليمنية “برنامجاً وطنيا” للتصدي لمرض الإيدز، لا يحجر على المريض المصاب، طالما يتلقى علاجه بشكل منتظم، ما يتيح للمصابين متابعة حياتهم بشكل طبيعي.

وتقدم الوزارة خدمات الرعاية الصحية للمرضى عبر مراكز صحية تابعة للمركز الوطني لمكافحة الإيدز في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات الا أن أغلب هذه المراكز توقفت عن تقديم الأدوية المجانية للمصابين بالإيدز بسبب تدهور الأوضاع الصحية في البلاد نتيجة الحرب.

وتشير البيانات الرسمية الصادرة مؤخراً عن وزارة الصحة في العاصمة صنعاء الا أن مراقبين يرون أن أعداد المصابين بالإيدز في البلاد تتجاوز 35 ألف شخص.

ويرى مراقبون أن أعداد المصابين أكبر بكثير من هذا الرقم كون الوزارة تتكتم على الأعداد الحقيقية، فيما يمتنع بعض المصابين عن إفشاء إصابتهم بالمرض حتى لاتتغير نظرة المجتمع اليهم.

معاناة مصاب

لم يقو جابر (شاب يمني في الـ30 من العمر) على ذكر سبب إصابته بفيروس الإيدز، بل اشترط التحدث لـ”المشاهد” بعدم سؤاله عن ظروف إصابة بالمرض.

ويحكي جابر أنه أصيب بالإغماء عندما أخبره الطبيب في أحد المستشفيات في العاصمة صنعاء قبل نحو خمس سنوات بأنه مصابة بفيروس نقص المناعة البشري.

ويشير في حديثه لـ”المشاهد” أن معاناته زادت مؤخراً حيث يضطر لشراء الأدوية المرتفعة الثمن بعد أن باتت مراكز مكافحة المرض فارغة من الأدوية بينما يؤدي عدم الانتظام في الحصول على العلاج الى تفشي الفيروس ويجعله أكثر مقاومة.

ويؤكد جابر أن أهم ما يحتاج إليه المصابون بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، بالإضافة إلى العلاج هو توعية المجتمع بكيفية التعامل مع المصابين، حتى لا يصل الأمر بهم لأوضاع نفسية تؤدي بهم إلى الانتحار، نتيجة إهمال متطلباتهم ونبذ المجتمع لهم ولأسرهم..لافتاً إلى أن دور المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في هذا الجانب يكاد يكون غائبا في هذا السياق .

ودعا في ختام حديثه المنظمات الدولية الى توفير العلاج الكامل لمرضى الإيدز في اليمن، كون علاج المرض مكلف جداً ويحتاج إلى الاستمرارية، إضافة الى المساهمة بإعادة تأهيل المرضى واحتوائهم، وتوعية أفراد المجتمع بتقبلهم.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص