بعد معارك طاحنة بين الجيش اليمني جماعة الحوثي ،تمكنت الجماعة في الثامن من يوليو/تموز 2014 من السيطرة الكاملة على محافظة (عمران) بوابة العاصمة صنعاء ، ومنذ سيطرت الحوثيين على المحافظة ،يعاني أبنائها ويلات ومصائب جمه،لم يعهدوها في اسوء المراحل التي مرت عليهم منذ زمن .

يعيش يونس المعمري، هو وعائلته ،في مدينة مأرب ، بعد أن تمكن من الهروب من محافظة عمران ، هربا من بطش الحوثيين قبل نحو عامين ،يقول المعمري لـ”المشاهد ” “لم نتخذ القرار بترك منزلنا الا بعد أن تمادى الحوثيون في التنكيل بكل من يعارضهم في عمران ولو حتى بالكلمة ، مستخدمين كل أساليب الارهاب ، نتمنى أن نعود الى بيوتنا ،وأعمالنا ، ونعيش بشكل طبيعي بعد أن يرحل الحوثيون .”

يونس واحدا  الآف من المواطنين المتضررين من جماعة الحوثي يحمل في جعبته الكثير من القصص المحزنه ، التي تحكي الواقع المؤلم الذي يكابده أبناء محافظة عمران .

وفي حديثه لـ”المشاهد ” يشير وليد اللهيم وكيل محافظة عمران “الى أن جماعة الحوثي ارتكبت سلسلة من الجرائم المنظمة بمحافظة عمران والتي تزيد عن 40 ألف جريمة وانتهاك ضد المدنيين خلال الفترة المنصرمة وهي في تزايد مستمر”،

ويقول اللهيم ” نتلقى شكاوي يومية من المواطنين عن الإنتهاكات الحوثيه بالمحافظة وبسبب الموقع الهام لمحافظة عمران ،وتاريخ أبنائها النضالي فقد نالت المحافظة وأبنائها النصيب الأكبر من القمع والتنكيل والانتهاكات من قبل المليشيات الانقلابيه ففي محاولة يائسة لتخويف المجتمع واجباره على الخضوع لرغباتهم حيث قامت الجماعة بإرتكاب 39537 جريمة وانتهاكاً، توزعت بين القتل والإصابة والاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب، وتجنيد الأطفال وغيرها. وسقط جراء هذه الجرائم والإنتهاكات 796 قتيلاً مدنياً، بينهم 9 نساء و83 طفلاً، إضافة إلى رصد 4 حالات إعدام وتصفية جسدية، و5 حالات اغتيال، و3 حالات وفاة جراء التعذيب، وحالتي وفاة بسبب الإهمال داخل سجون الميليشيات، و17 حالة شروع في القتل، إضافة إلى 5 قتلى و11 مصاباً جراء انفجار الألغام الأرضية التي زرعتها جماعة الحوثي الانقلابية. ”

وبحسب اللهيم “فإن شبكات الرصد التابعة لمحافظة عمران وثقت مايزيد عن 658 حالة اختطاف وإخفاء قسري، و561 حالة اعتقال تعسفي، وتعرض 127 شخصاً للتعذيب داخل سجون ومعتقلات الميليشيات ، كما تعرض 46 شخصاً لاعتداء جسدي، و211 حالة تهديد وتعسف. ،و نزوح 2168 أسرة من منازلهم، وتهجير الميليشيات قسريا لـ26349 شخصاً ذكوراً وإناثاً. ”

ووفق الإحصائيات للمنظمات الإنسانية “فقد تم رصد 2351 حالة تجنيد أطفال من قبل الحوثيين في عمران، وإرسالهم إلى جبهات القتال، قتل منهم أكثر من 400 طفل في المعارك، وأصيب 300 طفل آخرون معظمهم أصيب بإعاقات دائمة، إضافة إلى اختطاف 21 طفلاً كرهائن. وكذلك حالات الإعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة، والمساجد ودور العبادة حيث تم الاعتداء على (121) من المساجد و دور العبادة والسيطرة على (235) من المدارس وتحويلها لثكنات عسكريه و اقتحام ( 52) من المقرات الحزبيه واقتحام وتفجير عدد (424) منزل واستحداث عدد (163) من نقاط التفتيش لتضييق على المواطنين و مايزيد عن 18 سجون سريه وخاصه تمارس التعذيب والتنكيل بالمواطنين. كما تم نهب ومصادرة حتى المعونات الغذائية والإنسانية في محاولة متعمدة لزيادة معاناة أبناء المحافظه كبقية المحافظات اليمنية الاخرى التى تحت سيطرتها. ”

ويضيف اللهيم  قامت جماعة الحوثي بإقصاء العديد من العسكريين ومدراء المديريات والأمن وتغييرهم بأشخاص محسوبين عليهم وإجبار الآخرين للعمل معهم تحت التهديد والوعيد أو القمع والتنكيل ،وكذلك قامت المليشيات الانقلابيه بمصادرة ونهب رواتب الموظفين ونهب إيرادات المؤسسات الايرادية كالضرائب والزكاة وغيرها ونهب إيرادات المصانع والشركات العامة كمصنع اسمنت عمران وفرض الرسوم التعسفية من مبالغ كبيرة ضد المواطنين والتجار واجبارهم على دعم ما يسمى المجهود الحربي واجبار الوجهات والشخصيات الإجتماعية على الحشد والتجنيد الإجباري مقابل صرف مساعدات غذائية ، إضافة للمصادرة والتفجير للبيوت الوجاهات الاجتماعيه المعارضه لهم”

ويتابع وكيل محافظة عمران متحدثا 
” لقد وصل انتهاك وقمع جماعة الحوثي لكل شرائح المجتمع اليمني من اكاديميين وتجار وموظفي وفلاحين  ومقاولين وايادي عامله. ، فهي تقوم بالاستحواذ على مخصصات المحافظه من المشتقات النفطية والغاز وتتاجر به بالسوق السوداء وتبيعه للمواطنيين بأربعة إلى خمس أضعاف سعرة الحقيقي مشيرا الى هذا يتم تحت مبرر دعم المجهود الحربي لحروبهم العبثية ضد عودة الدولة والشرعية.

إقرأ أيضاً  المحكمة الإدارية تعقد جلسة قضائية بخصوص قضية اتحاد الادباء والكتاب بعدن
ويتابع  فرضت الجماعة في الايام الاخيرة ضرائب وجمارك 100% على موردي الغاز غير أبهة بالوضع المعيشي ومعاناة المواطنيين حيث ان إجمالي ايرادات المحافظة من ضرائب وجمارك في هذه المرحلة تتجاوز خمسة مليار شهريا. وماتفرصة من جبايات غير مشروعة تتجاوز العشرين مليار يمني شهريا بينما رواتب موظفين الدولة بالمحافظة وعددهم (17200) مؤظف لا تتجاوز المليار ريال يمني شهريا.

.ويتابع اللهيم  مستغربا مع ذلك لا تقوم بصرف مرتبات الموظفين وتقايضهم بالتموين بالسلات الغذائية والإنسانية المقدمة من مركز الملك سلمان ومن منظمات الإغاثة العالمية التى تبيعة المليشيات للتجار وصرفه ببطائق صرف غذائي للموظفين كنصف راتب. وكذلك ترفض توريد ايرادات المحافظة الرسمية للبنك المركزي بعدن لتقوم الدولة والحكومة الشرعية بصرف رواتب موظفي الدولة بالمحافظة.

ويختتم اللهيم حديثه “للمشاهد”  الجرائم والإنتهاكات التي ارتكبتها جماعة الحوثي في محافظة عمران وأبنائها من اعتقال وإخفاء قسري للناشطين والفاعلين بالمنظمات الحقوقيه والإنسانيه بدون اي احترام لابسط حقوق الإنسان أمام صمت وتجاهل ممنهج من المنظمات الانسانيه والحقوقيه الدوليه وهذه كلها جرائم وانتهاكات يعاقب عليها القانون اليمني والمواثيق والمعاهدات الدوليه وتعتبر جرائم لا تسقط بالتقادم ولا يمكن أن يفلت مرتكبيها من العقاب .”